ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المُدوِّن والمدير التنفيذي "بهافيك سارخيدي" (Bahavik Sarkhedi)، والذي يُحدِّثنا فيه عن طرائق إزالة العقبات لتسويق المحتوى تسويقاً فعالاً.
وفقاً لاستطلاعٍ أجراه موقع "هوبسبوت" Hubspot، تستخدم حوالي 77% من الشركات الحديثة نوعاً من استراتيجية التسويق بالمحتوى، ولكن في حين تعتقد بعض الشركات أنَّ وضع استراتيجية محتوى ناجحة هو أمر بسيط يتمثَّل في طرح كميات كبيرة من المحتوى، فإنَّ شركاتٍ أخرى تعرف أنَّ الأمر ليس بهذه السهولة.
في هذا المقال سوف نتطرق إلى بعض العوائق الشائعة التي يواجهها مسوقو المحتوى وكيفية التغلُّب عليها حتى يتمكن فريقك من إنتاج محتوى عالي الجودة:
1. إدراك أنَّ كثرة الطهاة تُفسد الطبخة:
من المثير للدهشة أنَّ إحدى أهم العقبات التي تحول دون جودة المحتوى هي مشاركة عدد كبير جداً من الأفراد في عملية إنشاء المحتوى؛ حيث يمكن أن تؤدي مشاركة العديد من مؤلفي المحتوى، والمحررين، وأصحاب المصلحة، وغيرهم إلى وضع جدول زمني مُطوَّل للمشروع، والموافقة على المشروع ببطء؛ مما يزيد من صعوبة تنفيذ التسويق بالمحتوى تنفيذاً فعالاً، والاستفادة من التوجهات السائدة، ونجاح المحتوى بسرعة.
لحل هذه المشكلة، حدِّد من يجب أن يشارك في عملية إنشاء المحتوى، ومن لديه الوقت والقدرة الفورية على الموافقة على المواد لكل مشروع؛ حيث يمكن لبرامج إدارة المشاريع أن تساعد في هذا المجال من خلال السماح لك بمعرفة مكان وجود المشروع أو المهمة قيد التنفيذ وإعادة تنظيم العمل حسب الحاجة.
على الرُّغم من أنَّ وجود عدد كبير جداً من المشاركين في كتابة المحتوى يُعَدُّ أمراً سيئاً، إلا أنَّ قلَّة عددهم تمثل مشكلةً إذا لم يكن لديك الموارد الكافية أو الوقت الكافي لتطوير عناصر المحتوى التسويقي الذي خططتَ له في تقويم المحتوى الخاص بك، حتى لو كان فريق التسويق بالمحتوى الخاص بك صغيراً، فسوف تحتاج على الأقل إلى ثلاثة أعضاء أساسيين: كاتب، ومحرر، ومصمم، وقد تضطر إحدى هذه الوظائف في البداية إلى القيام بواجب مزدوج مثل الذي يقوم به الموزِّع، وجميعها ضرورية لإنتاج محتوى عالي الجودة.
2. معرفة هدفك جيداً:
في بعض الأحيان نجد أنفسنا نُطوِّر مواد لعملائنا دون معرفة ما إذا كانت المعلومات مناسبةً أم لا، فلا معنى لأن يكون لديك أفضل مقالٍ قادرٍ على تصدر صفحات النتائج في محركات البحث أو محتوىً بذلتَ جهداً كبيراً في إعداده إذا كنتَ لا تخاطب الأشخاص المناسبين؛ حيث يجب أن يكون هدف المسوقين بالمحتوى زيادة أعداد الزوار الذين يتحولون إلى عملاء محتملين وليس زيادة حركة مرور البيانات.
تعاوَن مع فِرق خدمة العملاء أو فِرق المبيعات لفهم جمهورك حقاً ولفهم المعلومات أو الاستفسارات التي يطرحونها باستمرار؛ حيث تُعَدُّ استطلاعات العملاء طريقةً ممتازة لتحديد أنواع المواد التي يرغبون في رؤيتها، كما يمكنك أيضاً العمل مع مدير مواقع التواصل الاجتماعي الخاص بك لمعرفة الموضوعات أو صيغ المحتوى التي لها صدى لدى جمهورك على تلك القنوات، ثمَّ إعادة تنظيم جهودك على موقع الويب الخاص بك.
شاهد بالفيديو: 7 نصائح لكتابة محتوى ناجح
3. إنشاء محتوىً يناسب رحلة المشتري:
إذا لم تكن متأكداً من نوع المحتوى الذي تريد وضعه على موقع الويب الخاص بك، فمن المستحسن أن تدرس رحلة المشتري، فبهذه الطريقة، ستعرف بالضبط الأسئلة والموضوعات التي تحتاج إلى إجابة في كل مرحلة بدءاً من إدراك متطلباتهم إلى تحديد المواقع والشراء، وفي مجال معاملات الشركات، من المُرجَّح أن يتخذ المشترون مسارات أكثر تعقيداً قبل النقر على "الشراء الآن" مقارنةً بمجال التعامل المباشر مع المستهلك، وبدلاً من الاعتماد على جانب واحد، فإنَّهم يفكرون في مجموعة متنوعة من العوامل في أثناء عمليات الشراء.
على سبيل المثال: قد يتعرَّف بعض المشترين إلى منتجك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من محركات البحث التقليدية؛ مما يعني أنَّه يجب تعزيز مواد المحتوى المعروض على موقعك الإلكتروني، فبمجرد إعداد مسار تحويل المبيعات، حاول معرفة كيفية عمل كل مرحلة ونوع المعلومات والمواد التي ستحتاجها لكل مرحلة.
4. إدارة التوقعات غير الواقعية ونفاد الصبر:
إذا سبق لك أن حاولتَ تقديم دراسة جدوى للتسويق بالمحتوى لرئيسك في العمل، فأنت على دراية بمدى تعقيد هذه المهمة، وعلى الرُّغم من أنَّ التسويق بالمحتوى كان شائعاً لسنواتٍ عدَّة، إلا أنَّ هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول كيفية عمله وما يمكن توقعه من الاستثمار في التسويق بالمحتوى، ويعدُّ نفاد الصبر عقبة كبيرة، وإذا قلتَ مصطلح "سنوات" في اجتماع مع الإدارة، فمن شبه المؤكَّد أنَّك ستُقابَل بمظهر بارد وصمت محرج، ومع ذلك، حتى مع وجود فريق تسويق محتوى كبير وذي خبرة إلى جانبك، فقد يستغرق الأمر سنواتٍ عدَّة حتى يبدأ المحتوى بالأداء كما ينبغي.
هذه ليست مشكلةً في التسويق بالمحتوى في حد ذاته؛ بل تتعلق بالتوقعات، فقد اعتاد العديد من المديرين التنفيذيين والمديرين على تحقيق عائد سريع باستخدام أساليب التسويق التقليدية، ومن الصعب عليهم أن يتقبَّلوا أن يُطلَب منهم تمويل مشاريع التسويق بالمحتوى والانتظار سنواتٍ عدَّة حتى تؤتي ثمارها؛ لذا أنت تحتاج إلى إطلاعهم على حقيقة أنَّ التسويق بالمحتوى غالباً ما يستغرق وقتاً، وقليلةٌ هي المقالات التي تنجح بين عشيةٍ وضحاها، فكسب الجمهور وبناء الثقة يحتاجان إلى العمل بجد.
من الهام ضبط التوقعات وبدلاً من زيادة احتمال الإخفاق من خلال السعي إلى تحقيق نجاحات كبيرة في وقتٍ قصير، ضع أهدافاً واقعية بشأن حركة البيانات والمشاركة، ومن الأفضل تحديد أهداف قابلة للتحقيق وتحقيقها بدلاً من التعامل مع جهود التسويق بالمحتوى على أنَّها خطوة فاشلة بسبب الإخفاق في تلبية التوقعات التي كانت غير واقعية من الأساس.
5. الحرص على التركيز في موضوعٍ محدد:
يخطئ العديد من مسوقي المحتوى إما في التركيز أكثر من اللازم على موضوع واسع أو التركيز بالكامل على مجالٍ صغير، وحتى فِرَق إنشاء المحتوى ذات الباع الطويل والموارد الجيدة تجد صعوبةً في تحقيق التوازن من حيث التركيز، وإذا وسَّعتَ كثيراً نطاق الموضوعات التي يركز عليها المحتوى، فقد تجد صعوبةً في إنشاء اسم لنفسك، أو قد تفقد زوَّارك بسبب ناشرين أكبر وأكثر ثباتاً.
قد يكون التركيز على تخصُّصٍ ضيق فكرةً صائبة، ولكن قد تجد صعوبةً في توسيع جمهورك من القرَّاء في المستقبل، أو قد تنفد الموضوعات الفريدة حقاً والمفيدة التي تتحدث عن عملك، ولمعالجة هذه المخاوف، ابدأ بفئةٍ واسعة هامَّة لعملك، ثمَّ قلِّص نطاق خياراتك من خلال الفئات الفرعية التي قد تكون هامةً؛ حيث نأمل أن يساعدك إدراكك لتحديات إنشاء المحتوى هذه على النجاح في التسويق بالمحتوى.
أضف تعليقاً