7 استراتيجيات إرشادية للنجاح في الحياة - الجزء الثاني

تحدَّثنا في الجزء الأول عن خطوة اكتشاف الذات، وعن الاستراتيجية الأولى للنجاح في الحياة، وسنتحدث في هذا الجزء عن بقية الاستراتيجيات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب شون ليم (Shawn Lim) والذي يُحدِّثنا فيه عن طرائق عدَّة تساعدنا على معرفة ما نريده من الحياة بالضبط، وتدلنا على طريق النجاح.

2. البدء وعينك على النهاية:

يعني البدء وعينك على النهاية أن تبدأ وأنت تفهم وجهتك فهماً واضحاً؛ فأنت تحتاج إلى معرفة وجهتك لكي تعرف مكانك الحالي بصورة أفضل، وتتخذ خطواتٍ في الاتجاه الصحيح، كما تستند الاستراتيجية الثانية إلى مبدأ أنَّ كل الأشياء تتشكَّل مرتين، فهناك تَشكُّل ذهني أو أولي، وتَشكُّل مادي أو ثانٍ، وانظر إلى أيَّة شركة: إذا كنتَ تريد أن يكون لديك مشروع ناجح، فيجب أن تُحدِّد بوضوح ما تحاول تحقيقه؛ إذ غالباً ما تُحدِّد درجة اهتمامك بالنتيجة النهائية ما إذا كنتَ قادراً على إنشاء مشروع ناجح أم لا.

الآن، أنت تفهم سبب أهمية البدء وعينك على النهاية؛ فمِن أجل تحقيق شيء ما، عليك أن تفهم ما هو هذا "الشيء" قبل أن تتمكن من تحقيقه، واكتشاف ذلك "الشيء" هو مهمتك.

تيد ليونسيس (Ted Leonsis) وقائمة "101 شيء يجب أن أفعله قبل أن أموت":

قبل عامين، كان رائد الأعمال الناجح "ليونسيس" في رحلة طيران كادت أن تنتهي بموت كل مَن في الطائرة عندما أعلن الطيار أنَّ الطائرة تواجه مشكلةً خطيرة، وأنَّ جميع محاولات النجاة قد فشلَت، ولم يتبقَّ للركاب سوى حوالي 37 دقيقة فقط قبل مواجهة الموت.

هل يمكِنك أن تتخيَّل ماذا كنتَ ستفعل لو كنتَ أحد ركاب تلك الطائرة؟ هل جهَّزتَ نفسك لهذه اللحظة؟

حسناً، في هذه اللحظة، سوف يستعد الكثير من الناس للموت ولن يفكروا في أي شيء، ولكن "ليونسيس" استعد للحياة، فقد فكَّر في ما هو هام حقاً وبكل الإمكانات والأشياء التي ما يزال يتعين عليه القيام بها، والإنجازات التي ما يزال يتعين عليه تحقيقها، وكذلك السعادة التي ما يزال يتوق إليها.

لحسن الحظ، لم تتحطم الطائرة، وبعد أن هبطَت بسلام، فكَّر "ليونسيس" في التجربة وأعدَّ قائمة "101 شيء يجب أن أفعله قبل أن أموت"، وأنجز "ليونسيس" حتى الآن 74 مهمة من أصل 101 مهمة مُدوَّنة في القائمة، فأهم شيءٍ هو أنَّه يعيش حياة ناجحة يحبها ويُخطِّط لها؛ لذلك، يمكِنك أن تفعل الشيء نفسه، فحدِّد 101 هدفاً أو مهمة قبل أن تموت.

من سيبكي عندما تموت؟

لا بُدَّ أنَّك تعلم أهمية تذكُّر النهاية، فكما قال ستيف جوبز (Steve Jobs) في خطابه الشهير في جامعة ستانفورد (Stanford): "إنَّ تذكُّر الموت هو أفضل طريقة أعرفها لتجنُّب الوقوع في فخ التفكير بأنَّ لديك شيئاً تخسره، فمصيرك الموت عاجلاً أم آجلاً؛ لذا ليس لديك أي سبب يمنعك من اتباع ما يمليه عليك قلبك"، وعندما تفهم أنَّ الأشياء ستنتهي بطريقة ما، فهذا يُذكِّرك بـ:

  • عدم الاستخفاف بالحياة.
  • الحياة قصيرة؛ لذا احترِم كل لحظة تعيشها، وغايتك، وأهدافك، وكل ما هو هام حقاً بالنسبة إليك.

إذاً، ما علاقة اكتشاف ما تريد القيام به في الحياة بالموت؟

حسناً، وضع الهدف النهائي نُصب عينيك منذ البداية، هي تقنية رائعة للتفكير في حياتك وما تريده من الحياة، فعندما يتبقى لديك عام واحد فقط في الحياة، كيف ستعيشه؟ هل ستظلُّ تشكو من الحياة والازدحام؟ وهل ستستمر في الذهاب إلى العمل كالمعتاد؟ وهل ستقضي المزيد من الوقت مع شريك حياتك وعائلتك؟ وهل ستستمتع بكل لحظة؟

كما تعلم، نستخفُّ نحن البشر دائماً بالأمور، وخاصة حياتنا؛ إذ نقع دائماً في فخ أنَّ هناك غداً، فنتجاهل الأشياء الهامة والثمينة في حياتنا، ونقضي الكثير من الوقت في اللعب وتصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من قضاء لحظات ثمينة مع الأشخاص الذين نحبهم ونهتم بهم، كما أنَّنا نشكو من الازدحام والطقس ورئيسنا وزملائنا عندما نذهب إلى العمل، إلا أنَّنا لا نهتم بأنفسنا على الإطلاق، ولكن عندما نفكر في الموت، قد نتَّعِظ من تجربة "ليونسيس" أو نأخذ بنصيحة "روبن شارما": "تجوَّل في المقبرة، وستكتشف حينها أنَّ الحياة قصيرة جداً، وستدرك أنَّه لا يجب عليك التذمُّر من الازدحام أو إلقاء اللوم على زملائك لأنَّها أمور تافهة".

قد يكون تذكُّر موتك وأنَّ الحياة قصيرة بمثابة تنبيه لك يدفعك إلى معرفة ما تريده حقاً من حياتك.

إقرأ أيضاً: كم شخصاً سيبكي عند موتك؟

3. كتابة بيان شخصي:

من أروع استراتيجيات اكتشاف هدفك من الحياة وما تريده منها كتابة بيان شخصي، ولكن كلمة "بيان" تعني "إعلان عام عن السياسة والأهداف التي يصدرها حزب سياسي أو مرشح قبيل الانتخابات؛ لذلك قد يبدو غريباً بعض الشيء إنشاء بيان شخصي، لكنًّه ليس أكثر غرابةً من اقتراح "روبن شارما" بزيارة المقبرة.

على أي حال، تعني فكرة كتابة بيانٍ شخصي أنَّه إذا اكتشفتَ موقفك من أفكار معيَّنة، فقد تستطيع اكتشاف المهنة أو الحياة التي تريدها.

يُعَدُّ البيان الشخصي دعوةً إلى العمل، أو سياستك في التعامل مع الأشياء في الحياة.

يقول أحد المؤلفين حول إنشاء بيان شخصي: "أقرأ بياني كل يوم، قبل أن أبدأ عملي؛ فهو يركز ذهني من خلال تذكيري بأولوياتي، حيث أتعامل مع موضوعات مثل: كيف أريد أن أعامل أصدقائي؟ وكيف أريد أن أعمل بنزاهة ونبل في وظيفتي؟ وكيف أريد التصويت، وكل يوم أُعزِّز هذه القيم مراراً وتكراراً؛ لذا فإنَّ بيانك لا يعني الكثير للآخرين، ولكن إن عرضتَه عليهم، فستجد مَن يساعدك، فما هو إلا وسيلة يمكِن من خلالها لذاتك الحالية أن تتوافق مع ذاتك المستقبلية".

إذا كان من الصعب عليك فهم ماهيَّة البيان الشخصي، فما عليك سوى عَدِّه كقاعدة من قواعد الحياة، لأنَّه يشبه قواعد الحياة بالفعل؛ حيث يملي عليك ما الذي يجب أن تفعله، وكيف يجب أن تفعله، ومتى، وأين تفعله.

على سبيل المثال: قد تكون قواعد بيانك محددةً مثل: "سأستيقظ في الساعة 5:30 صباحاً كل يوم، وأمارس الرياضة لمدة 30 دقيقة، من 6:00 إلى 6:30 صباحاً، كل يوم بدون استثناء".

أو يمكِن أن يكون البيان عامَّاً وغامضاً مثل: "مهما كان الموقف الذي أواجهه في حياتي، وبغضِّ النظر عن صعوبته، سأواجهه بقوة وأتذكَّر هدفي دائماً، وسأتصرف بثقة وشجاعة، والأهم من ذلك، لن أتخلى عن أحلامي".

عليك أن تفهم أنَّ هذه المبادئ أو البيانات تساعدك في تحسين حياتك والطريقة التي تعيش بها، وإنَّها قواعد رائعة يجب أن تتبعها لأنَّها تُحدِّد هويتك.

وفي هذه الحالة، قد يساعدك بيانك الشخصي في اكتشاف هويتك وما تهتم به في الحياة، ويخبرك كيف تنظر إلى الآخرين وإلى نفسك والعالم من حولك، ويوضح لك كيف تريد أن تتصرف وأين تتجه في الحياة.

أعلم أنَّ وجود بيان شخصي قد لا يجيب مباشرةً عن سؤال "ماذا تريد أن تفعل في حياتك؟"، ولكنَّه طريقة رائعة للبدء.

في النهاية، معرفة كيف تريد أن تعيش حياتك يعطيك فكرةً رائعة عما تريد أن تفعله في حياتك، وإذا لم تكن متأكداً من كيفية كتابة بيانك، فاتَّبِع الاقتراحات التالية:

  • اختر الموضوعات.
  • اكتب مبادئك.
  • استخدم لغةً قوية وتأكيدية.
  • دوِّن بيانك على الورق.

شاهد بالفديو: 13 تقنية فعّالة لتحديد الأولويات

4. استخدام نهج "جس النبض":

من السهل فهم نهج "جس النبض"؛ إذ يكفي أن تُجرِّب أمراً ما إذا أردتَ أن تعرف مدى شغفك به، حيث يعمل نهج "جس النبض" بالطريقة نفسها؛ فما عليك سوى اختبار الأمر قبل الإقدام على ممارسته؛ لذلك، إذا كنتَ لا تعرف ماذا تفعل في الحياة، يكفي أن تُجرِّب، على سبيل المثال: أنت لن تعرف مذاق البسكويت، ولن تتأكد مما إذا كنتَ ستحبه ما لم تتذوقه.

وفقاً للمؤلف هارف إيكر (Harv Eker)، عندما أراد أن يبدأ مشروعه الخاص، لم يكن لديه أيَّة فكرة عما يجب أن يفعله، ولكن فجأةً خطرت في باله فكرة "بيع الفطائر"؛ فأراد أن يفتح محلاً لبيع الفطائر، ولكنَّ فتح محل تقليدي يتطلب الكثير من المال والوقت والإدارة والجهد والخدمات؛ فكانت هذه مشكلة كبيرة بالنسبة إليه، خاصة إذا لم ينجح العمل، أو لم يحبه في المقام الأول؛ فقرر جس النبض من خلال العمل في محل لبيع الفطائر في الحي الذي يسكن فيه، فكانت المفاجأة أنَّه بعد أسبوعين من حصوله على لمحة عن كيفية خَبز الفطائر، وتنظيف المطبخ، وإدارة العمل، وما إلى ذلك، اكتشفَ أنَّه لا يحب فكرة بيع الفطائر على الإطلاق؛ فقرر التخلي عن الفكرة برمتها، وبدلاً من ذلك، اختار العمل في مجال اللياقة البدنية، وحققَ نجاحاً باهراً.

الآن، بعد أن تعرفتَ إلى نهج جس النبض كل ما عليك فعله هو اختبار الأشياء لتعرف ماذا تفعل في الحياة.

الممارسة تؤدي إلى المعرفة:

 لقد سمعتُ الكثير من الناس يقولون إنَّهم لا يملكون فكرةً عما يريدون القيام به في الحياة، ويرغب معظمهم في بدء عمل تجاري، لكنَّهم لا يعرفون نوع العمل الذي يريدون ممارسته، حيث يريد بعض الناس إنشاء مدونة مثل مدونتي، ولكن ليس لديهم فكرة عن المكان المناسب للبدء أو كيفية القيام بذلك.

إذا كنتَ تواجه هذه المعضلة، فإنَّ اقتراحي لك هو: افعل أي شيء، ويختار الكثير من الناس إجراء عملية عصف ذهني والتفكير فيما يريدون حقاً القيام به في الحياة، ولكن دعني أخبرك أمراً: إذا كنتَ ستقضي وقتك في التفكير فيما تريد القيام به في الحياة، فلن تجد الإجابة أبداً، لأنَّك إذا جلستَ وفكرتَ لمدة أسبوع دون أن تفعل أي شيء، فما تعرفه الآن هو ما كنتَ تعرفه منذ أسبوع نفسه.

إذا كنتَ ترغب في بدء عمل تجاري إلكتروني لأنَّه رائج في الوقت الحالي، ولكنَّك لا تعرف ماذا ستبيع، وقررتَ قضاء شهر في التفكير فيما تبيعه، فعلى الأرجح، بحلول نهاية الشهر، لن يكون لديك أيَّة فكرة، لأنَّ الطريقة الوحيدة لزيادة معرفتك هي اتخاذ إجراء؛ فحتى قراءة كتاب لن يفيدك كثيراً، لأنَّك سوف تكتشف رغبة الآخرين، وليس رغبتك. صحيح أنَّك قد تشعر بالحافز والإلهام الشديد لبدء عمل تجاري عبر الإنترنت بعد قراءة كتاب عن كيفية انتقال شخص ما من الفقر المدقع إلى الثراء من خلال بناء شركة تجارية تبيع الأحذية عبر الإنترنت، ولكن هذا هو وليس أنت، فلعله يحب الأحذية، لكنَّك لا تحبها، وهذا هو السبب في أنَّ مجرد التفكير والقراءة لا يكفيان.

لن تكتشف أبداً ما تريد القيام به بمجرد التفكير فيه، وإنَّما عليك اتخاذ إجراء، وأي إجراء، فقط ابدأ العمل، وحينها ستعرف ما يناسبك وما لا يناسبك.

في النهاية، ستقودك اختياراتك وقراراتك وأحداث حياتك إلى وجهتك بعد أن تكتشف رسالتك في الحياة، وتعرف ماذا تريد حقَّاً أن تفعل فيها؛ لذا توقَّف عن التفكير، وابدأ العمل.

5. اختبار التقييم الذاتي:

 يُعدُّ التقييم الذاتي طريقةً رائعة أخرى لمعرفة ما تريده من حياتك، وأفضل من عبَّر عن ذلك هو الفيلسوف الصيني "لاو تزو" (Lao Tzu) عندما قال:

"معرفة الآخرين ذكاء، ومعرفة نفسك حكمة حقيقية، والسيطرة على الآخرين قوة، ولكنَّ السيطرة على نفسك هي القوة الحقيقية".

يمكِنك فهم نفسك بصورة أفضل من خلال ممارسة تمرينات التقييم الذاتي، وعندما تعرف نفسك جيداً، سيتكون لديك فكرة عما تريد أن تفعله في حياتك.

إذا كنتَ تحب مساعدة الآخرين، فربما يمكِنك الانضمام إلى منظمة غير ربحية لمعرفة المزيد عن اهتماماتك، وإذا كنتَ تحب التكنولوجيا والإنترنت، فقد يكون بدء عمل تجاري عبر الإنترنت بدايةً جيدة لاكتشاف هدفك.

هناك الكثير من اختبارات التقييم الذاتي والتمرينات التي يمكِنك إجراءها عبر الإنترنت لاكتشاف نقاط قوَّتك ونقاط ضعفك وشخصيتك؛ بل إنَّ بعضها يعطيك فكرةً عما تريد أن تفعله في حياتك، ولكن تكمن المشكلة في أنَّ معظم التمرينات والاختبارات تتطلب منك الدفع أو الاشتراك في بريدك الإلكتروني للقيام بذلك، وأنا لا أحب ذلك.

إقرأ أيضاً: كيف تعرف نقاط القوّة والضعف في شخصيتك؟

6. طرح أسئلة اكتشاف الذات:

إنَّ طرح الأسئلة وسيلة فعَّالة جداً، وكلنا نعرف ذلك؛ فمهما كانت الأسئلة التي تدور في رأسك، سيبحث عقلك عن إجابات لها؛ لذا، إذا طرحتَ سؤالاً خاطئاً، فستحصل على إجابة خاطئة، وإذا طرحتَ سؤالاً صحيحاً، فستحصل على الإجابة الصحيحة، الأمر بهذه البساطة.

حاوِل أن تسأل نفسك هذا السؤال: "لماذا تَحدث الأشياء السيئة لي دائماً؟".

إذاً، ما هي إجابتك؟ وبماذا يخبرك عقلك؟ وما هي الأفكار التي تراودك؟ أراهن أنَّ إجابتك ليست إيجابيةً، فعندما تطرح هكذا سؤال، سيبحث عقلك عن جميع الأسباب التي تجعلك تعتقد أنَّك غير محظوظ دائماً، وسيُقنعك بذلك، من ناحية أخرى، إذا سألتَ: "لماذا أنا محظوظ جداً، وتَحدث لي أشياء رائعة دائماً؟"، ستجد كل الإجابات الإيجابية والمشجعة، فدماغنا يُقدِّم الاقتراحات تلقائياً، ويمكِننا السيطرة على أفكارنا من خلال طرح الأسئلة، فعندما نسأل، تبحث عقولنا تلقائياً عن الإجابات.

يعمل دماغنا بطريقة عمل جوجل نفسها (Google)، وكل هذا يتوقف على ما تكتبه في شريط البحث، حيث يمكِنك البحث عن الأشياء الإيجابية، كما يمكِنك البحث عن الأشياء السلبية، الخيار لك.

إذاً، ما نوع أسئلة اكتشاف الذات التي يمكِنك طرحها لمعرفة المزيد عن نفسك وفهم نوع الحياة التي تريد أن تعيشها؟

فيما يلي بعض أسئلة اكتشاف الذات التي يجب أن تطرحها على نفسك:

  • ما هي أكبر النجاحات التي أفتخر بها في حياتي؟
  • إذا دخلتُ إلى مكتبة ضخمة، فأي قسم سأزوره وأقضي معظم الوقت فيه؟
  • إذا كان كل شيء ممكناً، فماذا ستفعل وكيف تريد أن تكون حياتك؟
  • مَن هم أكثر 3 أشخاص تحترمهم وتحبهم؟ ولماذا؟
  • ما هي الأشياء التي تكره القيام بها، أو لا تحب القيام بها؟
  • ما الذي يجب أن يَحدث حتى أشعر بالنجاح وأستمتع بحياتي؟
  • ما هو الشيء الذي يمكِنني فعله لتوظيف مواهبي في الحياة، وأشعر أنَّني أعيش حياةً مُرضية؟

إنَّ طرح الأسئلة أمر سهل، لكنَّ الجزء الصعب يكمن في الإجابة عن الأسئلة كتابياً؛ لذا، دوِّن أفكارك، ومن الأفضل الاحتفاظ بدفتر يوميات شخصي لتدوين كل هذه الإجابات، وتسجيل أفكارك، وكذلك تدوين أهدافك.

سيكون التأثير صغيراً عندما تحاول الإجابة عن تلك الأسئلة شفوياً، ولكن عندما تكتبها، فأنت تخبر نفسك بأنَّك جاد في اكتشاف ذاتك، وملتزم باكتشاف ما تريده في حياتك؛ لذا، اقضِ بضع دقائق أو حتى ساعات للقيام بذلك، وتأكَّد من تنظيم وقتك وتخصيص الوقت اللازم للقيام بذلك.

شاهد بالفديو: 7 نصائح لإدارة الوقت بفعالية

7. ملاحظة التلميحات والإشارات في حياتك اليومية:

أخيراً، عندما لا يكون لديك فكرة عما تريد القيام به في الحياة، وما هي المهنة التي تريد مزاولتها، وتشعر بأنَّك تائه، يمكِنك دائماً التعلم من حياتك اليومية.

انظر كيف تتخذ قراراتك، وتنجز مهامك، وتقضي وقتك.

سوف تعطيك الحياة تلميحات وإشارات حول ما تريده، فقد تكون بارعاً في الطهي والخَبز، أو تحب التحدث إلى الناس، والتعرف إلى أشخاص جدد، أو ربما تكون بارعاً في الرياضة، مثل: التنس، أو ربما أخبرك أحدهم أنَّك تجيد التدريس ومشاركة معرفتك مع الآخرين لأنَّك تتحلى بالصبر، أو أنَّ لديك مهارات في التصميم واقترحَ عليك مزاولة مهنة تصميم الديكور.

حسناً، هذه بعض التلميحات التي تُقدِّمها لك الحياة، فانتبِه لها، ثمَّ حاوِل معرفة ما إذا كانت هذه العلامات ستساعدك في اكتشاف ذاتك.

يكتشف الناس في كثير من الحالات ما يريدون القيام به في وقت فراغهم، وعندما تكون متفرغاً، ما نوع المشاريع الإضافية التي تهتم بها؟ وماذا تفعل معظم وقت فراغك؟

  • هل تتعلم تصميم موقع ويب خاص بك؟
  • هل تقرأ كتباً عن الطهي وتتعلم كيفية خبز كعكة الشوكولاتة؟
  • هل تمشي في الطبيعة لأنَّك تحب القيام بذلك؟
  • هل تشاهد مقاطع يوتيوب (YouTube) حول الزراعة العضوية؟

ركِّز على هواياتك واهتماماتك والأشياء التي تستمتع بها، وكن فضولياً تجاه كل ما تواجهه في حياتك، تماماً كما يقول الكاتب والمُدوِّن الناجح "سكوت يونغ" (Scott Young): "بدلاً من اتخاذ قرارات محددة بشأن المسار الوظيفي، أعتقد أنَّه يجب أن تشعر بالفضول، فكن فضولياً تجاه الطريقة التي يعمل بها العالم، ولاحِظ اهتماماتك الخاصة، وابحث عن طرائق صغيرة يمكِنك من خلالها ممارسة شغفك في شيء ما حتى لو لم تتمكن من إيجاد طريقة لكسب المال منها حالياً؛ إذ لا يمكِن بناء جسر بين الشغف وكسب المال بسرعة لأنَّنا غالباً ما نتجاهل اهتماماتنا لصعوبة تحويلها إلى مصدر دخل على الفور؛ وبالتالي هي ليست على القدر نفسه من أهمية العمل الذي يوفر لنا مصدر دخل".

من أشهر أقوال "ستيف جوبز" (Steve Jobs): "كن فضولياً ومتعطشاً للمعرفة"، فهذا هو بالضبط ما عليك القيام به لتعرف المزيد عن نفسك، وحياتك، وهدفك في الحياة، وتذكَّر، يجب أن تنتبه لكل شيء من حولك ولما تُقدِّمه لك الحياة من تلميحات وإشارات.

في الختام:

عندما لا تعرف ماذا تفعل في الحياة ولا تعرف وجهتك، تذكَّر هذه الاستراتيجيات السبع:

  1. تطبيق تقنية السماء الزرقاء للتفكير.
  2. طرح سؤال: "أين ستكون، وماذا ستفعل في السنوات الخمس المقبلة؟".
  3. كتابة بيان شخصي.
  4. اختبار جس النبض وتجريب كل شيء.
  5. تطبيق اختبارات التقييم الذاتي.
  6. طرح أسئلة مؤثرة حول اكتشاف الذات.
  7. ملاحظة التلميحات والعلامات في حياتك.

إنَّ العثور على هدفك ليس نزهةً قصيرة؛ وإنَّما رحلة طويلة؛ لذا، تحلَّ بالصبر، ولا تيأس إن شعرتَ بالضياع، أو لم يكن لديك فكرة عما تريد القيام به في الحياة، ففي النهاية، الحياة هي عملية اكتشاف ما تريد القيام به في الحياة.

المصدر




مقالات مرتبطة