سنحاول وبتصرّف الاستفادة مما جاء في الكتاب، بالإضافة إلى الخبرة الشخصية، للخروج بأهم 6 قواعد للتفكير المثالي لن تجدها إلا في هذا المقال، وهي:
1. التفكير المبنية أحكامه على أدلّة لا انطباعات:
كثير من أحكامنا مبنية على انطباعات شخصية مسبقة أو قناعات غير منطقية، والقليل من أحكامنا التي تبنى بناء على أدلة وشواهد منطقية! لذا صاحب العقلية المثالية هو الشخص الذي لا يتبنى حكماً إلا بعد جمع الأدلة الكافية والموثوقة وذات العلاقة لبناء حكم، ولا يقوم بتعميم الحكم بسهولة.
2. التفكير المبنية قراراته على أخذ جميع العوامل لا عامل واحد:
بعض القرارات تبدو أنّها قرارات بسيطة ودورية، مما يجعلنا نتكاسل في جمع جميع العوامل المؤثرة على القرار، فنقوم بالاكتفاء بعامل واحد فقط، وبعد فترة بسيطة نندم ونكتشف عوامل أخرى لم نضعها في عين الاعتبار كانت وراء القرار غير الصائب! للأسف حتى قراراتنا المفصلية نتخذها بناء على عامل واحد دون اعتبار لجميع العوامل!
3. التفكير المبنية خبراته على تجارب لا تجربة واحدة:
البعض يظن أنه خبير لأنه يقوم بنفس الأمر ونفس الممارسة لسنوات طويلة وربما يمارسها بطريقة خاطئة! لذا تنوع الخبرات وتوسعها في ذات المجال أمر مهم حتى تتوسع الرؤية وتنضج التجربة، أما تكرار نفس الأمر وبنفس الطريقة لسنوات لا يعني بالضرورة اكتساب خبرة في المجال بقدر ما هو تكرار للممارسة وإجادتها. لذا لا تتعجب من شخص عمل كمعلم لمدة 20 عاماً ولديه آراء وممارسات تربوية غريبة لأنه لم يتدرج في النظام التعليمي، ولم يتعرف على الأنظمة التعليمية الأخرى، ولم يمارس غير الدور الذي يقوم به منذ 20 عاما!
4. التفكير المبنية مقارناته على مقارنات مرجعية لا شخصية:
المقارنات المرجعية ومؤشرات الأداء لعلها مفاهيم متقدمة تستخدم بين متخصصي الجودة، ولكن الجودة في التفكير تتطلب هذا! فالعقل يميل نحو المقارنات، لذا إن لم تكن تلك المقارنات علمية ومبنية على مؤشرات فإنها مقارنات خادعة ربما تضخم من حجم الذات والإنجاز وربما تجلده!
5. التفكير المبني تعاطفه على العاطفة العقلية لا القلبية:
حتى العاطفة بشقيها العطف والتعاطف تحتاج عقلاً ومنطقاً حتى لا تكون عاطفة ممرضة! لذا ظهر الذكاء العاطفي الذي يُمَكّن العقل من التدخل حتى في الأمور العاطفية حتى لا ينفرد بها القلب فتكون الأحكام والقرارات خاطئة.
6. التفكير المبني إنجازه على الإنتاجية لا الاستهلاكية:
العقلية المعتمدة على الغير والعقلية الاستهلاكية هي عقليات مريضة! والإنجاز الحقيقي هو المبني على الإنتاج لا على الاستهلاك، والمبني على ماذا حققت وماذا ستفعل بما تملك، وكيف تكون صانعاً لا مستهلكاً فقط! وحجمك الحقيقي هو ليس بشراء ما تريد بل صناعة ما تريد!
فالتفكير المثالي هو الذي يؤمن بأنّ الإنجاز إنتاج لا استهلاك، وأنّ العاطفة عقلية لا قلبية، والمقارنة مرجعية لا شخصية، وأنّ الخبرات تجارب لا تجربة، ويتّخذ القرار بناء على عوامل لا عامل، والحكم أدلة لا انطباعات.
المصدر: صحيفة مكة.
أضف تعليقاً