6 أمور ستندم عليها اليوم

يعاني أغلب الناس الندم، ويعيش أكثرهم في صراع مع أنفسهم خشية بنائهم حياة سيندمون عليها لاحقاً.



بيَّنت التجارب تشابه مسبِّبات الندم بين الأفراد عموماً، ويستكشف المقال 6 مسبِّبات للندم شائعة بين الناس، ويبحث في سبل التعامل معها وتجنُّب الحزن المصاحب لها:

1. السماح لغموض المستقبل المجهول بتثبيط جهودك:

قد تغدو عاجزاً عن استبصار وجهتك وأنت تشقُّ طريقك في رحلة حياتك، فتبدأ بالتشكيك بكل خطوة تخطوها، لكن عليك أن تتذكَّر أنَّ الإيمان بحدسك واتباعه وتطبيق خطة عمل مجزَّأة إلى أفعال صغيرة سيمكِّنك من إيجاد ضالَّتك في نهاية المطاف؛ أي إنَّك ستبلغ غايتك في الوقت المناسب وتقوم بالأفعال الصائبة على أتمِّ وجه وفق الخطة الموضوعة؛ لذا عليك أن تثق بغرائزك وتكفَّ عن القلق وتتعلَّم من تجاربك وتستبصر فيها طريق المستقبل.

إنَّ الحياة محفوفة بالمخاطر وأنت تجازف عند اتخاذك لكل قرار وقيامك بأيِّ تفاعل وعمل، وفي كل مرة تغادر فيها السرير في الصباح، يتمثل العيش الصحيح في إدراك هذه الأخطار الصغيرة والإيمان بقدرتك على الشروع فيها والتعامل معها، في حين أنَّ السعي وراء السلامة والعزوف عن اتخاذ أبسط القرارات والقيام بأدنى الأعمال يعني أنَّك لم تدرك معنى الحياة ولم تعشها بحق.

لذلك عليك أن تسلِّم نفسك للمجهول؛ فالحياة مجبولة على الشك ولا يتسنَّى لامرئٍ منا معرفة المستقبل حتى يجرِّبه بنفسه ويكتشف أخطاءه ويقوِّم خطة عمله ويتابع رحلة حياته، بدلاً من الندم على القرارات والفرص الضائعة التي لم يتجرَّأ على خوضها.

2. التركيز على إخفاقات الماضي بدلاً من الفرص الحالية المتاحة:

لا بدَّ أن تتعرض للإخفاق والأذى في بعض مراحل حياتك، لكن عليك أن تتذكر أنَّك أحببت وتلقَّيت بدورك الحب، وجازفت ونجحت، ونضجت وازدادت حكمتك مع تقدُّمك في السن، وتؤثِّر هذه التفاصيل في حياتك وتتجاوز في أهميتها الصدمات والجروح والإخفاقات جميعها التي تعرضتَ لها سابقاً.

عندما تتأمَّل حياتك بكلِّيتها ستجد أنَّك قضيت جزءاً صغيراً منها في العيش والمحبة والتعلم من التجارب الثمينة، التي لم تحسب لها حساباً، في حين أنَّ الفشل والحزن مجرَّد محطات صغيرة تقودك إلى أجمل التجارب والخبرات في الحياة.

لكلِّ فرد منا ما يندم عليه في الماضي؛ إذ تصبح مشاعر الأسف هذه جزءاً من طبيعتنا وشخصيتنا كحال خبراتنا الحياتية جميعها، وإنَّ السعي المستمر في محاولة تغيير الماضي مضيعة للحاضر والمستقبل على حدٍّ سواء؛ لذلك ينبغي لنا تجاوز الإخفاقات السابقة والتركيز على الفرص المتاحة حالياً، وإنَّ عيش حياة حافلة بالتجارب الفاشلة البسيطة لهو خير من قضاء عمر يعتصرنا فيه الندم جرَّاء الامتناع عن المحاولة.

لنتأمَّل تجربة الطفل الصغير في تعلُّم المشي؛ إذ تراه يتعثَّر ويسقط مرة تلو أخرى حتى يفهم العملية وينجح في السير في نهاية المطاف، لا تعدو الأخطاء كونها فرصاً للتعلم، ويتطلب تحقيق النجاح المرور ببعض محطات الفشل، إيَّاك أن تهدر وقتك في الندم على أحداث ماضية، وتجنُّب الخوض في الفرص المتاحة في الحاضر؛ حتى لا تقضي بقية حياتك متأسفاً على الفرص التي تفوِّتها الآن.

إقرأ أيضاً: 4 نصائح لتصبح أكثر جرأة وتغتنم المزيد من الفرص

3. أن تشغل نفسك بنيل إعجاب الآخرين وتغفل عما يناسب شخصك وطبيعتك:

ينبغي لك أن تحسن تقدير أولوياتك؛ لأنَّك ستدرك بمرور الزمن أنَّ مظهرك ولباسك ومظاهر البذخ الأخرى ليست ذات أهمية؛ بل إنَّ الحياة تُقاس بأسلوب العيش وبالمحبة والتعلم وتطبيق المعارف المكتسبة.

لهذا السبب عليك أن تترفَّع عن حاجة نيل إعجاب الآخرين، وأن تكون على طبيعتك وتسعى إلى إبهار نفسك وإرضائها وحسب من خلال إحراز التقدم في مجال يحفِّز شعور الفخر في ذاتك، وستدهشك كمية الإنجازات التي يمكن تحقيقها يومياً عند الكفِّ عن القلق إزاء آراء الآخرين وانطباعاتهم عن أعمالك وخططك.

شاهد بالفيديو: 6 أخطاء نرتكبها في شبابنا ونندم عليها عندما نكبر

4. عدم الإفصاح عما تحتاج إلى قوله:

أنت تعرِّض نفسك لحالة كبت عند امتناعك عن الإفصاح عما يعتمل فكرك من خواطر هامة، فيجب ألا يكون الإفصاح عن مشاعرك مهمة شاقة، وقد لا يفهمك الطرف الآخر أو يدرك ما يختلج صدرك من مشاعر، ومع ذلك عليك أن تجاهر بأفكارك في سبيل راحة بالك.

كثيراً ما تنفطر القلوب وتضطرب الأنفس جراء خواطر فضَّل أصحابها عدم البوح بها؛ لهذا السبب عليك أن تُعرِب عن تقديرك للأشخاص حولك، وتخبرهم بما يجول فكرك وتعبِّر عن محبتك ومشاعرك ورسالتك الوجودية وتنقل أفكارك بشروطك الخاصة إلى العالم الخارجي.

تجدر الإشارة إلى أنَّك مهما حرصت على انتقاء كلماتك بعناية، فإنَّ كلامك لن يسلم من التحريف والتأويل وسوء الفهم، وهذا يجب ألا يثنيك عن قول ما يجب قوله؛ بل عليك تجاوز الخوف من حكم الآخرين عليك لتنقل أفكارك ومشاعرك كاملة وتتحرَّر من الندم.

5. التجاهُل الكامل لهواياتك وشغفك في الحياة:

يسعى بعض الناس إلى الوصول إلى منزلة نجاح محددة بسبب اعتماد شعور القيمة الذاتية لديهم على المراكز القيادية مثل إدارة شركة أو السيطرة على السوق في أحد الصناعات مثلاً وغيرها من مظاهر التفوق؛ أي إنَّ أهدافهم وجهودهم تعتمد على تكرار أنماط حياة صارمة يومياً دون توقف أو تخصيص بعض الوقت للراحة، وإنَّهم يتناسون جوانب حياتهم الأخرى جميعها خلال هذه العملية من هوايات ونشاطات واهتمامات تزيد من مستويات سعادتهم.

قال الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية "فرانكلين روزفلت" (Franklin D. Roosevelt): "لا تقوم السعادة على مجرد امتلاك المال؛ بل إنَّها تكمن بمتعة الإنجاز ولذَّة الجهود الخلَّاقة"، وقد يؤدي ضغط ساعات العمل الطويلة في وظيفة لا تحظى باهتمامك إلى قضاء وقت الفراغ بكسل عبثيٍّ دون التفكير بأيِّ نشاطات فاعلة.

لا شكَّ في أنَّ حياتك تعجُّ بالمسؤوليات والالتزامات، وأنت لا تستطيع تلبية رغباتك كلها في الوقت الآني؛ لكنَّك قادر من ناحية أخرى على تخصيص بعض الوقت لنفسك والقيام ببعض الأعمال الهامة بالنسبة إليك، التي تعود بالسعادة عليك.

إقرأ أيضاً: 8 أشياء يجب أن تقوم بها حتى تعيش شغف الحياة

6. عدم قضاء أوقات ممتعة كافية مع أحبَّتك:

تضيع معظم الأحاديث العذبة والعواطف الجميلة عندما لا تتحدَّث مع أحبَّتك بما فيه الكفاية.

يميل الإنسان عموماً إلى الاستخفاف بالمرح الاجتماعي مع تقدُّمه في السن جرَّاء تزايد المسؤوليات؛ إذ تصبح نشاطات التواصل الاجتماعي ضرباً من الترف والانغماس في الملذات، وهذا أمر خاطئ تماماً؛ فيجب عدُّها من متطلبات الحياة الأساسية؛ إذ من السهل فقدان المرء لتوازنه عند تركيز طاقاته كاملة على الحياة المهنية وانشغالاتها.

مع أنَّ التصميم والإرادة والتركيز من أساسيات الحياة، فإنَّ تحقيق السعادة والسلام يتطلب إيجاد التوازن من خلال المشاركة في نشاطات مثل مشاهدة مباريات كرة القدم والوجبات العائلية والخروج مع أصدقائك وقضاء أوقات ممتعة مع شريك حياتك.

عليك أن تبذل جهدك في تعزيز العلاقات الهامة في حياتك وتعطيها الأولوية يومياً لتظهر محبَّتك بأفعالك قبل أقوالك.

في الختام:

ستستشعر يوماً ما عندما يتقدَّم بك السن اقتراب النهاية بتأمل البدايات، فيمكنك أن تجعل من اليوم بدايتك فهو جزء من حياتك يجب أن يعاش، وعليك أن تحيا في سبيل الحق ومن أجل معتقداتك وأحبتك دون أن تنسى إخبارهم بمكانتهم في قلبك، إنَّك محظوظ اليوم لأنَّه ما يزال لديك فرصة لذلك؛ لذا عليك أن تتوقف للحظة وتفكِّر في الأشياء التي ينبغي لك فعلها، وتباشر في الحال؛ إذ إنَّ الأيام والفرص المرافقة لها في تناقص بمرور الوقت.




مقالات مرتبطة