6 نصائح تساعدك على إسعاد الموظفين

ثمَّة الكثير من الأدلة التي تشير إلى أنَّ الموظفين السعيدين يكونون أكثر تفاعلاً وإنتاجية وفاعلية، ويساهمون بقدر أكبر في النجاح والربح؛ لذا يجب عليك -بصفتك قائداً- تهيئة الظروف التي تنشر السعادة، فهذه فكرة جيدة، وتساهم مساهمةً كبيرةً في تحسين نتائج الأعمال.



يتنبأ بعض الأشخاص بعالم أعمال رائع في المستقبل؛ حيث يتمتع الموظفون بمزيد من التركيز والامتيازات ويكونون أكثر تفاعلاً وإنتاجية، ويُعدُّ خلق الظروف للإنجاز والسعادة والفاعلية خطوة هامَّة تحدِث فارقاً كبيراً.

استناداً إلى أبحاث "جامعة ولاية كانساس" (Kansas State University)، من خلال تهيئة ظروف السعادة، تؤثِّر الشركات تأثيراً إيجابياً في اتِّخاذ الموظفين للقرارات، والأداء الوظيفي، وتقليل التكاليف الصحية، وتقليل تكاليف دوران العمالة؛ ويسري هذا على الجميع بغضِّ النظر عن العمر والجنس والعِرق ومدة العمل والمستويات التعليمية.

كما وجدت دراسات أخرى في جامعة "كاليفورنيا ريفرسايد" (University of California Riverside) أنَّه عندما يكون الناس أكثر سعادة، فإنَّهم يعملون بجدية أكبر نحو الأهداف، ويسعون إلى تطوير قدراتهم، وهما أمران يُعدَّان مفيدَين للشركة.

السعادة مسؤولية مشتركة:

في الواقع، ليس الشركات والقادة وحدهم المسؤولين عن السعادة؛ بل هي مسؤولية الأشخاص نفسهم أيضاً، سواء كانوا يميلون تلقائياً إلى الشعور بالسعادة أم لا، وهذه هي فكرة كل من الفاعلية والبنية؛ فالفاعلية هي تأثير الأشخاص وخياراتهم؛ حيث يُمَكَّن البالغون من اختيار طريقة تفكيرهم وطريقة تفاعلهم وكيفية تشكيل ظروفهم، لكنَّ البنية هامَّةٌ أيضاً، وهو المكان الذي يأتي فيه دور القادة والمنظمات؛ إذ تعالج البنية السياسات والممارسات والأعراف والثقافات التي تجلب أو لا تجلب السعادة.

شاهد بالفيديو: 9 فوائد للمرح في العمل

كيف تُسعِد موظفيك؟

إنَّ لخلق السعادة آثاراً فعَّالة للغاية، وهو أمرٌ يقع في حدود سيطرتك وقدراتك؛ لذا طبِّق النصائح الآتية، وسترى نتائجَ جيدة:

1. ركِّز الاهتمام على لحظات الحاضر وكن يقظاً:

يهتم القادة العظماء باحتياجات الموظفين ويتجاوبون معها؛ إذ تُظهِر الدراسات الحديثة أنَّه عندما يشعر الموظفون بأنَّ قادتهم متعاطفون، تتحسَّن سلامتهم وصحتهم النفسية، وبالإضافة إلى ذلك، يذكر الموظفون أنَّ أحد أهم عناصر الحصول على تجربة عمل إيجابية هو حضور القادة وسهولة الوصول إليهم، ولا يقتصر هذا على الذهاب إلى العمل فحسب؛ وإنَّما على الحضور وطرح الأسئلة والاستجابة؛ حيث تمهِّد هذه التصرفات الطريق نحو سعادة الموظف.

2. امنح موظفيك السيطرة وحرية الاختيار:

ثمَّة طريقة أخرى لخلق المزيد من السعادة بين الموظفين وهي التأكد من أنَّك تقدِّم أكبر قدر ممكن من الخيارات؛ إذ وجدت الأبحاث التي أجرتها "جامعة برمنغهام" (University of Birmingham) أنَّه عندما يمتلك الناس سيطرة أكبر على مهامهم وجداول عملهم، تزداد مستويات السلامة والرضا الوظيفي؛ لذا امنح موظفيك أكبر قدر ممكن من الخيارات حول مكان وأوقات عملهم، وكيفية أدائه، ومع من يعملون، وما الذي يعملون عليه، وليس من الممكن دائماً منح الموظفين استقلالية كاملة بالتأكيد، ولكن كلما كانت الخيارات أكثر، صار الوضع أفضل عموماً.

3. ركِّز على جوانب حياة الموظفين:

تُعدُّ السلامة صفةً شاملة؛ إذ تؤثر بعض جوانب حياة المرء على الجوانب الأخرى؛ ومن ثمَّ عندما يكون الناس سعيدين في حياتهم الشخصية وفي أنشطتهم الاجتماعية، سيجلبون المزيد من السعادة والطاقة إلى العمل أيضاً، وبالإضافة إلى ذلك، ثمَّة توجُّه كبير اليوم نحو الشركات التي تهتم اهتماماً كبيراً بسلامة الموظفين من خلال تقديم جميع أنواع الدعم بدءاً من رعاية الأطفال، وتوفير تطبيقات اليقظة والتأمل، إلى برامج اللياقة المالية والبدنية؛ ممَّا يؤدي إلى ترك انطباع لدى الموظفين بأنَّك تهتم بشؤونهم؛ ممَّا يؤثر بدوره في التزامهم الإيجابي تجاه مؤسستك، ويعزِّز قدرتهم على الأداء الجيد؛ وبعبارة أخرى، يخلق الرضا عن جوانب متعددة من الحياة القدرةَ المعرفية للأشخاص لبذل قصارى جهدهم في عملهم.

4. اهتم بموظفيك:

بغضِّ النظر عن نوع العمل الذي يقوم به موظفوك، يريد الناس دائماً الشُّعور بأنَّ جهودهم ثمينة؛ لذا عبِّر عن تقديرك لكيفية مساهمة الموظفين في جلب العملاء والقيمة التي يمنحونها لمؤسستك، وقدِّم تغذية راجعة لهم، وولِّهم المسؤولية، ودَعهم يعرفون كم تقدِّر مساهمتهم، وكيف يمكنهم التحسين المستمر.

كما ستمنح المساءلة الناس إحساساً بالإنصاف؛ لذا أخبِر كل شخص عن كيفية أدائه وقيِّم الجميع تقييماً عادلاً؛ وذلك لأنَّ هذا أمر أساسي للسعادة أيضاً؛ إذ يساهم الشعور بالتقدير في خلق السعادة؛ لذا اجعل هذا جزءاً من ثقافتك لمنح الموظفين تجربة إيجابية.

إقرأ أيضاً: تقدير الموظف: أفضل الطرق لإظهار التقدير للموظفين

5. أَفسح المجال للتحدي والتطوير:

قد يكون من المستحيل أن يشعر الناس بالسعادة في ظل الشعور بالملل والإرهاق الشديد في عملهم؛ بل على العكس، يساهم التوسُّع والتطوُّر والتعلُّم في تحقيق السعادة، فالتحديات هي التي تساعد المرء على بلوغ حالة تدفُّق الأفكار، كما يساهم العمل الجاد وحل المشكلات الصعبة وبذل الجُهد المناسب وبناء القدرات في السعادة والتحفيز؛ لذا قدِّم عملاً ممتعاً، وامنح الناس مسؤوليات محفِّزة وفرص التعلم التي سوف تساعدهم على النجاح.

6. عزِّز العمل الجماعي:

تُعدُّ العلاقات الإيجابية من أهم عناصر السعادة في العمل وفي الحياة كلها، وفي الواقع، تُظهِر دراسة جديدة أجرتها "جامعة جورج واشنطن" (George Washington University) أنَّه عندما تُكوِّن النساء المزيد من الصداقات في العمل، يقل النزاع؛ لذا ساعِد على تعزيز العلاقات بين الأشخاص من خلال إنشاء تجمُّعات اجتماعية أو بناء فريق، والأهم من ذلك، أن تمنح الموظفين مهاماً للعمل على المشاريع وحل المشكلات والنجاح معاً؛ فالعلاقات الوطيدة بين الزملاء عنصر هام لتحقيق السعادة في العمل.

في الختام:

حاول إنشاء ثقافة إيجابية في مكان العمل عموماً، واعلم أنَّ السعادة لن تمنع نشوب المشكلات، ولكنَّها قد تقلل النزاعات كثيراً؛ وذلك لأنَّك ستحصل على أفضل ما يمكن للموظفين القيام به، كما تجعل السعادة عملك أكثر مرونة؛ وذلك لأنَّه عندما يكون الناس سعيدين ومبتهجين، سيكونون قادرين على حل المشكلات ومساعدة أنفسهم وتطوير العمل.

وأخيراً، السعادة جيدة على الصعيدين الشخصي والمهني، ويمكنك تهيئة الظروف لخلقها في مكان العمل من أجل تطويره وضمان نجاحه.

المصدر




مقالات مرتبطة