7 أشخاص سلبيين يجب تجنُّبهم

يصرُّ بعض الأفراد للأسف على النظر في الجوانب السلبية للأمور دون أن يتركوا أيَّ مجال للجوانب الإيجابية؛ إذ يوجد مثل هؤلاء الأشخاص ضمن عائلاتنا وبيئات العمل والأوساط الاجتماعية، وتتسبَّب صحبتهم باستنزاف الطاقة العاطفية، ويجدر بالمرء أن يكون يقظاً في حضورهم ليتجنَّب العدوى من مواقفهم وآرائهم البغيضة والسلبية، وقد تتفاقم السلبية وتولِّد السخط وتشوِّش العقل ويتعذَّر على الفرد الشعور بالسعادة في ظل وجودها.



ينبغي أن تتجاهل هؤلاء الأشخاص وتلغيهم من حياتك عند اقتضاء الضرورة، ولا تسمح لهم بتجاوز الحدِّ في أذيَّتك، ولا يعني الابتعاد عن الأشخاص السلبيين أنَّك تكرههم أو تتمنى لهم السوء؛ بل يعني أنَّك تهتم بسلامتك الشخصية؛ ذلك أنَّك كلما تخلصت من مسببات السلبية في حياتك أفسحت المجال للمزيد من الإيجابية فيها.

نقدِّم فيما يأتي 7 أشخاص سلبيين تحتاج إلى أن تتجاهلهم في حياتك:

1. الشخص العدائي الذي يحب تهويل الأمور:

يتميز هؤلاء الأشخاص بميلهم لإثارة الجدالات، وتهويل الأمور لأسباب غير واضحة؛ لذا ابتعد عنهم قدر المستطاع حتى لا تتأثر فيهم، وإيَّاك أن تقابل ردود الفعل العدائية بمثلها؛ وإنَّما عليك أن تحافظ على رزانتك وتتصرف بمزيد من الهدوء، وتفكِّر وتتحدث بثقة وتمنعهم من النيل من رباطة جأشك كلما زادوا من حدة المواجهة وهيجان الانفعالات والتهويل.

عليك أن تكون قدوة لحسن السيرة وتتجاهل سلوكاتهم الشاذة، وتركِّز على اللباقة في تعاملك معهم، وتتحدَّث وتعبِّر عن وجهات نظرك الشخصية تعبيراً سلمياً وودياً، وحسن النوايا في سبيل فعل الخير، والإلهام والتشجيع، ونشر الثقافة ومفاهيم التعاطف والتفاهم، ويستحسن أن تتجاهل وتبتعد عمَّن يحاول إقحامك في مآسيه ومشكلاته.

إقرأ أيضاً: السلوك العدواني: الخصائص، والدوافع، وكيفية الوقاية

2. الشخص الذي فشلت في إرضائه مراراً وتكراراً في الماضي:

ثمة أناس في الحياة يستحيل إرضاؤهم، أو تغيير موقفهم مهما بذل المرء من جهود؛ لذا عليك أن تتقبل هذه الحقيقة القاسية في الحياة.

ستقابل في مسيرتك الحياتية أشخاصاً يشكِّكون ويحطُّون من قدراتك، ويقلِّلون من احترامك ويسيئون معاملتك دون وجود أي سبب منطقي لهذا السلوك، إيَّاك أن ترهق نفسك في محاولة تغيير موقفهم أو نيل استحسانهم، أو السماح لمشاعر الكراهية بالنيل من طيبة قلبك، وعليك عوضاً عن ذلك أن تبتعد عنهم وتسلِّم أمرك لرب العالمين، ولا تهدر وقتك في التعامل معهم، وتمتنع عن كبت مشاعر الكراهية والغيظ لأنَّها ستؤذيك وحدك.

3. المُحبِط الذي ينتقد أحلامك:

ينبغي أن تكفَّ عن الإشادة بالأشخاص الذين يحطُّون من قدر أحلامك؛ وذلك لأنَّهم يؤثِّرون سلباً في قدراتك، ويخمدون طاقتك وشغفك الكامن داخلك جرَّاء رؤيتهم الضيقة للإنجازات التي بوسعك تحقيقها.

في حال استسلامك والسماح لسلبيتهم بتكوين صورة مزيفة عن ذاتك، فإنَّ سلوكاتهم المريضة ستثبط من عزيمتك، وستتحول تدريجياً إلى الصورة الزائفة التي فرضوها عليك، بدلاً من العيش وفق طبيعتك الحقيقية؛ أي إنَّهم سيسرقون رسالتك الوجودية منك وتضيع بين آرائهم وحقيقتك، وينتهي بك المطاف في عيش الحياة التي اختاروها لك.

عليك أن تتجاوز افتراضاتهم وحدودهم العقلية، وتدرك إمكاناتك وطريقة عيش حياتك، وتفهم أنَّ الحياة رحلة نهايتها مفتوحة، وأنَّ إنجازاتك ترتبط مباشرة بالأعمال التي تقوم بها بصورة يومية.

4. الشخص المتلاعب:

حذارِ من الشخص المتلاعب أو المتنمر الذي يحاول استخدام سلبيته في الترهيب والتلاعب بأفكارك، هؤلاء الأفراد أنانيون للغاية، ويستغلون الناس ويتلاعبون بك لتحقيق مكاسبهم الشخصية.

يميل هؤلاء الأشخاص باستمرار لإعطاء الأولوية لمشاعرهم واحتياجاتهم قبل الجميع؛ أي إنَّهم سيطلبون منك المساعدة، ويمسكوا عنها عند احتياجك إليهم.

أي باختصار ثمة أناس لن يتوانوا عن فعل أو قول أي شيء في سبيل تحصيل مصالحهم الشخصية على حساب الآخرين، وهذا سلوك غير سويٍّ في التعامل؛ لذا عليك أن تدافع عن نفسك عندما تتعرَّض لموقف تنمُّر وتبيِّن للمتنمِّر أنَّ فوقيته المريضة تعبِّر عن مشكلة تخصه وحده، ولا تتعلق بك وفي حال رفضه للنقاش العقلاني عليك أن ترحل دون افتعال مشاجرة.

شاهد بالفيديو: 5 طرق لتحمي نفسك من الأشخاص السلبيين

5. العنيد الذي يصرُّ على ضرورة تغيير شخصيتك:

إنَّ تعرض شخصك الحقيقي للازدراء لهو خيرٌ من تزييف ذاتك لتحظى بالاحترام، وتسهم العلاقات الطيبة في صقل شخصيتك دون المساس بذاتك الحقيقية، أو منعك من النضج، وما يرافقه من تغيير بمرور الزمن.

كثيراً ما يعجز أفراد العائلة والأصدقاء القدامى عن إدراك التغيير والنضج الذي تحرزه بمرور السنوات، كما يميلون إلى وصمك بطريقة ظالمة اعتماداً على طبيعتك القديمة لينتهي بك المطاف بالامتثال لهذه التصنيفات بوصفها كانت واقعك الحقيقي في الماضي، كأن يذكِّرك أحدهم بعجزك عن التركيز لوقت طويل فيما مضى أو أنَّك اعتدت أن تكون حالماً مثلاً.

يجب أن تدرك أنَّك الشخص الوحيد في العالم الذي يعي أفكارك ومواقفك وأحلامك وكل شيء يخصك شخصياً، وإنَّ من لا يعرفك جيداً سيفترض أنَّك مختلف تماماً عن حقيقتك، وحتى المقربون منك الذين يعتقدون أنَّهم يفهمونك تماماً قد يصنفونك في إطار معين؛ لكنَّك تدرك أنَّ ما خفي من جوانب شخصيتك يتجاوز ما يظهر منها.

عندما تتجاهل آراءهم وتقرِّر أن تكون على طبيعتك لا كما يريدونك أن تكون، فإنَّك تتيح لنفسك إمكانية الحب والسعادة والنجاح الحقيقي؛ إذ لا حاجة إلى تزييف نفسك أو التظاهر بكونك شخص مختلف عن طبيعتك الحقيقية.

ليس بوسعك أن تتحكم بآراء الآخرين حيالك؛ لكنَّك صاحب القرار في تبنِّي أفكارهم؛ لذا عليك أن تتجاهلهم وتتجاهل أحكامهم وتمتنع عن الشعور بالتهديد أو وجوب الامتثال لهم بغية إرضائهم، عليك أن تجعل الناس يحبُّونك على طبيعتك الحقيقية، وليس كما يريدونك أن تكون، وأن تعطيهم خيار الابتعاد، فلا يمكنهم إيذاؤك في مطلق الأحوال؛ إذ إنَّ منطقهم الحياتي مغلوط وأنت على صواب.

شاهد بالفيديو: كيف تتعامل مع الناس بذكاء؟

6. الصديق القاسي الذي لا يغفر لك أخطاءك:

ليست النبالة بالامتناع عن اقتراف الأخطاء؛ بل بالاعتراف بها عند ارتكابها، وبذل قصارى جهدك لتصويب المواقف الخاطئة، فالأخطاء مرحلة من عملية نضوج الإنسان وجزء طبيعي من كل محاولة تستحق العناء.

في حال رفض أحدهم دعمك في أثناء تجاوزك لأخطائك الماضية، فهو من يقترف الخطأ الآن، فإنَّ التمسك بالماضي متعذر التغيير مضيعة للجهود، ولا يخدم أي غرض في تحسين الحاضر، وإذا كان ثمة من يحكم عليك بسبب ماضيك، ويحقد عليك ويرفض مسامحتك، ربما ينبغي لك أن تصلح حاضرك ومستقبلك باستبعاده من حياتك.

7. الناقد الداخلي:

يقبع الناقد الداخلي في داخلك، ويترافق النقد الذاتي مع التعاسة والقلق؛ فلا يوجد مسوغ منطقي لكونك الناقد الأشد لنفسك والشكوى المستمرة من عيوبك، وإنَّ جل ما تحتاج إليه هو الشجاعة لتكون على طبيعتك.

ليست العيوب التي تراها في نفسك إلا خصائص تفرُّدك الشخصي؛ إذ ثمة شيء فريد ومميز حيالك يجعلك مختلف عن الآخرين، وكلٌّ منا يتفوق في مجال معين؛ فوجودك في الحياة منوط بالتعبير عن هويتك الحقيقية والاستمتاع بالنعم التي تحظى بها في هذه اللحظة، وعندما تتقبل هذه الحقيقة، لن تنزع لمقارنة نفسك أو ظروفك مع الآخرين وأحوالهم، ولن يتبقى للناقد الداخلي ما يشتكي منه.

عليك أن تفكر كل صباح عندما تستيقظ بثلاثة أمور طيبة في حياتك في اللحظة الراهنة، وقبل النوم مساء عليك أن تعرب عن امتنانك للأحداث الصغيرة جميعها التي سارت على ما يرام في النهار، وعليك النظر في الخير في حياتك، وتغيِّر موقف النقد في داخلك.

إقرأ أيضاً: 6 أسرار للتعامل مع النقد الذاتي وفقاً للأبحاث

في الختام:

عندما يحطُّ الآخرون من أحلامك ويتوقعون فشلك وينتقدونك ويرفضون تقبُّل حقيقتك، تذكَّر أنَّ سلوكهم يعكس تجاربهم الحياتية الفاشلة، ولا يتعلق بك إطلاقاً، إنَّهم يعكِّرون صفو حياتك بمشكلاتهم وشكوكهم الخاصة بهم وحدهم؛ لذلك عليك تجاهلهم.

إذا كان الشخص الذي يمارس عليك هذا السلوك هو أنت، فعندها حاول أن تبتعد عن الأفكار والتأملات جميعها التي تجعلك حزيناً لبقية اليوم، وانظر كيف ستتغيَّر حياتك، وأنت لا تحتاج إلى هذه الأفكار السلبية التي لا تعدو كونها السبب في تكوين ذاتك المزيَّفة التي تعاني بلا سبب منطقي.




مقالات مرتبطة