5 معتقدات خاطئة تعيق تقدمك

لقد قمتَ على مرِّ السنين بتبنِّي مجموعة من المعتقدات التي تؤمن بصحتها؛ إذ إنَّ بعضها مفيد بالفعل، في حين بعضها الآخر يضلِّلك وحسب، وهذه المعتقدات المضللة والخاطئة تعوق تقدُّمك وتحرمك من عيش الحياة التي تستحقها.



فيما يأتي 5 اعتقادات خاطئة عليك أن تكون على دراية بها:

1. الحياة مدينة لي بشيء ما:

لا يعني وجودك على قيد الحياة أنَّ الحياة ستعطيك كل ما تريده، وجودة حياتك لا تتحسن من تلقاء ذاتها، فالأمر ليس أشبه بالتحليق في طائرة عبر مطبات الهواء؛ فحياتك لن تتحسن إن ربطت حزام الأمان وانتظرت فقط.

من المؤسف أن يتوقع العديد من الناس أنَّهم سيحظون بحياة عظيمة بصورة تلقائية دون بذل جهد؛ إذ يظنُّون أنَّهم سيحصلون عليها خلال الشهر أو العام المقبلين؛ لذا فهم يستمرون في تبني الأفكار والأفعال ذاتها منتظرين ذلك اليوم الذي ستتحسن فيه حياتهم.

فهم يأتون إلى المنزل من العمل ويحضرون العشاء على عجل ويجلسون لساعات طويلة لمشاهدة التلفاز؛ إذ إنَّهم دائماً ما ينشغلون في تصفح الإنترنت وهدر كثير من الوقت من دون إنجاز أيِّ شيء على أمل أن يحدث التغيير دون اتخاذ أي إجراء.

عندما كنتَ أصغر سناً كنتَ تحصل على جائزة عند المشاركة برياضة ما بصرف النظر عمَّا إن كنت هدافاً بارعاً أو لاعباً بديلاً، في المقابل مرحلة الرشد مختلفة بعض الشيء، لن تحصل على الجوائز بعد الآن لمجرد مشاركتك؛ إذ إنَّه يتعيَّن عليك أن تبذل الجهد.

إن كنت ما تزال تحسب أنَّ الحياة ستتحسن من تلقاء نفسها بطريقة ما فإنَّك ستضيع كثيراً من السنوات ويخيب أملك، فالأمر متروك لك لتقرر كيف تريد أن تصبح؛ فأنت من يحدد نوعية حياتك، ولا علاقة للأشخاص المقربين منك، أو لرب عملك، أو حكومتك، أو أي شخص أخر بذلك.

إذا كنت تريد حقاً أن تصبح بصحة جيدة أو ثرياً أو ناجحاً أو محترماً أو محبوباً فعليك القيام بشيء ما حيال الأمر، وليكن هذا هو الحافز الذي تنتظره استجمع رباطة جأشك وابدأ الآن.

إقرأ أيضاً: المعتقدات والاتجاهات وسبل تكوينها

2. الكون بأسره متآمر ضدي:

يبدو أنَّك عانيت كثيراً من المصاعب خلال حياتك، فأنت لا تستطيع الحصول على بعض الراحة إلى جانب كونك لا تعرف سبب نجاح الآخرين وسعادتهم؛ لكنَّ الأمر ليس كذلك؛ فأنت مقتنع كلياً بأنَّ الكون يحيك مؤامرة ضدك.

في الواقع الكون لا يهتم لوجودك مطلقاً، قد يبدو هذا الكلام قاسياً؛ لكنَّه صحيح، فلا يحاول الكون النيل منك ولست ملعوناً ولا حتى حظك سيئ، لماذا قد يختارك الكون لتكون غير محظوظ؟ أنت تتخيل وحسب، فقد خُلقنا جميعاً مع فرصة لعيش حياة لطيفة وسعيدة؛ فالأمر متروك لك لاستثمار الموارد التي قدمها لك الكون، تلك الموجودة بداخلك الآن.

إن كنت تعاني سوء الحظ فذلك لأنَّ أفكارك وأفعالك التي تقوم بها ولا تقوم بها هي التي تشكِّل واقعك، وإن كان الكون حقاً متحيزاً فإنَّ أولئك الذين نشؤوا فقراء سيبقون فقراء، في حين سيظل الأغنياء دائماً أغنياء، ومن الواضح أنَّ هذا ليس صحيحاً؛ فيوجد الكثير من القصص المتعلقة بالأثرياء، من ضمنها قصص تتحدث عن أشخاص فاحشي الثراء خسروا كل شيء.

عليك إدراك حقيقة أنَّ الكون لا يحاول النيل منك؛ وإنَّما يريدك أن تصبح سعيداً وناجحاً، ولكن تقع على عاتقك مهمة البحث عن الفرص التي ستساعدك على تحقيق السعادة.

إن كنت ترغب في تغيير نظرتك تجاه العالم ابدأ في كتابة المذكرات من خلال كتابة ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لها كل يوم، يساعدك القيام بهذا على تذكُّر ما لديك من نعم بدلاً الأفكار السلبية.

شاهد بالفيديو: 10 معتقدات إيجابية يجب أن تتبناها

3. الشعور بالعجز:

البشر هم الوحيدون على هذا الكوكب الذين يمكنهم تغيير وضع حياتهم في أي لحظة؛ إذ إنَّه لا يمكن لسمك القرش أن يصبح طاهياً ولا تستطيع النملة أن تصبح راقصة؛ فتصرفاتهم تعتمد كلياً على حمضهم النووي.

من ناحية أخرى يمكنك تغيير حياتك إن كنت تريد ذلك، غالباً ما تكون المشكلة الوحيدة هي أنَّ الخوف من التغيير يمنعك من ذلك؛ فالأعذار تتراكم باستمرار، وكل ما تتذكره هو المرات التي فشلت فيها؛ ممَّا يجعلك خائفاً من المحاولة مجدداً؛ نتيجةً لذلك تشعر أنَّك عالق في وضعك الحالي على نحو ميؤوس منه.

ما عليك إدراكه هو أنَّ الحياة لا تسلك خطاً مستقيماً؛ فهي سلسلة من التقلبات، ومن الطبيعي أن تبدو فوضوية؛ لكنَّها فوضوية بطريقة جميلة؛ فهي تُظهر أنَّك مررت بكثير من التغييرات خلال حياتك؛ إذ إنَّك مررت ببعض الصعاب والانفراجات، وقد تكون سلكت طريقاً واحداً؛ لكنَّك ربَّما في بعض الأحيان قررت تغيير مسارك.

هكذا يجب أن تكون الحياة، فهي تجربة مستمرة بصرف النظر عن اللحظات والخيارات الحالية؛ لذا مهما كان الموقف الذي أنت فيه الآن اعلم أنَّك تستطيع تغييره إن أردت ذلك، ويعود الأمر إليك، عليك فقط اختيار شيء جديد.

4. فوات الأوان للبدء من جديد:

كم تحسب أنَّك تبلغ من العمر إن كنت لا تستطيع رؤية نفسك في المرآة؟

العمر هو مجرد رقم، ما يهم حقاً هو كيفية شعورك تجاه الأشياء، والسبب الوحيد الذي يجعلك تظنُّ أنَّ الوقت قد فات للبدء هو أنَّ هذا هو ما ترعرعت على الإيمان به؛ إذ إنَّك تحسَبُ أنَّك يجب أن تحقق النجاح في حياتك قبل أن تصل إلى عمر الـ 30 أو 40 أو 50 وما إلى ذلك، وحسب ظنِّك كلما تقدمت في العمر قلَّت فرص قدرتك على البدء بتجربة جديدة.

تظنُّ أنَّ عليك اختبار كل شيء قبل بلوغ عامك الـ 65؛ أي سن التقاعد، وبعد ذلك سيحين موعد ممارسة رياضة الغولف، والاعتناء بحديقتك، والسفر، واللعب مع الأحفاد، وهذا ببساطة اعتقاد خاطئ.

إن كنت عازماً على القيام بشيء ما فلمَّا يفُتْ الأوان بعد للبدء، فيما يأتي بعض الأمثلة المشهورة للأشخاص الذين بدؤوا رحلتهم في سن متأخرة:

  • كان رجل الأعمال "راي كروك" (Ray Kroc) يبلغ من العمر 59 عاماً عندما اشترى سلسلة مطاعم ماكدونالدز (McDonalds)، وحوَّلها إلى إمبراطورية فيما بعد.
  • كان "ستان لي" (Stan Lee)، مبتكر شخصية "سبايدرمان" (Spiderman) و"هولك الخارق" (Incredible Hulk) و"أيرون مان" (Iron Man) يبلغ من العمر 40 عاماً عندما بدأ برسم هؤلاء الأبطال الخارقين؛ إذ إنَّه الآن يؤدي دور الشرف في كل فيلم مقتبس عن قصصه المصورة.
  • لم تتعلم الطاهية "جوليا تشايلد" (Julia Child) الطهي حتى بلغت الـ 40 تقريباً، ولم تطلق برنامجها المشهور حتى بلغت الـ 50 من عمرها.
  • كان "الكولونيل ساندرز" (Colonel Sanders) مؤسس سلسلة مطاعم "كنتاكي فرايد تشيكن" (Kentucky Fried Chicken) يبلغ من العمر 66 عاماً عندما بدأ في الترويج لأسلوبه في الطهي وإنشاء إمبراطوريته.

أيمكنك أن تتخيل ما إن فكَّر أيٌّ منهم بأنَّ الوقت قد فات للبدء من جديد ما كانوا ليتمكنوا من تحقيق أعظم أعمالهم؟

لا تدع العمر يمنعك من السعي وراء أحلامك.

شاهد بالفيديو: 6 أسئلة هامّة لمعرفة ما تريد أن تنجزه بحياتك

5. القلق بشأن آراء الآخرين:

كثيراً ما تقلق من رأي الآخرين؛ إذ تخشى أن يسخروا منك، لا تريد أن يرفض الناس أفكارك ولا حتى أن تبدو أحمقاً، ما عليك إدراكه هو أنَّ هذا كله لا يهم، وما عليك تذكره عندما تتأمل ماضيك في نهاية حياتك هو تجربة تجعلك سعيداً، وبصرف النظر عمَّا يظنه الناس بك، إذا اتبعت حدسك وبذلت قصارى جهدك سواء نجحت أم فشلت فلن تندم على أي شيء.

في الماضي عُرِضَت كثير من الأفكار المجنونة لدرجة أنَّ حتى أهم الخبراء ظنُّوا أنَّها فكرة سيئة، ومع ذلك لم يشكل هذا أي عائق أمام هؤلاء الناس:

  • كانت "جي كي رولينغ" (J.K. Rowling) مفلسة ومنفصلة عن شريكها حديثاً إلى جانب كونها أمَّاً عندما ألفت أول نسخة من كتاب "هاري بوتر" (Harry Potter) مستخدمة آلة كاتبة يدوية قديمة. رفض اثنا عشر ناشراً الكتاب، ولكن بعد مرور عام حصلت على الموافقة من قبل "باري كانينغهام" (Barry Cunningham) من شركة "بلومزبيري" (Bloomsbury) الذي وافق على نشر الكتاب؛ لكنَّه أصرَّ على حصولها على وظيفة أخرى؛ لأنَّه باعتقاده هي لن تجني أي مال من خلال بيع كتب الأطفال. لقد بيعت 450 مليون نسخة من السلسلة؛ ممَّا جعل من "رولينغ" مليونيرة، الأمر فاق توقعات الناشرين الذين أخبروها بأنَّها "لن تجني المال من بيع كتب الأطفال."
  • أيمكنك أن تصدِّق كلام رجل محترم يخبرك أنَّه يريد بناء منتزه ضخم في مستنقع حار في فلوريدا، حيث يمكن للعائلات قضاء بعض الوقت الممتع معاً، قد لا تعتقد أنَّه عرض غير معقول الآن، ومع ذلك عندما أراد "والت ديزني" (Walt Disney) بناء عالم ديزني (Disney World) رُفِض تمويله أكثر من 300 مرة.
  • رفضت العديد من شركات التسجيل فرقة "بيتلز" (The beatles)؛ فأعلنت شركة موسيقية في خطاب رفض مشهور أنَّ "فرق موسيقى الروك في طريقها إلى الانقراض" و"ليس لفرقة (بيتلز) أي مستقبل في المجال الترفيهي"، وبعد وقت قصير وقَّعت الشركة عقداً مع شركة "إي إم آي" (EMI)، وأحضرت الفرقة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح الفرقة الأشهر في تاريخ موسيقى الروك آند رول.

هذه ليست إلا ثلاثة أمثلة، لكن يوجد عدد لا يحصى منها، فقد كان الأشخاص الذي ذكرناهم أعلاه لديهم نظرة مستقبلية؛ لكنَّهم لم يسمحوا لآراء الأخرين أن تحبطهم، وبالنسبة إليك لا بد أنَّ لديك شيء لطالما أردت القيام به؛ لكنَّك لم تقم بذلك؛ إمَّا لأنَّك قلق بشأن ما سيفكر فيه الآخرون أو من التعرض للرفض؛ لذا دع هذه القصص تلهمك لإدراك أنَّ الحظ الجيد يحالف الأشخاص الجريئين.

إقرأ أيضاً: فعالية التوقعات الإيجابية

في الختام:

إن كنت تعاني واحدة أو أكثر من هذه المعتقدات فقد حان الوقت لإحداث تغيير في حياتك، فعندما كنتَ أصغر سناً لم تكن تصدِّق هذه الأكاذيب، ولكن مع تقدُّمك في السن مُنحت هذه الأكاذيب المزيد من القوة لمجرد أنَّك منحتها مزيداً من الاهتمام، من خلال قيامك بذلك فأنت تصبح ببطء أسوأ عدو لنفسك.

استعد السيطرة على حياتك الآن، يمكنك القيام بذلك من خلال التخلي عن هذه المعتقدات واختيار اتخاذ إجراءات إيجابية اليوم.




مقالات مرتبطة