7 طرق يستطيع التواضع من خلالها أن يجعل منك قائداً

عندما تفكر في أسوأ القادة الذين قابلتهم في حياتك، فما هي السمات التي تتذكرها؟ هل قادوا بحزم شديد؟ أم أظهروا مهارات تواصل ضعيفة؟ أم أنَّهم ببساطة يَدَّعون أنَّهم يعرفون كل شيء، ولا يرغبون في التعلم من أقرانهم وموظفيهم؟



من شبه المؤكد أنَّ القاسم المشترك بينهم هو الافتقار إلى التواضع، ولسوء الحظ، لا يهتم الناس عادةً بالتواضع ويميلون إلى تلميع صورهم أمام الآخرين؛ وما لم يكتشفه العديد من هؤلاء القادة هو أنَّ التواضع سمة قيادة قوية لا يُستخَف بها.

قضى جيم كولينز (Jim Collins) - وهو باحث شهيرٌ في مجال الإدارة - سنوات في دراسة العوامل التي تساهم في نجاح الشركات، وتلخِّص مقالته التي نشرتها مجلة هارفارد بيزنس ريفيو تحت عنوان "المستوى الخامس من القيادة: انتصار التواضع والعزم الشديد" (Level 5 Leadership: The Triumph of Humility and Fierce Resolve)"، بحثه الذي كان حصيلة دراسة استمرت خمس سنوات.

علم كولينز أنَّه من بين 1435 شركة من شركات "فورتشن 500" (Fortune 500)، حققت 11 شركة فقط نجاحاً مستمراً بلغت فيه عائدات أسهمها ثلاثة أضعاف عائدات الأسهم الموجودة في السوق أو أكثر.

ما تشترك فيه هذه الشركات هو أنَّ من يقود دفاتها هم من يشير إليهم كولنز باسم "قادة المستوى 5"، يمتلك قادة "المستوى 5" مزيجاً من مهارتين هامتين: التواضع والإرادة؛ فهل التواضع صفة فطرية أم مُكتسَبة؟

تابع معنا قراءة هذا المقال لتتعلم 7 سلوكات يمارسها أولئك الذين يتحلون بالتواضع وكيف يجعلهم قادة ناجحين:

1. لا يتباهون بما يمتلكون من صفات:

يقول جيم كولنز: "إنَّ قادة المستوى 5 يمتلكون صفتين مزدوجتين هما: التواضع الصلب والتواضع الذي لا يعرف الخوف"، فكر في القادة الذين تحترمهم: هل يتباهون بإنجازاتهم وذكاءاتهم وخبراتهم، أم أنَّ ثقتهم التي يخفونها تواضعاً، رغم وضوحها كافية لبناء إعجابك بهم؟

عندما نفكر في أفضل القادة في التاريخ الذين يمتلكون الصفتَين المزدوجتين اللتين تحدث عنهما كولينز، يتبادر إلى الذهن مارتن لوثر كينغ جونيور وأبراهام لينكولن وإليانور روزفلت.

أظهر هؤلاء القادة الثقة والقوة والجرأة، دون أن يتباهوا بهذه الصفات، لقد أعطوا الفضل لمن يستحقه وأظهروا أيضاً إرادة شرسة للنجاح في مهامهم.

2. ينجزون المهام بأنفسهم:

عندما يكون قادة الأعمال على تواصل مع موظفيهم وعملائهم؛ فإنَّهم يتخذون قرارات أفضل بشأن أعمالهم ويبنون علاقات أفضل؛ ويمكن للقادة في أي نوع من المنظمات وعلى أي مستوى أن ينجحوا في نهاية المطاف من خلال التواصل والانضمام إلى الأشخاص الموجودين في ساحة العمل.

يشار إلى هذه الممارسة باسم الإدارة بالتجوال (Managing By Wandering Around) وهو مصطلحٌ صيغ في الأصل من قبل "جون يونغ" (John Young) رئيس شركة "هيوليت باكارد" (Hewlett Packard) المختصة بالتكنولوجيا والمعلومات، واشتهر بها خبير الإدارة "توم بيترز" (Tom Peters).

إذا كنت تريد أن تبرز في زمنٍ انتشر فيه اتباع نهج الإدارة من أعلى إلى الأسفل، حاول التعرف إلى الأشخاص الموجودين في مؤسستك والاضطلاع بأدوارهم لفهم الأحداث التي قد تفوتك.

على سبيل المثال: أظهر ستيف جوبز (Steve Jobs) -الشخص الذي لا يمكن إنكار براعته في القيادة مع عدِّه نرجسياً من قِبَل كثيرين- صفات التواضع من خلال أداء المهام بنفسه. وذكرت شبكة "سي إن إن" (CNN) أنَّ جوبز استجاب شخصياً لبعض طلبات خدمة العملاء في أثناء تواجده في شركة "آبل" (Apple).

إقرأ أيضاً: كُل ما عليك معرفتهُ لتصبح قائداً عظيماً

3. يمنحون القوة لمن حولهم:

القادة الذين يتعاملون بقسوة ولا يهتمون بالإسهامات التي يقدمها موظفوهم يكونون أقل نجاحاً من أولئك الذين يثقون في موظفيهم؛ وعلى عكس ذلك، فإنَّ القادة الذين يمتلكون التواضع يمكِّنون الآخرين مِن حولهم من اتخاذ القرارات.

القادة الفعالون يوظفون أفضل الأشخاص ويثقون بهم، وعندما يعلمون أنَّ لديهم الأشخاص المناسبين لمهماتهم، فإنَّهم يتبعون أسلوب الإدارة من القاعدة إلى القمة، والذي يمكِّن الموظفين من المساعدة في عملية اتخاذ القرارات بشأن الإجراءات اللازمة لتحقيق الأهداف.

قال "ثيودور روزفلت" (Theodore Roosevelt) ذات مرة: "أفضل مسؤول تنفيذي هو الشخص الذي لديه الحس الكافي لاختيار رجال جيدين ليفعلوا ما يريد فعله، وضبط النفس بما يكفي لمنع التدخل بعملهم في أثناء أدائهم إياه".

إقرأ أيضاً: 4 طرق يدعم بها القادة الرقميين موظفيهم

4. لا يلقون باللائمة على الآخرين:

عند النجاح، فإنَّ القادة الذين يُظهرون التواضع ينسبون الفضل إلى أعضاء فريقهم وإلى عوامل أخرى؛ أما حين الإخفاق، فهم يتحملون المسؤولية عنه.

ما لا يدركه العديد من القادة هو أنَّ قبول اللوم يمكِّنهم في الواقع من تحمل المسؤولية لإصلاح المشكلة، فعلى سبيل المثال: تخيل أنَّك قائد إحدى مؤسسات المبيعات وأنَّ فريق المبيعات لديك لا يعمل بالمستوى المقبول.

قد يلوم القائدُ الذي لا يُظهِر التواضع فريقَ التسويق على نقص العملاء المحتملين، أو فريق الإنتاج بسبب ضعف المنتج، أو الآخرين المشاركين في عملية المبيعات، بينما يلوم القائد الذي يظهر التواضع نفسَه ويضع خطة لتحسين الأداء.

5. يفكرون على الأمد البعيد:

إنَّ القادة الذين يتخذون قرارات سريعة لإصلاح شيء لن يفيد المؤسسة بأي شكل من الأشكال على الأجل البعيد لا يتصرفون بتواضع؛ ومن الأمثلة الرائعة على اتخاذ قرارات قصيرة الأجل هو ما شاع من تقليص حجم الشركات الرابحة من أجل إرضاء المساهمين؛ فعادةً ما تقلل عمليات التسريح من النفقات، ونتيجة لذلك تكون الأرقام مواتية على الأجل القصير، مما يزيد من سعر السهم.

هذا الإصلاح قصير الأجل لا يضع الأرباح طويلة الأجل أو إنتاجية الموظف في مقدمة الأولويات، وهو عادة ما يضر بمعنويات الموظفين، ويزيد من الضغط على الموظفين الذين ينجون من التسريح ويعيق التقدم.

بينما يحافظ التفكير بعيد الأجل على صلة الشركة بالموظفين والعملاء والمساهمين لسنوات قادمة.

شاهد بالفيديو: 6 علامات تشير إلى أنّ الشخص يتمتع فعلاً بمهارات القائد

6. يتحلون بالمسؤولية الاجتماعية:

يسعى قادة الشركات الذين يتمتعون بالتواضع إلى إحداث تغيير اجتماعي إيجابي، على سبيل المثال: ذكرت صحيفة "يو إس إي تودي" (USA Today) أنَّ الرئيس التنفيذي لشركة "ستاربَكس" (Starbucks) هاورد شولتز (Howard Schultz) قال: "يمكنك الموازنة بين الربحية والوعي الاجتماعي؛ ونتيجة لذلك يمكن لشركتك أن تقدم أداءً أفضل ويكون النجاح أفضل عندما يُشارَك هذا النجاح".

وبالنسبة للشركات، تشمل أمثلة المسؤولية الاجتماعية توفير إجازة للموظفين للتطوع، والتبرع بالمقدار نفسه من الأموال التي يتبرعون بها، وتقليل تلوث البيئة، واتباع ممارساتٍ أخلاقية عند تعيين الموظفين.

بالنسبة لقادة المجموعات الأصغر، يمثل التطوع وأداء الأعمال الخيرية الأخرى مثالاً للآخرين في مؤسستك ويظهر التواضع.

7. يكرّسون أنفسهم لنمو الآخرين:

قال بنجامين فرانكلين (Benjamin Franklin) ذات مرة: "أخبرني وقد أنسى، علمني وسأتذكر، أشركني وسأتعلم"؛ فالقادة الذين يمتلكون التواضع يكرسون جهودهم للنمو المهني والشخصي للأفراد في أعمالهم أو مؤسساتهم.

فهُم لا يحتفظون بالمعلومات؛ بل يقدمون المنتورينغ والتوجيهات للآخرين من خلال تقديم المهارات والمعلومات والمعرفة لهم، ويأخذون الوقت الكافي للاستثمار في الموظفين الشباب وقادة الجيل القادم والموظفين الجدد في مؤسساتهم.

المصدر




مقالات مرتبطة