7 عادات يومية يمكن ممارستها في العمل

قال الفيلسوف اليوناني أرسطو (Aristotle) ذات مرة إنَّنا نتاج ما نفعله باستمرار، وأنَّ التميز ليس عملاً؛ بل إنَّه عادة.



يكره معظم الناس الروتين لأنَّه غالباً ما يكون مملاً ويُشعرك وكأنَّك تعيش وفقاً لقواعد وضعها شخص آخر، ومع ذلك، فإنَّ عدم وجود تنظيم في العمل، أو عدم وجود روتين، سوف يستنزفك جسدياً وذهنياً وعاطفياً، تخيَّل الذهاب إلى العمل كل صباح دون جدول زمني، فإذا فعلت ذلك لن تعرف ما الذي يجب معالجته أولاً، وما الذي يجب وضعه جانباً.

لكن مع العادات اليومية مثل ممارسة الرياضة والقراءة، يمكنك استعادة طاقتك الذهنية والاستمتاع بما تفعله أكثر، ويمكنك أن تنجز في يوم واحد أكثر ممَّا لو تخلَّيت عن الروتين اليومي.

إليك فيما يأتي سبع عادات يومية يمكنك تجربتها في العمل:

1. تناوُل الطعام الصحي:

يعرف معظم الناس أهمية اتباع نظام غذائي صحي؛ لكنَّهم نادراً ما يتناولون وجبات صحية في أثناء العمل، ووفقاً لموقع ويبمد (WebMD)، يتناول أكثر من 70% من الأمريكيين الطعام في مكاتبهم ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع، وهي عادةٌ لا يُنصَح بها؛ فقد صُمِّم المكتب للعمل وليس بوصفه طاولة طعام.

من الضروري في أثناء العمل احتساء الشاي وأخذ استراحة الغداء، وتناول طعامك مع صديق أو مع زملاء آخرين، ويجب أن يتكون نظامك الغذائي اليومي من الفواكه والخضروات واللحوم الخالية من الدهون، وكثير من الماء والألياف والكربوهيدرات، وانسَ الوجبات السريعة، وبدلاً من ذلك حضِّر وجباتك في المنزل؛ إذ يمكنك تنظيم مكوناتها.

إلى جانب تناوُل الطعام الصحي، تناوَل مكملات صحية وطبيعية مثل منشط الذهن لزيادة طاقتك، وتعزيز الوظيفة المعرفية، وتحسين مزاجك وتركيزك، وتقوية ذاكرتك.

2. القراءة ومواصلة التعلُّم:

سيرى الشخص الذي يركِّز على النمو التحديات اليومية على أنَّها فرص، فعندما تركز على النمو الشخصي، ستكون دائماً على استعداد لتولي المهام الصعبة، وستبقى متفائلاً، وهذا سيدفع حياتك المهنية إلى الأمام.

إذا ركَّزت في ذلك، يمكنك أن تتعلم أي شيء، ووفقاً للأب المؤسس للولايات المتحدة بنجامين فرانكلين (Benjamin Franklin): "الاستثمار في المعرفة يخدم المصلحة الفضلى".

يوجد اليوم المئات من الكتب التي يمكن قراءتها على تطبيق كيندل (Kindle)، فحاول الوصول إلى هذه الكتب وقراءتها، والتسجيل في دورات تدريبية عبر الإنترنت، وحضور الندوات والتعلم من المؤثرين في مجالات العمل، وستساعدك القراءة لبضع ساعات كل يوم على النمو على المستوى الشخصي والمهني.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم باستمرار لتطور نفسك وتنمي قدراتك؟

3. الاحتفاظ بدفتر يوميات:

توجد أسباب عدة تدفعك إلى الاحتفاظ بدفتر يوميات، أولاً يساعدك دفتر اليوميات على تصفية ذهنك؛ إذ إنَّها طريقة للتعبير عن نفسك لإزالة الفوضى التي تعوق إبداعك.

يساعدك دفتر اليوميات على فهم ماضيك وحاضرك ومستقبلك، فعندما تدوِّن أفكارك كل يوم، تصبح أهدافك وطموحاتك واضحة، مما يوفر لك طريقة لترسيخ الدروس التي تتعلمها، والشعور بالامتنان والاحتفاظ بالملاحظات.

ابدأ بتدوين الإنجازات الصغيرة والأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها، والمشكلات التي تعانيها، اكتب يومياتك وسترى الفرق.

شاهد بالفيديو: كيف تتعلم العادات الإيجابية؟

4. ممارسة التأمل:

التأمل هو وسيلة لمراقبة نفسك؛ إذ يساعدك على تطوير تركيز أفضل، وتطوير عقلية إيجابية ورؤية حقيقية لمحيطك، ومن ذلك الأشخاص الذين تعمل معهم وبيئة العمل.

لاحظ الصحفي الأمريكي تشارلز دوهيج (Charles Duhigg) في كتابه الذي يحمل عنوان "قوة العادة: لماذا نفعل ما نفعله في الحياة والعمل؟" (The Power of Habit: Why We Do What We Do in Life and Business) أنَّ العادات الصغيرة التي يضيفها الناس إلى روتينهم اليومي ستنتقل إلى جميع جوانب الحياة عن غير قصد؛ لذا يجب أن يكون التأمل جزءاً من عاداتك اليومية، فيمكنك ممارسة التأمل لمدة تتراوح ما بين 10 أو 15 دقيقة في الصباح أو في المساء.

سيؤدي التأمل إلى تحسين علاقاتك مع الآخرين، وحالتك المزاجية وإنتاجيتك، وتطوُّرك الشخصي، وسيخفِّف عنك التوتر.

5. ممارسة الرياضة بانتظام:

ترتبط ممارسة الرياضة بالصحة الجيدة؛ إذ تُنشِئ معظم الشركات اليوم مرافق رياضية لمساعدة العمال على ممارسة الرياضة، على أمل أن تؤدي ممارسة الرياضة بدورها إلى تحسين الحالة المزاجية للموظفين وإسعادهم وزيادة إنتاجيتهم.

لممارسة الرياضة فوائد هائلة لجسدك وذهنك، أولاً تزيد من مستويات طاقتك، وتعزِّز ثقتك بنفسك، ومع الممارسة المنتظمة، يمكنك التغلب على التوتر وتصبح أكثر هدوءاً، والأفضل من ذلك سوف تحصل على نوم أفضل.

حدِّد وقتاً لممارسة الرياضة في تقويمك إذا كنت تريد أن تجعلها عادة، فبهذه الطريقة لن تنسى أن تفعل ذلك، ومع ذلك، لا تذهب إلى النادي الرياضي طوال ساعة الغداء وتمارس الرياضة حتى تُنهَك تماماً؛ بل بدلاً من ذلك، ابدأ بالجري أو الهرولة لبضعة كيلومترات وانتقل إلى التمرينات الشاقة مع زيادة طاقة جسمك، فاجعل ممارسة الرياضة أمراً ممتعاً من خلال ممارسة التمرينات التي تحبها فقط.

6. أخذ فترات راحة متكررة:

هل سبق لك أن عجزت عن إيجاد حل لمهمة ما في العمل، ثم أخذت استراحة ووجدت الحل فجأة؟ هذه هي قوة الاستراحة؛ إذ تقلِّل فترات الراحة من التعب الذهني وتساعدك على الاسترخاء ورؤية المشكلات بوضوح.

يُعدُّ التحرك خلال الاستراحة أمراً أساسياً لسلامتك الجسدية والعاطفية؛ إذ يزيد الجلوس لفترات طويلة من خطر الإصابة بأمراض القلب والاكتئاب والسمنة ومرض السكري؛ لذا خذ استراحة وامشِ لمدة خمس دقائق؛ وسوف تتغلب على الاكتئاب والحالات الأخرى.

عندما تركِّز على مهمة واحدة لفترة طويلة، فإنَّ أداءك سوف يتراجع بسبب تعب عقلك، وهذا يعني أنَّك ستنجز أقل في اليوم ممَّا لو أخذت استراحة، فخلال الاستراحة ستقوم بترسيخ الأفكار والذكريات لتعزيز التعلُّم.

إقرأ أيضاً: كيف تأخذ فترات راحة أفضل لزيادة إنتاجيتك

7. السيطرة على موقفك الذهني:

تؤثر حالتك المزاجية في العمل في إنتاجيتك؛ وواحدة من أكثر العادات الصحية التي يمكنك ممارستها كل يوم هي السيطرة على سلوكك الذهني.

تُملي حالتك الذهنية عليك سعادتك، وعندما يسيطر الموقف السلبي على حياتك، فسوف تحبِط ذهنك وروحك وسوف تتناقص إنتاجيتك في العمل مع مرور كل يوم؛ لذا من أجل الاستمتاع بعملك والشعور بالرضى عنه، فأنت بحاجة إلى عقلية إيجابية.

إحدى الطرائق للحفاظ على موقفك إيجابياً في العمل هي التأكد من أنَّ أفكارك تركِّز على ما تفعله؛ أي إذا كنت تعمل بجسدك، وذهنك في مكان آخر، فإنَّ موقفك تجاه العمل سوف يتأثر سلباً.

في الختام:

قبل أن تنتهي من العمل وتعود إلى منزلك مساء، راجع نشاطاتك خلال اليوم، وما الذي سار على ما يرام، وما الذي لم يسر على ما يرام؟ وما هي التغييرات التي تحتاج إليها لروتين أكثر سلاسة؟ وماذا تعلَّمت؟

ستساعدك هذه الطقوس على جعل أيامك أفضل وروتينك مثالياً، وعند إدخال عادات جديدة، ابدأ بشيء مثل التأمل أو ممارسة الرياضة، ابدأ بخطوات صغيرة وسترى التغييرات في أثناء تقدُّمك.




مقالات مرتبطة