5 نصائح تساعدك للتغلب على التسويف وعيش حياة مليئة بالإنتاجية

لربما اختبرت هذا الشعور، عندما ترغب في القيام بشيء، لكن لسببٍ ما لا تقوم به، فهذا ما يُسمَّى التسويف، وهو عادةٌ يقوم بها الجميع؛ إذ إنَّنا غالباً ما نؤجِّل إنجاز المهام التي تعود علينا بالفائدة على الأمد الطويل.



الحياة التي نعيشها هي أحد الأسباب التي تدفعنا إلى التسويف، فنحن نسمع كثيراً من المعلومات، ونتعرَّض لكثير من التشتيت، ونتلقَّى كثيراً من الفرص، وهذا الكم الهائل من الأحداث يسبِّب لنا عدم وضوح في الرؤية، ويضعف قدرتنا على التركيز.

عندما لا يكون تركيزنا في أعلى مستوياته، فإنَّ فرص إنجاز العمل بصورة كاملة تقل، لكن يعلم الجميع أنَّك إذا أردت أن تحقِّق النجاح في الحياة فلا يوجد لذلك سوى طريقة وحيدة، هي العمل.

نحن نضيِّع وقتنا الثمين على مهام غير نافعة، ولذلك نعيش حياةً تفتقر للإنتاجية:

قد توبِّخ نفسك لوهلةٍ على أنَّ هذا خطؤك، فأنت ترهق نفسك دون جدوى عندما تبدأ بأشياء ثمَّ لا تنجزها، ولأنَّك لا تستثمر حياتك بالطريقة الصحيحة، لكن هذا ليس خطأك بالكامل، فالتسويف ليس مشكلة وليدة العصر؛ بل هو قديم بقدم الحضارة البشرية.

يتحدث الشاعر اليوناني "هسيود" (Hesiod) عن التسويف بقصيدة كتبها في القرن الثامن قبل الميلاد يقول فيها: "لا تؤجِّل عمل اليوم إلى الغد، وإلى ما بعد الغد، فالعامل الكسول لا يُنجز عمله أبداً، المثابرة وحدها ما تساعده على إنجازه، لكنَّ تأجيل العمل ينتهي دوماً بكارثة"، إنَّ هذا الاقتباس يعود إلى قرون مضت، ما يعني أنَّ سلوكنا لم يتغيَّر كثيراً، وهذه حقيقة لا تحتاج إلى كثير من التفكير.

الحل الوحيد للتغلب على التسويف هو بامتلاك نظام يساعدك على ذلك، وإلَّا لن تنجح أبداً، وهنا يمكن القول إنَّ الاستمرار بالتسويف هو خطؤك؛ لأنَّك لا تمتلك نظاماً للتغلب على التسويف، وما النظام الذي نتحدث عنه سوى وسيلة ديناميكية تساعدك على تحقيق أهدافك؛ أي إنَّه لن يعمل بالنيابة عنك، لكنَّه سيمنحك الإطار الذي تحتاج إليه لتبقى مُنتجاً باستمرار ويومياً.

ستساعدك هذه النصائح على امتلاك النظام الكفيل بالتغلب على التسويف:

  1. امتلك العقلية الصحيحة ودرِّب دماغك.
  2. حسِّن صحتك؛ لأنَّك دون صحة جيدة لن تكون لديك الطاقة اللازمة للإنتاجية.
  3. طبِّق تقنيات للتخلُّص من التسويف وتحسين تركيزك.
  4. حسِّن من نوعية النتائج التي تحصل عليها خلال يومك، بعد أن قمت بتحسين تركيزك.
  5. امتلك مهارات الإقناع، من المؤكَّد أنَّ الأكثر أهميةً من أي شيء هو مهارتك في إنجاز العمل، لكن دون مهارات الإقناع فلن تتمكَّن من جعل الآخرين يلاحظون إنجازاتك؛ لذلك فإنَّ مهارة الإقناع تساعدك على إنجاز عملك.

يجب الحفاظ على الترتيب عند تطبيق هذه النصائح، وإلَّا فلن تحصل على النتيجة المرجوة، فعلى سبيل المثال، إذا بدأت بتطبيق النصيحة رقم 4 التي تتضمَّن تحسين إنتاجيتك لتحسين النتائج اليومية، لن تحقِّق النجاح على الأمد الطويل؛ لأنَّه لا فائدة من هذه النجاحات على صعيد الإنتاجية ما دمت طوال الوقت مرهقاً ومشتَّتاً وتشعر بانعدام التركيز.
لذلك؛ يجب أن تسعى من خلال عيش حياة مليئة بالإنتاجية إلى تحقيق أهدافك، فمثلاً قد تكون شخصاً له إمكانات رائعة جداً؛ لكنَّك لا تجيد التواصل مع الآخرين، وهذا طبعاً يمنعك من تحقيق النجاح، ومن أجل تحقيق الفائدة المرجوة سنقوم بطرح أمثلة عن كيفية التطبيق الأمثل لكل نصيحة من هذه النصائح، مع ذكر أهمية هذه النصيحة؛ مثلاً في النصيحة رقم 1 سنوضِّح أهمية امتلاك قوة نفسية من أجل النجاح، وسندعم هذه النصائح الأساسية بنصائح فرعية قابلة للتطبيق الفوري في الحياة اليومية.

جعلت التكنولوجيا حياتنا أسهل:

هذا صحيح نسبياً، لكنَّها جعلت أيضاً إنجاز المهام أمراً صعباً، فمصادر التشتيت منتشرة أينما ذهبت، وتمنعك من إنجاز عملك، فإنجاز العمل بتركيز كامل أصبح أمراً صعباً الآن؛ بل أمراً نادراً، ولولا ذلك لكان كل شخص في هذه الحياة ناجحاً؛ لذلك إذا اتَّبعت هذه النصائح ستصبح أكثر فاعليةً في إنجاز العمل، وهي نصائح مجرَّبة ونجحت مع الكثيرين:

1. تجنَّب الإفراط في التفكير:

يقول نجم أفلام الأكشن وبطل رياضة الكونغ فو "بروس لي" (Bruce lee): "إذا فكَّرت في القيام بشيء أكثر من اللازم فلن تقوم به أبداً".

الخطوة الأولى لعيش حياة مليئة بالإنتاجية هي بتدريب عقلك، فمن دون العقلية الصحيحة والوعي الذاتي سيكون من المستحيل إنجاز أي شيء في الحياة، فقد ترغب في تحقيق كثير من الأشياء في الحياة، لكنَّ الأمر لا يتوقف على مجرد الرغبة، خاصةً عندما لا يساعدك نمط التفكير الذي لديك على تحقيق ما تريده؛ إذ إنَّ أفكارك هي عدوك الوحيد، لكن يمكنك التغلب عليها؛ وذلك إذا تعلَّمت كيف تستخدم عقلك، بدلاً من تركه يسيطر عليك.

نصيحة عملية: احتفظ بسجل يتضمَّن الأنشطة التي تريد القيام بها.

نسمع كثيرين يشتكون من عدم قدرتهم على التخلُّص من التسويف، لكنَّ هذا ليس غريباً إذا ما عرفنا أنَّ معظم الناس لا يعرفون كيف يستثمرون وقتهم وحياتهم، فإذا كنت لا تعرف ما هي الأشياء التي تهدر وقتك، فلن تكون قادراً على معرفة نفسك، وإذا لم تعرف نفسك، فلن تكون قادراً على التخلُّص من التسويف وتحسين إنتاجيتك؛ إذ يمكنك اقتناء دفتر يوميات، أو استخدام أحد تطبيقات جدولة المهام، ويجب أن يبقى هذا السجل بمتناول يدك؛ وبذلك تعرف كيف تتصرَّف في حياتك اليومية.

شاهد بالفديو: 7 طرق تمنع بها نفسك من الإفراط في التفكير

2. حافظ على صحتك البدنية:

من واجبنا أن نحافظ على صحتنا البدنية، وإلَّا لن نكون قادرين على الحفاظ على صحة وسلامة عقولنا؛ إذ يمكنك أن تضع أهدافاً في حياتك، ويمكنك إنشاء البرامج المناسبة، مثلما يمكنك العيش دون أهداف، ربما يقتصر هدفك على أن تكون شريكاً جيداً، وربما تريد أن تجني ما يكفي من المال لتعيش حياة مريحة.

دور الصحة في تحقيق الأهداف هي أنَّها ما يضمن لنا الحصول على ما يكفي من الطاقة لتحقيق ما نريده، وإلَّا فلن نكون قادرين على إنجاز شيء أبداً؛ لذلك من الضروري الاعتناء بالجسد والعقل أيضاً، وهاتان هما الركيزتان الأساسيتان للتغلُّب على التسويف؛ إذ لا يتطلَّب الأمر ذكاءً خارقاً حتى ندرك مدى أهمية هذا التوازن؛ بل هو أمر بديهي يدركه الجميع، لكنَّنا ببساطة لا نطبِّق هذه المعرفة البديهية.

يتعلَّق الأمر بعيش حياتنا بطريقة واعية، فعلاوةً على ذلك، يدعم الدماغ والجسم بعضهما بعضاً، فعندما تمارس التمرينات الرياضية فأنت تحسِّن من تدفق الدم إلى الدماغ، ما يسهِّل على الدماغ القيام بوظائفه، وتحفِّز التمرينات الرياضة إنتاج هرمون معروف باسم عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ (BDNF)، وهو حرفياً الهرمون المسؤول عن نمو الدماغ؛ إذ يساعد هذا الهرمون على إنتاج خلايا جديدة في الدماغ، كما يعزِّز الاتصال بين الخلايا العصبية الموجودة في بنية الدماغ.

 نصيحة عملية: احصل على قسط وافر من النوم، وتناول طعاماً صحياً، ومارِس التمرينات الرياضية يومياً.

اكتساب صحة جيدة ليس أمراً معقداً، لكن يُقنعوننا بأنَّه أمر غاية في الصعوبة من أجل الاستمرار بجعل هذا المجال عمل تجاري يكسب من خلاله كثيرون ملايين الدولارات؛ إذ لا نشاهد إعلاناً على التلفاز ينصحنا بالحصول على ما يكفي من النوم، وبتناول طعام صحي إذا أردنا تحسين جهازنا المناعي، لكن نشاهد كثيراً من الإعلانات عن منتجات وأدوات وحميات غذائية تعدنا بتحقيق نفس النتائج التي نحصل عليها من النوم والطعام الصحي والتمرين اليومي؛ وذلك لأنَّهم في هذه الحالة لن يجنوا المال إذا أخبروك أنَّك تحتاج فقط إلى النوم والرياضة والطعام الصحي.

إليك بعض النصائح لتساعدك على اكتساب اللياقة البدنية:

امشِ قدر المستطاع:

نركب السيارة أو نستقل وسائل النقل العامَّة غالباً حتى عندما يكون بمقدورنا المشي؛ إذ إنَّ للمشي فوائد مذهلة تجعلك ترغب بممارسته حتى لو لم تكن تحتاج إلى التنقل؛ لذلك يمكنك أن تمشي من أجل تنشيط عضلاتك ودورتك الدموية في أي وقت تشاء، واستراحة وقت الغداء هي وقت ممتاز لذلك، لا يهم كيف تقوم بذلك، الأمر الهام هو أن تلتزم بالمشي يومياً، ولمدة 30 دقيقة.

مارِس نشاطاً بدنياً كل 30 دقيقة:

يمكنك دمج هذه النصيحة مع تقنية الطماطم، فعندما يرن المنبه بعد 25 دقيقة من العمل، تمشَّ قليلاً أو قم ببعض تمرينات التمدُّد خلال استراحتك التي تمتد لمدة 5 دقائق.

احسب مقدار الحريرات التي تحصل عليها وكم تستهلك منها خلال نشاطك اليومي:

احسب مقدار ما تتناوله من حريرات خلال أسبوع العمل، وكم من الحريرات تستهلك، وما حاجة جسمك من الحريرات.

يمكنك استخدام تطبيقات مثل "ماي فيتنس بال" (myfitnesspal)، أو تطبيقات المشي الخاصة بقياس الحريرات المستهلكة، فباستخدامك لهذه التطبيقات ستعرف المسافة التي تمشيها ومقدار ما يجب أن تتناوله من طعام خلال اليوم العادي.

اجعل ممارسة التمرينات الرياضية عادة يومية:

من الأسهل القيام بشيء ما يومياً بدلاً من القيام به مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً، وتنطبق هذه القاعدة على التمرينات الرياضية أيضاً، فعندما تجعل من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية عادة تقوم بها في نفس الوقت من كل يوم، فستصبح ممارسة التمرينات الرياضية نشاطاً تقوم به بطريقة تلقائية.

عندما تعتاد على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية يومياً بعد العمل وتلتزم بالتمرين لمدة محددة، فستصبح هذه العادة أحد الأشياء التي تخطط لها بعناية؛ لذلك حاول أن تلتزم بممارسة التمرينات الرياضية يومياً خلال أسبوع العمل، واجعل ممارستها في عطلة نهاية الأسبوع أمراً اختيارياً.

إقرأ أيضاً: التأثير الذي تحدثه التمرينات الرياضية في الجسم

أنشئ روتيناً تدريباً يومياً تستمتع به:

فعل نفس الشيء يومياً أمر يؤدي إلى الملل، كما أنَّه ليس منتجاً، فبرنامج التدريب الأسبوعي النموذجي فيه ثلاثة أنواع من التمرينات، ولكي لا تُصاب بالملل بدِّل بين هذه الأنواع الثلاثة:

  • تمرينات القوة: مثل، رفع الأثقال، أو رياضة التجديف، أو رياضة تسلق المرتفعات، وغيرها من التمرينات التي تتطلَّب قوة.
  • التدريب المتقطِّع: يحسِّن التدريب المتقطع عالي الكثافة الحالة الجسمانية العامَّة، ويعزِّز عملية التمثيل الغذائي.
  • تمرينات الليونة: مثل اليوغا، أو تمرينات التمدد التقليدية.

يجب أن تجعل التدريب أمراً ممتعاً، وإلا لن تواظب عليه، اختر النوع الذي تحبه وتحدَّ نفسك لتحقيق إنجاز يومي.

شاهد بالفديو: كيف تحافظ على صحتك مدى الحياة؟

3. حسِّن تركيزك:

يقول الصحفي الأمريكي الراحل "هانتر س. طومسون" (Hunter S. Thompson): "الشخص الذي يستمر في تأجيل قراراته ستجبره الظروف في نهاية المطاف على أن يقرِّر".

بعد أن تصبح لائقاً بدنياً، وتتمتَّع بصحة نفسية وبدنية جيدة، يجب أن تعمل على تحسين تركيزك والتغلُّب على التشتت المستمر، فالحياة المُعاصرة مليئة بالفرص، وتستطيع فعل الكثير بأسهل ممَّا تتخيَّل:

  • يمكنك قراءة أي كتاب تريده.
  • إرسال رسالة لأي شخص تعرفه.
  • الاستماع إلى موسيقاك المفضلة.
  • مشاهدة مقاطع فيديو طريفة.

كل هذه الأشياء وغيرها من الأمور الرائعة بمتناول اليد، لكن ثمَّة مشكلة واحدة في وفرة الخيارات هذه، وهي أنَّك في كل مرة تقوم فيها بشيء دون هدف فإنَّك تصبح مشتتاً، ولن تساعدك قوة الإرادة على إيقاف حالة التشتت هذه.

نعلم جميعاً كيف تشعر بالبهجة عندما تفتح تطبيق "فيسبوك" (Facebook)، وبعد فترة تشعر بالاستياء وتحاول أن تخفِّف من الإحباط بتناول بعض الطعام غير الصحي؛ بمعنى أنَّنا نسوِّف عندما لا نعرف كيف نستثمر وقتنا، أو عندما نخاف أن نفعل ما نعتقد أنَّه صائب؛ لذلك عندما تعرف ماذا تريد أن تفعل ومن ثمَّ تقوم به من دون تردُّد فلن يكون لديك فرصة للتسويف أصلاً.

لذا؛ ينجح معظمنا في العمل عندما توضع له مواعيد نهائية، أو عندما يطلب أحدهم منا القيام بشيء ما، بينما كل شيء في حياتنا الشخصية يفتقر لهذا الإلزام؛ إذ يتعامل كثير منَّا مع الوقت على أنَّه مورد لا ينضب، لكنَّ هذا ليس صحيحاً، فالحياة محدودة وعمر الإنسان قصير.

نصيحة عملية: اعتنِ بعاداتك الصباحية لأنَّها تضبط إيقاع اليوم بأكمله، فإنَّها ضرورية جداً لتحسين التركيز، فهي تمنحك الوقت الكافي للتفكير فيما تريد فعله خلال اليوم.

عندما تمتلك عادات صباحية جيدة، ستكون قادراً على تحسين تركيزك، ممَّا سيسهِّل عليك إنجاز مزيد من الأشياء خلال اليوم، وفي نهاية اليوم ستعشر بأنَّك أنجزت الكثير.

4. حسِّن إنتاجيتك:

الإنتاجية هي قدرة المرء على القيام بشيء لم يكن قادراً من قبل على القيام به؛ أي إنَّها تقتصر على الفاعلية؛ ولذلك فإنَّ الرد على 100 رسالة بريد إلكتروني خلال ساعة ليس نوعاً من الإنتاجية بل هي فاعلية، ولا يعرف معظمنا الفرق بين الأمرين.

لا تعني الإنتاجية بالضرورة أنَّك تقوم بكثير من العمل فحسب، فقد تكون مشغولاً جداً، لكن كل ما تنجزه من مهام لا يساعد على تحسين حياتك المهنية أو الشخصية؛ لذلك العبرة في النتائج وليس بمقدار ما تنجزه من عمل، والتعريف الصحيح للإنتاجية هو القيام بالعمل ذي المردود العالي بأقل وقت ممكن؛ أي إذا كنت تعمل لمدة 50 ساعة في الأسبوع دون أن يحقِّق لك ذلك أي تطور على الصعيد الشخصي أو العاطفي والمالي، فأنت لم تكن منتجاً خلال هذا الأسبوع أبداً.

نصيحة عملية: قسِّم العمل إلى فترات لا يتخلَّلها أي مقاطعة.

التركيز على مهمة واحدة هو أفضل نصيحة لزيادة الإنتاجية، لكن شرط أن تحافظ على تركيزك دون أن تُقاطع بفعل عوامل التشتيت، ولكي تتجنَّب فقدان التركيز بسبب مصادر التشتيت، أنجِز المهمة على فترات متقطعة، وهو ما يُعرف بتقنية الطماطم، قد تبدو تقنية بسيطة، لكنَّ إتقانها يتطلَّب كثيراً من الوقت والجهد.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب توضح أهمية التركيز على المهام كل منها على حدة

5. حسِّن من قدرتك على الإقناع:

يقول الصحفي الأمريكي الراحل "إدوارد ر. مورو" (Edward R. Murrow): "لنكون مقنعين يجب أن يؤمن بنا الآخرون، ولكي يؤمن بنا الآخرون يجب أن يشعروا معنا بالأمان، ولكي يشعروا معنا بالأمان يجب أن نكون صادقين".

يؤدي الناس دوراً هاماً في حياة كل واحد منَّا، ومع ذلك لم يعلِّمنا أحد كيف نتواصل مع الآخرين بطريقة فعَّالة، فليس من الشائع أن تُعطى دروس عن التعامل مع الناس، وربما السبب في ذلك أنَّنا نفترض أنَّ معرفتنا بهذا الخصوص شاملة لكل شيء.

لكنَّ هذا الاعتقاد خاطئ، ففهم الناس أمر أصعب أكثر ممَّا يبدو عليه؛ بل إنَّه من المستحيل أن يفهم الإنسان كل شيء يتعلق بالإنسان نفسه، فلا بدَّ لنا من تعلُّم أساسيات التواصل مع الآخرين إذا أردنا تحقيق أي هدف في الحياة، وأحد أفضل الكتب في هذا المجال هو للكاتب "ديل كارنيجي" (Dale Carnegie) بعنوان "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثِّر في الآخرين" (How To Win Friends And Influence People)، مع أنَّ الكتاب صدر في عام 1937، فإنَّه ما يزال مرجعاً على صعيد العلاقات حتى يومنا هذا؛ ولذلك يجب على كل شخص أن يقرأه، إليك بعض النصائح من هذا الكتاب:

  • لا توجِّه انتقاد لاذع للآخرين.
  • أظهر تقديرك للآخرين بأسلوب صادق.
  • ضع في حسبانك رغبة الطرف الآخر، ووفِّق بينها وبين رغباتك.

أيضاً، إليك بعض السِمات الجيدة التي تؤدي في حال امتلكناها إلى ازدياد قدرتنا في التأثير في الآخرين:

  • الاهتمام: أظهر للآخرين اهتمامك الصادق بهم.
  • العقلية الإيجابية: ابتسم، وكن ذا تأثير إيجابي في الآخرين، وكن مرحاً.
  • الإصغاء: لا تقاطع الآخرين.
  • الاحترام: عامل الآخرين كما تحب أن تُعامل.

لا يقصد بالتأثير هنا التلاعب بالآخرين؛ وإنَّما إيصال رسالتك بطريقة صحيحة للأشخاص الصحيحين، كما يجب أن تعلم أنَّه تحت أي ظرف لن تكون قادراً على التأثير في الآخرين دون امتلاك الموهبة اللازمة، فالأمر ليس سحراً، الأمر الأساسي الذي يجب أن تلتزم به هو المصداقية في التعامل مع الآخرين وفي عملك والتحلي بالنزاهة، لكن في نفس الوقت عليك أن تدرك الطريقة الصحيحة للتسويق لمنتجك وتقديم نفسك، وكذلك عرض خدماتك بالطريقة التي تحقِّق أهدافك.

شاهد بالفديو: كيف تمتلك مهارة الإقناع والتأثير في الآخرين

نصيحة عملية: ابدأ رسالة البريد الإلكتروني بأسلوب المخاطب.

ستعزِّز هذه النصيحة من تفاعل الآخرين مع بريدك الإلكتروني كثيراً، ويكمن السر في أنَّ الناس يحبون أنفسهم، وعندما ترسل بريداً إلكترونياً تستخدم فيه أسلوب المخاطب يشعرون بالفضول للاطلاع عليه، مثلاً:

  • إذا أردت أن تطلب من أحدهم تغذية راجعة، ففي إمكانك أن تكتب: "أريد تغذيتك الراجعة عن موضوع كذا".
  • إذا أردت أن تغتنم فرصة للتحدث عن شركة أحدهم، فاستخدم أسلوب المخاطب، مثل شركتك، استراتيجيتك وما إلى ذلك.
  • إذا أردت أن تطلب من صديقك أن يوصلك بسيارته، فقل له: "سيارتك الرائعة"، وما إلى ذلك.
  • لا تتحدث عن نفسك، فأنت تراسل الطرف الآخر من أجل طلب شيء ما؛ لذلك اجعله محور الحديث.

إليك هاتان النصيحتان حتى تزيد من فرص الحصول على ردٍّ لرسائل بريدك الإلكتروني:

اجعل الرسائل مختصرة وخالية من الثرثرة:

السبب أنَّ الناس لا يحبون الرد على الرسائل الطويلة؛ لذلك احذف السطر الأول من رسالتك الذي يتضمَّن غالباً عبارات مثل: "كيف حالك؟" وما إلى ذلك، وادخل مباشرةً في صلب الموضوع.

اطلب شيئاً محدداً:

لا تستخدم أسئلة مفتوحة مثل: "أخبرني برأيك"، أو "كيف هو جدولك الزمني؟"؛ فهذه الأسئلة تقلِّل من فاعلية تواصلك مع الآخرين، اختصر رسالة البريد الإلكتروني، وادخل في صلب الموضوع، فإذا كنت تريد مقابلة شخص ما، اقترح عليه تاريخين واترك له حرية الاختيار بينهما، أمَّا إذا كنت تريد تغذية راجعة من أحدهم، فحدِّد بالضبط الموضوع الذي تطلب بخصوصه هذه التغذية، وإيَّاك أن تُصِرَّ على نفس الموضوع من خلال إعادة إرسال نفس الرسالة عدة مرات، سواء لتحديد موعد أم الاستيضاح عن شيء ما.

يمكنك تطبيق هذه النصائح على مختلف أشكال التواصل: إرسال بريد إلكتروني إلى الأصدقاء، وبيع المنتجات، وطلب المقابلات الإعلامية، وستجد أنَّها تؤدي إلى تلقِّي الردود بوقت أقل وبوتيرة أسرع.

في الختام:

قد يتساءل بعض الناس لماذا البحث عن زيادة الإنتاجية؟ والإجابة هي أنَّ الحياة المليئة بالإنتاجية تعني حياة ذات مغزى، وأنَّ الحياة الهادفة تعني حياةً سعيدة، فالحياة طويلة؛ لذلك يجب أن نكون حذرين بشأن ما نتخذه من قرارات الآن لأنَّها تؤثر في مستقبلنا.

هذا لا يعني أنَّك يجب أن تعيش في المستقبل، بل يعني أنَّك يجب أن تكون واقعياً، فإذا كنت تكره وظيفتك، ولم تكن لديك الشجاعة لتركها، فإنَّك تصبح شخصاً ساخراً، وهذا يدمِّر علاقاتك، وقد ينتهي بك الأمر وحيداً بعد أن ينفضَّ الآخرون من حولك، وتظهر الدراسات أنَّ الأشخاص الوحيدين يموتون في وقت أبكر من الأشخاص المحاطين بالآخرين.

ما تفعله اليوم يؤثر في حياتك بعد 10 أو 20 أو ربما حتى 50 عاماً من الآن، كما قال الفيلسوف الرواقي "سينيكا" (Seneca) ذات مرة: "ليست المشكلة أنَّ لدينا القليل من الوقت، لكنَّ المشكلة أنَّنا نهدر منه الكثير، فالحياة التي توهب لنا ليست قصيرة، لكنَّنا نضيِّع منها الكثير؛ فليست المشكلة أنَّنا لا نملك الموارد اللازمة، ولكن أنَّنا نتصرف بها دون حكمة".




مقالات مرتبطة