6 نصائح تساعدك على الاستيقاظ باكراً

لعلَّك سمعت كثيراً عن قصص نجاح الأشخاص الذين يستيقظون باكراً؛ إذ يتحدث المشاهير من أمثال الرئيس التنفيذي لشركة آبل (Apple) تيم كوك (Tim Cook)، وأوبرا وينفري (Oprah Winfrey)، والسبَّاحة الأمريكية الحاصلة على الميدالية الأولمبية كارولين باركل (Caroline Burckle)، عن التأثير الإيجابي للاستيقاظ باكراً في حياتهم.



رغم أنَّ العديد من الناس ينسبون جزءاً من سبب نجاحاتهم إلى الاستيقاظ باكراً، ولكن يوجد الكثير من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في تغيير روتينهم؛ فهم يعرفون ما عليهم فعله لتحقيق ذلك، ولكنَّهم يواجهون صعوبة في الالتزام بتنفيذه؛ ولكي تفهم كيفية الاستيقاظ باكراً، عليك أن تستقي من حكمة أولئك الذين يفعلون ذلك بالفعل؛ لذا، نقدم إليك 6 نصائح يتبعها هؤلاء:

1. توقّف عن التسويف:

إنَّ أول أمر عليك معرفته إذا كنت ترغب في الاستيقاظ باكراً هو أن تخلد إلى النوم باكراً وتتوقف عن المماطلة والتسويف، إذ يسهل عليك الاستيقاظ عندما تحصل على قدر كافٍ من النوم؛ لذا حدد وقتاً يسمح لك بالنوم لمدة 8 ساعات والتزم به.

إنَّ المشكلة التي يواجهها معظم الناس في البداية هي مقدار التعب الذي سيشعرون به؛ فإذا كنت تنام بعد منتصف الليل يومياً، فلن يكون الاستيقاظ عند الساعة السادسة صباحاً أمراً سهلاً؛ ولعلَّ السبب الذي سيجعلك تحتاج إلى تجاوز تلك المشكلة في البداية هو أنَّك ستكون متعباً جداً في نهاية اليوم، إذ من الطبيعي أن تغفو على مكتبك أو في أثناء استراحة الغداء، حيث يدفعك الاستيقاظ باكراً إلى النوم في الوقت المناسب بغضِّ النظر عن شعورك.

إنَّ الأمر شبيه بتأجيل إنجاز مشروع حتى الليلة التي تسبق موعد تسليمه، حيث ستفعل كل ما يجب عليك فعله لإنهائه؛ سواء كان العمل طوال الليل، أم اختصار بعض أجزائه لأنَّك لا تمتلك ما يكفي من الوقت لتدقيقه عدة مرات؛ وربَّما ستشعر بعد تسليمه بالإرهاق والسرور في الوقت نفسه؛ وبعد أن تتخطى يومك بنجاح، وتصل إلى المنزل لتستريح، ستقطع على نفسك وعداً بأنَّك لن تنتظر حتى اللحظة الأخيرة لإنجاز العمل مرة أخرى.

ستشعر بالطريقة نفسها عندما تجبر نفسك على الاستيقاظ باكراً بغض النظر عن الموعد الذي تنام فيه، وتقطع على نفسك وعداً بأنَّك ستنام في الوقت المناسب.

إقرأ أيضاً: لماذا تستيقظ دائماً وأنت متعب؟

2. خُذ الأمور بروية:

إذا كنت ترغب في الاستيقاظ أبكر بساعتين كل يوم، فلعلَّك لن تتمكن من إجراء ذلك التغيير دفعة واحدة؛ فمن المنطقي أن تواجه صعوبة أكبر كلما كان التغيير جذرياً أكثر؛ لذا، بدلاً من محاولة تعديل نمط نومك عبر الاستيقاظ قبل عدة ساعات مما تعودت عليه، ابدأ بالاستيقاظ قبل 15 أو 30 دقيقة؛ وعندما تلتزم بفعل ذلك كل أسبوع، ستكون شخصاً يفضل الاستيقاظ باكراً بحلول نهاية الشهر.

قد يبدو الأمر وكأنَّك تماطل في تحقيق هدفك، ولكنَّك في الواقع تحققه بصورة أسرع من معظم الناس؛ حيث يواجه الأشخاص الذين تعودوا على السهر كثيراً صعوبة في تغيير عادات نومهم بين عشية وضحاها.

3. احرص على أن تكون الإضاءة مناسبة:

يقلل الضوء من إفراز الجسم لهرمون الميلاتونين (melatonin) الذي يحفز على النوم؛ فمن الناحية العملية، يعمل جسمك على الاستيقاظ بصورة طبيعية عندما تشرق الشمس، والنوم عندما تغرب؛ وهذا ما يُسمَّى بالنظم اليوماوي؛ لكن في ظل عالم تقوده التكنولوجيا، لعلَّك تتفقد أجهزتك الذكية قبل الخلود إلى النوم.

تُظهر الدراسات أنَّ شاشات التلفاز والهواتف تخدع جسدك ليعتقد أنَّ الشمس قد أشرقت؛ ونتيجةً لذلك، يبدأ جسدك إفراز كمية أقل من هرمون الميلاتونين (melatonin)؛ لذا، عليك أن تمتنع عن استخدام هاتفك قبل ساعة من النوم إذا أردت أن تغط في نوم عميق.

قد يعني ذلك أيضاً أنَّك إذا أردت الاستيقاظ قبل شروق الشمس، سيساعدك النظر إلى شاشة هاتفك على البقاء مستيقظاً؛ فعلى سبيل المثال: يستيقظ كلٌّ من بيتر باليتا (Peter Balyta) -رئيس قسم تكنولوجيا التعليم في شركة "تكساس إنسترومنتس" (Texas Instruments)- ورفاييل رايف (Rafael Rief) -رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)- في الساعة الخامسة صباحاً، ويتفقدون هواتفهم وبريديهم الإلكتروني قبل بدء يومهم.

4. حدِّد سبباً وجيهاً يدفعك إلى الاستيقاظ باكراً:

هل سبق واستيقظت باكراً، ولكن عدت إلى النوم لأنَّه لم يكن لديك سبب وجيه لتبقى مستيقظاً؟ أو هل ذهبت إلى النوم لأنَّه لم يكن أمامك أي شيء أفضل لتفعله؟

إذا أردت أن تكون متشوقاً للنوم والاستيقاظ باكراً، فينبغي أن يكون لديك سبب مقنع يثير في نفسك الرغبة لفعل ذلك؛ حيث يمكنك تحقيق ذلك من خلال تدوين ثلاثة أشياء ترغب في إنجازها في الصباح؛ لكن لا يجب أن تتضمن قائمتك ما ترغب في تحقيقه فحسب، بل السبب الذي يدفعك إلى تحقيقه أيضاً؛ فإذا أردت التقدم خطوةً إلى الأمام أكثر، دوِّن نتائج عدم استيقاظك باكراً.

يتمتع الأشخاص الذين يستطيعون الاستيقاظ باكراً بالنجاح والمثابرة والفاعلية في حياتهم، كما أنَّهم يشعرون بسعادة أكبر، ويتعاملون مع التوتر على نحو أفضل، ويكونون أقل ميلاً إلى التسويف والمماطلة؛ فإذا كنت ترغب في إضافة أي من هذه الأمور إلى حياتك، فالاستيقاظ باكراً سبيلك إلى ذلك.

5. تجنَّب تناول المنبهات والوجبات قبل النوم:

يوجد فرق بين أن تنام، وأن تحظى بنوم هانئ؛ حيث يمكنك أن تتناول المنبهات قبل النوم، ولكنَّ ذلك لن يضمن حصولك على نوم جيد؛ لذا يُنصَح بالتوقف عن تناول القهوة قبل موعد النوم بـ 8 إلى 10 ساعات؛ ذلك لأنَّ المنبهات تزيد من فرصة اضطراب النوم أو الأرق ليلاً؛ حيث يؤدي الكافئين إلى تقليل إجمالي وقت النوم من خلال مقاطعة نومك في أثناء الليل، وستشعر بنشاط أقل في الصباح.

ينطبق الأمر نفسه على تناول وجبات دسمة قبل النوم مباشرة؛ فهي تزيد من احتمال تعرضك إلى عسر الهضم وحرقة المعدة، وتمنعك من النوم بعمق؛ فإذا كنت تعاني من أيٍّ من هذه الأعراض، عليك أن تتجنب تناول الطعام قبل ساعتين من النوم على الأقل.

إقرأ أيضاً: إلى أيّ وقت متأخر يسمح بشرب القهوة يومياً؟

6. مارس التمرينات الرياضية:

إنَّ أول حركة تقوم بها في الصباح هي النهوض من السرير؛ وكي تفعل ذلك فور استيقاظك، ضع ساعة المنبه بعيداً عنك بما يكفي لتضطر إلى النهوض لإطفائه؛ وقبل أن تفكر بالعودة إلى الفراش، تمهل، وقم بتمرين الضغط أو القفز 10 مرات، وليكن كل تمرين بمثابة خطوة تبعدك عن العودة إلى النوم.

تستيقظ ميلودي هوبسون (Mellody Hobson) -رئيسة شركة أرييل للاستثمارات (Ariel Investments)- في تمام الساعة الرابعة صباحاً كل يوم؛ حيث تبدأ يومها بممارسة التمرينات الرياضية التي تتضمن الجري، ورفع الأثقال، والسباحة، والركوب على الدراجة.

أنت من تقرر أيَّاً من التمرينات الرياضية يناسبك أكثر؛ فسواء كان ذلك التنزه أم ممارسة التمرينات في النادي الرياضي أم القيام بأي تمرين في المنزل، احرص على تخصيص وقت للرياضة في جدولك اليومي.

أفكار أخيرة:

كي تتمكن من فهم كيفية الاستيقاظ باكراً، عليك أن تدرك أنَّ ما تفعله في الليلة السابقة يؤثر تأثيراً كبيراً في ذلك؛ حيث ستستيقظ باكراً عندما تخلد إلى النوم في الوقت المناسب وتحصل على قسط كافٍ منه.

تأكد أنَّك ستتمكن من خلال تخصيص الوقت لإعداد نفسك عقلياً وجسدياً كل ليلة من النجاح في الصباح التالي؛ وبمجرد اتخاذ الإجراءات المناسبة في الليلة السابقة، احرص على استخدام ذلك الزخم لتبدأ يومك في الوقت المحدد.

إنَّ الهدف من كل ذلك هو تسهيل الإجراءات التي ترغب في اتخاذها قدر المستطاع؛ فالسبيل إلى تغيير حياتك هو اكتشاف طريقة تمضي بها قدماً نحو الاتجاه الذي تريده.

 

المصدر 




مقالات مرتبطة