ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "إيريكا ماكميلان" (Erica McMillan)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في تحقيق التوازن بين حياتها المهنية والاعتناء بعائلتها.
فعلى مرِّ السنين، شكَّل تأسيس وإدارة ست شركات ناجحة في أثناء بناء عائلتي تحدياً كبيراً، وحالياً أعمل على تأسيس الشركة السابعة، لكنَّ النجاح في الموازنة بينهما هو أكبر نجاح حققتُه، فلم يكن ليتم الأمر لو لم أتقن فن تعزيز الإنتاجية، وفيما يلي ستة أمور عليك تعلُّمها لتتقن فن تعزيز الإنتاجية الذي ساعدني لأصبح أفضل رائدة أعمال وأمٍّ وزوجة، وآمل أن تساعدك بعض الأمور على رفع إنتاجيتك إلى مستوى أعلى على الصعيد المهني:
1. إنشاء جدول زمني خاص بك:
يُعَدُّ إنشاء جدول زمني تلتزم به يوماً بعد يوم أمراً هاماً، ولكنَّ الأهم من ذلك هو إنشاء جدول زمني مصمم خصيصاً لك، فهناك العديد من القوالب الجاهزة على الإنترنت التي يمكنك استخدامها، كما نلاحظ محاولة بعض روَّاد الأعمال اتباع عادات وروتين روَّاد الأعمال الناجحين الآخرين، ولكنَّ هذا النهج خاطئ، فما ينجح مع رجال أعمال مثل "مارك كوبان" (Mark Cuban ) أو "مارك زوكربيرج" (Mark Zuckerberg) لن ينجح بالضرورة معك، فحدِّد ما تحتاج إلى إنجازه يومياً - داخل وخارج عملك - وأنشئ جدولاً زمنياً يمكنك الالتزام به على الأمد البعيد، فنحن مخلوقات مجبولون على العادات؛ أي إنَّنا كلما أعدنا فعل أمرٍ مراراً وتكراراً، أصبح أسهل، فلا تخف من تغيير الجدول الزمني الخاص بك من آنٍ لآخر، فكما نتغير تتغير أعمالنا أيضاً، والحل هو تصميم جدول زمني خصيصاً ليتناسب مع احتياجاتك المتغيرة.
2. إزالة جميع المشتتات من مساحة عملك:
لا يعمل جميع روَّاد الأعمال من المنزل، ولكن خلال جائحة فيروس كورونا والإغلاق التام، تمكَّن الكثيرون من تجربة العمل عن بعد من المنزل يومياً، كما تعلَّم بعضهم بسرعة أنَّ المشتتات تضيِّع الوقت وتضعف الإنتاجية إذا استسلمتَ لها، كما تتطلب الموازنة بين إدارة العديد من الشركات وبناء الأسرة الكثير من العمل من المنزل، كإجراء مكالمات الفيديو وعقد المؤتمرات وإدارة أمور المحاسبة.
أما بالنسبة إلى العاملين من المنزل، فمن الأفضل تخصيص مكان للعمل فقط، بحيث يخلو تماماً من أي مشتتات، فالعمل في غرفة المعيشة بوجود التلفاز مفتوحاً، والعمل في المطبخ حيث يشتت الجميع انتباهك، كلها أماكن غير مناسبة للعمل، فأنشئ مكتباً منزلياً خاصاً بالعمل، بحيث عندما تغلق الباب، تمنع المشتتات أو المقاطعات من التأثير في إنتاجيتك.
شاهد بالفديو: 10 نصائح للموازنة بين الحياة والعمل
3. إعداد قائمة لكل شيء:
عندما تبدأ يومك بخطة مفصلة عنه، ستصبح أكثر إنتاجيةً تلقائياً؛ وذلك لأنَّك لن تضيع المزيد من الوقت في التفكير فيما يجب القيام به بعد ذلك، لذلك دوِّن تفاصيل كل شيء.
عادةً ما أنهي يومي بكتابة مهام اليوم التالي من بدايته إلى نهايته، فالقيام بهذا العمل البسيط هو ما يسمح لي بإنهاء مهامي في التوقيت المناسب؛ مما يسمح لي بالمشاركة في النشاطات العائلية والبقاء وقتاً أطول مع أطفالي، وأستطيع أن أقول إنَّني اعتدتُ للأسف إضاعة جزءٍ كبير من يومي في تحديد مهمتي التالية قبل إعداد قائمة بالمهام المراد إنجازها، أما الآن، كل ما عليَّ فعله هو البدء بتنفيذ المهام إلى أن أصل إلى نهاية القائمة دون إضاعة أي وقت.
4. تقدير قيمة الوقت:
عندما تفهم أنَّ الوقت هو أثمن ما قد يعود عليك بفوائد جمة، ستعطيه قيمةً أكبر، وقد تضر بك الأمور التي تقبل فعلها دون أي تخطيط مسبق لها مثل تلقِّي مكالمات غير مجدولة أو السماح بتأجيل الاجتماعات باستمرار دون علمٍ مسبق لك، فإذا دعَت الحاجة إلى إلغاء مكالمة أو اجتماع أو تغيير موعده، فلا بأس بذلك، ولكن لا تدع التأجيلات تفسد خطتك اليومية، وليكن كلُّ شيء حسب الخطة بحيث تجعلهم يعيدون جدولة الاجتماعات إلى موعد آخر في المستقبل القريب، وإذا كنتَ لا تقدِّر وقتك، فإنَّك ستنحرف عن مسارك كثيراً، وبينما تعتقد أنَّك تبلي بلاءً حسناً عبر إنجاز المهام الجديدة أو المؤجلة، فأنت تؤذي نفسك، وتخلق المزيد من العمل المتراكم؛ لذا قيِّم وقتك وراقِب كيف ترتفع إنتاجيتك.
5. إيقاف التنبيهات غير الضرورية:
تمثِّل إشعارات هاتفك أكبر مضيعة للوقت، ويسمح العديد من الناس بذلك، فعندما نسمع التنبيهات فإنَّ أغلبنا يسارع على الفور لفتح الإشعار، وفي كل مرة نضيع وقتاً يمكن أن نستثمره في القيام بأشياء أكثر إنتاجيةً.
إذا فكرتَ بجميع المرات التي تُسارع فيها إلى تفقُّد هاتفك في اليوم، فسوف تدرك النتائج العكسية التي يعود بها هاتفك على إنتاجيتك، وبالتأكيد هناك تنبيهات هامة وأخرى غير هامة مثل: طلبات الصداقة على وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الخاصة الواردة؛ حيث ستضعف كل هذه المشتتات تركيزك واندفاعك وتقدُّمك نحو الأمام، لذلك أوقِف جميع الإشعارات غير الأساسية وراقِب بنفسك كيف سيتوقف هاتفك عن كونه مصدر تشتيت مستمر.
6. الابتعاد عن تعدُّد المهام:
كثيراً ما نسمع أنَّنا بحاجة إلى تعلُّم تعدُّد المهام لنكون روَّاد أعمال ناجحين، ولكن تحسَّنَت إنتاجيتي بمجرد أن توقفتُ عن ممارسة هذه العادة غير الفعالة، فركِّز انتباهك وطاقتك في مهمة واحدة بدلاً من التوفيق بين مهام متعددة في الوقت نفسه، وأكمِلها، ثمَّ انتقِل إلى المرحلة التالية.
ستتطلب منك بعض المواقف معالجة أمورٍ متعددة في الوقت نفسه، ولكنَّ محاولة إنجاز مهام عدَّة دون أيَّة ضرورة لذلك، سيبطئك ويكبح سرعة تقدُّمك.
أضف تعليقاً