ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن تجربة شخصية للكوتش "كاري جاكوبس" (Cari Jacobs) والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها مع تلقِّي الكوتشينغ.
في الحقيقة، كانت هذه العميلة قابلةً لتلقِّي الكوتشينغ، إلا أنَّها بعد أسابيع من بدء الكوتشينغ وقعَت في الفخ؛ حيث أصبح الكوتشينغ بمنزلة متنفَّس لها أو مكانٍ تجد فيه مَن يصغي إليها فعلاً، بدلاً من كونه وسيلة للعمل الجاد على تحقيق أهدافها؛ لذا ماذا يعني كونك تستطيع تلقِّي الكوتشينغ؟ إليك ست خطوات لمعرفة إن كنتَ كذلك أم لا، وإذا كان تعيينك لكوتش من شأنه مساعدتك حقاً:
1. تحديد أهداف الكوتشينغ بوضوح:
على عكس العلاج، الكوتشينغ ارتباطٌ عالي النشاط حيث يكون هناك هدف مشترك ونيَّة حقيقية لتحقيقه، وهذا لا يعني أنَّه لا يوجد هدف من العلاج، ولكن في العلاج، يستطيع العملاء الاكتشاف والتفكير بحرية مطلقة مع معالجهم الذي يراقبهم ويفسح لهم المجال للقيام بذلك.
إنَّ أفضل جلسات الكوتشينغ هي التي تكون مع عملاء سبق وأن حددوا الهدف الذي يطمحون بلوغه مع نهاية الكوتشينغ، والمصاعب التي من الممكن أن تعترض تحقيقهم إياه، والنتائج المحتملة التي يرغبون في رؤيتها، واستعدادهم لمشاركة ما حاولوا القيام به.
هذا لا يعني أنَّه عليك أن تكون مستعداً تماماً وأن تؤدي العمل كله؛ إذ يمكن أن تكون أهدافك بمنزلة "أفكار" لما تطمح إلى تحقيقه، لكنَّها قادرة على جعل جلسات الكوتشينغ على درجة عالية من الفاعلية؛ حيث يأتي العديد من العملاء وهم على استعداد لجلساتهم القليلة الأولى، إلا أنَّه مع توالي الجلسات فيما بعد بإشراف الكوتش، يبدؤون بالتراخي وعدم تحضير الكثير، وفي مثل هذه الجلسات يمكن أن يضيع الوقت والجهد فيما لو كانت الأهداف محددةً تحديداً واضحاً.
2. الاستعداد للتعبير بعمقٍ عن مشاعرك:
حتى أبسط مشكلات العمل تشير عادةً إلى عواطف خفية؛ حيث تميل جلسات العملاء الصريحين عاطفياً مع الكوتش إلى كونها مثمرةً وفعالة للغاية، وكما نعلم، فإنَّه من الصعب أن ندع عواطفنا جانباً بمجرد دخولنا مكان العمل أو إجراء مكالمة على تطبيق "زووم" (ZOOM).
من الهام جداً أن يكون العملاء قادرين على مصارحة الكوتش والتعبير بعمق عن حالتهم العاطفية، ويمكن أن يشمل ذلك النظر إلى تاريخ علاقات متلقِّي الكوتشينغ وما تعرض له من صدمات في مرحلة الطفولة والمعاناة المرتبطة بمكان العمل؛ حيث يمكن التعبير عن المعاناة المرتبطة بمكان العمل بتسميات مختلفة: "الإجهاد" هو تعبير رمزي بليغ عن المعاناة المرتبطة بمكان العمل، وهؤلاء العملاء الذين يأتون إلى جلسة الكوتشينغ مستعدين للخوض عميقاً في الحديث عن حالتهم العاطفية ويحققون أفضل النتائج ويكونون أكثر قدرةً على إحداث تغيير.
3. عدم إضاعة الوقت في الحديث عن التفاصيل:
أنا أهتم بالكلمات، وهذا يعني أنَّني أفكر بصوت مسموع وغالباً ما آخذ الآخرين في رحلة طويلة وفي بعض الأحيان مؤلمة عبر الأفكار الخاصة بي، وفي حين يرحب أغلب المدربين بالكلام، إلا أنَّه في إمكانه أن يكون مجرد مضيعة لوقت العملاء دون التركيز على نقطة محددة للوصول إليها، كما يُعَدُّ الاستعداد مسبقاً للحديث عن موضوع الكوتشينغ الخاص بك أمراً رائعاً؛ حيث إنَّ قضاء 40 دقيقة من جلسة مدتها 60 دقيقة لإطلاع الكوتش على ما مررتَ منذ آخر لقاء لك قد لا يكون مفيداً في بعض الأحيان.
لا يحتاج الكوتش إلى التفصيل؛ بل يحتاج إلى موضوع واضح أو هدف محدد، والجزء الأكبر من العمل ينجَز مباشرةً؛ حيث إنَّ قضاء جلستك في الحديث عن التفاصيل سيستهلك الوقت الذي كان في مقدورك استثماره في العمل الجاد على حل المشكلة.
4. تحديد فيما إذا كنتَ راغباً في إحداث تغيير:
يسعى الكوتشز العظيمون إلى منحك الشعور بأنَّ الجلسات التي تخضع لها تستحق الاهتمام، إلا أنَّ الطريق إلى التغيير ليس بتلك السهولة دائماً؛ إذ قد يكون من الصعب أن يعكس لك الكوتش مدى صعوبة الأمور، ولتعرف فيما إذا كنتَ تستطيع تلقِّي الكوتشينغ أم لا، عليك طرح السؤال التالي على نفسك: "هل أنا مستعد للاستماع لوجهة نظر شخص آخر، أو هل استطاع أحدهم أن يعكس لي الطرائق التي أحتاج إليها لرؤية الأمور من زاوية أخرى؟" إذا كانت الإجابة "لا"، فسوف يكون الكوتشينغ على الأرجح غير مفيد، لكن في حال كانت الإجابة "نعم"، فسوف تكتشف مكامن وعيك الشخصي والتطلعات التي ليس في إمكانها تغيير عملك فحسب؛ بل في إمكانها أيضاً تغيير حياتك.
5. ابتكار أسئلة والإجابة عنها:
العملاء الذين يظنون بأنَّهم الأكثر معرفةً لا يستطيعون تلقِّي الكوتشينغ غالباً، الأمر الذي يجعل من الصعب على الكوتش تعزيز الفضول لديهم والقدرة على التعبير عن الضعف وتحقيق التغيير العميق والهادف، أما العملاء الذين يأتون راغبين في التفكير تفكيراً صادقاً ورؤية حقيقة أنفسهم أو المواقف من منظور آخر، فهم الأكثر ميلاً للتطور؛ حيث سيساعدك الخضوع إلى كوتشينغ وأنت منفتح الذهن وجاهز حقاً لاكتشاف طرائق جديدة للوجود والتفكير والتواصل في العثور على التطور الذي تطمح إلى تحقيقه عند الانتهاء من الكوتشينغ.
6. الالتزام التام:
في إمكان أصعب عمل أن يُنجَز خارج جلسة الكوتشينغ؛ إذ يعطي العديد من الكوتشز واجبات منزلية بين الجلسات، وإنَّ الالتزام - الذي لا يقتصر على مواعيد جلستك والحضور إليها - هو عامل ضروري للتطور وإحداث التغيير على الأمد الطويل؛ حيث يشهد العملاء الذين يقضون وقتهم بين الجلسات في البحث والتفكير وتدوين اليوميات والحفاظ على الاهتمام بموضوع العمل تحسناً سريعاً في نتائجهم، وهنا يكمن السبب في أنَّ معظم الكوتشز لا يعملون على أساس كل جلسة على حدة؛ بل على أساس الدفعات المُقدَّمة عن كامل الكوتشينغ؛ وذلك لأنَّه التزام قائم على الوقت وليس على الجلسة فقط.
أضف تعليقاً