7 اختلافات بين الأشخاص المشغولين والأشخاص المنتجين

غالباً ما تنشغل؛ لكنَّك تنظر إلى الوراء فيما بعد وتتساءل أين ذهب وقتك كله، وربما تشعر غالباً بأنَّك تقضي وقتاً طويلاً في القيام بأمر ما؛ لكنَّك لا تنجز أعمالاً كثيرة.



معظمنَّا دائمو الانشغال في عالم اليوم المملوء بالمشاغل؛ لكنَّهم ليسوا منتجين.

لذا سنقدم لك 7 اختلافات بين الأشخاص المشغولين والأشخاص المنتجين:

1. يعمل الأشخاص المشغولون بجد، بينما يعمل الأشخاص المنتجون بجد وذكاء:

يتمتع الأشخاص المشغولون بأخلاقيات عمل رائعة، وهذا هو سبب انشغالهم دائماً؛ لكنَّ المشكلة لا تكمن في أنَّهم لا يعملون بجد؛ وإنَّما في أنَّهم لا يعملون بذكاء؛ فهم يعملون دون ترتيب مهامهم وفق الأولويات ودون التفكير فيما إذا كانت ثمة طرائق أفضل لإنجاز الأمور.

من ناحية أخرى، يركِّز الأشخاص المنتجون على الفاعلية أولاً، ثم الكفاءة، إنَّهم يبحثون باستمرار عن طرائق أفضل لتحقيق النتيجة نفسها.

  • الكفاءة = المسارعة في إنجاز الخطوات الصغيرة المرتبطة بمهمة أكبر.
  • الفاعلية = إيجاد الطريقة المثلى للقيام بأمر ما، وربما حتى إزالة الحاجة إلى القيام بالمهمة نفسها.

عندما تكون كفْؤاً؛ لكنَّك غير فاعل، فإنَّ أوجه الضعف ستظهر، على سبيل المثال يعني تحرير مقاطع الفيديو على جهاز كمبيوتر بطيء أنَّك مقيد بقوة عمل معالجه البطيء، حتى إذا استطعت التعديل بسرعة، فأنت مقيد بسرعة المعالجة؛ فالخطوة الفاعلة هنا هي الاستثمار في جهاز كمبيوتر جديد، وليس تحسين مهاراتك في التحرير، أو الأفضل من ذلك، توظيف شخص حتى لا تضطر إلى التعديل على الإطلاق.

أو لنفترض أنَّك تدير شركة تدريب، وتتعامل مع عملاء من أنحاء العالم جميعه، ويتضمن جزء من مهامك اليومية التنسيق مع العملاء لتحديد المواعيد وفقاً للمناطق الزمنية، فيؤدي هذا إلى نقاش كبير؛ لأنَّك تحتاج إلى التحقق مما إذا توفر العملاء لك، والتأكد من المناطق الزمنية والتحقق من التقويم الخاص بك عند إعادة الجدولة، وتتحقق الفاعلية في المهام هذه عندما تستخدم خدمةً آليةً لتنظيم المواعيد حتى يستطيع العملاء من جدولة المواعيد بأنفسهم.

إليك بعض الأسئلة:

  • ما هي المهام التي تعمل عليها؟ وهل هذه المهام ضرورية؟
  • هل تستطيع إيجاد طريقة أفضل لإنجاز الأمور؟
  • كيف تحسِّن نهجك لتحقيق 10 أضعاف إنتاجيتك؟
إقرأ أيضاً: كيف تستخدم مصفوفة تحديد الأولويات عندما تكون كل مهمة أولوية؟

2. يغرق الأشخاص المشغولون في التفاصيل، بينما يهتم الأشخاص المنتجون بالمهام الصغيرة التي تخدم هدفهم الكبير فقط:

غالباً ما يغرق الأشخاص المشغولون في التفاصيل، فهم يقلقون جداً بشأن الاختلافات الدقيقة غير الهامة بين خيارين؛ فمثلاً في الأعمال التجارية عبر الإنترنت، لا يهم القالب الذي ستختاره للموقع إذا أطلقته حديثاً؛ اختر واحداً فقط لا على التعيين وابدأ، وتستطيع مراجعته لاحقاً عندما تحصل على مزيد من الأفكار، فلن تعرف ما يفضِّله الناس حتى تختبر كل قالب على حِدة.

ينطبق الأمر نفسه على كتابة المقالات لأول مرة، فلا يهم إن لم تكن كتابتك رائعة، اكتب فقط وتعلَّم بينما تمضي قُدماً في العمل.

بالتأكيد التفاصيل هامة، فقد كان رائد الأعمال "ستيف جوبز" (Steve Jobs) مهووساً بالتفاصيل، فقد شغَلت باله الطريقة التي تظهر بها أشرطة عناوين نظام "ويندوز ماكنتوش" (Macintosh windows)؛ لذلك وضع 20 تصميماً مع فريقه قبل أن يرضى بالنتيجة النهائية، لقد أدرك أنَّ هذا شيئاً سيراه المستخدم كل يوم، ولهذا السبب أراده أن يكون مثالياً.

المفتاح هو التركيز على التفاصيل التي ستؤثِّر في النتيجة النهائية؛ لذا أتقن الأمور التي ستُحدث فرقاً كبيراً في هدفك النهائي، وأما عن الأمور الأخرى، فتستطيع تفويضها أو الاستعانة بمصادر خارجية أو الاعتماد على مبدأ باريتو (Pareto)، ولا تحتاج إلى القيام بكل شيء بصورة صحيحة؛ بل كل ما يجب القيام بالأمور الصحيحة بطريقة صحيحة.

3. يسمح الأشخاص المشغولون للآخرين بتحديد اتجاههم، في حين يحدِّد الأشخاص المنتجون اتجاههم ويُقيِّمون تقدمهم في هذا الاتجاه:

مع أنَّ المجتمع قد يحاول فرض بعض المسارات وإقناعنا بأنَّها الخيار الأنسب؛ لكنَّ هذا لا يعني أنَّها تناسبك بالضرورة؛ إذ تتطور مجالات عمل وتنهار أخرى، كما قَدِمت بعض المجالات وفقدت أهميتها مع تطور التقنيات والأسواق.

على سبيل المثال، كانت قطاعات النقل البحري مساراً وظيفياً مربحاً جداً في "سنغافورة" (Singapore) في التسعينيات والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين، فغالباً ما تحدَّث الناس عن المكافآت الضخمة وفرص العمل في هذا المجال، أما الآن فتضاءلت هذه الفرص؛ إذ تواجه قطاعات النقل البحري نقصاً كبيراً في الوظائف وانتقلت شركات بحرية عدة إلى الخارج.

بدلاً من تقبُّل ما يحاول الآخرون إقناعك به على أنَّه الحقيقة، فكِّر فيما تريده لنفسك، فما هو شغفك؟ وما هي رؤيتك حتى لو لم تستطع تحقيقها مباشرة؟ وهل تستطيع العمل على تحقيقها؟ فمن الهام أن تعمل على تحقيق ما تريده، حتى لو تقدمت ببطء، بدلاً من العمل في مهنة تكرهها إلى بقية حياتك.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لتصفية ذهنك

4. يوافق الأشخاص المشغولون على كل شيء، بينما يوافق الأشخاص المنتجون على بعض الأمور ويرفضون غيرها:

لا يرفض الأشخاص المشغولون شيئاً؛ وإنَّما يوافقون على كل شيء، ونتيجة لذلك، فإنَّهم يملؤون جداولهم بأمور تجعلهم مشغولين، لكن لا تغير حياتهم.

يوافق الأشخاص المنتجون على بعض الأمور ويرفضون بعضها الآخر؛ لأنَّهم يعلمون أنَّ الموافقة على كل شيء ستأخذ من وقتهم لاحقاً، كما يعرفون أنَّ فعل أمور كثيرة لا تناسبهم، وإن كانت بسيطة ستقودهم في النهاية إلى المسار الخطأ.

يساعد الرفض على حماية وقتك؛ إذ تستطيع استخدامه للأمور الهامة.

5. يتَّبع الناس المشغولون كل توجه، بينما يُقيِّم الأشخاص المنتجون إيجابيات الأمر وسلبياته قبل القيام به:

لا حرج في اتباع التوجهات الاجتماعية إذا مارستها للتسلية، لكن يجب أن تفهم أنَّ التوجهات المجتمعية ترتبط إلى حدٍّ كبير بحركات السوق، فعندما ينتهي توجه ما، سيحل توجه آخر مكانه، لكن عندما يفعل الجميع أمراً ما لا يعني أنَّه يجب أن تحذو حذوهم، فكِّر في قيمة الشيء بدلاً من اتباع كل توجه.

ينطبق الأمر نفسه على التوجهات في الأعمال التجارية:

  • كل شركة لديها تطبيق على الأجهزة المحمولة؛ لكنَّ هذا لا يعني أنَّك بحاجة إلى هذا التطبيق، فكِّر في قيمة ذلك في عملك قبل أن تقرر ما إذا كان يجب إنشاؤه.
  • أصبح "متجر كيندل" (Kindle Store) الآن متجراً إلكترونياً كبيراً لتوزيع الكتب الإلكترونية، لكن هذا لا يعني أنَّك بحاجة إلى بيع كتبك الإلكترونية فيه؛ إذ توجد أمور أخرى يجب أن تفكر فيها مثل ما إذا كان المتجر يناسب استراتيجية تسعير الكتب التي ستعتمد عليها، وتكاليف جعل كتابك الإلكتروني متوافقاً مع الأجهزة الإلكترونية، والنفقات الإدارية للتعامل مع أداة توزيع أخرى.
  • كل شخص لديه مدوَّنة اليوم ويَدَّعي كسب المال من التدوين، لكن ماذا في ذلك؟ فمن بين الأشخاص الذين يَدَّعون كسب المال من التدوين، كم عدد الأشخاص الذين لا يكسبون المال حقاً عبر الإنترنت؟ وكم عدد الأشخاص الذين ينجحون حقاً في مجال التدوين؟ وكيف يتوافق إنشاء المدوَّنات مع خطط حياتك المهنية ومهام حياتك؟ هذه أسئلة هامة جداً يجب التفكير فيها قبل الانتقال إلى مجال جديد تماماً.

تترافق معظم المنتجات والخدمات اليوم مع قائمة لا حصر لها من الميزات، لكن فكِّر في قيمتها الفعلية في تلك المنتجات أو الخدمات.

قد توجد مجموعة متنوعة من الأخبار في الجريدة المحلية، لكن ماذا لو لم تكن هذه الأخبار سوى قصصاً منظمة بعناية لتضليلك، فكيف تستطيع قراءتها أن تُغيِّر طريقة تفكيرك وتوجهك في حياتك؟

أن تكون لديك عدة خيارات؛ لا يعني أنَّها جيدة، فاحذر من الأفكار غير المفيدة، وقبل اتباع توجه ما، اسأل نفسك:

  • كيف يساعدني هذا في حياتي؟
  • ما هي إيجابيات القيام بذلك وسلبياته؟ وهل الإيجابيات تفوق السلبيات؟
  • هل هذا شيء أحتاج إليه حقاً، أم أنَّه مجرد رغبة؟ تعلَّم طريقة التمييز بين الحاجة والرغبة.

شاهد بالفيديو: 10 أشياء عليك أن تتجاوزها لتكون من الناجحين

6. لدى الأشخاص المشغولين أعذار دائمة لعدم العمل على أهدافهم طويلة الأمد، بينما الأشخاص المنتجون يخصصون الوقت لذلك:

الأشخاص المشغولون ليس لديهم الوقت لتحقيق أهدافهم الشخصية الهامة على الأمد الطويل، وعندما تسألهم عن السبب، يجيبون: "نحن مشغولون" أو "ليس لدينا وقت" أو "لدينا أمر آخر عاجل؛ لذلك سنؤجل هذه المهمة الآن"، على الرَّغم من أنَّ إنجازها سيؤثِّر تأثيراً كبيراً في حياتهم على الأمد الطويل.

إنَّ الأشخاص المشغولين لا يتوفر لهم الوقت أبداً، ولديهم دائماً سبب لتأجيل العمل على أهدافهم الهامة الشخصية، ولأنَّهم مشغولون دائماً فهم غير قادرين على تجاوز انشغالهم ليصبحوا منتجين.

إذا انشغلت دائماً ففكِّر في الوقت، فهو موجود لتنظيم حياتك، ويساعدك تنظيم الوقت على التواصل والتعاون بسهولة مع الآخرين، فما يملأ وقتك هو نتيجة لما سمحت له بالدخول إلى حياتك.

عندما لا تختار بما ستملأ يومك ووقتك، ستمتلئ أيامك تلقائياً بمهام الآخرين وواجباتهم؛ إذ يفهم الأشخاص المنتجون هذا، ولهذا السبب لا ينتظرون أبداً الوقت للعمل على أهدافهم الهامة؛ بل يخصِّصون وقتاً للعمل على أهدافهم الشخصية بصرف النظر عن مدى انشغالهم.

لن يكون لديك وقت لتحقيق أهدافك الشخصية إذا انتظرت حتى تتفرغ؛ لذلك خصِّص وقتاً لها؛ فسيكون لها أكبر تأثير في حياتك.

7. يحاول الناس المشغولون القيام بكل شيء بأنفسهم، بينما يستخدم الأشخاص المنتجون الأدوات المناسبة والموارد لمساعدتهم:

عندما تنجز المهام الصغيرة كلها بنفسك، فإنَّك تفقد الطاقة الذهنية للتفكير والعمل على الأمور عالية المستوى.

إنَّ للتوظيف مشكلاته لأنَّك قد توظف أناساً سيئين لا يصغون إلى التعليمات، أو أشخاصاً يستمرون في ارتكاب الأخطاء، وتقضي وقتاً أطول في إصلاح عملهم أكثر من القيام به بنفسك، لكن هذا لا يغير حقيقة أنَّنا بحاجة إلى التفويض عبر التأني في اختيار الأشخاص الذين سنوظفهم؛ لأنَّنا لا نستطيع القيام بكل شيء وجدنا.

إقرأ أيضاً: 8 أشياء لا يضيع الأشخاص الناجحون وقتهم عليها

لا يقتصر الحصول على المساعدة على توظيف الأشخاص المناسبين فقط؛ إذ يُعدُّ الحصول على الأدوات والخدمات المناسبة أمراً هاماً أيضاً.

ليس لدينا سوى مقدار محدود من الوقت خلال اليوم، فإذا استغرقت المهمة وقتاً طويلاً، وليست الجزء الأكثر أهميةً في عملك، فاجعل الآخرين ينفذونها، وابحث وتحدَّث مع الآخرين لفهم طريقة حلهم لمثل هذه المشكلات، واستشر الأشخاص أصحاب الخبرة المناسبة.

تستطيع الاستعانة بمنتج أو خدمة أو تفويض العمل أو الاستعانة بمصادر خارجية لإنجاز المهام أسرع وأفضل ممَّا تستطيع، ولا تفعل كل شيء بنفسك لأنَّ العمل في مجموعة يؤدي إلى قرارات أفضل؛ لذا يعمل البشر بصورة أفضل كمجموعة وليس كلٌّ على حدة، فنحن نحقق مزيداً عندما نعمل مع الآخرين وليس وحدنا.

في الختام:

أن تنشغل هو أمر لا بأس به؛ لأنَّك لن تحتاج إلى التفكير؛ لكنَّ القيام بذلك يعني أن تعيش حياتك دون وعي، وهذا لن يسهم في نموك وتطورك؛ لذا فكِّر في الأشهر القليلة الماضية من حياتك، هل انشغلت أم أنتجت؟




مقالات مرتبطة