6 أسباب تجعل الإلمام بالمهارات الرقمية أمراً هاماً

لقد غيَّرَت التكنولوجيا الرقمية جوانب الحياة العصرية بصورة دائمة وستواصل القيام بذلك، وبغضِّ النظر عن أعمارنا أو تصرفاتنا، علينا أن نعترف بأنَّنا سنحتاج إلى اكتساب مهارات رقمية جديدة لبقية حياتنا.



قد ينبع جزء من تردُّدنا في تعلُّم أمور التكنولوجيا من حقيقة أنَّ عديداً منَّا ينبغي أن يتعلم المهارات الرقمية، بالإضافة إلى البقاء على اطِّلاع بالتغييرات المتعلقة بالمجالات التي نعمل بها، وعندما يصل الإحباط بنا إلى درجة يَخرج فيها عن السيطرة؛ فعادةً ما يكون ذلك بسبب شعورنا أنَّ التكنولوجيا تقف في طريق ما نرغب في تحقيقه.

عندما تعرقل التكنولوجيا الأمور بدلاً من تسهيلها؛ فقد حان الوقت للتراجع والسؤال: "هل تتعلق المشكلة بالتكنولوجيا أم فينا؟"

يجب أن تضع في الحسبان احتمال أن تكون المشكلة إما فيك، أو في التكنولوجيا، أو في كِلا الأمرين معاً، وإذا كنتَ تقاوم تطوير مهارات تقنية جديدة، فإنَّنا نُقدِّم لك فيما يلي 6 أسباب تساعدك في التغلب على تردُّدك هذا بحيث يمكِنك الازدهار في مكان عمل متطور.

1. يمكِن أن تترتب العواقب على بصمتك الرقمية السلبية:

على مدى السنوات القليلة الماضية، أظهرَ أرباب العمل استعدادهم لمعاقبة أو إنهاء خدمة الموظفين الذين لا يستطيعون إدارة أنفسهم في المجالات الرقمية، حيث يوجد عدد لا يُحصَى من القصص التحذيرية عن المسؤولين التنفيذيين رفيعي المستوى، والسياسيين، ونجوم السينما، والمتحدِّثين التحفيزيين الذين فقدوا مصادر رزقهم لأنَّهم لم يفكروا بمقدار تأثير ما ينشرونه على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد بدأَت الشركات التجارية بدورها في إدارة مسؤولياتها من خلال البحث عن البصمة الرقمية للمتقدمين للوظائف قبل اتخاذ قرارات التوظيف، كما تعمل الكليَّات والجامعات على تجنُّب مشكلات العقوبات في المستقبل من خلال إضافة عمليات لفحص حسابات التواصل الاجتماعي إلى إجراءات التسجيل الخاصة بهم، كما بدأَت "ثقافة الإلغاء" تنتشر على نطاق واسع.

من الأفضل أن تُبقي بصمتك الرقمية مميزة عبر الإنترنت، وأن تعمل على فحص نشاطاتك على الإنترنت بصورة دائمة كجزء من روتينك، وتوجد الآن عدة مجالات تساعدك على الاشتراك بخدمات البصمة الرقمية، لكنَّ الخيار الأقل تكلفة هو ببساطة التنظيم الذاتي، فاطلب من صديق تثق به أن يبحث في غوغل (Google) عن اسمك وعن أكثر المنشورات أو الصور أو المعلومات الأخرى التي من المحتمل أن تكون مُحرجة خلال مدة تتراوح بين (10-15) دقيقة، ثمَّ حدِّد واحذف كل الأمور غير المناسبة قبل أن يقوم بذلك شخص آخر.

2. من الهام معرفة أسرار مهنتك إلى جانب الأدوات التي تساعدك في مزاولتها:

تتغير صناعات بأكملها بسرعة باستخدام التكنولوجيا، ومن المتوقع أن يَعرف الأشخاص الذين يبحثون عن الوظائف المستقبلية كلاً من المجالات والأدوات التقنية الأكثر استخداماً في بداية عملهم، ولسوء الحظ، يمكِن أن تؤدي سرعة التغيير التكنولوجي إلى حصول خريجي الجامعات أو الكليَّات التجارية على وظائف ليكتشفوا بعدها أنَّ المهارات التي تعلَّموها في العام الماضي قد أصبحت قديمة وبالية منذ ذلك الوقت.

ولحسن الحظ، يوجد عديدٌ من المبادرات الجديدة التي ترغب في مواجهة هذه المشكلة، على سبيل المثال، نتج عن شراكة بين المنظمة الشعبية مارتي (MARTY)، وشركة هاوكي ميديا (Hawke Media) في لوس أنجلوس (Los Angeles) إنشاء أكاديمية للتسويق الرقمي الأولى من نوعها، سواءً كان مجال خبرتك في الموارد البشرية أم العلاقات العامة أم أي شيء آخر تماماً؛ فمن المحتمل أن توجَدَ ورش عمل تتحدث عن المهارات الرقمية بحيث يمكِنك الاستفادة منها، ومع استمرار النجاح التكنولوجي، ستزداد الحاجة إلى مواكبة التطورات الرقمية، إلى جانب التفوق الدراسي.

إقرأ أيضاً: 7 مهارات شخصيّة يجب أن تتعلّمها لتكون ناجحاً في عملك

3. يتطلب التواصل الفعال فَهْم توقعات الجمهور:

يجب أن تَعرف أنَّ إرسال رسائل تعيد فيها تكرار كتابة الحروف إلى أحدهم يبدو تصرفاً غير لائق، وربما لاحظتَ أنَّه أصبح من المعتاد إرسال رسالة نصية إلى شخص ما قبل أن تتصل به وتسأله: "هل يمكِنك التحدث الآن؟". لقد ولَّت تلك الأيام التي يرن فيها الهاتف ليعلمك بأنَّ شخصاً ما يتصل بك، وأنت لا تملك أدنى فكرة عن هوية المتصل، ولكنَّك تُجيب عموماً.

يترافق التواصل المناسب عبر الهاتف، أو استخدام الرسائل النصية، أو برنامج سلاك (Slack)، أو البريد الإلكتروني، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو أي أداة أخرى مع فَهْم توقعات الجمهور؛ فالأشخاص الذين يعرفون الأداة التي يجب استخدامها في حالة معيَّنة، ويلتزمون بالقواعد غير المعلنة سيزدهرون في ظل الواقع الحالي.

عند الانخراط في بيئة رقمية جديدة، اقضِ أسبوعاً أو أسبوعين لمعرفة كل شي عن الأدوات التي عليك استخدامها، وراقِب ما يفعله الأشخاص الذين يستخدمون الأمور الرقمية في حياتهم، وتصرَّف بناءً على ذلك، وكن متواضعاً وتقبَّل ملاحظات الآخرين برحابة صدر، وتوقَّف عن إلقاء نكات مزعجة، وتصرَّف بلطف حتى تعتاد على بيئتك الجديدة.

4. ستتخلَّف عن مواكبة التقدم الرقمي بدون قاعدة تقنية راسخة:

بالعودة إلى المرحلة الدراسية، يحذِّرنا مدرسو الرياضيات من أهمية الحرص على استيعاب مفهوم معيَّن بصورة كاملة قبل الانتقال إلى غيره، والفكرة من ذلك؛ أنَّ كل ما سنقوم به فيما بعد سيعتمد على ما كنَّا نتقنه بالفعل، لذلك من الأفضل أن نتعلَّمه بصورة مثالية.

واليوم، يُجرى إصدار الابتكارات المتعلقة بالتكنولوجيا الرقمية بسرعة كبيرة؛ بحيث سيَفقِد أولئك الذين لا يتكيفون مع هذا الواقع كثيراً من الفرص في حياتهم، على سبيل المثال، إذا لم تكن تتقن استخدام جداول بيانات غوغل ( Google Sheets)، أو لا تَعرِف طريقة استخدام برامج إدارة المشاريع الشائعة؛ فابحث عن فرص تعلُّم لتردم هذه الهوة، كما يمكِن أن تساعدك منصات الدورات التدريبية عبر الإنترنت مثل: يوديمي (Udemy)، وكورسيرا (Coursera) في مواكبة التقدم الرقمي.

مع تزايد عدد المنتجات والخدمات اليومية التي تعتمد على المنصات الرقمية؛ فإنَّ الأشخاص الذين يبذلون جهداً للبقاء على اطِّلاع بالمهارات الرقمية سيتكيفون بسرعة كبيرة، وإذا كان مكان عملك الحالي يتطلب مهارات تقنية غير متوفرة لديك؛ فاعترِف بذلك لمشرف يتَّسم بالتعاطف، وضع خطة محددة، وجدولاً زمنياً لاكتساب تلك المهارات، حيث يكون إصرارك لملء تلك الثغرات التقنية نقطة لصالحك.

5. الحاجة إلى الحفاظ على سلامتك وسلامة الآخرين على الإنترنت:

لقد أصبح الخداع الإلكتروني (التصيد الاحتيالي)، وانتحال الشخصية، وبرامج الفدية، ومجموعة واسعة من المخاطر الأخرى منتشرة بصورة واسعة في الحياة الإلكترونية، ووفقاً لشركة ستاتيستا (Statista)، زادَت الأموال المفقودة في عمليات الاحتيال في مجال الاتصالات وحدها من 10.5 مليار دولار في عام 2019 إلى 19.7 مليار دولار في عام 2020؛ أي حوالي الضعف خلال عام واحد فقط.

ولأنَّ الأخطاء الإلكترونية أصبحت شائعة ومُكلفة بصورة متزايدة؛ فإنَّ قيمة الأشخاص الذين يستخدمون مهاراتهم الرقمية لحماية أنفسهم والآخرين سترتفع كثيراً، فاحرص على مواكبة الاستخدامات المقبولة للتكنولوجيا في كافة الحالات، وبدلاً من التعلم باستخدام طرائق صعبة، خذ بنصيحة خبراء الأمن الإلكتروني، واتَّبع أفضل الممارسات في مجال التكنولوجيا الأمنية، فعندما لا تفهم المنطق المتعلق ببروتوكولات الأمان المختلفة، اسأل عنها، وفي هذه الحالة، ستكون مجهزاً جيداً لاتباع القواعد التي تفهمها.

6. الحاجة إلى المهارات الرقمية للمساعدة في تحسين التفاهم والتواصل بين الأشخاص:

تُعدُّ المهارات الرقمية، مثلها مثل أي أداة أخرى، سلاحاً ذو حدين، ومع استمرار كشف عالم الإنترنت عن الانقسامات التي تعاني منها الثقافات، ستزداد الحاجة إلى الأشخاص الذين يستخدمون مهاراتهم الرقمية لبناء العلاقات بين الأشخاص المختلفين تماماً.

طبِّق المبادئ التوجيهية للتواصل السليم في المجال الرقمي؛ حيث تُعدُّ إضافة شخصيتك إلى أسلوب التواصل أمراً جيداً ولكن إلى حدٍّ معيَّن، وابحث عن المنشورات السابقة التي قد تسبب انقساماً لا لزوم له واحذفها، وقد تمتلك اعتقاداً ثابتاً تجاه مسألة مثيرة للجدل، ولا بأس بذلك، فقط كن على حذر بأنَّ مشرفك قد يتدخل ويحذرك إذا بدأ موقفك يكلِّف الشركة مزيداً من الإيرادات.

أفكار أخيرة:

في أثناء صقل مجموعة المهارات الرقمية الخاصة بك، تذكَّر أنَّ الخطوط التي كانت تفصل بين حياتنا المهنية والشخصية بدأت في التلاشي؛ حيث يتزايد الضغط لإنجاز مزيدٍ من الأعمال باستخدام الإنترنت، ولم يَعُد يتمتع الأشخاص بالقدرة على فصل هوية عملهم عن سلوكهم بعد انتهاء ساعات العمل.

يبدو أنَّ القواعد تتغير قليلاً مع إدراج منصات جديدة وشائعة، وأفضل طريقة للتكيف هي مواكبة التقدم، والتأهب الدائم، واستعراض سلوكك وإجراءاتك عبر الإنترنت بانتظام.

 

المصدر




مقالات مرتبطة