7 أسباب تدفعنا إلى التغيير

قد تتعدد الأسباب؛ لكنَّها ترجع في النهاية إلى سبب واحد؛ وهو خوفنا من التغيير؛ لقد قلنا في الماضي إنَّ جودة المحتوى أكثر أهمية من التصميم، كما أنَّ تصميم موقعنا لم يكن سيئاً جداً؛ فلم نشعر بحاجةٍ إلى تغييره؛ لكنَّ هذه التبريرات كانت تخفي فقط حقيقة أنَّنا كنَّا نقاوم التغيير ونرفضه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كِرنوف" (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية التغيير.

تجربة شخصية:

بمساعدة صديقي براين غاردنر (Brian Gardner) أجرينا اليوم أول تغيير في تصميم موقعنا الإلكتروني منذ ما يقارب عقداً من الزمان، ونظراً للتطور الهائل للإنترنت والتكنولوجيا خلال السنوات العشر الماضية سوف تتساءل كيف لم نُحدِّث تصميم موقعنا في وقت أبكر.

يعني ذلك بوضوح أنَّنا لم نطبق ما ننصح الناس به، ولكن لحسن الحظ استدركنا خطأنا في نهاية الأمر.

ولدهشتي تلقيتُ رسالة بريد إلكتروني من أحد عملائنا تزامناً مع طرحنا للتصميم الجديد هذا الصباح، فقد كتب: "أردت فقط إرسال رسالة شكر سريعة؛ إذ يصادف اليوم مرور عامٍ على بدئي بتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام، وهو - كما تعلمون - شيء تهربت منه لسنوات، وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي كان وزني 150كغ، وعندما رأيت وزني على الميزان في عيادة الطبيب أدركت أنَّ الوقت قد حان للتغيير، وبعد النصائح الضرورية جداً التي تلقيتها منكم، وبعد عامٍ مليءٍ بالإرادة، وعلى الرَّغم من عدم استخدام حبوب الحمية أو العُصابات المعدية أو أي شيء، عدت إلى عيادة الطبيب لإجراء الفحص الطبي السنوي، وقال طبيبي إنَّ التغييرات الإيجابية التي أجريتها على نمط حياتي قد زادت من عمري المتوقع حوالي 10 سنوات، وعندها أمسكت ابنتي بيدي وقالت إنَّها تتوق لقضاء تلك السنوات بجانبي".

يا له من تذكيرٍ رائع بضرورة التغيير!

قد تشعر بالخوف من التغيير، كما شعرتُ عند إعادة تصميم موقعي، وقد لا يكون الأمر سهلاً، لكن يتعين علينا جميعاً تحدي راحتنا ودفع حياتنا إلى الأمام.

الحقيقة هي أنَّ الحياة والسعادة تتطلبان المخاطرة؛ فإذا لم تشعر ببعض الخوف من حينٍ إلى آخر فإنَّك لا تعيش حياتك على نحوٍ صحيح، ولا تقلق بشأن الأخطاء والإخفاقات؛ بل عليك القلق بشأن الحياة التي لا تعيشها والفرص التي تفقدها؛ لأنَّك تحاول الحفاظ على راحتك وتتجنب المحاولة، فكن أحد الأشخاص الذين يحاولون ويفشلون ويرتكبون الأخطاء؛ لكنَّهم يصلحونها ويصبحون أقوى يوماً بعد يوم. هذا ما أتمناه لنفسي ولك، حان الوقت لنا جميعاً لتقبل التغيير والمضي قدماً في حياتنا، وإليك 7 أسباب وجيهة تؤكد ذلك:

1. كل شيء يتغير سواء تقبَّلت الأمر أم لا:

إذا لم يتغير شيء في الحياة فلن تشرق الشمس غداً، يشعر معظمنا بالراحة في حياتنا الحالية على الرَّغم من أنَّ الكون كله يتغير باستمرار من حولنا، وإنَّ قبول ذلك هو أمرٌ ضروري لسعادتنا ونجاحنا.

فقط عندما نتغير سوف نتطور ونرى عالماً لم نعرف يوماً أنَّه موجود حولنا، ولا تنسَ مهما كانت الظروف الحالية جيدةً أو سيئة الآن فإنَّها ستتغير، إنَّه الشيء الوحيد الثابت؛ لذا تقبَّل التغيير، وأدرك أنَّه يحدث لسبب ما، فلن يكون الأمر سهلاً أو واضحاً في البداية، ولكن في النهاية سوف يستحق الأمر هذا العناء.

إقرأ أيضاً: التغيير في الحياة: لماذا نخافه؟ وكيف نتغير؟

2. الحياة طويلة أمامك:

لم يفت الأوان بعد لتعيش حياةً تجعلك فخوراً، وإذا لم تتعلم أيَّ شيء آخر من هذا المقال فتعلم ذلك فقط، فلن نعيش إلا حياةً واحدة ويمكننا أن نجعلها رائعة، واليوم هو اليوم المنشود، لا تقل إنَّك تجاوزت السن المناسب؛ فيا لها من مأساةٍ كبيرة أن تبقى عالقاً في حياةٍ تافهة، ليس الوقت متأخراً ولا مبكراً لتبلغ أقصى إمكاناتك.

لا يوجد وقت مثالي، يمكنك البدء والتوقف وقتما تشاء، يمكنك أن تتغير أو تبقى كما أنت، يمكنك استثمار اليوم أو إهداره؛ فالأمر متروك لك؛ لذا استفد منه على أفضل وجه، فافعل الأشياء التي تصدمك واشعر بالأحاسيس التي لم تشعر بها من قبل، اقضِ الوقت مع الأشخاص الذين يساعدونك على النمو وعش حياةً تفتخر بها؛ فإذا لم تفخر بحياتك بعد، تحلَّ بالشجاعة لتغيير كل شيء.

3. لا يمكنك التطور إذا رفضت التغيير:

إذا وجدت أنَّ حياتك لا تتقدم ربَّما حان الوقت لتبسيط الأمور، ففي بعض الأحيان يجب أن تتخلى عن بعض الأشياء لكي تتطور، لا يمكنك اكتشاف محيطات جديدة إن لم تنسَ الشاطئ المألوف؛ لذا كن شجاعاً، وتمسك بقيمك، واتبع حدسك، وتذكر أنَّ المغامرة لم تكن يوماً مضيعة للوقت؛ فحتى لو فشلت إحداها تعلَّم منها دروساً للمغامرات القادمة.

شاهد بالفيديو: 7 طرق لإحداث تغيير مذهل في حياتك بشكلٍ فوري

4. لن يتغير الماضي أبداً:

يمكنك قضاء ساعات أو أيام أو أسابيع أو شهور أو حتى سنوات في تحليل مواقف الماضي، ومحاولة تفسير الأمور، والتفكير فيما حدث أو ما كان ينبغي أن يحدث، أو يمكنك تجاوز الأمر والتطلع إلى المستقبل.

5. لا منفعة من التمسك بالماضي:

لقد منحك ماضيك القوة والحكمة التي تمتلكها اليوم؛ فانعَم بها ولا تدعه يطاردك إلى الأبد، فإنَّ استرجاع الذكريات المؤلمة مراراً وتكراراً مضرٌ لك جداً؛ لأنَّ الأفكار السلبية تجعل حياتك سلبية؛ لذا تصالح مع نفسك ومع ماضيك، فعندما تُصلح تفكيرك سوف تسترجع سعادتك؛ لذا توقف عن التركيز على المشكلات القديمة والأشياء التي لا تريدها في مستقبلك، كلما فكرت فيها أكثر ملأت حياتك اليومية بالمخاوف وأصبحت عدواً لنفسك.

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على خوفك من التغيير وتغير حياتك؟

6. حان الوقت لتمضي قدماً:

قد تلوم الجميع وتتحسر على نفسك وتتساءل لماذا تحدث لك هذه الأشياء السيئة؛ لكنَّك أنت العامل الوحيد المشترك بين هذه السيناريوهات، وهذا من حسن حظك؛ لأنَّه يعني أنَّك وحدك قادرٌ على تغيير الأشياء، أو تغيير طريقة تفكيرك فيها، وإنَّ تقبل التغيير يمنح الإنسان قوةً وحريةً كبيرة، كما أنَّه ضرورةٌ للنمو والتطور الشخصي.

7. الحياة مليئةٌ بالفرص:

لا يعيش أحدٌ حياةً خاليةً من التحديات والمشكلات، ودون أن يفقد شخصاً يحبه، أو شيئاً يحتاج إليه، أو شيئاً يظنُّ أنَّه كان مقدَّراً له؛ لكنَّ هذه التحديات هي التي تجعلنا أقوى وفي النهاية تدفعنا نحو الفرص المستقبلية؛ فاغتنم هذه الفرص، وادخل في علاقات جديدة ومواقف جديدة وغامِر في المجهول، وكن مستعداً للتعلم ولمواجهة التحديات، وكن مستعداً لعيش تجاربٍ جديدة أو مقابلة أشخاص قد يغيرون حياتك إلى الأبد.




مقالات مرتبطة