ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون سكوت إتش يونغ (Scott H Young)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في الاعتماد على الثقة بالنفس لتحقيق النجاح بدلاً من آراء الآخرين.
حتى في أثناء توسيع موقعي الإلكتروني قبل عدة أشهر لم يكن لدي أيَّ مينتورز، وقد أسعدني عدم اكتراث أصدقائي بأهدافي بدلاً من الاعتراض عليها اعتراضاً صريحاً، أنا أحبُّ والديَّ، ولكنَّني لم أحصل منهم على دعم ملهم لبدء هذا الموقع، أو لأن أصبح نباتياً، أو لكتابة كتاب أو أي من تجاربي الشخصية، لا أعتقد أنَّ أياً منهما قد شاهد هذا الموقع.
قبل عامين، وقبل إنشاء هذا الموقع، عندما بدأت العمل على أهداف رئيسة، لم يكن أصدقائي المقربون داعمين لي أيضاً؛ وكنت سعيداً لتلقي اللامبالاة بدلاً من الملاحظات الساخرة والمُحبطة.
تعلمت في هذه الأوقات التي لم يكن لدي فيها يقين بالعالم الخارجي تطوير ثقتي بنفسي، فعندما تفتقر إلى الدعم العاطفي الخارجي، يصبح من الأسهل أن تنظر إليه على أنَّه عادة ما يكون مجرد وسيلة يستخدمها الناس لتجنب اتخاذ قراراتهم بأنفسهم.
الثقة بالنفس أهم من الآراء الخارجية:
يجب أن تكون قادراً على حلِّ مشكلاتك، واتخاذ القرارات في غياب الرأي الخارجي؛ فالثقة بالنفس هي القدرة على مراجعة المشكلة بدقة، والتوصل إلى قرار مستنير، ثم الالتزام به حتى عندما يعدُّه الآخرون قراراً خاطئاً، وإذا كنت بحاجة إلى الحصول على إذن من والديك أو عائلتك أو أصدقائك لاتخاذ قرار بشأن حياتك، فلم تعد ذلك الشخص المسيطر على حياته وقرارته.
هذا لا يعني أنَّك بحاجة إلى أن تكون مغروراً، وأن لا تشك في نفسك أبداً، فأنا أشك في قرارتي في كلِّ يوم، ونصف الإنجازات التي حققتها كنت مرعوباً قبل المُضي قُدماً فيها؛ فما تعنيه الثقة بالنفس هو أنَّك لا تستعين بمصادر خارجية لاتخاذ قراراتك، ويمكنك تجاهل الآراء التي يطرحها أشخاصٌ جاهلون.
شاهد بالفيديو: 6 أسرار تمنحك الثقة بالنفس
التجربة الشخصية أهم من الرأي الآخر:
لا أذكر أنَّني تلقيت تعليقاً إيجابياً واحداً عندما قررت التحول إلى اتباع نظام غذائي نباتي؛ بل كان والدايَّ قلقَين بشأن نقص البروتين، وأظهرت أختي امتعاضها من هذا القرار، ولم أكن أعرف أيَّ أشخاص نباتيين آخرين، وآراء من حولي لم تكن إيجابية بالتأكيد.
لكنَّني كنت بحاجة إلى تجاهل تلك الآراء، فقد أجريت بحثي المتعلق بالفوائد الصحية للنظام الغذائي النباتي من عدة كتب، ومئات من المصادر المختلفة بالإنترنت المبنية على أبحاث علمية، وعلاوة على ذلك، أعددت مفكرة لتدوين الملاحظات عن تجربتي الشخصية مع نظام غذائي نباتي، ولاحظت تغييرات إيجابية عديدة، وتبين لي أنَّ التجربة والحقائق الواضحة أهم من آراء الآخرين.
عندما تواجه قراراتٍ صعبة، لا تدعم تفكيرك بمصادر خارجية من أشخاص لم يجروا البحث؛ بل ادرس المشكلة بنفسك واتخذ قراراً، وعندما يتعارض هذا القرار مع آراء الجماهير، ثق بنفسك أولاً.
هل يجب أن تهتم بما يفكر فيه الآخرون؟
هل هذا يعني أنَّك يجب ألا تهتم بما يفكر فيه الآخرون؟ لا أعتقد أنَّك تستطيع ألا تكترث بأفكار الآخرين، إلَّا إذا كنت لا مبالياً أو مضطرباً؛ عندها سيكون طعم المجاملات دائماً أفضل من الانتقاد، وسيجعلك الدعم تشعر بشعورٍ أفضل من شعور الازدراء؛ لذا عليك فقط أن تكون قادراً على النظر في عين منتقدك، وإخباره أنَّك تُقدِّر رأيه، ولكنَّك متأكد من أنَّه مخطئ.
النجاح يعزز دعماً إيجابياً وليس خلاف ذلك:
قدمت في بداية هذا المقال صورة قاتمة إلى حدٍّ ما من حيث الدعم العاطفي الخارجي الذي أحصل عليه، والحقيقة هي أنَّ الوضع قد ناقضَ نفسه؛ فلدي الآن عشرات الأشخاص الذين أتواصل معهم عن كثب، والذين يقدمون لي دعماً إيجابياً لأهدافي وطموحاتي، وهو ليس دعماً شاملاً بأيِّ حال من الأحوال، ولكنَّني أحصل على ردود فعل إيجابية أكثر من السلبية.
تبلغ نسبة التغذية الراجعة الإيجابية إلى السلبية الخاصة بي على هذا الموقع 100 إلى 1؛ ويمكنني القول إنَّه من الجيد بالتأكيد قراءة رسائل البريد الإلكتروني من الأشخاص الذين يخبرونني كيف شاركت بتحسين حياتهم.
جاء هذا الدعم بعد النجاح وليس قبله؛ فقبل أن تحقق شيئاً ناجحاً، سيكون لديك مليون منتقد لإحباطك؛ فإبغاض شيءٍ ثم دعمه يوفر لنا إحساساً أكبر بالأمان، وغالباً ما يكون الانتقاص مجرد شكل آخر من أشكال الضعف، وبمجرد إثبات نفسك تزول الحاجة إلى الدعم، ويصبح الحصول على المجاملات أسهل بكثير من الانتقاد.
أدرك أنَّ الدعم العاطفي هو استثمار، فلا أحد يرغب في دعم شخص ما؛ لأنَّه سيبدو غبياً إذا كان مخطئاً؛ لكن بمجرد أن تثبت نفسك يصبح مزيد من الأشخاص على استعداد للاستثمار في دعمك في المستقبل، فالاحترام مكتسب؛ لذا لا تدع قلة الاستثمارات تمنعك من عيش حياتك.
في الختام:
أودُّ أن أترككم مع أحد الاقتباسات المفضلة لدي عن الفيلسوف الأمريكي رالف والدو إيمرسون (Ralph Waldo Emerson) الذي أوضح الفكرة إيضاحاً أكثر بلاغة ممَّا كنت أستطيع في أيِّ وقت مضى:
"عندما يقترب الشاب الحازم من العالَم - الذي يُعَدُّ أكبر المتعجرفين - ويأخذه بجرأة من لحيته، غالباً ما يتفاجأ عندما يجدها تنطلق في يده، وأنَّه قد ثبتها فقط لإخافة المغامرين الخجولين".
أضف تعليقاً