ونظراً لأنَّ عملاً إضافياً واحداً قد لا يكون كافياً لتحقيق أهدافك الكبيرة، فمن المحتمل أنَّك تشعر بالتوتر وتُجهد نفسك إلى الحد الأقصى في بعض الأيام، إذاً كيف تتعامل مع أكثر من عمل واحد دون المساس بصحتك الجسدية والعقلية؟
تختلف الإجابة عن هذا السؤال اعتماداً على نوع العمل الإضافي الذي تقوم به؛ ولكن بشكل عام هناك بعض الطرائق التي يمكنك من خلالها إدارة أعمالك المتعددة مع الحفاظ على صحتك العقلية:
1. إنشاء نظام مركزي لتنظيم العمل:
سواءٌ كان ذلك على الورق أم في الكمبيوتر المحمول أم في تطبيق ما؛ فإنَّ النظام المركزي لتتبع الساعات والالتزامات والمواعيد النهائية أمر ضروري للحفاظ على تنظيم أعمالك؛ إذ يُمكن لتطبيقات مثل "أسانا" (Asana) و"بايز كامب" (Basecamp) تتبُّعُ المشاريع والمواعيد النهائية، بينما يساعدك "تايم لوجر" (TimeLogger) على تتبع الساعات التي تقضيها في العمل، وإن كنت عملياً أكثر، فاضبط جدولك الزمني وسجل المشروعات في مخطط ورقي، واحفظ الملاحظات في مجلد أو في تطبيق مثل "إيفرنوت" (Evernote)؛ والذي يمكنه تخزين الصور والروابط بالإضافة إلى الملاحظات النصية؛ إذ يساعدك الاحتفاظ بجميع التواريخ والأوقات والمسؤوليات في مكان واحد على الشعور بمزيد من السيطرة على جدول أعمالك.
2. تخصيص مساحة عمل:
حتى لو كانت أعمالك الإضافية تبقيك خارج المنزل معظم الوقت؛ فإنَّ وجود مكان يمكنك الجلوس فيه ومراجعة جدولك الزمني وتتبع أشياء مثل الإيصالات والضرائب والرسائل يمكن أن يُساعدك حقاً في هذا الصدد؛ لذا، خصص مكاناً واحداً في منزلك وعُدَّه مساحةَ عمل لك، ثم اطلب من الآخرين في منزلك احترام حدودك، واحتفظ بجميع الأوراق أو الملفات أو الملاحظات ذات الصلة في مساحة عملك كي تحافظ على تنظيمك.
3. تخصيص وقتٍ لنفسك:
بما أنَّك المسؤول عن حجم العمل الذي تقبله، فلماذا لا تُحدِّد أيام إجازاتك الأسبوعية؟ حتى لو قمت بتقسيم إجازاتك إلى بضع فترات بعد الظهر بدلاً من يومين كاملين متتاليين، فإنَّ قضاء تلك الأوقات للراحة أمر ضروري لصحة عقلك وعلاقاتك؛ لذا، تأكد من حجز أيام إجازاتك في جدولك الزمني وتعهد الالتزام بها حتى لا تقبل العمل في وقت فراغك.
4. المدافعة عن أولوياتك:
تماماً كما تخصص وقتاً لعائلتك ونفسك، تحتاج أيضاً إلى تخصيص وقت للعمل؛ لذا دع الناس يعرفون وقت عملك، وركز عندما تكون في العمل؛ فعندما لا يكون لديك وظيفة أساسية واحدة بدوام كامل، قد ينظر الناس إلى ما تفعله على أنَّه أقل أهمية، ما يمنحهم الحق في مقاطعتك أثناء عملك بين الفينة والأخرى؛ لذا، أظهر لهم أنَّ عملك جاد من خلال أخذ الأمر على محمل الجد وإغلاق الهاتف أثناء العمل أو إغلاق الباب حيث تعمل.
شاهد بالفديو: 5 أسئلة تساعدُكَ على تحديد الأولويات
5. محاولة الاستعانة بمصادر خارجية:
إذا كنت تدير مشروعاً لنشر المعرفة أو شركةً لتقديم الخدمات الإبداعية إلى جانب عملك الأساسي، ففكر في الاستعانة بمصادر خارجية لإنجاز المهام الإدارية أو مهام الاتصالات؛ إذ يمكن لأي شخص الردُّ على رسائل البريد الإلكتروني وإرسال الفواتير وتحميل المستندات دون معرفة كبيرة منه بعملك؛ وإن لزم الأمر، يمكنك إنشاء قوالب بريد إلكتروني يمكنك استخدامها، أو توجيه تعليماتك لهم بخصوص مشروع ما من خلال تسجيل فيديو عندما تريد المزيد من المساعدة المتعمقة؛ إذ يُعدُّ التفويض والاستعانة بمصادر خارجية أمراً حيوياً لتنمية أعمالك؛ لذا ابدأ مبكراً وتبنَّ عادة منتجة.
6. البحث عن فرص الدخل السلبي:
لزيادة دخلك، استثمر وقتك مُسبقاً في عملٍ إضافي يمكن أن يمنحك دخلاً سلبياً خلال فترة عملك، مثل: البيع المباشر أو التسويق بالعمولة أو الاستثمارات العقارية، وعلى الرغم من أنَّ هذه المشاريع غير مجزية في البداية؛ إلا أنَّه يمكنك تجهيز نفسك لتلقي تدفق ثابت من الدخل الإضافي لاحقاً.
والآن، كيف تحصل على دخل سلبي؟
يتطلب الدخل السلبي القليلَ من الجهد للحفاظ عليه، وتتطلب معظم فرص الدخل السلبي بعض الاستثمار المالي أو الزمني مسبقاً لتأسيسها؛ ولكن ما إن تنطلق، تصبح مكتفية ذاتياً، فعند تقييم مصدر الدخل السلبي، انظر بعين الأهمية إلى مستوى الاستثمار المطلوب مقدماً، وفيما يلي بعض فرص الدخل السلبي الأكثر موثوقية:
- البيع المباشر: بوجود مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات للاختيار من بينها؛ فإنَّ مجال البيع المباشر يمنح فرصة العمل لأي شخص تقريباً؛ إذ تقدم شركات البيع المباشر الاستقرار والإرشاد وخدمات المُعدَّات للمكتب الخلفي لصاحب الأعمال الصغيرة الذي يريد الانضمام إلى مؤسسة موجودة بشروطه الخاصة، وبمرور الوقت، يُمكن لربِّ العمل كسب عدد كافٍ من الزبائن والمزيد من الطلبات لتوليد تدفق دخل سلبي جيد.
- الاستثمارات العقارية: سواءٌ بدأت بتأجير غرفة في منزلك أم وجدت فرصة للاستئجار، فإنَّ العقارات هي سوق توفر دخلاً سلبياً قوياً، والطريقة المجربة والصحيحة للبدء هي العثور على مكان يمكنك العيش فيه أولاً، ثم الخروج عندما تكون قادراً على شراء عقار آخر، وتأجير العقار الأول لشخص آخر؛ وبذلك، سيغطي الإيجار نفقات المنزل، بالإضافة إلى تزويدك بدخل سلبي، ويمكن أن تكون مشاركتك ضئيلة إذا قمت بتعيين شركة إدارة للتعامل مع القضايا اليومية.
- عائدات الأسهم: عندما تستثمر في أسهم شركة معينة، فإنَّك تصبح مساهماً ويحق لك أن تقبض دفعات على فترات منتظمة من الشركة، وكلما ازداد عدد الأسهم التي تمتلكها، ازداد العائد، وبالطبع، يحتفظ معظم الناس بهذه الأسهم لفترات طويلة من الزمن؛ إذ إن التداول اليومي (تداول الأسهم على أساس التقلبات اليومية في السوق) ينطوي على مخاطرة كبيرة، وفي حالة الأسهم، سيكون عائدك من الاستثمار طويل الأجل وليس ربحاً سريعاً، بالإضافة إلى ذلك، -كما رأينا مؤخراً- يُعدُّ سوق الأوراق المالية مقامرةً عندما يتراجع الاقتصاد.
- التسويق بالعمولة: هل أنت مستعد لبيع منتج شخص آخر في موقعك على الويب؟ يتيح لك التسويق بالعمولة تحقيق ربح ضئيل من بيع المنتجات التي تروج لها على مدونتك أو موقعك على الويب أو ملفك الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي، فما عليك سوى وضع إعلان على صفحتك أو كتابة منشور يعلن عن المنتج ويوفر رابطاً له على أمازون (Amazon) أو إي باي (eBay) أو أي سوق آخر؛ ثم عندما ينقر الأشخاص على الرابط ويشترون المنتج، تحصل على نسبة صغيرة من سعر الشراء، وباتباع تقنيات تحسين محركات البحث، يمكن أن تجلب لك صفحتك التابعة دخلاً سلبياً جيداً لتكملة المساعي الأخرى.
7. الحفاظ على التفاؤل:
إن كنت تقوم بعدة أعمال، فقد يكون من السهل الانزلاق إلى موقف سلبي أو حتى تعريض نفسك للحديث الذاتي السلبي؛ فبدلاً من توبيخ نفسك على عدم القيام بما يكفي، ركز على كيفية الحصول على المساعدة، والتنظيم، والاستمرار في التركيز، وللقيام بذلك، ستحتاج إلى حديث مشجع مع النفس وإلى القليل من الفهم.
أما إذا كنت تفكر في عمل إضافي في هذه المرحلة فقط، فقد يبدو أنَّ القيام بكل ذلك يتطلب عملاً جباراً؛ لكن فكر في هذا الأمر كما لو كنت ستفعل في عملك الأساسي: ستجد أنَّ أولوياتك وعبء العمل والجدول الزمني كلها قد تغيرت مرات لا تحصى خلال حياتك المهنية.
فالتغيير متأصل في العمل الإضافي كما هو الحال في العمل الثابت، فعليك أن تتعلم كيف تتعامل معه، ولا شك أنَّك ستنجح بذلك، خاصةً إذا التزمت بالقواعد المذكورة أعلاه.
أضف تعليقاً