6 ركائز أساسية لحياة مرضية

لقد كنت أعيش علاقة زوجية تعيسة، وقررت ذات يوم ببساطة أن أُنهي علاقتي مع شخص كان يمنعني من تحقيق أحلامي، وكان ذلك غير جيد بالنسبة إليَّ وإلى ابننا بالتبنِّي جيفري (Jeffrey)، أنا أحب الفرح عموماً، ويعرف الناس أنَّني متفائلة وإيجابية ولطيفة، وأشجع أصدقائي ونفسي، ولكن لم أعد أشعر بالفرح في حياتي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة ومدرِّبة الحياة ديبي بيري (Debbie Biery) والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في عيش حياة مُرضية.

حتى عندما يكون قرارك صائباً، فإنَّ قرار إنهاء الزواج أو أي علاقة ليس بالأمر السهل، فقد تنتابك مشاعر جياشة، كالخوف، والحزن والندم، والأمل، والراحة، والغضب، لكنَّني أعتقد أنَّ الناس يتخذون الانفصال أساساً يبنون عليه أعظم الأشياء، وأحداث الماضي المؤلمة تجعل الناس أكثر تقبُّلاً للتعبير عن الضعف والتغيُّر والنمو وخوض تجارب أفضل.

لقد زاد تواصلي مع نفسي ومع ابني، وحافظت على سعادتي وسلامتي من خلال بناء أساس لا يستطيع الأشخاص السلبيون اختراقه، إنَّه عمل لا يتوقف، لكنَّني قطعت شوطاً طويلاً، وكان جزء كبير من هذا التقدم هو تعلم وفهم أنَّ الإنجاز ليس شيئاً يمكن تحقيقه أو الفوز به؛ إنَّما عملية مستمرة، عملية تدوم طوال حياتنا؛ لذلك فكر في الأمر كأنَّه سلسلة مترابطة، تُمثِّل كل حلقة في تلك السلسلة عملاً من أعمال الرعاية الذاتية أو التمكين، وتبنَّى يومياً سلسلة جديدة بالثبات والتصميم وحب الذات، ومع كل حلقة، ستصبح السلسلة أقوى، وتزداد قدرتك على تحمُّل صراعات الحياة الواقعية، فيما يلي حلقات هذه السلسلة التي هي الركائز الأساسية لحياة مُرضية:

1. وضع خطة نمو روحي:

أنا لا أتحدث عن الذهاب إلى دور العبادة، إلا إذا كان هذا هو الشيء الذي تفضِّله؛ حيث إنَّ وضع خطة نمو روحي تتعلق بإيجاد ما يغذِّي روحك وتخصص وقتاً له في حياتك، وبالنسبة إلى بعض الأشخاص، قد تتضمن الخطة ممارسة اليوغا، والتأمل، وكتابة اليوميات، وحتى اجتماعات الدعم الجماعي للحديث عن المشكلات التي يعانونها، مثل إدمان الكحول أو وفاة أحد تحبه.

جرِّب نشاطات مختلفة واحتفظ بدفتر يومياتك أو سجِّل مشاعرك، فالشيء الهام هو عدم التقيد بممارسة أي إجراء لمجرد أنَّه نجح مع صديقك أو يبدو وكأنَّه الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، فاحتياجاتك فريدة من نوعها، ومميزةٌ من حيث زمان تطبيقها وطريقته، وقد تستفيد من كتابة اليوميات لمدة شهر ثم تجد أنَّها لم تعد تخدمك كما كانت، حينئذٍ يكون قد حان الوقت لتجربة شيء جديد.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح تساعدك في الوصول إلى السلام الداخلي

2. تنمية قدراتك العقلية:

أحب أن أتعلم أشياء جديدة، كالقراءة والاستماع للمدونات الصوتية، لكنَّ ما أدركته هو أن تصبح متعلماً مدى الحياة لا يعني حقاً قراءة أكبر عدد ممكن من الكتب الواقعية، فإنَّ الاطلاع على 60 كتاباً في عامٍ واحد فقط للتفاخر بها في مواقع التواصل الاجتماعي لا يجعلك أكثر ذكاءً أو أفضل من أي شخص آخر، فالتعلم يأتي من خبرات الحياة بقدر ما يأتي من الكتب.

يمكنك قراءة الكتب، لكن لا تقيد نفسك بها، فإذا كنت تشعر بالرغبة في قراءة رواية رومانسية في أحد الأيام، فافعل ذلك، واستمع لمدوناتٍ صوتية حول الموضوعات التي تهمك، وتحدث إلى الأشخاص الذين يعيشون خارج محيطك الاجتماعي، وتعلَّم الرقص أو الطبخ، ولا تَدَع التعلم يقتصر على فكرةٍ واحدة.

شاهد بالفديو: 11 وسيلة لتعزيز القدرات العقلية والذاكرة والتحفيز

3. ممارسة التمرينات الرياضية يومياً:

أحب اللياقة، وأخصص وقتاً لممارسة الرياضة لأنَّ ذلك يجعلني أشعر أنَّني بحالة جيدة ويمنحني طاقة لا يمكن للكافيين أن يفعلها أبداً، لكنَّ الأمر ليس سهلاً فأنا لا أستيقظ دائماً وأنا أرغب في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية؛ لذلك استمع لما يخبرك به جسدك، إذا كنت لا ترغب في الذهاب إلى صالة الألعاب، يمكنك الخروج للمشي السريع في مكان تفضله، فلا تجعل الأمر معقداً، ولا تعاقب نفسك عندما تُفوِّت يوماً، لا تجعل التمرُّن بانتظام شيئاً آخر للشعور بالذنب أو التوتر.

يفعل جسدك أشياء مدهشة لك، فاشكره بالطعام والحركة والراحة.

4. استثمار قوة التأثير:

بغض النظر عن مكانك في الحياة أو في حياتك المهنية، هناك شخص يمكنه التعلم منك والتطور؛ لذا تخلَّص من فكرة أنَّك لم تنجز ما يكفي لرد الجميل للآخرين والمساعدة على رفع مكانتهم، ينتقص هذا الصوت السلبي الذي يخاطبك من الداخل من العمل الحقيقي؛ لذلك بينما تستمر في منح نفسك القوة، ساعد على منح الآخرين القوة، فيما يلي بعض الطرائق التي يمكنك من خلالها استثمار قوة تأثيرك:

  • ابدأ أو انضم إلى برنامج إرشادي.
  • قدِّم خدماتك للأشخاص في المجتمعات المحرومة والتي لا تحظى بقدرٍ كافٍ من التمثيل.
  • اجعل العمل الخيري أساساً لنموذج عملك.
  • إذا كنت رب عمل ولديك موظفين، فقدِّم حوافز لأعضاء فريقك لرد الجميل لمجتمعاتهم.
إقرأ أيضاً: كيف تستخدم قوة كلماتك بحكمة؟

5. الشعور بدهشة الطفولة عند اكتشاف شيء جديد:

واحدة من أعظم مُتَعي هي الدهشة التي أشعر بها في أثناء السفر؛ حيث تساعدك تجربة أماكن وأشخاص وثقافة جديدة على رؤية الأمور بعيون الأطفال، وعندما تفعل شيئاً ما لأول مرة، ستحترم كل ما هو غير مألوف، وتصبح شديد الإدراك لما يحيط بك، وتلاحظ الأشياء التي عادة ما تمر بها، مثل اللون النابض بالحياة للزهرة الجديدة، ورائحة الهواء في الصباح.

لا تتطلب إعادة اكتشاف دهشة طفولتك رحلة عبر المحيط الأطلسي؛ بل يمكن العثور على الدهشة عن طريق تغيير منظورك ورؤية محيطك بعيون جديدة، إذا كنت تسلك دائماً الطريق نفسه لتناول الغداء أو الذهاب إلى مكتبك، غيِّره، وضع هاتفك بعيداً وابذل جهداً واعياً لرؤية بيئتك وتجربتها حقاً، وستندهش مما فاتك.

6. الإيمان بالإخفاقات:

أنت تنجح بسبب إخفاقاتك، وبمجرد أن تتوقف عن محاربة هذا الصوت السلبي الذي يذكرك بكل الأخطاء التي قمت بها، ستتعلم أنَّ أخطاءك هي أفضل جزء منك، أنا أحب أن أسمِّي هذا بالقوة المنقوصة.

إنَّ الإيمان بإخفاقاتك ليس بالمَهمة السهلة؛ حيث يبدأ بمغفرة الذات والحب، ويستمر مع التذكير اليومي أحياناً بأنَّ كل الأشياء في ماضيك تتجمع معاً لتكوين الشخص الذي أنت عليه اليوم.

هذه الأشياء الستة هي الركائز الأساسية التي بنيتُ عليها مشاعر الرضا، قد تبدو الركائز لديك مختلفةً عن الركائز التي لدي، لكنَّ كليهما يشتركان في القدرة على دفعنا إلى تجاوز المشكلات التي تعترض طريقنا، هذا هو ما تعنيه الحياة حقاً؛ أن تنمو نموَّاً يكفي لتزدهر عندما تمر الحياة بأوقات عصيبة.

المصدر




مقالات مرتبطة