تعريف البطالة:
يقول أنتوني غيدنز أنَّ البطالة تعني أنَّ الفرد يقع خارج نطاق قوّة العمل، كما أنَّ منظمة العمل الدولية قد عرَّفت العاطل عن العمل بأنَّهُ ذلك الفرد الذي يكون فوق سنٍّ مُعينةٍ بلا عمل، وهو قادرٌ على العمل وراغبٌ به، ويبحث عنه عند مستوى أجرٍ سائدٍ لكنَّه لا يجده". وإنَّ البطالة هي: "كلُّ مواطنٍ في سنِّ العمل ويرغب به ولا يجده".
مُعدَّل البطالة:
يُعرَّف مُعدَّل البطالة بأنَّهُ: نسبة عدد الأفراد العاطلين إلى القوة العاملة الكُليّة، وهو مُعدَّلٌ يصعب حسابه بدقة، وتختلف نسبة العاطلين عن العمل حسب الجنس والسنِّ ونوع التعليم والمُستوى الدراسي، وحسب الوسط (حَضَري، قروي).
أسباب البطالة:
- ركود فرص العمل ونُدرتها، وذلك نتيجة قلة الموارد الاقتصادية داخل الدول والعجز الاقتصادي.
- يُلاحَظ في المُجتمعات التي تنتشر فيها البطالة انتشار الأمية، وتدَّني مُستوى التعليم.
- في معظم المُجتمعات التي تُعاني من البطالة يكون السبب الأساسي هو حصول العمَّالة الوافدة على فُرص العمل المُتوفِّرة على حساب أبناء المُجتمع أنفسهم، والسبب في ذلك هو قبولهم بالأجور القليلة.
- عدم إقامة مشروعاتٍ جديدة، إذ أنَّ المشاريع الجديدة تعني خلق فرص عملٍ جديدة.
- أعداد الخريجين الكبيرة، والتي لا يمكن لسوق العمل استيعابها جميعاً، وعجزه عن تأمين فرص عملٍ لكلِّ هذه الأعداد من الخريجين.
- يعتقد الكثير من الخريجين بأنَّ العمل الحكومي هو الضمان الأكبر لهم في هذه الحياة، فلا يسعون للعمل في القطَّاعات الخاصة على أمل الوظيفة الحكومية.
- هناك العديد من الشُبان يبحثون عن الأعمال التي لا يبذلون فيها أيَّ جُهد، وذلك بسبب انتشار الخمول بين هؤلاء الشباب.
- من أحد الأسباب التي أدَّت إلى قلَّة فُرص العمل: أنَّ نسبةً كبيرة من الصناعات اليدوية تحوَّلت إلى صناعةٍ آلية.
- كثرة المهارات الواجب توافرها في الموظَّف والاختصاصات المحدودة لسوق العمل.
- كثرة الحروب والنزاعات بين الدول المُختلفة، والاعتداء على الأقليّات في بعض المُجتمعات، بالإضافة إلى النزاعات العرقية والطائفية في المُجتمع الواحد.
- التغيُّرات الجغرافية، فمثلاً: انتقال أهل القُرى والريف إلى المدينة، إذ أنَّ هذا الأمر يزيد عدد ونسبة العاطلين عن العمل في المدينة، سواءً من السُكَّان المحليين أم الوافدين؛ وكذلك الأمر عند الانتقال من دولةٍ إلى أخرى.
- الفروقات الطبقية في المجتمع، وتهرُّب أبناء الطبقة الغنية من دفع الزكاة والصدقات للفقراء والمُحتاجين، وعدم تأدية الضرائب للدولة.
- إنَّ مُعظم أصحاب المعامل والمصانع قاموا باستبدال العُمَّال بآلاتٍ للعمل مكانهم.
- كما يُعدُّ النمو السُكاني السريع واحداً من أهمِّ أسباب البطالة.
- قلَّة موارد الدعم للقطاعات المُختلفة -خاصةً تلك التي تهتمُّ بالشباب وتوفير فُرص العمل لهم- في الدول، وذلك بسبب انتشار الفساد بشدة، ونهب ثروات هذه الدول.
طرائق مُعالجة البطالة:
- توفير فرص العمل المُختلفة للشباب والخريجين، وذلك من خلال التعاون والتنسيق بين القطاعين العام والخاص.
- تحسين مهارات العمالة المحلية واستثمارها، وإيقاف استقبال العَمَالة الخارجية.
- تطوير مناهج التعليم، وإدخال بعض المواد الخاصَّة بالعمل في هذه المناهج، وتطوير وسائل التعليم بهدف تنمية المواهب والقُدرات والمهارات وبذور الإبداع لدى جميع الطلاب.
- توفير الاحتياجات اللازمة لسكان الريف، للتقليل والحدِّ من التغيير الجغرافي.
- حملات التوعية بشأن تنظيم الأسرة، وتحديد عمليات الإنجاب لتجنُّب الازدحام السكاني الذي يُقابله فُرص عملٍ قليلةٌ في المُجتمع.
- تأهيل الخريجين، وذلك بإنشاء مراكزٍ مُتخصصةٍ لتأهيلهم وتنمية مهاراتهم وتطوير كفاءتهم قبل بحثهم عن فُرص العمل.
- إنشاء مشاريع تحتاج إلى أيدٍ عاملة، وتنشيط المناخ الاقتصادي، والحدُّ من استخدام الآلات التي تأخذ فُرص الكثير من الأيدي العاملة.
- تنظيم فُرص العمل داخل المُجتمع؛ وذلك من خلال إنشاء مراكز مُتخصصةٍ وعمل الدراسات الاستراتيجية لهذا الغرض.
- تسهيل عمليات الاستثمار، وتشجيع المُستثمرين للقيام بمشاريع جديدةٍ توفِّر فرص عملٍ إضافيةً في المُجتمع.
- في البلاد التي يكون فيها المناخ جيداً للزراعة، يجب على الحكومة إعطاء أولويةٍ للزراعة في عملية توفير فُرصٍ للعاطلين عن العمل، وللحدِّ من مُشكلة البطالة.
- إنَّ القُدرة على استخدام الإنترنت تُساعد الأفراد بشكلٍ كبيرٍ في تعلُّم بعض المهارات التي تُساعده في إيجاد فرص عمل، وبدون أيِّ رسومٍ مادية.
- إنشاء مراكز لتعليم بعض المهن؛ وذلك للأشخاص ذوي التعليم المُتوسط أو غير المُتعلمين، تساعدهم في العمل الحرِّ بهذه المهن.
- يمكن للأعمال التطوعية برواتب أن تكون حلَّاً مؤقتاً للحدِّ من مشكلة البطالة.
كيفية تطوير الذات أثناء فترة البطالة:
1. طوِّر ذاتك، وتعلَّم مهارات جديدة:
بما أنَّه لديك فائضٌ من الوقت، فبإمكانك استغلال هذا الوقت باكتساب وتعلُّم مهاراتٍ جديدةٍ وإعادة تطوير مهاراتك القديمة، ويُمكنك أن تقوم بهذا عن طريق التسجيل في دوراتٍ تدريبيةٍ عبر الإنترنت أو في المراكز المتواجدةٍ في مدينتك. يقول غيتي: "خلال البطالة اكتسب معارف ومهاراتٍ جديدة بدوراتٍ تدريبية".
2. لا تقبل بأيِّ وظيفةٍ تُصادفك دون اقتناع:
فترة البطالة من أكثر الفترات التي يمكن أن تُشعِرك بالضعف والإحباط، بسبب رغبتك القوية بالحصول على العمل، والعودة إلى الحياة الاعتيادية والروتين الطبيعي اليومي لحياتك التي اعتدت عليها في أثناء مُمارستك لعملك الذي افتقدته؛ ولكن لا تجعل هذا الشعور يدفعك إلى القبول بأيِّ فرصة عملٍ يمكن أن تقابلك دون أن تكون مُقتنعاً وواثقاً من قدرتك على القيام بهذا العمل.
3. حاول أن تُحسِّن حياتك الاجتماعية:
غالباً ما ترتبط فترة البطالة بالعُزلة التامة، حيثُ لا يوجد زملاء عمل؛ كما أنَّ الأهل والأصدقاء مُعظمهم مشغولون بأعمالهم لفتراتٍ طويلةٍ من النهار، فتجد نفسك وحيداً، ومن المُمكن أن تتجنَّب رؤية الأصدقاء والأهل بسبب كثرة الأسئلة التي لا تعلم لها إجابةً حول خُططك المُستقبيلة، أو فيما إذا حصلت على عملٍ جديد، إضافةً إلى تعليقاتهم التي لا ترغب بسماعها. ولكنَّ الهروب من الواقع واللجوء إلى العُزلة ليس حلَّاً مثالياً، كما أنَّ العُزلة يمكن أن يكون لها تأثيرٌ سلبيٌّ في صحتك النفسية والعقلية، ومن المُمكن أن تجعلك بعيداً تماماً عن مقدرة التكيُّف للعمل ضمن فريقٍ واحد؛ لذا يجب عليك أن تواجه كلَّ الصعوبات الاجتماعية التي تواجهك، وأن تتواصل مع أصدقائك؛ لأنَّ ذلك يُساعدك في الحصول على اقتراحٍ لفرصة عملٍ جديدةٍ ومُناسبةٍ لك.
4. ابحث بنشاطٍ عن فُرصٍ جديدة للعمل، وطوِّر سيرتك الذاتية:
يجب عليك البحث بجدٍ ونشاطٍ عن عمل، وألَّا تتقاعس عن ذلك؛ كما يجب عليك البحث في مكاتب التوظيف، وأن تَردَّ على جميع الإعلانات، وتذهب إلى كلِّ المُقابلات، ولا تنتظر ردَّاً من صاحب عملٍ واحد؛ كما يُستحسن أن تطوِّر سيرتك الذاتية الخاصَّة بأيّ عملٍ أو مُقابلة.
5. يجب عليك تقدير وتقويم وضعك المادي:
يجب عليك أن تقوِّم مقدار المال الذي بحوزتك، وأن تقدِّر ميزانيتك، وتُرتِّب أمورك المالية بشكلٍ تستطيع معه أن تغطِّي مصاريفك واحتياجاتك بطريقةٍ اقتصاديةٍ ريثما تحصل على عملٍ جديد؛ وإذا لم تكفِ النقود التي تمتلكها، يمكنك أن تتلقَّى مُساعدةً ماليةً من أحد أفراد العائلة إن وجد، أو بيع بعض الأغراض غير الضرورية في الوقت الراهن، أو استعادة مبلغٍ كنت قد أقرضته لأحدِ أصدقائك من قبل.
6. حاول الاسترخاء واستعادة أنفاسك ونشاطك:
يجب عليك أن تنظر إلى نصف الكأس الممتلىء، وتستفيد من هذه العُطلة القسرية؛ وذلك بأنَّ تجعلها فترةً للاسترخاء وتجميع القِوى ريثما تحصل على عملٍ جديد، فمن المؤكَّد أنَّهُ في عملك الجديد لن تحصل على إجازةٍ قريبة، وسيكون مجهودك مُضاعفاً لإثبات الذات، ولإثبات الكفاءة في العمل؛ وإذا كان لديك المال الكافي للذهاب في رحلة، فلا تمنع نفسك من ذلك؛ وإذا لم يتوفَّر لديك المال الكافي لذلك، فمن الأفضل أن تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم والراحة؛ كما أنَّ الزيارات العائلية والاتصال بالأهل والأصدقاء بإمكانها أن تُجدِّد حيويَّتك ونشاطك.
7. حاول الاعتناء جيداً بصحتك:
حاول أن تستثمر فترة عطلتك القسرية هذه بأن تعتنِ جيداً بصحتك، وأن تُمارس هواياتك الرياضية وتُنظِّم طريقة غذائك، وتتبع العادات الصحية الجيدة، والتي من المُمكن أنَّك لم تكن تستطيع اتباعها بسبب ساعات عملك الطويلة في الماضي؛ فذلك له أثرٌ كبيرٌ في تحسين صحتك العقلية والجسدية.
وبذلك نكون قد قدَّمنا إليكم بعض النصائح المُفيدة التي تجعلكم تستغلُّون كلَّ دقيقةٍ في فترة العطالة عن العمل، وجعل هذه الفترة من الفترات المُميَّزة في حياتكم، والتي يمكن أن تُعطيكم الأمل بعملٍ أفضل، وبحياةٍ أكثر استقراراً.
أضف تعليقاً