7 دروس قاسية تضفي الجمال على الحياة في نهاية المطاف

يُعدُّ رفضنا للحقيقة السبب وراء معاناتنا في جميع نواحي الحياة، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب تقبُّل أعظم دروس الحياة، ومع ذلك علينا أن نتقبَّل هذه الدروس؛ فهي التي تضفي جمالاً على حياتنا؛ وذلك لأنَّها تعلمنا كيف ننجح وحدنا حتى في أصعب الأوقات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "آنجل كرنوف" (ANGEL CHERNOFF)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها مع 7 دروس قاسية تعلمتها وأضفت الجمال إلى حياتها في نهاية المطاف.

فيما يأتي 7 دروس قاسية تضفي الجمال على الحياة:

1. السعادة لا تبدأ بعلاقة أو إجازة أو وظيفة أو مال؛ بل تبدأ بتفكيرك وما تقوله لنفسك كل يوم:

عادةً عندما أسأل شخصاً ما عن حاله فهو يجيبني بأنَّه على ما يرام؛ لكنَّ صباح اليوم أجابت الموظفة في محطة البنزين: "أوه، أنا بمنتهى الروعة"، لقد جعلتني إجابتها المفعمة بالحماسة أبتسم؛ لذلك سألتها ما الذي يجعلها تشعر بهذه الروعة، وتابعت: "أنا بصحة جيدة، وابني وابنتي كذلك، وجميعنا نمتلك إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة والطعام والمأوى وغير ذلك؛ لذا لا أجد سبباً مقنعاً يمنعني من أن أكون إيجابية"، كان الفرق ببساطة موقفها واختيارها للكلمات، لم تكن بالضرورة أفضل حالاً من أيِّ شخص آخر تحدثت إليه هذا الصباح؛ لكنَّها بالتأكيد بدت أكثر سعادة.

بالنسبة إلى معظمنا أظنُّ أنَّه في وقت ما بين الفرحة الساذجة التي نبدأ بها في الحياة والتقبل المحبط لمسؤوليات البالغين، فإنَّنا نُحمِّل أنفسنا دون أن ندري أعباءً تغذِّي الحديث السلبي مع الذات إلى حدٍّ كبير.

فكِّر فقط كيف تميل للحديث عن يومك الاعتيادي؛ لنفترض أنَّ لديك قائمة مهام يومية تقوم بها، ويسألك صديق أو زميل لك عمَّا تفعله خلال يومك؛ فتجيبه أنَّك يجب أن تردَّ على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل، ولا بدَّ لك من زيارة مكتب موكلك الجديد، والذهاب إلى تدريبات ابنتك بعد العمل وما إلى ذلك.

إنَّ الحديث عن مسؤولياتك بهذه الطريقة لن يؤدي سوى إلى جعل هذه المسؤوليات عبئاً عليك كأنَّها مجموعة ضخمة من الأحمال التي تثقل كاهلك، وأمورٌ عليك إجبار نفسك على القيام بها، وأصواتٌ يتردد صداها في رأسك تخبرك بما يجب عليك أن تفعل.

لكن ماذا لو قمت ببساطة بتغيير إجاباتك من "يجب أن" إلى "سأتمكن من"؟

يكمن الاختلاف هنا في كلمة واحدة فقط، لكن يمكنها أن تُحدِث فرقاً كبيراً في طريقة تفكيرك وشعورك وتصرفاتك، لِتُجرِّبْ هذه الطريقة؛ ففي الواقع إن لم يعجبك شيء ما فيمكنك تغييره أو تغيير طريقة تفكيرك فيه، وغالباً ما يكون تغييرنا لطريقة تفكيرنا في الأمور هو الخطوة الأولى الأفضل؛ فالمعركة الحقيقية تدور في ذهنك يومياً، فإن هُزمت في أفكارك فقد خسرت بالفعل؛ لِمَ لا تُعِدُّ نفسك للفوز اليوم؟ ولِتكُنْ إيجابياً إلى حدٍّ معقول.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات توصلك إلى السعادة

2. إن كنت ترغب في شيء ما في الحياة فعليك أيضاً أن تتقبَّل تكاليف الحصول عليه:

معظم الناس يريدون أن يُكافَؤوا دون أن يخاطروا، وأن يتألقوا دون أن يجتهدوا، لكن لن تصل إلى وجهتك دون رحلة، والرحلة دائماً لها تكاليف؛ فعليك على الأقل أن تستثمر وقتك وطاقتك فيها في كل خطوة تخطوها؛ لذا عوضاً عن التفكير فيما تريد اسأل نفسك أولاً عمَّا أنت على استعداد للتضحية به للحصول على ما تريده، أمَّا بخصوص الأيام الصعبة التي لا مفر منها؛ ففكِّر مليَّاً فيما يستحق أن تعاني من أجله.

إن كنت ترغب في الحصول على عضلات مَعِدة مشدودة فعليك أن ترغب في الألم والتعرق الذي يرافقها وقضاء فتراتك الصباحية أو بعد الظهر في الصالة الرياضية، وعليك القبول بالوجبات الصحية، وإن كنت ترغب في النجاح في عملك، فعليك أيضاً أن ترغب في الأيام الشاقَّة، وقرارات العمل المجهدة وصفقاته، واحتمالية الفشل مراتٍ عديدة لتتعلم ما تحتاج إليه للنجاح على الأمد الطويل.

لكن إن وجدت نفسك ترغب في شيء ما يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، ومع ذلك لم تتخذ أيَّ إجراء؛ ومن ثمَّ لم تحرز أيَّ تقدم مطلقاً، فمن المحتمل أنَّك لا تريده بحقٍّ في نهاية المطاف؛ وذلك لأنَّك لست مستعداً لبذل الجهد والعمل في سبيل تحقيقه.

لكن إذا قررت أنَّك تريده فانظر نظرة فاحصة عن كثب إلى روتينك وأنشطتك اليومية، واسأل نفسك سؤالاً آخر عن مكانك في غضون عام من الآن؛ وذلك بناءً على روتينك ونشاطك اليومي.

يمكن أن يكون هذا السؤال مفيداً؛ لأنَّك إذا امتلكت فكرة عمَّا تريده في الفصل التالي من حياتك فعليك أن تقوم بما يدعم هذه الفكرة باستمرار؛ ففي النهاية الفكرة لن تنفعك مطلقاً حتى توظفها في أمرٍ مثمر، وفي الواقع إذا بقيت هذه الفكرة العظيمة قابعة في مخيلتك فحسب، فإنَّها تضر أكثر ممَّا تنفع؛ لأنَّ عقلك الباطن يعرف أنَّك تماطل في شيء هام بالنسبة إليك، وعادةً ما يسبب العمل الذي يجب عليك القيام به وتستمر في تأجيلهِ التوترَ والقلق والخوف والمزيد من التسويف؛ ومن ثَمَّ تدخل حلقة مفرغة تستمر في التفاقم حتى تقاطعها بعملٍ إيجابي.

إقرأ أيضاً: متى تصبح تكلفة النجاح باهظة؟

3. لا يمكنك الحصول على كل ما تريده مهما كنت تعمل بجدٍّ:

يصيب التراخي معظمنا في جانبٍ من جوانب الحياة؛ إذ نتخلى عن بعض المثل والأحلام، ونساوم ونتنازل، ونتعلم تدريجياً أنَّنا لا نستطيع الحصول على كل ما نريده؛ لعدم قدرتنا على التحكم بكل نتيجة في الحياة تحكماً كاملاً، لكن إذا انتبهنا جيداً فسنتعلم أيضاً أنَّنا نستطيع تحقيق أقصى استفادة من كل نتيجة، والحصول على ما نريده في الحياة في آنٍ واحد؛ وذلك إن تمكنا من إدارة وقتنا وطاقتنا وسلوكنا على نحو مناسب، وإدراك كل هذه الأمور مجتمعة يؤدي إلى سؤال مثيرٍ للاهتمام: "متى يجب أن تتنازل، ومتى يجب أن تستمر في الكفاح بشدة من أجل ما تريد تحقيقه على نحوٍ مثالي؟".

ليس لهذا السؤال إجابة واحدة تناسب الجميع، لكن عندما تواجه موقفاً يفرض عليك الاختيار بين التنازل أو مواجهة ما يعترض طريقك، فمن المفيد أيضاً أن تسأل نفسك ما إذا كنت بحاجة هذا الأمر أم أنَّك فقط ترغب فيه إلى حدٍّ ما.

القدرة على التمييز بين الاحتياجات والرغبات أمر ضروري في جميع مناحي الحياة؛ لذا لا تتخلَّ أبداً عن النتيجة التي تحتاج إليها حقاً في حياتك، لكن كن مرناً إلى حدٍّ معقول فيما يخص النتائج التي تريدها، والتي يمكنك العيش جيداً دونها؛ بعبارة أخرى اختر معاركك بحكمة، ولا تدع الكمال يحول بينك وبين تحقيق النتائج العظيمة، وتذكَّر أنَّك ستحصد ما زرعت؛ لذا ركِّز على ما هو هام فعلاً، ودع ما دون ذلك.

لا تتخلَّ عن نصف حياتك في العمل؛ 50 ساعةً في الأسبوع في وظيفة يومية تجعلك بائساً تماماً، ولا تتخلَّ عن استقرارك لأسباب خاطئة، ولا تهمل أهداف الحياة والأحلام التي بقيت صامدة على الرَّغم من التحديات التي ما تزال تضفي معنى عظيماً على حياتك، فإن كنت حقاً بحاجة إلى شيء ما كافح بشدة من أجله.

أمَّا بالنسبة إلى كل ما دون ذلك فاصرفه من تفكيرك، وتغاضَ عنه، واقبل بالقليل ممَّا هو غير ضروري؛ لتحصل على مزيد ممَّا تحتاج إليه وتريده حقاً في الحياة.

4. أوهامك هي ألدُّ أعدائك:

كلما تقدمت في السنِّ تصبح أكثر هدوءاً، وتجعلك الحياة أكثر تواضعاً تدريجياً مع تقدمك في السن، وتدرك مقدار الوقت الذي أهدرته على أمور تافهة - التي جميعها تنشأ من عقلك - والأوهام التي برزَت في كل جانب من جوانب حياتك من المحتمل أنَّك أصبت بالصداع، وتألمت مئات المرات في الماضي بسبب هذه الأوهام، لكن لست وحدك مَن تعيش ذلك؛ فنحن جميعاً نُصَاب بالتوتر بسبب هذه الأوهام، كما أنَّنا نماطل إلى حد الفشل بسببها، ونغضب من أنفسنا، ومن الآخرين، ومن العالم بأسره بسببها أيضاً، كما نفتقد كثيراً من لحظات الحياة الجميلة وأكثرها هدوءاً بسبب الأوهام.

قد يبدو من الصعب تصديق ذلك في البداية؛ لذا لننظر نظرة إلى بعض الأمثلة الأكثر شيوعاً:

  • عندما نستيقظ ونبدأ بالتوهم والقلق بشأن جميع الأشياء التي يتعين علينا القيام بها، فنحن فعلياً لا نقوم بشيء سوى أنَّنا نضيف التوتر إلى صباح ممتع.
  • عندما نخشى احتمالية الفشل، ونماطل نتيجة مخاوفنا، فإنَّ أوهامنا الرهيبة ترغمنا على إضاعة فرص عظيمة للنجاح.
  • عندما يزعجنا أحدهم؛ فغالباً ما يكون ذلك لأنَّه لا يتصرف مثلما تخيلنا أنَّه يجب أن يتصرف، وعندها لا ينبع الإحباط من سلوكهم الفعلي؛ بل من كيفية اختلاف سلوكهم عن تخيلاتنا.
  • حين نفكر في أن نضفي تغييراً صحياً على حياتنا كاستعادة لياقتنا مثلاً؛ فإنَّنا نستلهم في البداية من تخيل ما ستكون عليه الحياة حين نستعيد صحتنا؛ لكنَّ الواقع مختلف تماماً؛ لذلك عندما يَظهَر واقع العمل الجاد لممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي، ولا يطابق خيالنا، فإنَّنا نستسلم.
  • عندما نجري محادثة مع شخص ما، فإنَّنا نشتت انتباهنا بأوهام تتعلق بنظرة هذا الشخص إلينا، أو نصرف انتباهنا بميلنا إلى تخيل كيفية الردِّ قبل أن يُنهِي حديثه؛ ومن ثمَّ نفوِّت فرصة التواصل معه بصورة أعمق.
  • تبقى عقولنا عالقةً في الخيال المتعلق بأوقات وأماكن أخرى مع تخطِّينا لكلِّ يوم؛ لذلك نضيِّع على أنفسنا المفاجآت اللطيفة والمتعة البسيطة التي تحيط بنا.

بالطبع في بعض الأحيان ننسى كل ما يحيط بنا لبعض الوقت لنتمكن من التركيز على الحاضر والاستفادة من أفضل ما فيه؛ لكنَّ ذلك غير كافٍ في كثير من الأحيان؛ لذا ذكِّر نفسك حين يستدعي الأمر أن ترى اللحظة على حقيقتها، وليس كما تظنُّ أنَّها يجب أن تكون، واقبلها حتى تستمتع بها قدر الإمكان.

عِشْ كلَّ يوم بيومه وتدرَّب على رؤية الحياة كما هي، وقم بما يجب عليك القيام به دون القلق والخوف من الأسوأ، أو التذمُّر ممَّا قد يحدث، أو التوجس من صعوبة عملك، ما عليك سوى البدء، والقيام بكل شيء في وقته، وبذل قصارى جهدك.

انظر إلى الآخرين وتقبَّلهم على حقيقتهم دون أحكامٍ لا داعي لها، واختر ألا تسمح لسلوكهم بالسيطرة على أفكارك وعواطفك، وركز اهتمامك على لحظات الحاضر وتقبَّل الأمور مثلما هي، ثمَّ قرر ما إذا كنت ترغب في قضاء وقت إضافي معهم، وإن لم ترغب في ذلك فلتفترق بكُم السبل بسلام.

افرض حضورك حيث تذهب، وقدِّر اللحظات البسيطة، وذكِّر نفسك أنَّ بعض البهجات في الحياة تأتي بهيئة ضحكة رائعة، أو محادثة شائقة، أو نزهة صباحية ممتعة، أو عناق دافئ، أو نفسٍ عميقٍ في نهاية اليوم؛ ففي النهاية يمكننا أن نتخيل كما يحلو لنا؛ لكنَّ ذلك لا يحسِّن واقعنا؛ لذا فلنستبدل تخيلاتنا بحضورنا الكامل، ونستثمر أفضل ما لدينا في الواقع.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لامتلاك شخصية إيجابية تساعدك على تحقيق النجاح

5. كل ما في الوجود محدود:

لن تستطيع قراءة كل الكتب التي تريدها، ولا تدريب نفسك على جميع المهارات التي تريد امتلاكها، ولا أن تكون كل ما تريد أن تكون، ولا أن تعيش الحياة التي تريد، لن تستطيع قضاء الوقت الذي تريده مع من تحب، ولا أن تشعر بكل لون ونبرة وتنوع ممكن في التجربة العاطفية والجسدية في الحياة؛ فأنت مقيد جداً، تماماً كأيِّ شخص آخر.

في لعبة الحياة نتلقى جميعاً مجموعة فريدة من القيود والمتغيرات غير المتوقعة في مسرح الحياة، والسؤال هو: كيف ستتجاوب مع الظروف؟ أمامك خياران: أن تركز على عدم وجودها أو أن تُمَكِّن نفسك من اللعب بحكمة وبراعة، وتستفيد من كل نتيجة عند ظهورها حتى عندما تكون سيئة ويصعب قبولها.

في النهاية ما يهم هو التركيز على ما هو أكثر أهمية، وإنَّ قيامك بذلك يمكِّنك من تجربة المصادر المختلفة للجمال والفرص في حياتك خلال ظهورها.

لنتريث ونعيد النظر في فكرة التقيد بواقع تكون فيه غير قادر على قضاء الوقت الذي تريده مع شخص تحبه؛ إذ يُعدُّ موت شخص تحبه في وقت مبكر جداً من أكثر القيود التي تعاملها حزناً، والمبادئ العامة لمعاملة هذا النوع من القيود المأساوية تنطبق كلها على المواقف الأقل قساوة أيضاً.

تخيل أنَّ الشخص الذي أعطى معنى لحياتك لم يعد جزءاً منها فجأة (جسدياً على الأقل)، وأنت دونه لم تَعُد كما كنت، وعليك أن تغير طبيعتك؛ فأنت الآن صديق عزيز يجلس وحده، أو أرملة بدلاً من زوجة، أو أب بلا ابنة، أو جار لشخص جديد، أنت تريد للحياة أن تعود كما كانت سابقاً قبل الموت؛ لكنَّها لن تعود أبداً.

لقد تعاملت أنا وزوجي مارك (Mark) مع فقدان الأشقاء والأصدقاء المقربين نتيجة المرض؛ لذلك نعلم من تجربتنا أنَّك عندما تفقد شخصاً لا يمكنك تخيل العيش دونه، فإنَّ قلبك ينفطر حزناً، والسيئ في الأمر هو أنَّك لن تتخطى خسارتك تماماً، ولن تنساها أبداً، لكن بطريقة عكسية يُعدُّ ذلك جيداً أيضاً.

فكما تعلم الموت نهاية، وهو جزء ضروري من الحياة، والنهايات ضرورية للجمال أيضاً، وإلَّا فمن المستحيل تقدير شخص ما أو شيء ما؛ وذلك لأنَّه لا ينتهي؛ فالنهايات تُبرز الجمال، والموت هو الحد النهائي؛ فهو تذكير بأنَّك تحتاج إلى أن تلاحظ هذا الشخص أو الموقف الجميل، وتقدِّر هذا الشيء الجميل الذي يُدعى الحياة.

كما أنَّ الموت بدايةٌ أيضاً؛ ففي حين أنَّك فقدت شخصاً مميزاً، فإنَّ هذه النهاية مثل كل خسارة، هي لحظة تجديد، وعلى الرَّغم من مأساوية الأمر، فإنَّ رحيله يجبرك على تجديد حياتك، وفي هذا التجديد فرصةٌ لتجربة الجمال بطرائق وأماكن جديدة لم تعهدها، والموت هو فرصة للاحتفاء بحياة الشخص، والامتنان للجمال الثمين الذي أبداه لك.

إقرأ أيضاً: جدّد حياتك بثلاث خطوات بسيطة

6. ليس كل من تثق به أهلاً للثقة، وستكون أفضل حالاً بالخروج من بعض العلاقات:

قال أحدهم: "إنَّ الثقة به كانت خطأ فحسب"؛ لكنَّ المؤلم في الأمر هو شعوره أنَّ الخطأ الأكبر يقع على عاتقه؛ لأنَّه وثق به، فهل يمكنك أن تفهم هذا الشعور بطريقة ما؟ أنا واثقة من أنَّك تستطيع.

كلٌّ منَّا يعاني أحد أنواع الخذلان المؤلمة، وبطريقة مناقضة، فإنَّ هذا ما يوحدنا، وعندما يحصل ذلك يكون الحل هو ألَّا تدع القرارات الدنيئة لشخص ما تدمر ثقتك بالآخرين، ولا تدعها تسلبك هذه الثقة؛ فهي ضرورية لبناء علاقات عميقة وهادفة والحفاظ عليها، وهي أساس جميع العلاقات الصحية.

إنَّ إعادة بناء الثقة بعد الخذلان ليست أمراً سهلاً بالتأكيد، وأحياناً لا تناسب حتى الشخص الذي حطم ثقتك، لكن بصرف النظر عن التفاصيل، وما تقرر القيام به في النهاية مع تلك العلاقة الخاصة، فإنَّ القرار الأكثر أهمية هو من تقرر أن تكون بعد ذلك.

ابذل قصارى جهدك لتكون واسع الحيلة، سيدخل الناس حياتك ويخرجون منها لأهداف ولفترات زمنية مختلفة؛ إذ يمكن لكل واحد منهم أن يكون معلماً إذا كنت على استعداد للتعلم، وبعض الدروس أكثر إيلاماً من غيرها؛ لكن جميعها قادرة على تقوية شخصيتك، ومن خلال معالجة الخذلان ببراعة، فإنَّك تستخلص العبرة من تلك التجربة حتى تتمكن من صرف ما تبقى من ذهنك.

إنَّ بعض الناس سيكونون بجانبك إن كان لديك شيء يحتاجون إليه، وحين لا تعود ذا فائدة بالنسبة إليهم سيغادرون، والجيد في الأمر هو أنَّك إذا صمدت، فستتخلص من هؤلاء الناس من حياتك، وستبقى مع بعض الناس الرائعين ممَّن يمكنك الاعتماد عليهم.

ما عليك سوى الاستمرار في بذل قصارى جهدك لقضاء الوقت مع أشخاص لطفاء أذكياء ومندفعين ومتشابهين في التفكير؛ فالعلاقات يجب أن تساعدك لا أن تؤذيك؛ لذلك أحط نفسك بأناس يعكسون من تريد أن تكون، واختر الأصدقاء الذين تفخر بمعرفتهم، وتحترمهم، والذين يحبونك ويحترمونك؛ أي الأشخاص الذين يجعلون يومك أكثر إشراقاً بمجرد وجودهم فيه.

شاهد بالفيديو: بناء العلاقات: 8 قواعد للترويج الذاتي

7. قد تكون مواجهة الحقيقة صعبة، لكنَّها ليست بصعوبة إضاعة حياتك في الهرب منها:

قد تظن أنَّ الآخرين لا يحبونك، وأنَّهم يحبون جوانب فيك بنيتها لأجلهم، أو جوانب فيك رسموها في أذهانهم، أو جوانب فيك فيها فقط الميزات التي يسهل الإعجاب بها، لكن ذاك الشخص ليس أنت في الحقيقة، وهذا الأمر يخيفك؛ ففي النهاية مَن سيحب شخصاً لا يمكنه التوقف عن الشك بنفسه؟ يبكي ويفقد السيطرة؟ يهرب من مشكلاته ويستمر في إبعاد الجميع عنه؟ من سيحب الضعف الحقيقي في داخلك، ويحبك على حقيقتك؟

هذا ما كتبتُه قبل خمسة عشر عاماً عندما كنت أعاني نوبة اكتئاب خفيفة، وقد ساعدتني على الشفاء تدريجياً رغبتي في الحقيقة واستعدادي لإظهار نقاط ضعفي، والقيام بذلك ليس سهلاً بالتأكيد؛ فالاستعداد لإظهار الضعف يعني قبول هويتك وامتلاك الشجاعة لمشاركتها مع العالم؛ وذلك لتظهر كما أنت على حقيقتك، وليس كما تظن أنَّك يجب أن تكون أو كما تريد أن يراك الناس.

لكي تكون منفتحاً ومُرحِّباً بكيفية استجابة العالم لك فالأمر محفوف بالمخاطر؛ لكنَّه ليس بخطورة التخلي عن الحب الحقيقي والصدق والقبول؛ أي التجارب التي لا تُقدَّر بثمن، والتي تجعلنا أكثر استعداداً لإظهار ضعفنا، وعندما نمتلك الشجاعة الكافية لاستكشاف الزوايا المظلمة بداخلنا حينها فقط سنكتشف القوة الخفية لنورنا الداخلي.

لذا من فضلك تذكر بصرف النظر عن عمرك أو عرقك أو جنسك، فأنت من الداخل كائن نقي وجميل؛ فلديك النور لتتألق، ومهام لتنجزها؛ لذا فلتحتفِ بكونك مختلفاً بعيداً عن كل ما هو مُجرَّب، وقريباً من الجانب الساحر النابع من إبداعك الخاص، وإن شعرت أنَّ لا حول لك ولا قوة ابحث عن طرائق جديدة، لكن لا ترفض نفسك؛ بل تقبَّلها.

تصرَّف على سجيتك في عالم يحاول التأثير في كل حركة تقوم بها، واسلك الطريق الأقل ازدحاماً حين تشعر بأنَّك مكبَّل، ولا تقف مكتوف اليدين؛ فجميعنا موجودون؛ لكنَّ السؤال هو: هل تعيش حياتك؟ اعرف الحقيقة، وتعلم منها، وعش حياتك.

في الختام:

إن كنت ستتذكر كلمتين فقط من هذا المقال بأكمله فلتكونا: "تعلَّم" و"آمن".

1. تعلَّم: تعلَّم من خلال التجربة، ومن الآخرين، ولتحافظ على تواضعك وانفتاحك وقابليتك للتعلم، وافرض نفسك ومارس كل نشاط تؤديه بكل حواسك، وادفع نفسك خارج منطقة راحتك؛ حتى تتمكن من توسيعها وزيادة ثقتك بنفسك كل يوم.

2. آمن: آمن بنفسك وقدرتك على النجاح، وثق بحدسك خصوصاً عندما يتعين عليك الاختيار بين مسارين مفيدين، وثق بأنَّ الإجابات عن تساؤلاتك بانتظارك، وبأنَّ الحياة ستفاجئك مراراً وتكراراً، وأنَّ الرحلة هي الوجهة، وأنَّ الأمر يستحق وقتك، وآمن بأنَّ لديك الثقة الكافية لتواصل حتى النهاية.




مقالات مرتبطة