ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن 3 قواعد لكتابة مقالات فعالة.
ينطبق الأمر ذاته على رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، فانظر فقط إلى كيفية استجابتك لأيِّ شكل من أشكال التواصل المكتوب؛ فعندما لا تجذب رسالة بريد إلكتروني انتباهك على الفور فمن المحتمل أنَّك لن تفتحها، أليس كذلك؟
يعمل كلُّ شيء آخر على الإنترنت بهذه الطريقة نفسها؛ فعندما تكتب مقالاً فعالاً فأنت على دراية بحقيقة أنَّ معظم الناس ربَّما لن يبدؤوا حتَّى في قراءة ما كتبته، لكنَّ هذا لا يعني أنَّ الكتابة الفعالة تتعلق فقط بجذب انتباه الناس، فلو كان الأمر كذلك، كان من الممكن كتابة العناوين الجاذبة فقط فهذا ليس الجزء الصعب؛ بل هو جذب انتباه شخص ما والاحتفاظ به، فإذا لم يحقق المقال هدفه فلن يتابع قراءته أحد ببساطة.
لتقليل احتمالات حدوث ذلك يجب أن تكون محدداً في كتاباتك، وفي هذا المقال سأشارك معك 3 قواعد للتأكُّد من أنَّ كتابتك أكثر فاعلية حتَّى يقرأها الناس، كما يمكنك تطبيق الشيء نفسه على رسائل البريد الإلكتروني أو الكتب أو التقارير أو أي نص آخر:
أولاً: التعرف إلى جمهورك وتحديد الهدف من مقالاتك
من السهل أن تتعثر في الكتابة؛ حيث كانت محاولتي الأولى في مهنة الكتابة في عام 2011 عندما تخرجت، ولقد أحببت حقاً فكرة أن أصبح كاتباً؛ لذلك فكرت في أنَّه يجب عليَّ أن أجرب الكتابة، ولم تكن النتيجة جيدة في الواقع؛ فلقد كنت أحدق في شاشة فارغة، ولم يكن لدي أدنى فكرة عما سأكتب عنه.
فعندما نكون غير متأكدين من كتاباتنا، عادةً ما يكون ذلك بسبب أنَّنا لمَّا نكتشف جمهورنا وهدفنا بعد، ومن الأفضل أن تعرف من الذي تكتب من أجله وما هو الهدف من مقالك قبل البدء في الكتابة؛ ولذلك اسأل نفسك دائماً:
- لمن أكتب هذا المقال؟
- لماذا أكتبه؟ وبمعنى آخر: ما فائدة هذا المقال للقارئ؟
نحن نريد أن يقرأ الجميع أعمالنا ويشتروا منتجاتنا، وسأكون سعيداً إذا اشترك ملايين الأشخاص في دوراتي عبر الإنترنت كلَّ عام، لكنَّ هذا غير ممكن؛ وذلك لأنَّ دورة الكتابة الخاصة بي، مخصصة فقط للأشخاص الذين يرغبون في الكتابة بطريقة أكثر وضوحاً ومصداقية وإقناعاً، فالدورة التي أقدمها ليست لكل كاتب في العالم، ويستغرق الأمر وقتاً لمعرفة من الذي نكتب من أجله وما هي أهدافنا.
في محاولتي الثانية للكتابة في عام 2015، اكتشفتُ أخيراً من الذي أرغب في الكتابة من أجله؛ وهم الأشخاص الملتزمون بتحسين حياتهم ومهنهم؛ ولذلك قمت بما يأتي لخدمة جمهوري:
1. كتبت عن موضوعات مختلفة:
لكنَّني ربطتُ كلَّ شيء بتحسين الذات، فتحدثت عن التسويف واليقظة والإنتاجية وريادة الأعمال والاستثمار وما إلى ذلك، فما يزال بإمكانك الكتابة عن مجموعة واسعة من الموضوعات طالما أنَّ لديك غاية ثابتة.
2. كان الإصغاء إلى القرَّاء أمراً هامَّاً دائماً بالنسبة إلي:
فلقد تابعت آراءهم وكيف تفاعلوا مع المحتوى الخاص بي.
3. يجب أن يتضمن كلَّ مقال نصيحة قابلة للتنفيذ:
فإذا كان لدي فِقْرة أو كلمة لا تضيف شيئاً هاماً إلى أهدافي أو رسالتي أحذفُها.
4. التركيز على تجربة القارئ:
فما الشيء الذي سيحصل عليه القارئ في نهاية المقال ولم يكن لديه عندما بدأ في قراءته؟ يمكن أن تكون معلومات جديدة أو شعوراً أو تجربة.
شاهد: 7 نصائح لكتابة محتوى ناجح
ثانياً: القضاء على الخوف
لا يمكن للكاتب الخائف أن يكون كاتباً مؤثراً؛ فعندما يكون الناس مدفوعين بالخوف فإنَّهم لا يقولون ما يقصدونه؛ فيستخدمون أسلوباً غير محفِّزٍ ولا تكون كتاباتهم مقنعة، فإذا كنتَ تؤمن بشيء ما، فاكتب عنه وكأنَّه الحقيقة المطلقة.
لكن كثيراً من الكُتَّاب يفكرون: "ماذا لو لم يوافقني الناس الرأي؟" هذا حق الآخرين، لكن إذا قلَّلت من قيمة كتابتك، فلن يهتمَّ أحد بها، فقد يواجه الكُتَّاب احتمال الفشل كلَّ يوم، وقد لا تكون رسالتنا واضحة، وقد لا تلقى فكرتنا صدىً لدى جمهورنا وغيرها من الأسباب، وتصبح الكتابة أكثر صعوبة عندما نشعر أنَّنا لا نعرف ماذا نقول.
الطريقة الوحيدة للتَّغلب على فشلك هي أن تتحمَّل تماماً مسؤولية ما تكتبه، فعندما أرتكب خطأً في مقال ويخبرني أحدهم بذلك، أقول: "أنت محق، شكراً لك على إعلامي، لقد قمت بتحديث المقال"؛ لأنَّ ذلك ليس أمراً محرجاً، فالاعتراف بأخطائك يجعلك أكثر مصداقية، لكن عندما تكتب، تَخلَّص من مخاوفك كلِّها، واكتب بمصداقية، وثِق بكتاباتك.
إذا كان الناس لا يحبون ذلك فلا بأس، ولكنَّني أضمنُ أنَّه سيكون لديك عددٌ كافٍ من الأشخاص الذين يقدرون كلماتك طالما أنَّها حقيقية، ولا تطلق على نفسك مطلقاً لقب "كاتب طموح"، فإذا كنت تكتب أشياء مثل رسائل بريد إلكتروني أو مقالات أو عُروض عمل أو حتَّى نصوصاً كل يوم فأنت كاتب، وهذا لا علاقة له بمدى كونك جيداً أو سيئاً، فلا يولد أحد كاتباً خبيراً، وكلُّنا نتعلم.
ثالثاً: الانتباه للتفاصيل دائماً
بصفتك كاتباً فعَّالاً عليك أن تهتمَّ بكل التفاصيل:
- العناوين.
- العناوين الفرعية.
- القواعد.
- الأخطاء الإملائية.
- التحرير المرئي؛ مثل المسافة البيضاء بين الفقرات.
- الصور.
- الروابط.
- المصادر التي تشير إليها.
- استخدام قوائم ذات تعداد نقطي أو رقمي إذا كانت مناسبة.
لا يرتبط أيٌّ ممَّا سبق بالمحتوى الفعلي، كما ترون ثمة أمورٌ كثيرةٌ يجب مراعاتها؛ فيجب على المرء الانتباه إلى التفاصيل كلِّها دائماً بدءاً ممَّا تقوله وصولاً إلى كيف تقوله، وكيف يبدو.
يمكنك تدريب نفسك على مراقبة التفاصيل، فأنا كنتُ متسرِّعاً، لكنِّي الآن آخذ الوقت الكافي للنظر في جميع التفاصيل، وعليكَ فقط أن تدرك الأشياء التي تؤثِّر في الكتابة الفعَّالة.
في الختام:
الكتابة هي عملية تفكير، فبينما نمر في الحياة، ونختبر ونقرأ المزيد من الأشياء، نصبح مفكرين أفضل وكُتَّاباً أفضل، وإنَّها ممارسة لا تنتهي أبداً، ففي اللحظة التي تطلق فيها على نفسك اسم كاتب، فإنَّك تعيش تلقائياً بشكل مختلف، وترى كل شيء كمادة يمكن الكتابة عنها.
الكتابة تؤثر في حياتنا أكثر مما نعتقد؛ فهي تساعدنا على أن نصبح أفضل فيما نقوم به، بصرف النظر عن عملنا، وهذا هو السبب في أنَّ معظم الناس الأكثر نجاحاً يقومون بالكتابة، فالكتابة تحسِّن عملية تفكيرنا؛ ولهذا السبب يجدر بك مواصلة ممارستها.
أضف تعليقاً