تتوفَّر منتجات ماء جوز الهند في عدد كبير من المتاجر حول العالم، وصار بوسع جميع الأفراد الاستفادة من خصائصه المغذية، وعلى رأسها تزويد الجسم بالكهارل أو الإلكتروليتات (electrolytes)، وتخفيض ضغط الدم، وثمَّة إقبال كبير على ماء جوز الهند بسبب خصائصه المنعشة وفاعليته في الحفاظ على رطوبة جسم الإنسان، ويبحث المقال في فوائد ومحاذير شرب ماء جوز الهند بانتظام.
فوائد شرب ماء جوز الهند
فيما يأتي 7 فوائد لشرب ماء جوز الهند:
1. تجديد الإلكتروليتات
يحتوي ماء جوز الهند على مجموعة متنوعة من الإلكتروليتات مثل البوتاسيوم، والصوديوم، والمغنيزيوم، والكالسيوم، وهذه المعادن ضرورية لتقلص العضلات، وانتقال الإشارات العصبية، والحفاظ على توازن السوائل في الجسم، وتؤكِّد خبيرة التغذية "هانا فان آرك" (Hannah Van Ark) أنَّ احتواء ماء جوز الهند على نسبة عالية من الإلكتروليتات يجعله خياراً ممتازاً لتعويض نقص السوائل في الجسم في حالات الإقياء، والإسهال، والتعرق بعد ممارسة التمرينات الرياضية، ويتميَّز ماء جوز الهند بتركيبة إسموزية (osmotic) تشبه البلازما البشرية، وهذا يجعله خياراً مثالياً لتعويض نقص الإلكتروليتات الناجم عن التجفاف.
2. تخفيض ضغط الدم
يفيد ماء جوز الهند في تخفيض ضغط الدم نتيجة احتوائه على نسبة عالية من عنصر البوتاسيوم المسؤول عن ضبط مستوى ضغط الدم في الجسم من خلال تخفيف التوتر في جدران الأوعية الدموية ومقاومة تأثير الصوديوم في الجسم، ويؤدِّي ارتفاع مستويات الصوديوم إلى احتباس السوائل في الجسم وهذا يتسبَّب في ارتفاع ضغط الدم.
تقتضي وظيفة عنصر البوتاسيوم حثَّ الكليتين على طرح الصوديوم الزائد في الجسم، وهذا يساعد على تخفيف الضغط عن جدران الأوعية الدموية، ويحتوي الكوب الواحد من ماء جوز الهند على 404 ميليغرام من عنصر البوتاسيوم المفيد لصحة القلب، وهي الكمية نفسها الموجودة في ثمرة موز متوسطة الحجم.
3. تعزيز صحة العظام
يُعرَف الكالسيوم و"الفيتامين د" بفاعليته في تعزيز صحة العظام، ولقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة فاعلية المشروبات والأصناف الغذائية الغنية بالبوتاسيوم، مثل ماء جوز الهند في تقوية العظام وزيادة كثافتها، ويساعد البوتاسيوم من جهة أخرى على الوقاية من مرض هشاشة العظام، والحفاظ على التوازن بين الحمض والقاعدة في الجسم، إضافةً إلى فاعليته في تعزيز صحة القلب، وإبقاء مستوى الإلكتروليتات ضمن الحدود المقبولة.
يتسرَّب الكالسيوم من العظام عند ارتفاع الحموضة من أجل التخلص من الحمض الزائد، وهذا ما يؤدي إلى إضعاف العظام مع مرور الوقت، ولقد أثبت البوتاسيوم فاعليته في إعادة التوازن بين الحمض والقاعدة في الجسم والوقاية من تسرب الكالسيوم من العظام، كما تبيَّن أنَّ النظام الغذائي الغني بعنصر البوتاسيوم يساعد على زيادة كثافة المعادن ضمن العظام وخاصة عند كبار السِّنِّ.
4. تحسين صحة جهاز الهضم
ثبت أنَّ ماء جوز الهند يساعد على تعزيز صحة الأمعاء بفعل خصائص الترطيب، وتشرح الخبيرة "فان آرك" الموضوع بقولها: "الترطيب ضروري جداً لتحسين وظائف الهضم، وامتصاص العناصر الغذائية، والوقاية من الإمساك"، وأثبتت الأبحاث العلمية أيضاً خصائص ماء جوز الهند المضادة للالتهاب والميكروبات، وفاعليته في تعزيز صحة ميكروبيوم الأمعاء.
كشفت نتائج دراسة علمية حديثة عن فاعلية ماء جوز الهند في تخفيف الالتهابات، وعلاج الاضطرابات الهضمية مثل التهاب القولون التقرحي، وبالنتيجة، يساعد ماء جوز الهند على تخفيف تهيُّجات بطانة الأمعاء، وتخفيف آلام عسر الهضم.
5. الحدُّ من تلف الخلايا في الجسم
تواجه خلايا الجسم يومياً مركبات ضارة يُطلَق عليها اسم الجذور الحرة وهي تنتج عن عمليات الاستقلاب الطبيعية ومن التعرض لمصادر التلوث والسموم الخارجية، ويرتفع الإجهاد التأكسدي الذي يتلف الخلايا، ويزداد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة عندما تتجاوز كمية الجذور الحرة الحدَّ المسموح في الجسم.
تشرح "فان آرك" أنَّ "ماء جوز الهند غني بمضادات الأكسدة مثل "الفيتامين سي"، والسيتوكينين، ومركبات الفينول التي تقاوم أضرار الجذور الحرة على صحة الجسم"، وتنوِّه "فان آرك" إلى أنَّ دراسات الخصائص المضادة للأكسدة في ماء جوز الهند اقتصرت على الحيوانات، وتؤكد على ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث على عيِّنة بشرية للتحقُّق من تأثير هذه الخصائص في الإنسان.
6. ضبط مستوى سكر الدم
يساعد تناول ماء جوز الهند على ضبط مستوى سكر الدم، وقد أثبتت بعض الدراسات التي أُجرِيت على الحيوانات فاعلية ماء جوز الهند في السيطرة على مرض السكري، وذلك بفضل خصائصه التي تساعد على تخفيض مستوى السكر في الدم، وتحسين حساسية الأنسولين، وتخفيف الإجهاد التأكسدي، وتُعزَى هذه التأثيرات إلى غنى ماء جوز الهند بمضادات الأكسدة، والمغنيزيوم، ووجود حمض أميني يُطلَق عليه اسم "إل أرجنين" (L-arginine).
تجدر الإشارة هنا إلى أنَّ الدراسات التي أجريت على الحيوانات أسفرت عن نتائج واعدة، ولكن لا بدَّ من إجراء مزيد من الأبحاث على عيِّنة بشرية للتأكد من صحة النتائج.
أطلقت بعض الشركات ماء جوز هند محلى بالسكر، وهو ما يمكن أن يتسبَّب في رفع مستوى السكر في الدم، ومع ذلك تؤكد "فان آرك" أنَّ مشروبات جوز الهند تحتوي على نسبة سكر أقل من الموجودة في المشروبات المحلاة بالسكر الصناعي، مثل المياه الغازية، لهذا السبب تنصح باستبدال ماء جوز الهند بهذه المشروبات من أجل تخفيض مستوى السكر بالدم.
شاهد بالفيديو: 8 معلومات طبية عن مرض السكري
7. الوقاية من حصى الكلى
تسبِّب حصى الكلى ألماً لا يُحتمَل في الجسم، وهي تنجم عن تراكم المعادن والأملاح في الكلى، وتشمل الأنواع الأكثر شيوعاً حصيَّات أوكسالات الكالسيوم، وحمض البول، والستروفيت، والسيستين، وتستشهد "فان آرك" بدراسة أُجرِيت على عيِّنة مكوَّنة من 8 أشخاص، وقد كشفت نتائجها عن فاعلية ماء جوز الهند في الوقاية من الإصابة بحصى الكلى، وذلك من خلال زيادة كمية السيتريت في البول، ويُعرَف السيتريت بفاعليته في تثبيط تشكُّل حصى الكالسيوم، ولكن يجب إجراء مزيد من الدراسات على العيِّنات البشرية لتأكيد هذه النتائج.
القيمة الغذائية لماء جوز الهند
تعتمد القيمة الغذائية لماء جوز الهند على مجموعة من العوامل مثل عمر الثمرة، ونوعها، وطريقة معالجتها وتخزينها، وفي كافة الأحوال، يُعدُّ هذا الشراب مصدراً طبيعياً للإلكتروليتات الأساسية مثل البوتاسيوم، والصوديوم، والمغنيزيوم، وهو يحتوي على كمية قليلة من الكالسيوم، ويحتوي الكوب الواحد من ماء جوز الهند غير المحلى على العناصر الآتية:
- السعرات الحرارية: 44 سعرة حرارية.
- الكربوهيدرات: 10 غرامات.
- الألياف الغذائية: 0 غرام.
- السكريات: 10 غرامات.
- البروتينات: < 1 غرام.
- الدهون: 0 غرام.
- الدهون المشبعة: 0 غرام.
- الصوديوم: 64 ميليغرام، وهو ما يعادل 3% من احتياجات الجسم اليومية.
- البوتاسيوم: 404 ميليغرام، وهو ما يعادل 9% من احتياجات الجسم اليومية.
- المغنيزيوم: 15 ميليغرام، وهو ما يعادل 4% من احتياجات الجسم اليومية.
- الكالسيوم: 17 ميليغرام، وهو ما يعادل 1% من احتياجات الجسم اليومية.
التحذيرات والمخاطر المحتملة لتناول ماء جوز الهند
ماء جوز الهند مشروب منعش وآمن بالنسبة إلى معظم الناس، وهذا يجعله خياراً مثالياً للاستهلاك المنتظم، ولكن فيما يأتي مجموعة من الحالات التي تتطلب استشارة الأخصائيين قبل إضافة ماء جوز الهند إلى النظام الغذائي:
1. أمراض الكلى
يجب أن يستشير المصابون بأمراض الكلى المزمنة أطبَّاءهم قبل إضافة ماء جوز الهند إلى أنظمتهم الغذائية، ويحتوي ماء جوز الهند على نسبة عالية من البوتاسيوم، وهذا يشكِّل خطراً على المصابين بأمراض الكلى، لأنَّ البوتاسيوم يُطرَح عادةً عن طريق البول، ويمكن أن يواجه المصاب بمرض كلوي صعوبة في طرح البوتاسيوم الزائد من الجسم، فيجب مراقبة استهلاك عنصر البوتاسيوم لتجنُّب المشكلات الصحية المحتمَلة.
2. العمليات الجراحية
يُنصَح بتجنُّب تناول ماء جوز الهند لمدة أسبوعين على الأقل قبل وبعد إجراء العمليات الجراحية؛ لأنَّه يمكن أن يؤثر في ضغط الدم ومستوى السكر فيه خلال هذه الفترة الحرجة.
3. التداخلات الدوائية المحتملة
يمكن أن يؤدي تناول ماء جوز الهند مع أدوية السكري أو الضغط إلى انخفاض مستوى ضغط الدم والسكر دون الحد الطبيعي، لهذا السبب، يُنصَح باستشارة الطبيب قبل إضافة ماء جوز الهند إلى النظام الغذائي اليومي.
الطريقة الصحية لاستهلاك ماء جوز الهند
يجب أن تنتبه للمكونات المدوَّنة على منتجات ماء جوز الهند وتتحقَّق من احتوائها على العناصر الغذائية الموجودة في الثمرة الطبيعية، وحاوِلْ أن تختار منتجات خالية من السكر والمواد الحافظة، ويجب أن تحتوي قائمة المكونات على بند واحد ألا وهو: ماء جوز هند طبيعي، وتقدِّم بعض العلامات التجارية ماء جوز هند باللون الوردي، وهذا يُعدُّ مؤشراً جيداً؛ لأنَّ ماء جوز الهند الطبيعي يخضع لمجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تحوِّل لونه إلى الوردي عندما يتعرض للهواء الطلق، ويدلُّ اللون الوردي من جهة أخرى على احتفاظ ماء جوز الهند بمضادات الأكسدة الطبيعية.
فيما يأتي مجموعة من الوصفات لتناوُل ماء جوز الهند:
1. ماء جوز الهند الصافي
يمكن إضافة قطع الثلج لماء جوز الهند الصافي من أجل تبريد الجسم في أيام الصيف الحارة، ويتميَّز ماء جوز الهند بطعم منعش وخصائص ترطيب إلى جانب غناه بالإلكتروليتات، وهذا يجعله خياراً مثالياً للتخفيف من حر الصيف.
2. السموذي
يمكن تحضير سموذي من إضافة ماء جوز الهند إلى الفاكهة الطازجة مثل الأناناس والتوت البري.
3. العصائر
يمكن إضافة ماء جوز الهند الحلو الطبيعي إلى العصائر التي تحضِّرها في المنزل من أجل تعزيز خصائص الترطيب.
4. المثلجات
يمكن تحضير مثلجات ماء جوز الهند مع الفاكهة الطازجة للحصول على وصفة منعشة وصحية، وتتألف إحدى هذه الوصفات من التوت البري، وعصير الليمون، والعسل، وماء جوز الهند.
5. الكوكتيل
يمكن إضافة ماء جوز الهند إلى العصائر والمشروبات التي تحبها.
في الختام
يساعد الاستهلاك المنتظم لماء جوز الهند على ترطيب الجسم، واستعادة توازن الإلكتروليتات، وتخفيض مستوى ضغط الدم، وتعزيز صحة العظام، وتحسين وظائف جهاز الهضم، ويمكن تناول ماء جوز الهند الصافي، أو مزجه مع الفاكهة، وتحضير العصائر والمثلجات منه للاستفادة من عناصره الغذائية والاستمتاع بخصائصه المنعشة، واحرص على استشارة أخصائي رعاية صحية لكي تتحقَّق من توافق ماء جوز الهند مع احتياجاتك الغذائية وأهدافك الصحية.
المحاور الرئيسة
- يجب أن يكون الماء العادي المصدر الرئيس لترطيب الجسم، ولكن يمكن اعتبار ماء جوز الهند مصدراً إضافياً لتعويض نقص السوائل بعد ممارسة التمرينات الرياضية أو الإصابة بالأمراض، ويتميَّز ماء جوز الهند بغناه بعنصر البوتاسيوم وهو يُعدُّ إضافة صحية للنظام الغذائي اليومي.
- يعزز ماء جوز الهند من صحة الأمعاء بفضل خصائصه المضادة للالتهاب والميكروبات، وهو ما يساعد على تحسين صحة الميكروبيوم المعوي، وأثبت ماء جوز الهند من جهة أخرى فاعليته في تخفيف اضطرابات المعدة.
- يُعدُّ ماء جوز الهند شراباً آمناً بالنسبة إلى معظم الناس، ولكن يمكن أن يشكِّل خطراً على صحة المصابين بأمراض الكلى بسبب احتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم، ويمكن أن يتفاعل ماء جوز الهند مع أدوية السكري والضغط أيضاً، لهذا السبب يُنصَح باستشارة الطبيب قبل إضافته إلى النظام الغذائي اليومي.
تشرح "فان آرك" عن تأثير ماء جوز الهند الملين للأمعاء عند بعض الناس عندما يُستهلَك بكميات كبيرة.
أضف تعليقاً