يوجد عدد من الميول المشتركة بين أولئك الذين نشؤوا دون انضباط، وهذه السلوكات على الرغم من أنَّها ليست واضحة دائماً، فإنَّها تؤثر تأثيراً كبيراً في مسار حياة الفرد، فهي تؤثر في طريقة تفاعلنا مع الآخرين، ونهجنا في العمل والتحديات، ورؤيتنا لأنفسنا، وفي كثير من الأحيان، قد لا يدرك الأفراد أنَّهم يمارسون هذه السلوكات، وهذا يؤكد أهمية تسليط الضوء عليها. لذلك، نقدِّم لك
7 سلوكات يمارسها الأفراد الذين نشؤوا دون انضباط
1. صعوبة اتباع القواعد
صعوبة اتباع القواعد هي من أكثر السلوكات وضوحاً التي يمارسها الأشخاص الذين نشؤوا دون انضباط، ولا يتعلق الأمر بانتهاك القوانين أو التعليمات فقط؛ بل يظهر أيضاً في عدم قدرتهم على الالتزام بالقواعد الاجتماعية أو فهم الحدود، ويعني النمو دون انضباط في كثير من الأحيان عدم وجود مبادئ توجيهية أو توقعات واضحة.
نتيجة لذلك قد يواجه الأفراد صعوبة في التأقلم مع البيئات التي تتطلب الامتثال لمجموعة من القواعد أو المعايير، ويمكن ملاحظة ذلك في مختلف جوانب حياتهم، سواء في البيئات المهنية أم في العلاقات الشخصية، فمثلاً في مكان العمل، قد يواجهون صعوبة في إنجاز المهام في وقتها المحدد أو التزام المواعيد، وفي العلاقات الشخصية، قد لا يحترمون الحدود الشخصية أو قد يجدون صعوبة في فهم مفهوم الأخذ والعطاء.
2. مشكلات في العلاقات الشخصية
أحد السلوكات الشائعة الأخرى التي لوحظت لدى الأفراد الذين يفتقرون إلى الانضباط في تربيتهم هو صعوبة الحفاظ على علاقات شخصية سليمة، وغالباً ما يعني غياب الانضباط عدم فهم الحدود والاحترام، وهما عنصران أساسيان لنجاح أية علاقة، فقد يجد هؤلاء الأفراد صعوبة في تحقيق التوازن بين الأخذ والعطاء، وغالباً ما يلجؤون إلى المغالاة، ونتيجة لذلك، قد تتأرجح علاقاتهم بين الاعتماد المطلق على الطرف الآخر وعدم الاعتماد عليه نهائياً، ويعزِّز غرس الانضباط في مرحلة الطفولة احترام الآخرين وحدودهم، ودون هذا الأساس، قد يواجه الأفراد تحديات في اكتساب هذه المهارات الحيوية، وهذا يؤدي إلى علاقات متوترة.
3. التهرب من المسؤولية
قد يكون لدى الأشخاص الذين نشؤوا دون انضباط ميل لتجنُّب المسؤولية، فقد يعود هذا السلوك إلى طفولتهم لأنَّهم تعلموا تجنُّب تولي المهام والمسؤوليات بسبب غياب الانضباط، ونتيجة لذلك، قد يجدون صعوبة بوصفهم بالغين في تحمل مسؤولية أفعالهم أو أداء المهام الموكلة إليهم، فقد يميلون إلى التأجيل أو التملص من المسؤولية، أو ببساطة عدم الوفاء بالتزاماتهم، ويجب إدراك أنَّ هذا ليس عيباً في الشخصية؛ بل هو سلوك مكتسب، وبالوعي الذاتي والجهد الواعي، يمكن التخلص من هذه الأنماط وتبنِّي نهجاً أكثر مسؤولية في الحياة.
4. الاندفاع
أحد السلوكات الشائعة الأخرى لدى الأفراد الذين يفتقرون إلى الانضباط هو التصرف باندفاع، وينجم هذا الميل إلى التصرف دون تروٍّ وعدم مراعاة العواقب عن عدم تعلُّم ضبط النفس في مرحلة الطفولة، وتتجلى السلوكات المندفعة بأشكال مختلفة، فقد يتَّخذون قرارات متسرعة دون تفكير كافٍ، وهذا قد يؤدي إلى عواقب في حياتهم الشخصية والمهنية، وقد يجدون صعوبة أيضاً في السيطرة على دوافعهم المتعلقة بالإنفاق أو تناول الطعام أو التعبير عن مشاعرهم.
إنَّ تحديد السبب الكامن وراء السلوك المندفع هو الخطوة الأولى نحو التغيير، وبالاعتراف بهذا السلوك، يمكن للأفراد أن يبدؤوا في تنمية ضبط النفس ومهارات اتخاذ القرارات المدروسة.
شاهد بالفيديو: أهمية الانضباط والالتزام لحياة ناجحة
5. الافتقار إلى الانضباط الذاتي
غالباً ما يكون غياب الانضباط الذاتي مؤشراً على نشأة الطفل في بيئة تفتقر إلى النظام، وتتجلَّى هذه السمة في عدم قدرة الفرد على تنظيم أفعاله ومشاعره بكفاءة، ودون غرس الانضباط في مرحلة مبكِّرة، قد يواجه الأفراد صعوبات في اكتساب مهارة ضبط النفس، وهي مهارة حاسمة لتحقيق النجاح الشخصي والمهني، وقد يواجهون صعوبة في التزام العادات اليومية أو الوعود، أو في إدارة وقتهم بكفاءة، أو في تفضيل الفوائد طويلة الأمد على الرضى الفوري، واعلمْ أنَّ الانضباط الذاتي لا يعني العقاب أو الحرمان؛ بل يتعلق بامتلاك القدرة على التحكم في أفعال المرء واتخاذ قرارات تتوافق مع الأهداف طويلة الأمد.
6. الافتقار إلى احترام الذات
غالباً ما يعاني الأشخاص الذين نشؤوا دون انضباط من مشكلات احترام الذات، فقد يؤدي عدم وجود حدود وتوقعات واضحة في مرحلة الطفولة إلى الشعور بعدم الأمان والشك الذاتي في مرحلة البلوغ، ودون الانضباط، قد لا يتعلم الأطفال قيمة أفعالهم أو فهم قدراتهم، فقد يؤدي هذا إلى اعتقاد داخلي بأنَّهم غير قادرين أو جديرين، وهذا يؤثر في احترامهم لذاتهم.
يظهر تدنِّي احترام الذات بأشكال مختلفة، مثل الشك المستمر في الذات، أو الإفراط في انتقاد الذات، أو السعي للحصول على الثناء من الآخرين، وقد يؤثر أيضاً في صحتهم العقلية وعلاقاتهم وجودة حياتهم، وتبدأ الرحلة نحو بناء احترام الذات بالاعتراف بهذه المشاعر وفهم جذورها، وبالصبر والممارسة، يتمكَّن الفرد من بناء صورة ذاتية أفضل.
7. السلوك السلبي العدواني
قد يجد الأفراد الذين نشؤوا دون انضباط صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو التواصل الصريح، وهذا يؤدي إلى سلوكات عدوانية سلبية في مرحلة البلوغ، وينطوي السلوك العدواني السلبي على التعبير غير المباشر عن المشاعر السلبية أو الاستياء، وقد يظهر ذلك من خلال السخرية، أو العناد، أو الصمت بوصفه طريقة للتواصل غير المباشر بسبب صعوبة التعبير عن المشاعر بصراحة، فقد يؤذي هذا السلوك العلاقات الشخصية والمهنية على حدٍّ سواء؛ لذلك، من الهام أن يقرَّ الأفراد بهذه السلوكات وأن يركِّزوا على تنمية مهارات تواصل سليمة.
في الختام
قد يؤثِّر النمو دون انضباط في السلوكات، لكنَّه لم يحدد هويتك أو يحد من إمكانات نموك، وبممارسة اليقظة الذهنية وبذل الجهود الهادفة، من الممكن تماماً التخلص من هذه الأنماط وتبنِّي سلوكات أفضل، فلا تتردد في طلب الدعم المهني إذا لزم الأمر، ويمكن للمعالجين والمستشارين تقديم إرشادات واستراتيجيات قيِّمة لمساعدتك على هذه الرحلة، وخذ في الحسبان أنَّ الجميع قادرون على التغيير والتطور، وأنَّ معرفة هذه السلوكات هي المرحلة الأولى من رحلتك نحو تحسين الذات.
أضف تعليقاً