7 نصائح تساعدك على استثمار الوقت في مرحلة الشباب

أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم الإنسان أن يُحسن استثمار عدّة أمور في حياته وكان أوّلها شبابه، حيث جاء عن عبد الله بن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْس: شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِك" (الألباني – صحيح الترغيب)، حيث أن مرحلة الشباب هي المرحلة التي يتمتع بها الإنسان بكامل قوته وصحته، بينما مرحلة الشيخوخة هي مرحلة المرض والتعب.



فتُعتَبَر مرحلة الشباب ثروة للإنسان والمرحلة الأهم في حياة كل شخص، وهي المرحلة التأسيسيّة التي يجب على الإنسان أن يستثمر فيها الوقت دون أن يُضيّع أي دقيقة أو ثانيّة لإنجاز الأعمال المهمّة التي تُمكّنه من تحقيق النجاح والتفوق في الحياة، وفي هذا الإطار سنقدّم لك بعض النصائح كي تنجح في استثمار وقتك بشكلٍ جيد في مرحلة الشباب.

نصائح تساعدك على استثمار الوقت في مرحلة الشباب:

1- تنظيم الوقت:

لكي ينجح الإنسان في تحقيق النجاح والتقدّم العملي في مرحلة الشباب عليهِ أن يحرص على تنظيم وقته بشكلٍ دقيق وأن يُدرك أهمية كل دقيقة أو ثانيّة تمرُ فيه، وذلك لأنّ العمل بعشوائيّة بعيداً عن التنظيم والدّقة سيُؤدي إلى فشل الإنسان ومنعهِ من تحقيق النجاح والتقدم في الحياة.

2- عدم تضييع الوقت:

لكي تنجح في استغلال مرحلة الشباب على أكمل وجه، عليك أن تبتعد عن كل الأشياء التي من الممكن أن تُضيّع وقتك، كمشاهدة الأفلام لساعاتٍ طويلة، تصفح الانترنت لوقتٍ طويل، الجلوس في المقاهي مع الأصدقاء في أوقات العمل، والحديث على الهاتف.

فاستثمار وقتك بشكل صحيح تضيف ساعات أكثر إلى حياتك، فإذا أحسنت استغلال الأوقات الضائعة في حياتك سيكون لديك أوقات فراغ أكثر وتنجز أعمالك في أوقاتها المحدّدة أو أقل من الوقت المطلوب لتنفيذها.

إقرأ أيضاً: 6 مضيعات للوقت عليك تجنّبها

3- تحديد الهدف:

تلعب الأهداف دوراً مهمّاً وأساسيّاً في تحريض وتشجيع الإنسان على العمل الجاد دون تعبٍ أو كلل، لذلك لكي تنجح في استثمار وقتكَ بشكلٍ جيد في مرحلة الشباب عليك أن تضع هدفاً واضحاً ومحدّداً وأن تسعى للوصول إليهِ مهما تعرضت للمشاكل والعراقيل، وتذكّر دائماً بأنّ الأهداف تتحققُ بيُسر وسهولة أكثر في مرحلة الشباب عن غيرها من مراحل العمر المتقدّمة، وأنّ الذين يحدّدون الأهداف التي تشكّل تحدّيات لكنّها قابلة للتحقيق هم الذين يتحكّمون بقوّة قبضتهم في المستقبل.

إقرأ أيضاً: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

4- استثمار وقت الفراغ:

سبق وتحدثنا في بداية المقالة عن أهميّة كل دقيقة أو ثانيّة تمر في حياتنا اليوميّة، فالساعة التي لا تعملُ فيها عليك أن تستثمرها بشكل إيجابي عن طريق ممارسة بعض الهوايات التي تمدكَ بالطاقة والحيويّة التي تستطيعُ من خلالها أن تقوّي جسدك ونفسيتك للصمود في وجه كل المصاعب التي قد تعيشها، ويتم ذلك عن طريق ممارسة الرياضة كالسباحة، الجري، ركوب الخيل، وغيرها من الأنشطة الرياضيّة المفيدة لاستثمار أوقات الفراغ.

5- التخطيط:

غالباً ما يغيب عنّا في مرحلة الشباب وضع خطط لما نريد القيام به في اليوم التالي أو في السنوات المقبلة من حياتنا، فنقضي أوقاتنا بشكل عفوي بعيداً عن التخطيط المنظّم قريب أو بعيد المدى. لذلك فإن أردت كشاب استثمار وقتك بشكل جيد والاستفادة منه وتحقيق أهدافك التي رسمتها فعليك التخطيط بشكلٍ دائم.

وأوّل خطوة للتخطيط هي التخطيط للمستقبل وذلك من خلال التفكير فيه إلى أقصى حد ممكن وذلك من خلال قيامك بتحديد ما هو مهم بالنسبة لك. فكّر فيما تريد إنجازه عندما تكبر وتتقاعد من عملك؟ هل تريد أن تكون شخصاً ناجحاً؟ شخصاً ثريّاً؟ شخصاً مشهوراً؟ شخصاً يتمتّع بمستوى أكاديمي عالٍ؟ أو غير ذلك..

بعدها يمكنك أن تفكّر فيما تريد تحقيقه بعد 3سنوات من الآن؟ ماهي أهدافك التي يمكنك تحقيقها والتي تريد تنفيذها؟ قد يكون هدفاً على الصعيد المهني كالحصول على وظيفة معيّنة ترغب فيها أو يكون هدف شخصي كالقيام بمشروع ترغب به، أو أيّ هدف آخر.

ثمّ فكر خلال السنة القادمة ماهي أهدافك؟ وماهي الخطوات التي يمكنك القيام بها خلال هذه السنة والتي ستساعدك للوصول إلى أهدافك التي خطّطت لها خلال السنوات الثلاث القادمة، ثم خطط للشهر القادم وهكذا حتّى نصل بعد ذلك للتخطيط على الصعيد اليومي. فيمكنك مثلاً وضع خطّة تتضمّن قائمة بما هو مهم بالنسبة لك لتقوم به على أساس يومي وإدراج ما يمكنك القيام به خلال هذا اليوم والذي يمكن أن يعينك في تحقيق أهدافك الشهريّة.

ويمكنك مُراجعة خُططك بشكل مستمر في حال طرأ أي أمر يستدعي تغييرها أو إضافة تعديلات عليها. وبهذه الطريقة سوف تكون أهدافك وخططك المستقبليّة تحت إدارتك وحدك وستكون أنت المتحكّم فيها وليست هي من تُسيّرك وتقودك إلى مالا تريده.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب التخطيط أول خطوات النجاح

6- الموازنة بين العمل والراحة:

إنّ استثمار وقتك في مرحلة الشباب لا يعني أن تكد في العمل أو الدراسة دون أن تمنح نفسك قسطاً من الراحة أو تحرم نفسك من المتعة بل على العكس من ذلك. فغالباً ما يَحرِم مُدْمِنُو العمل أنفسهم من ثمرة تعبهم،‏ لأنّهم يستنزفون كلّ وقتهم وطاقتهم في عملهم أو واجباتهم.‏

والذكاء هو بأنْ تقوم بالموازنة بين عملك وواجباتك من جهة وبين مُكافأة نفسك بالترفيه عنها وقضاء أوقات ممتعة من جهة أخرى، لتعود بعدها بكل طاقة ونشاط للقيام بأعمالك.‏

كذلك يجب ألّا تحرم نفسك من النوم. فغالباً ما يميل الشباب إلى السهر وتضييع وقتهم دون منح جسدهم قسطاً وافياً من النوم، فنجد أكثر شباب اليوم يغلب عليهم التعب والتوتُّر والكسل بسبب ذلك. وفي الواقع،‏ فإنّ النوم استثمار جيّد لوقت الشباب.‏ فهو يساعدهم على التركيز بشكلٍ أكبر ويعمل على تحسين الذاكرة،‏ ممّا يعزّز قدرتهم على التعلُّم بشكلٍ أفضل.

شاهد بالفديو: 6 أخطاء نرتكبها في شبابنا ونندم عليها عندما نكبر

7- تطوير الذات بشكل دائم:

إنّ تطوير الذات وخاصةً في مرحلة الشباب من أفضل الطُرُق التي قد تستثمر فيها وقتك. فعندما تتقدم في العمر تزيد المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقك وبالتالي لن تجد الوقت الكافي لتطوِّر من نفسك.

لذلك لا تنتظر وبادر الآن لاستغلال هذه المرحلة في تطوير نفسك بشكلٍ دائم ومستمر، فيمكنك مثلاً قراءة العديد من الكتب المفيدة والتي قد تساعدك على تطوير نفسك واكتساب مهارات جديدة، والتي يمكنك استغلالها بدورك في حياتك العمليّة والشخصيّة. فالكتب مصدر مهم يمكنك أن تستسقي منه المعلومات المفيدة لك.

كما يمكنك تعلُّم لغة جديدة، حيث يعتبر تعلُّم لغة جديدة من المهارات التي تطوِّر الذات كما أنّها تساعدك على تنمية قدراتك العقلية، وقد تستفيد منها للحصول على وظيفة معيّنة ترغب بها.

وأخيراً يمكنك إضافةً لما سبق التسجيل في دورات تدريبيّة مختصّة في مجال معيّن تحتاجه في حياتك العملية أو العلمية.

أساليب استثمار مرحلة الشباب فيما ينفع الوطن:

إنّ استثمار مرحلة الشباب فيما ينفع الوطن ويخدمه يلعب دوراً مهمّاً في بناء المجتمع والارتقاء به نحو مستويات متقدّمة، لأنّ الشباب ركن أساسي من أركان بناء المجتمع، ولذلك لا بدّ من استغلال هذه المرحلة وتوجيه طاقات الشباب نحو كل ما هو مفيد لهم ويخدم مصلحتهم ومصلحة وطنهم من خلال أساليب معيّنة منها:

1- توفير الفرص للشباب وإعطائهم حقوقهم كاملة، من خلال فتح المجال لهم من قبل المجتمع لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم وعدم تشكيله كحجرة عثرة في طريقهم. كذلك يتوجّب على الشباب أيضاً المبادرة للسعي لمعرفة مشاكل المجتمع ومحاولة تقديم الأفكار وطرح حلول لها.

2- اعتبار الشباب ركناً أساسياً من أركان بناء المجتمع من خلال تمكين دوره فيه، والاستفادة من خبراته وكفاءاته لصالح المجتمع وبناء الوطن والارتقاء بهما.

3- توفير كافة الخدمات من قِبَل الدولة التي تساعد الشباب على استغلال أوقات فراغهم، وتوجيه تلك الخدمات بجعلها دافع لهم للعطاء المستمر، واستثمار طاقاتهم واستيعابها، بدلاً من تبديدها في أمور لا تنفعهم ولا تنفع وطنهم.

4- تفعيل الدول لدور الشباب من خلال الأخذ برأيهم في القضايا العامّة التي تهم المجتمع، ومنحهم مناصب قيادية في الدولة والاستفادة من خبراتهم من خلال إعدادهم لذلك، وتنمية مواهبهم وتفجير طاقاتهم الكامنة.

5- تفعيل دور الأسرة في تعليم أولادهم منذ الصغر في كيفيّة استثمار وقت فراغهم بشكلٍ جيّد، والذي ينعكس إيجابيًّا على حياتهم فيما بعد في مرحلة الشباب على كافة المستويات المهنية والشخصية والاجتماعية.

6- توفير فرص العمل لفئة الشباب وذلك لتفادي كل ما يمكن أن يصدر عنهم من سلوكيات سلبيّة ناتجة عن انتشار البطالة وقلّة فرص العمل، واستثمار طاقاتهم وقواهم فيما يحقق النفع والفائدة لهم ولوطنهم، وإشغالهم بالأنشطة التعليميّة والثقافيّة والاجتماعيّة والرياضيّة للنهوض بهذه الفئة الشابة ورفع مستوياتها ومعنوياتها بدل من إهمالها والتخلّي عنها وتركها للضياع والانغماس فيما قد يلحق بها الضرر وبوطنها.

7- نشر ثقافة العمل التطوّعي بين فئة الشباب، من خلال استثمار الوسائل الإعلاميّة بمختلف أنواعها، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. حيث أنّ للعمل التطوعي فوائد على الفرد والمجتمع فهو يزيد من ولاء الفرد للمجتمع وإدراكه لعملية التنميّة، ومساعدته في تحديد الأولويات التي يحتاجها وطنه، والمشاركة في اتخاذ القرارات فيه، كما أنّ العمل التطوعي يُساهم في استغلال طاقات الشباب المتوفّرة للحد من سلوكياتهم المنحرفة، إضافة لمساهمة العمل التطوعي في تخفيف حجم الأعباء عن الوطن من الناحية الماديّة والذهنيّة، من خلا توفيره موارد وخدمات كثيرة لأبناء المجتمع.

إقرأ أيضاً: العمل التطوعي: أهميته وفوائده على الفرد والمجتمع

وأخيراً فإنّه واجب علينا الاعتناء بهذه الفئة فصلاح الشّباب هو صلاح لكل المجتمع، ومرحلة الشباب مرحلة هامة ومفصليّة في حياة الإنسان وهي المرحلة التي في حال استثمرها بشكلٍ صحيح وفيما يحقّق له المنفعة سيجني ثمار ذلك فيما بعد، ويجب ألّا ينسى الإنسان أنّه سيقف أمام رب العباد وسيُسْأَل ويُحَاسَب عن فترة شبابه كيف قضاها، فعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لنْ تَزُولَ قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسْأَلَ عن أَرْبَعِ خِصالٍ عن عُمُرِهِ فيمَ أَفْناهُ؟ وعَنْ شَبابِه فيمَ أَبْلاهُ؟ وعَنْ مالِهِ من أين اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنْفَقَهُ؟ وعَنْ علمِهِ ماذا عمِلَ فيه" (الألباني - صحيح الترغيب)، فالله تعالى سوف يسألك عن عمرك فيما أفنيته وماذا أنجزت في حياتك، وعن شبابك فيما استثمرته وهل أحسنت استغلاله؟




مقالات مرتبطة