7 أشياء غريبة يقوم بها الأشخاص الذين يكثرون التفكير

تخيل لو أنَّك أرسلت رسالةً نصيةً إلى شخصٍ خرجت معه للتو في موعدٍ، وقلت أنَّك قضيت وقتاً رائعاً وترغب في الخروج معه مرةً أخرى؛ ثم بعد مضي بعض الوقت، رد ذاك الشخص بإرسال وجهٍ مبتسمٍ فقط.



عندها قد تفكر كالتالي: "لقد أرسل وجهاً مبتسماً، ماذا يعني ذلك؟ أعتقد بأنَّ هذا أمرٌ جيدٌ، ويعني أنَّه يريد رؤيتي مرةً أخرى أيضاً، أليس كذلك؟ ولكنَّه لم يقل ذلك في الواقع، فربما لا يريد رؤيتي مرةً أخرى، ولا يرغب بإيذاء مشاعري؛ لذلك لم يقل شيئاً واكتفى بالوجه المبتسم؛ وربما هو مشغولٌ ولا يستطيع الرد بالكتابة، وبالتأكيد سيكتب لاحقاً ليقول لي أنَّه قضى وقتاً ممتعاً أيضاً؛ ولكن لأفكر قليلاً، لو كان مهتماً حقاً لكان قد خصص وقتاً للرد بطريقةٍ أخرى وإن كان مشغولاً... ولكن... ".

هل تراودك مثل هذه الأفكار عادةً؟ إذا كان جوابك "نعم"، فأنت تنتمي لمن يسمون المبالغين في التفكير. لذا إليك 7 أشياء غريبة قد تفعلها:

1. بناء العديد من الافتراضات والتوقعات دوماً:

  • "لقد امتعضت أمامي، لا بد أنَّها تعتقد أنني غبي".
  • "لقد مضت حوالي ثلاث ساعاتٍ ولم يرسل لي رسالةً نصيةً... لا بد أنَّه يفعل ذلك عن عمد، وبالتأكيد يحاول تجاهلي وإثارة غضبي!".
  • "لم أر صديقتي ماري (Mary) لمدة 3 أشهر، قد تكون غاضبةً مني لعدم الاتصال بها".

هذه جميعها مجرد افتراضات قد لا تستند بالضرورة إلى الحقيقة ولكن يضع المبالغون بالتفكير كافة التوقعات الممكنة، وهذا جزءٌ من المشكلة؛ فوضع الافتراضات يؤدي إلى التفكير الزائد، وبالتالي إلى المزيد من المشكلات.

بدلاً من ذلك، يجب أن يعيش المبالغون في التفكير وفق قاعدة: "لا تفترض شيئاً على الإطلاق"، وأن يسألوا الناس من حولهم عن الحقائق التي تؤرقهم، أي لا يذهبوا مباشرةً إلى الاستنتاجات التي قد لا تمت للواقع بصلة.

2. توقُّع الأسوأ دوماً:

قد تفكر مثلاً: "كان من المفترض أن يأتي الساعة الخامسة وقد تأخر قليلاً، يا إلهي ماذا لو كان قد أصابه مكروه في طريقه إلى هنا؟ بمن يجب أن أتصل لمعرفة ما حصل؟ ترى ما هو الطريق الذي سلكه؟ لأتحقق من تقارير الشرطة والمرور على الإنترنت لأتأكد بأنَّ كل شيء على ما يرام؛ هذا سخيف، لقد تأخر قليلاً فقط، ربما لم ينتبه لمضي الوقت؛ لكن ربما لم يفعل، يا إلهي ما الخطب؟"

قد لا يحدث الأسوأ دوماً، ولكن إذا فكرت في الأمر، فإنَّ 99٪ من الأشياء التي تفرط في التفكير فيها وتبالغ في القلق بشأنها لا تتحقق بالفعل؛ لذلك، فإهدار الكثير من الطاقة الذهنية في محاولة اكتشاف سبب وفاة الناس أو أَسرهم من قبل كائن فضائي لا يفيدنا حقاً.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات مفيدة كي تتوقف عن توقع الكوارث

3. التفكير من منظور "ماذا لو..." معظم الوقت:

"طلب منِّي هذا الرجل أن يخطبني، ولا أعتقد أنَّني معجبةٌ به حقاً، لذلك لن أذهب؛ ولكن ماذا لو كان هو توأم روحي بالفعل؟ وبالتالي لن أتمكن من معرفة ذلك إن لم أخرج معه قط! ولكنَّه قصيرٌ نوعاً ما، يا إلهي ما بالي أفكر بهذه الطريقة! ألن أعطيه فرصةً بسبب ذلك الأمر حقاً؟ ولكن ماذا لو كان في الواقع مملاً جداً وأهدرت بضع ساعاتٍ من حياتي في ذلك اللقاء!... "

يوجد هناك العديد من جمل "ماذا لو..." التي قد نفكر بها ونتخيل كافة التفاصيل التي قد تحدث؛ ولكن تدفعنا هذه الأفكار، نحن المبالغون في التفكير، حد الجنون! فنحن نخشى ارتكاب الأخطاء ونريد أن تسير كافة الأمور على نحوٍ مثاليٍ؛ لذلك نفكر في كافة الاحتمالات التي قد تواجهنا؛ إلا أنَّنا يجب أن نحاول تركيز الاهتمام حقَّاً على لحظات الحاضر، فهو كل ما يمكننا التحكم فيه.

4. التأكيد على أنَّنا لا نملك التحكم بكافة الأمور من حولنا:

"ابني يحب لعبة كرة القدم، ولكنَّني أكرهها حقاً، إلا أنَّني أحب الموسيقى، فماذا لو أقنعته تعلم الجيتار؟ ربما يؤسس فرقةً موسيقيةً لاحقاً وسيكون ذلك رائعاً، ولكن لا أستطيع أن أتحكم في رأيه بالنسبة للعبة كرة القدم فهذا سيجعلني والداً سيئاً؛ أقد يرغب بلعبة أخرى؟ فهذا ليس أمراً مملاً، ولكن ربما يصاب بارتجاجٍ وتلفٍ في الدماغ، يا إلهي، سيكون ذلك مروعاً! أنا حائرٌ أبحث عن الطرائق التي تجعلني غير مضطرٍ إلى الذهاب لمشاهدة مباريات مملة؟ ليتني أملك عصا سحريةً لأجعل كافة الأمور تحدث كما أرغب".

لذلك، يجب أن نعلم أنَّنا لا نملك التحكم في أي شيءٍ أو أي شخصٍ سوى أنفسنا، والمبالغة في التفكير بأمورٍ عديدةٍ كـ "كيف يمكننا تغيير الأشياء لنكون أكثر سعادةً، أو لتصبح الحياة أفضل بطريقةٍ معينة" ترسلنا فقط إلى دوامةٍ جنونيةٍ أخرى تستنزف طاقتنا الذهنية.

إقرأ أيضاً: 10 أفكار سلبية تراودنا جميعاً، فكيف يمكننا استبدالها؟

5. وضع افتراضاتٍ خاطئةٍ في أغلب الأوقات:

  • "قضيت عدة أيامٍ وليالٍ أفكر كثيراً إلى أن استنتجتُ أنّه فعل ذلك لإغاظتي".
  • "هذا الأحمق الصغير! أنا متأكدٌ أنَّه قال ذلك بسبب... "

يكون المبالغون في التفكير مخطئين في افتراضاتهم في كثيرٍ من الأحيان نظراً لأنَّهم يبنون العديد من التوقعات ويفكرون في الكثير من الاحتمالات والسيناريوهات المختلفة؛ فإن توصلت إلى 100 احتمالٍ مختلفٍ بتفكيرك، فستكون عندها مخطئاً بنسبة 99٪، إذ يوجد احتمالٌ صحيحٌ واحدٌ فقط من تلك المئة؛ لذلك، لا تقنع نفسك بأنَّك على صوابٍ أو أنَّك مخطئٌ، فلن تعرف ذلك مطلقاً إن أفرطت في التفكير والتحليل.

شاهد بالفيديو: 7 طرق تمنع بها نفسك من الإفراط في التفكير

6. الإحساس بالعجز بسبب "شلل التحليل":

  • "يا إلهي، فقط توقف! لن تتمكن من حل ذلك الأمر أبداً".
  • "أعلم أنَّني أعذب نفسي بالتفكير... ولكن لا يسعني التوقف عن ذلك!!!"
  • "رأسي يؤلمني وأنا مرهقٌ من التفكير في هذا الأمر!"

يقول المبالغون في التفكير مثل هذه الأشياء لأنفسهم كثيراً؛ إذ يؤدي الانشغال بالتفكير بمختلف الأمور مراراً وتكراراً إلى الإرهاق، مما يجعلهم يتمنون في بعض الأحيان وجود "مفتاح إيقاف" في أدمغتنا ليتوقفوا عن التفكير ويرتاحوا قليلاً.

لذلك عندما تريد إبعاد ذهنك عن أمرٍ معين، فحاول التفكير بشيءٍ مختلفٍ أو القيام بأمرٍ آخر، فقد تتمكن بذلك من صرف انتباهك عما يقلقك وتهدئة فكرك قليلاً.

7. السعي الدائم للحصول على آراء الآخرين لمساعدتنا على التفكير الزائد (أو على التوقف عن ذلك):

  • "سأرسل هذا النص إلى جولي (Julie) وأرى ما تعتقد أنَّه يعنيه".
  • "تلقيت عرض عمل، ولكن لا يمكنني اتخاذ قراراً واضح لأنَّني أفكر في الكثير من الإيجابيات والسلبيات ذات الصلة؛ فاسمحوا لي أن أسأل أصدقائي عن رأيهم".

يعلق المبالغون في التفكير بما يسمى "شلل التحليل"؛ لذلك يبحثون عن إجاباتٍ خارج نطاق تفكيرهم، ربما لأنَّهم سئموا أو أرهقوا من التفكير الزائد، وبالتالي أصبح ما حدث معهم ضبابياً للغاية إلى درجةٍ لا تمكنهم من التفكير على نحوٍ سليمٍ؛ ففي هذه الحال، يلجأ المبالغون في التفكير إلى أشخاص آخرين ليساعدوهم على اتخاذ القرار الصحيح وتهدئتهم، ولصرف انتباههم عن تفكيرهم ذاك وبالتالي مساعدتهم على التفكير بموضوعيةٍ أكبر.

ليس بالضرورة أن تكون المبالغة في التفكير أمراً سيئاً، بل هي أمرٌ يدل على اهتمامنا الكبير وعلى امتلاكنا لعقولٍ معقدةٍ، كما يوضح أنَّنا نعلم أنَّ هناك العديد من السيناريوهات التي قد تحدث في الحياة؛ ولكن يكمن السر في السيطرة على عقلك والتحكم بأفكارك بطريقةٍ سليمةٍ ويمكنك القيام بذلك بالتأكيد بقليلٍ من الجهد فقط!

المصدر




مقالات مرتبطة