6 طرق طبيعية لتعزيز صحتك النفسية

لجأ كثيرٌ منا خلال العام الماضي للذهاب إلى الحدائق والمساحات الخضراء العامة أكثر مما سبق، إذ بعد فترات من التباعد الاجتماعي، توصلنا إلى اكتشاف مدى أهمية التواصل مع الطبيعة بالنسبة إلى عافيتنا.



لطالما كان للتواصل مع الطبيعة أثراً إيجابياً على عافيتنا، سواء أكان ذلك بخروجنا في نزهة أم الجري في أحضان الطبيعة، أم من خلال البستنة وزراعة الفواكه والخضار، أم بتمضية الوقت مع الحيوانات؛ حيث تبين أنَّ ذلك يساعد في التغلب على مشكلاتٍ كثيرة، بما فيها التوتر والقلق والغضب، كما يساهم في تعزيز تقديرنا لذاتنا.

بدءاً من التنزه أثناء إجراء المكالمات الهاتفية مع الزملاء في العمل وقضاء استراحات الغداء في الهواء الطلق، ووصولاً إلى جلب الطبيعة إلى المنزل من خلال النباتات والزهور وجلسات التأمل التي تتخللها أصوات العصافير، هنالك طرائق عديدة يمكنك من خلالها استثمار قوة العالم الطبيعي بالشكل الذي يعزز صحتك النفسية.

إليك فيما يلي ست طرائق يمكنك من خلالها تعزيز عافيتك بالاعتماد على الطبيعة:

1. إن كنت تنوي الخروج إلى الطبيعة، عليك إذاً الاتِّحاد بها:

لا يقتصر الخروج إلى الطبيعة على كونك في الخارج فقط، إنَّما يتعلق بإعادة تواصلك مع الإيقاع الطبيعي لجسدك ولذهنك. لذا، حاول الخروج في نزهة وترك هاتفك الجوال في المنزل، والتركيز على اللحظة الحالية، وملاحظة ما يدور من حولك: كالمشاهد والأصوات والروائح.

الدكتور نيك إيرلي (Nick Earley)، رئيس قسم علم النفس في برنامج "هابينس" (Happence)، يؤيد ضرورة ذلك بقوله: "للحصول على فائدة حقيقية، من الضروري ألا نقع في فخ التكنولوجيا. إذا كنت في طريقك للذهاب في نزهة صباحية، دع سماعات الأذن جانباً، وحاول أن تكون يقظاً. فعبر الانتباه إلى ما يحيط بك وإثارة حواسك، يمكنك أن تبدأ بمعالجة أفكارك ومشاعرك. سوف تعود إلى منزلك بشعورٍ أفضل، وستكون مستعداً لمواجهة يومك".

2. تنظيم نشاطاتك الاجتماعية في الهواء الطلق:

إن التواصل مع الآخرين، وبناء علاقات هادفة، هو أمر أساسي لصحتنا العاطفية. إلا أنَّه بالتزامن مع فرض إجراءات التباعد الاجتماعي، أصبح هنالك وقتٌ لمزيد من الاسترخاء، مما سيتيح لك المجال بفعل ما هو مفيد لك.

مجرد كونك تستطيع لقاء أصدقائك في المنزل، فهذا لا يعني أنَّه عليك فعل ذلك. عوضاً عنه إن كنت تفضل لِقاء الناس في الهواء الطلق، يمكنك إخبارهم بذلك، الأمر الذي سيعود عليك بمنافع عديدة.

لماذا لا ترتب لقاءك التالي في الحديقة العامة، أو تنظم رحلةً إلى الشاطئ، لتختبر الشعور بصفاء الذهن؟

إقرأ أيضاً: 8 تقنيات للتخلص من الضغط اليومي بسرعة

3. تمضية الوقت مع الحيوانات:

أحد أهم الأمور المتعلقة بالعالم الطبيعي هي مملكة الحيوان؛ حيث يمكن أن يكون لحيواناتنا الأليفة أثر عميق على صحتنا النفسية. إذا كان لديك حيوان أليف، فاحرص على اللعب معه وقضاء الوقت برفقته. لن يعود ذلك عليك بالنفع فحسب، إنَّما هو أمر ضروري لعافيتهم أيضاً.

لكن حتى خارج المنزل، فإن للحيوانات طرقاً أخرى مبتكرة لدعم صحتنا النفسية. العلاج بمساعدة الحيوانات (Animal-assisted therapy) هو نموذج علاجي يستخدم الحيوانات، لمساعدة الناس الذين يمرون بظروف متعلقة بالصحة النفسية والجسدية. حيث توصلت الدراسات إلى كون العلاج المساعد عن طريق الحيوانات؛ يفيد بشكل خاص في مكافحة القلق والاكتئاب والعزلة، كما يعزز الدوافع، ويزيد من شعورك بالدعم الاجتماعي ويقلل من إحساسك بالألم.

4. تخصيص أوقات تنقلاتك للقيام بنشاطات أخرى:

الكثير منا ما زال يعمل من المنزل، بمعنى أنَّ تنقلاتنا اليومية - على الأقل حالياً - باتت شيئاً من الماضي. فبدلاً من قضاء وقتك في أخذ قيلولة طويلة، أو القيام بعمل إضافي غير مأجور، حاول الخروج من المنزل وممارسة نشاطاتك.

إذا كنت تنوي العودة إلى تنقلاتك اليومية في وقت معين من السنة الحالية، سوف يكون من الجيد استعدادك للعودة إلى روتينك الطبيعي. انهض من الفراش، وكن جاهزاً لمغادرة المنزل في الوقت الذي اعتدت به ركوب سيارتك، أو التوجه إلى محطة القطار، وبعدها استثمر هذا الوقت للذهاب في نزهة، أو التوجه إلى الخارج مع كوب قهوة وكتاب. الأمر الذي سيساعدك في العودة إلى روتين تنقلاتك السابق. إلا أنَّه في حال استمرار تنقلاتك، فكر بتخصيص أوقات أخرى لممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق. على سبيل المثال، هل باستطاعتك الوصول باكراً نصف ساعة إلى عملك، لتبدأ يومك بنزهة مع زميل لك؟

إقرأ أيضاً: 6 أفكار لتغيير روتين حياتك

5. البستنة:

إنَّ اتِّباع البستنة كنوع من العلاج ليست بأمرٍ جديد، حيث أشارت الدراسات إلى زيادة إفراز هرمون السيروتونين في الدماغ عند ذهابك خارجاً أو ممارستك للتمارين الرياضية البسيطة التي توفرها البستنة. بالإضافة إلى أنَّ الاعتناء بالنباتات، هو بحد ذاته تجربة واعية وداعمة، حيث أظهرت الدراسات أنَّ الأعمال الروتينية المتكررة كإزالة الأعشاب الضارة والري، من الممكن أن تخلق إحساساً شبيهاً بالتأمل.

فلُحسن الحظ أنَّه ليس عليك أن تكون بستانياً ماهراً لتحصل على الفائدة.

6. معالجة مشكلاتك في الهواء الطلق:

بعض خبراء الصحة كالمستشارين والمعالجين، يعرضون تقديم خدماتهم في الخارج، وهو ما يعرف "بالعلاج في الهواء الطلق".

المستشارة إيلاين ثيليير (Elaine Thelier)، والتي تقدم استشاراتها في الهواء الطلق، تشرح بأنَّ للتواجد في الخارج القدرة على تزويدنا بطريقة أكثر واقعية وحسية وشمولية، للتعامل مع العديد من المشكلات التي تستدعي علاجاً.

تقول إيلاين: "بالنسبة لبعض الأشخاص فإنَّ التواصل البصري صعب للغاية، لذا فإنَّ التنزه جنباً إلى جنب يسهِّل الحديث عن المشاعر الأليمة. لا بأس بالصمت كذلك، فالصمت في غرفة العلاج يمكن أن يكون مدمراً ومربكاً ولا يحتمل. أما في الخارج، يكون الصمت مصحوباً بأصوات هادئة، كتغريد العصافير، وصوت حفيف الأشجار، وتساقط قطرات المطر. كل ذلك بإمكانه مساعدتك في الكثير من الأحيان على التخفيف من الألم والمعاناة، التي من الصعب مداواتها بالعلاج".

في الختام:

نأمل بأن تكون هذه النصائح قادرة على مساعدتك في تعزيز صحتك النفسية، بالاعتماد على الطبيعة الرائعة والهواء الطلق.

المصدر




مقالات مرتبطة