7 أسئلة تخشى أن تطرحها

كثيراً ما نغفل عن طرح الأسئلة الصحيحة في خضمِّ انشغالنا بأعمالنا لدرجة أن نضلَّ طريق أحلامنا وأهدافنا، وترانا نتأقلم مع أنماط حياتنا الرتيبة المريحة بدلاً من مواجهة التحديات التي يقتضيها تحقيق أحلامنا، ثم ما نلبث أن ندرك أنَّ أنماط حياتنا تقود إلى أحلام شخص آخر، ومن هذا المُنطلَق يقدِّمُ المقال 7 أسئلة يخشى المرء أن يطرحها على نفسه وهي:



1. ما هي الإنجازات التي أتوقَّع أن أحققها في غضون 5 سنوات استناداً إلى أعمالي وروتيني اليومي؟

أنت المسؤول عن طريقة سير حياتك، وفي حال كنتَ لا تشعر بأنَّك تتقدم فيها؛ فعليك أن تتخَّذ قرارَ التغيير؛ إذ لن يجلب لك الهُمود أيَّة إنجازات، كما أنَّك ستصل إلى الأهداف الخاطئة عند قيامك بالأعمال الخاطئة، ناهيك عن أنَّ دورانك في ذات الحلقة المُفرَغة من الأفعال مراراً وتكراراً سيؤدي إلى وصولك إلى نفس النتائج.

بناءً عليه يجب اعتماد خطة عمل تتوافق مع أهداف المرحلة المُقبِلة من حياتك؛ وذلك لأنَّ الأفكار والأماني والتصوُّرات وحدها عاجزة عن تحقيق الأهداف؛ بل إنَّها قد تعود بالضرر عليك، وإنَّ الأمر متعلِّق بتنفيذ إجراءات فعلية على أرض الواقع.

يدرك عقلك الباطن سلوك التسويف الذي تعتمده في الأعمال الضرورية والهامة بالنسبةِ إليك؛ ممَّا يسبِّبُ القلق والتوتر والخوف ويفضي بدوره إلى مزيد من التسويف في حلقة مفرغة تتفاقم مرة بعد أخرى إلى أن تكسرها بتنفيذ فعل على أرض الواقع.

يُقاس التقدُّم في الحياة عبر القيام بالأعمال الجديدة، ولن ينتج عن تكرار الأعمال الرتيبة إحراز أي تقدُّم.

إقرأ أيضاً: ما الذي يدفعك للنجاح في الحياة ومواصلة التقدم؟

2. هل يساعدني وجود الأشخاص من حولي على تحقيق التقدُّم في حياتي أم يؤذيني؟

يتعلَّق تقدُّمك في الحياة بشكل مباشر بمحيطك الاجتماعي، ومن هذا المُنطلَق يُنصَحُ بالابتعاد عن صحبة الأشخاص المُحبِطين في سبيل عيش حياة إيجابية ومُرضية.

قد لا يكون قرار الابتعاد عن الأشخاص السلبيين بهذه السهولة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة، إلَّا أنَّه أمر يتطلب المعالجة والبت، ويتحكَّم القدر بوجود الأشخاص في حياتك ولا سيما عائلتك وأصدقاء الطفولة، ولكنَّك صاحب القرار في اختيار الأشخاص الذين تقضي معهم معظم وقتك.

إذا كانت رفقة أحد المقرَّبين منك تستنزف طاقتك، فعليك أن تشرح له وجهة نظرك بصدق ولطف وتنوِّه إلى محبَّتك له ورغبتك في صحبته وتطلب منه المساعدة، وتنجم معظم المشكلات بين أفراد العائلة والأصدقاء عن وجود خلل في التواصُل؛ إذ إنَّ عدم إفصاحك عن مشكلة الاستنزاف التي تتعرَّض لها جرَّاء صحبة أحدهم لن يمكِّنه من إدراك المشكلة؛ وفي النتيجة يقطع عنك سبل الحل.

في النتيجة عليك أن تحيط نفسك بالأشخاص الذين يرفعون معنوياتك ويساعدونك على التقدُّم في حياتك، وعليك أن تبتعد عمَّن يستنزف طاقتك.

3. كيف تقوم سلوكاتي باستنزاف سعادتي؟

ينبع تقدُّم المرء في الحياة عن أفكاره وسلوكاته التي يمكن أن تتَّخذ طابعاً بنَّاءً أو هدَّاماً، ويؤثِّر الآخرون والأحداث الخارجية في حياتك لكنْ تبقى السعادة هي القرار الداخلي المحض الذي يتطلَّب اعتماده بمعزل عن التأثيرات الخارجية والإنجازات؛ أي عليك أن تمنح نفسك الإذن للشعور بالسعادة في كل لحظة دون فرض أيَّة شروط.

يجب ألَّا يدفعك شعور الرضى عن الذات من ناحية أخرى إلى التهاون والتقاعس عن السعي إلى التقدم؛ بل عليك أن تحدِّدَ أهداف المرحلة المُقبِلة وتعملَ بجدٍّ وتتفاعل مع الآخرين وتتطوَّرَ وتحرصَ على الاستمتاع برحلة الإنجاز بدلاً من ربط سعادتك ورضاك بتحقيق الهدف النهائي.

من الهام أن تدرك أنَّ سيطرتك تنحصر في نظرتك وأفكارك إزاء اللحظة الراهنة؛ وذلك لأنَّ التفاصيل واللحظات تكرِّر نفسها، واعتقادك أنَّ سعادتك تتناسب طرداً مع الإنجاز هو افتراض خاطئ كليَّاً؛ وذلك لأنَّ عدم سعادتك بما لديك الآن يعني بالضرورة بقاء مستويات السعادة على حالها مهما زادت نسبة الإنجاز.

أي يتعلَّق الأمر باختصار بنظرتِك إلى حياتك؛ إذ يُوجَدُ كل ما تحتاج إليه لتكون سعيداً أو تعيساً والقرار عائد إليك بتقدير النعم الموجودة بحوزتك والاحتفاء بها أو التركيز في الأمور التي لا تملكها والتطلُّع إلى المزيد دون الشعور بالكفاية أبداً.

شاهد بالفيديو: 20 قول رائع في تحفيز وتطوير الذات

4. ما هي الأعذار التي أميل إلى اختلاقها؟

قال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج واشنطن (George Washington) ذات مرة: "أن تمسِكَ نفسك عن تقديم الأعذار خيرٌ من اختلاق مبرِّرات واهية".

تنفي براعتك في اختلاق الأعذار بالضرورة إتقانك لأيَّة مهارة حياتية أخرى؛ إذ إنَّ الحائل الوحيد بينك وبين تحقيق هدفك يتمثَّل بالعذر الذي تَنسبُ إليه سبب عجزك عن إنجازه، بصرف النظر عن العراقيل التي تطرأ على طول الطريق.

يتسنَّى للمرء تحقيق أحد أهدافه عندما يَعُدُّه أولوية في حياته، ونحن هنا نتحدَّث عن الوقت الفعلي المُخصَّص لعملية الإنجاز؛ وذلك لأنَّه العامل الحاسم في ترتيب الأولويات، وإنَّ الاستمرار في اختلاق الأعذار وانتظار اللحظة أو الفرصة أو المكان المناسب هو مجرَّد تسويف عبثي يمنع الفرد عن بلوغ أدنى غاياته.

يتطلب تحقيق الأهداف المباشرة اتِّخاذ إجراءات فعلية واستبدال الوقت المُخصَّص لاختلاق الأعذار بالقيام بالأعمال التي يقتضيها التقدُّم في الحياة.

5. ما هي الأخطاء التي أخشى اقترافها؟

كما قال الزعيم الروحي مهاتما غاندي (Mahatma Gandhi) ذات مرة: "لا خير ولا قيمة في حريَّة تَقمَع اقتراف الأخطاء".

عليك أن تكفَّ عن الخوف عند تحديد خطَّة عملك والإجراءات التي يقتضيها تحقيق أهدافك، كما عليك أن تتجرَّأ على اقتراف الأخطاء وتسلِّم بحتميَّتها، وقد يؤدي اقتراف الأخطاء إلى التعرُّض إلى خيبات الأمل والخسارات على الأمد القصير، ولكنَّها تعلِّم المرء وتزوِّده بالخبرات اللازمة التي يحتاج إليها على الأمد الطويل؛ وذلك لأنَّها الأدوات التي تستخدمها الحياة في دفع الإنسان إلى التقدُّم في حياته.

عندما تتأمَّل تجربتك الحياتية يوماً ما في المستقبل؛ ستدرك عدم وقوع معظم المخاوف وضروب القلق التي قاسيتها في الماضي؛ أي ستدرك أنَّها باطلة بمجملها، عليك أن تعي هذه الحقيقة اليوم وتكفَّ عن المبالغة في الخوف والقلق، وتتأمَّل فرص السعادة التي أضاعها خوفك اللامنطقي من اقتراف الأخطاء في الماضي، ورغم أنَّك لا تستطيع استعادة تلك اللحظات، إلَّا أنَّك قادر على تغيير موقفك تجاه الفرص المستقبليَّة.

6. كيف أسهمَت مواقف الرفض التي تعرَّضتُ لها في زعزعة ثقتي بنفسي؟

تَظهر هذه المشكلة بشكل رئيس في المواقف التي تعلن فيها عجزك، وعندما لا تدرك إمكاناتك والعظمة الكامنة في داخلك، فإنَّك لن تتكبَّد عناء محاولة بلوغ المجد في أي مجال من الأساس.

كثيراً ما نسمح لمواقف الرفض في ماضينا بتحديد أفعالنا المستقبلية وترانا نستشف قيمتنا الذاتية من آراء الآخرين والظروف الاستثنائية التي تعرَّضنا لها.

لا يطعن الرفض بأهليتنا؛ بل يدلُّ على عجز الطرف الآخر عن الانسجام مع الخدمات التي يمكن أن نقدِّمها، كما أنَّه يمنحنا المزيد من الوقت لنطوِّر مهاراتنا وأفكارنا ونتعمَّق في تفاصيل العمل الذي يحوز على شغفنا ونتقنه.

لذا يجب ألَّا تسمح للرفض بأخذ حيِّز دائم من تفكيرك الحالي، وأن تجرِّب القيام بالأعمال التي تعتقد أنَّك عاجز عن إنجازها لتدحض ادِّعاءاتك وتثبت قدرتك على تحقيقها، وقد لا تفلح في المحاولة الأولى لكنْ عليك أن تتذكَّر أنَّه يُوجَدُ عدد كبير من الخطط والأساليب التي يُمكِنُ أن تقودك إلى هدفك، وكثيراً ما تساعدنا الخيارات الخاطئة على بلوغ وجهاتنا، وفي جميع الأحوال يجب أن تؤمِنَ بقدرتك على تحقيق غاياتك.

إقرأ أيضاً: 8 طرق بسيطة تكسبك الثقة بالنفس... تعرّف عليها

7. متى فقدَت حياتي توازنها؟

عليك أن تحرص على تخصيص بعض الوقت للمُتعة واستكشاف شتَّى المناحي من حياتك في خضمِّ مواظبتك والتزامك بالعمل على أحد أهدافك؛ إذ لا يكفي النجاح في تحقيق هدف مُحدَّد أو احتراف تخصُّص معيَّن؛ بل ينبغي المشاركة في شتَّى جوانب الحياة البديعة والمُبهِجة في كل فرصة سانحة.

ينبغي أن تتوقف عن العمل بين الحين والآخر وتمارسَ بعض النشاطات؛ كالذهاب في نزهة طويلة أو قضاء الوقت مع الأصدقاء والسباحة والصيد أو التأمُّل، أو ينبغي أن تجلس بهدوء لبعض الوقت وتتأمَّل النعم والخيرات التي تحظى بها؛ أي عليك أن تعتمد التوازن في حياتك؛ إذ تعمل بجدٍّ على تحقيق أهدافك وأحلامك دون تجاهُل جوانب حياتك الباقية، ويجب أن تُبقيَ طاقتك العقلية في أوجها وتحافظ على جسدك نشيطاً ومُفعَماً وتعمل على تعزيز علاقاتك، حتى تبدأ بالظفر برغباتك وأمانيك تباعاً وبشكل طبيعي.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للموازنة بين الحياة والعمل

في الختام:

الحياة مليئة بالأسئلة العصيَّة على الإجابة، وتكمن الشجاعة في طرح ما يكفي من الأسئلة الصحيحة التي تقودك إلى فهم ذاتك ورسالتك الوجودية، ويُمكِنُك أن تمضي حياتك بين براثن الخوف عبر طرح الأسئلة السلبية من قبيل: "لِمَ يحدث هذا الأمر معي أنا بالتحديد من بين الجميع؟"، وتتجنَّب مناقشة الأسئلة البديهية، أو يُمكِنُك أن تحمد ربَّك على التقدُّم الذي أحرزته حتى الآن وعلى أنَّك قوي كفاية لتتنفس وتمشي وتقوم بمهامك ثم تسأل نفسك بعد إعمال فكرك: "ما هي وجهتي التالية؟".




مقالات مرتبطة