وإن تعلمت كيف تترك انطباعات أولية جيدة فستتحسن حياتك على جميع الأصعدة؛ إذ إنَّ تأثيرها يشمل الحياة العملية والشخصية والعاطفية.
7 طرق لجعل الانطباع الأول جيداً:
إليكَ فيما يأتي سبع طرائق لنيل الإعجاب خلال الانطباعات الأولية، وجعل تلك اللحظات المصيرية ناجحةً واستثنائية:
1. البدء بتحية أو سلامٍ مُختصَر:
تحتلُّ هذه الخطوة المرتبة الأولى؛ لأنَّها تُعَدُّ النقطة الأولى في التفاعل أو التواصل الاجتماعي بين الناس، فضلاً عن كونها أشيع خطأ نرتكبه، فيُذْكَرُ في موقع "ويكيبيديا" (Wikipedia) أنَّ التحية التي نختارُها مقترنةً بالمظهر الخارجي - الذي يُعَدُّ الخطوة الثانية التي سنتحدث عنها - أكبر المساهمين في الصورة الذهنية التي نتركها لدى الأشخاص المحيطين بنا بعد معاملتهم، ولدينا جميعاً في حياتنا ذلك الصديق الذي يثرثر عند مقابلة شخصٍ ما للمرة الأولى، ويفتح قلبَه للآخرين ليخبرَهم عن علاقاته الاجتماعية وحيواناته الأليفة ومشكلاته العائلية قبل أن يتسنَّى لهم رد التحية، مع أهمية الصدق والصراحة والعفوية والشغف، لكن لا نفع من أسلوب التحية هذا، لا سيَّما في اللقاءات الأولى أو المواقف الرسمية.
يكفي أن ترد التحية بتحية لطيفة وموجزة لتترك انطباعاً جيداً، ثمَّ دع الطرف الآخر يتحدث، ولا بأس في التخطيط لهذا النوع من التحية أو السلام مُقدَّماً، العبرة في الإيجاز لتحافظ على هيبتك وتفرض تقديرك.
2. الحرصُ على أن تبدو بمظهر مناسب للموقف:
نُخطئ جميعاً في هذا الأمر وأحياناً نرتكب خطأ فادحاً دون أن ننتبه له حتى؛ فأحياناً نحضر اجتماعاً هاماً ولا نلاحظ بقعة القهوة التي تلطخ ملابسنا، وهذا بالطبع يسهم في ترك انطباع سيئ عن شخصيتنا، فيترك سوء المظهر مع حُسن التواصل انطباعاً أسوأ من حُسن المظهر مع القدرة على التواصل ولو بقدر ضئيل؛ لذا ركِّز على الأمور الهامة التي يتذكرها الناس، وتذكَّر أنَّ الناس يتطلعون للمؤشرات البارزة في شخصيتك لجمع المعلومات عنك وتشكيل فكرة عامة عن طبيعتك، ويُعَدُّ مظهر المرء وسلوكه أحد أبرز تلك المؤشرات وأكبرها.
3. الإنصات إلى الآخرين والتجاوب مع تعليقاتهم بالرد المناسب:
بعد إلقاء التحية المُختصَرة من الهام أن تُنصت إلى الطرف الآخر وتستمع إلى ما يقوله، فإن أفرطتَ في التحضير والتخطيط للانطباع الأول سيُصبح الأمر مُعقَّداً وصعباً ومن المُحتمَل أن تقول شيئاً ارتجالياً دون تفكير سابق أو تفشل في قول أي شيءٍ على الإطلاق؛ لذا تذكَّرْ أنَّ عليك أن تنصت لكلام الطرف الآخر، فيُظهر تجاوبك وتفاعلك مع تعليقاته وملاحظاته الأولية اتزانك ورصانتك ويمنحك تقديره على الفور.
إليك مثالاً ممتعاً حول ذلك؛ إن قال لك أحدهم: "كان الطقس جميلاً في أثناء رحلتنا بالسيارة وصولاً إلى هنا"، يمكنك أن تردَّ عليه قائلاً: "ليس بجمال منزلك الرائع"، أمَّا عن أحد الأمثلة الطريفة؛ فإن قال أحدهم: "أراهن أنَّك قضيت وقتاً طويلاً جداً في تحضير قالب الحلوى هذا"، فيمكنك أن ترد عليه: "أراهن أنَّك قضيتَ وقتاً أطول في تصفيف شعرك؛ لكنَّني لستُ شخصاً يحب الرهان في الواقع"، فيمنحك إظهار قدرتك على الرد على تعليقات الآخرين والتفاعل معها هالةً إضافيةً من الثقة والوعي التي سيجدُها الناس من حولك جذابةً وساحرة بكل تأكيد.
شاهد بالفيديو: 5 نصائح لترك انطباع أوليّ جيّد
4. تخليص نفسك من التوتر والضغط النفسي:
تُعَدُّ هذه الطريقة صعبةً ومُعقَّدة، ولكن إن وجدتَ عقلك يتشتت ويدخل في لحظةٍ من التوتر عند التفكير بأحد الأمور التي تزعجك أو تقلقك مثلاً، فإنَّك غالباً ما ستوجه نظرك إلى الأرض مُطوَّلاً في وسط المحادثة، وهو ما نفعله جميعاً؛ لذا حاول تحرير عقلك من أي فكرة تقلقك أو أمر يشغل بالك قبل أن تفسد أحد اجتماعاتك أو مواعيدك الهامة، وكلُّ ما عليك فعله هو أخذ بضعة أنفاس عميقة أو أن تضحك على تلك الأفكار قليلاً، وسيساعدك تحرير عقلك وتخليصه من الأمور التي تزعجه وتقلقه فعلاً على التواصل مع الآخرين ومعاملتهم بلُطف وسلاسة وسرور.
5. المحافظة على التواصل البصري مدة كافية مع الشخص الذي تتحدث معه:
تعني المحافظة على التواصل البصري لمدة كافية مع أحد الأشخاص إجمالاً إظهارَ الاهتمام بما يقوله ذلك الشخص، علماً أنَّ إطالة النظر إلى عيني الشخص المقابل لا تُعَدُّ مشكلةً في الواقع؛ فكلٌّ منَّا لديه أسلوبه الخاص في التواصل مع الناس ومعاملتهم، لكن إن فشلتَ في إجراء تواصل بصري أو المحافظة عليه طويلاً في أثناء حديثك مع شخصٍ ما فقد تبدو كأنَّك غير مُبالٍ أو مهتم بكلامه، وقد تبدو خائفاً منه حتَّى.
من الهام التدرب على المحافظة على التواصل البصري خلال المواقف التي تترك انطباعاتٍ أولية عنك؛ لذا عليك أن تحدِّق في أعين الناس الذين تتحدث معهم حتَّى وإن كان الأمر مزعجاً بالنسبة إليك.
6. الارتياح وعدم التوتر عند التحدث أمام جمهورٍ من الناس:
إن نجحتَ بتنفيذ جميع الخطوات المذكورة أعلاه عليك أن تكون مرتاحاً للتحدث أمام الناس عندما يحين دورك في الحوار؛ ما يعني إخبار الناس بكل ثقةٍ بعملك أو بما تفعله وبالسبب الذي دفعك إلى ذلك، إضافة إلى بضع حقائق مثيرة للاهتمام عن نفسك، وإن لم تتمكن من النجاح في هذه الخطوة أو تلعثمتَ عند الكلام أو تصرفتَ بارتباك وحيرة ستضيعُ كل جهودك السابقة سدىً، أمَّا إن استطعتَ إظهار الهدوء ورباطة الجأش في أثناء حديثك وتكلمتَ بنوعٍ من الثقة فإنَّك ستنجح بترك أفضل انطباعٍ أولي لدى الآخرين دون أدنى شك.
ضع خطةً لسرد بعضِ الحكايات والأخبار عن نفسك مُقدَّماً، ولكن احرصْ على إبقائها مرنةً وقابلة للتكيف مع سير الحديث أو الموقف.
7. الوداع المُختصَر:
يجب أن يكون وداعُك قصيراً واحترافياً تماماً كما كان سلامُك وتعريفك عن نفسك مُوجَزاً ومُختصَراً؛ ما يُظهر أنَّك معتاد مقابلة أناسٍ جدد ومرتاحٌ عند إنهاء المحادثة أو الحوار، فيمكن أن يجعل ذلك الطرفَ الآخر يتمنى صحبتك وقضاء مزيد من الوقت برفقتك في المستقبل، وإن لم تنجح في هذه الخطوة سيكون البديل عن ذلك مناقشةً طويلةً للغاية في نهاية الحديث؛ ما يؤدي غالباً إلى شعورك بالإحراج، أو الأسوأ ألا يتسنَّى لك أن تنهي جملة واحدةً حتى.
في الختام:
ينبغي أن تكون الانطباعات الأولية طبيعية في أفضل حالاتها، ولا بأس في بعض الأخطاء خلال مسيرتك في هذه الحياة نحوَ الكمال، وإن اتَّبعتَ الطرائق السبع أعلاه جدياً أو بعضاً منها على الأقل سترى نتائج وتغيرات جيدة في حياتك.
أضف تعليقاً