5 طرق تمكن الوالدان العاملان من تنظيم نشاطات أطفالهما

يُعَدُّ العمل مع تربية الأطفال في الوقت نفسه مهمة تجعل الوالدين دائمي الانشغال؛ وذلك حتى من غير أن يتضمن الأمر جدولة نشاطات أطفالهما.



ومع عودة الطلاب إلى المدرسة، باتت فكرة القيام بالنشاطات الترفيهية الآن أكثر من مجرد خيار؛ إذ من الطبيعي أن يرغب الأطفال في تعلُّم المزيد من هذه النشاطات، وبصفتك والداً، سيملأ هذا جدولك الأسبوعي، ومع ذلك، يمكن للأطفال أن ينجحوا في هذه النشاطات ويتعلموا الكثير منها؛ حيث إنَّ هذه النشاطات تُبقي الأطفال مشغولين، وهي أيضاً طريقة رائعة لمقابلة أصدقاء جدد.

بدلاً من أن تثقل نفسك بجدولة نشاطات الأطفال، فإنَّ الحل هو إنشاء روتين معيَّن والبدء بدمج هذه النشاطات بعد المدرسة ضمن جدولك الحالي. إليك بعض الطرائق التي تساعدك على تخصيص الوقت والطاقة لنشاطات الأطفال كوالد عامل، مع المحافظة في الوقت نفسه على التوازن بين العمل ومجالات أخرى في حياتك:

1. وضع جدول يومي:

إنَّ الشيء الرائع حول جدولة نشاطات الأطفال هو أنَّك مسؤول عن تحديد الأيام والأوقات التي تخصص ضمنها القيام بهذه النشاطات؛ لذلك تأكد بدايةً من إلقاء نظرة على تقويمك الحالي، لمعرفة ما هو الوقت الأفضل لإضافة نشاط معيَّن إلى جدولك، فقد لا تكون قادراً على التحكم بشكل دقيق وكامل في وقت القيام بهذه النشاطات أو وقت عقد الاجتماعات، غير أنَّ معرفة وقت فراغك يمكن أن يساعدك على تحديد أفضل النشاطات للأطفال للقيام بها.

2. إنشاء روتين جيد بعد العمل:

بمجرد اتباع جدول زمني معيَّن، فإنَّ أحد الجوانب الهامة هو إنشاء روتين جيد لتتبعه بمجرد الانتهاء من فترة العمل؛ حيث إنَّ روتينك هو أمرٌ أساسي في حياتك؛ لأنَّك إذا لم تتمكن من إنجاز المهام المتعلقة بعملك قبل فترة عودتك إلى المنزل وإحضار طفلك للقيام بالنشاطات بعد المدرسة، فسوف تكون في حالة سيئة.

ضع خطة، واستخدم تلك الفترات الزمنية المخصصة للراحة بين فترات عملك لجدولة المهام الهامة التي تطلب العمل عليها، على سبيل المثال: يمكن أن تتضمن الخطة إعداد العشاء، أو القيام بالأعمال المنزلية، أو بعض المهمات الأخرى، وإذا كان لديك أطفال آخرون في المنزل، فخصص لهم عملاً روتينياً للقيام به في المنزل أيضاً، ونظِّم أمورك. وفي حال كان وجود شريكك في المنزل يتزامن تقريباً مع وجودك أنت، وكان بإمكانه المساعدة، فهذا أفضل.

يمكنك أيضاً أن تفرض جدولة عدد أقل من الأمور التي ستقوم بها في الأيام التي ستخصصها للقيام بالنشاطات؛ وذلك من خلال تقليص عدد المهام في جدولك الزمني والاحتفاظ بتقويم مفصل، ويمكنك الاستعداد من خلال طهي العشاء مسبقاً، أو طلب وجبات جاهزة في الأيام التي تكون فيها مشغولاً، كما يمكنك جعل أطفالك يقومون بالأعمال المنزلية في الليلة السابقة لتنظيف المنزل أو تأجيل المهمات إلى يوم أقل انشغالاً.

شاهد بالفديو: 8 خطوات لتقوية علاقتك مع أبنائك

3. الاستفادة من وسائل النقل الخاصة بنشاطات ما بعد المدرسة:

إذا كان طفلك يقوم بنشاط بعد المدرسة وتتوفر له وسيلة نقل، فاحرص على الاستفادة منها، على سبيل المثال: إذا كان نشاط ممارسة رياضة كرة السلة يجري مباشرة بعد المدرسة حتى الساعة 5 مساءً، فيمكن أن يمنحك ذلك المزيد من الوقت لإنهاء مهام العمل والقيام بمسؤوليات أخرى، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الانضمام إلى النشاطات التي تُجريها المدرسة يعني أنَّ طفلك لن يضطر إلى مغادرة المدرسة، وقد تكون هناك خيارات متعلقة باستخدام وسائل النقل بعد ذلك.

إذا كانت وسائل النقل تمثل مشكلة، فتأكد ممَّا إذا كان بإمكانك التعاون مع أحد الآباء الآخرين ومشاركته طريق العودة إلى المنزل باستخدام سيارة مشتركة، على سبيل المثال: خصص يوماً أو يومين حيث يمكنك أخذ طفلك وصديقه إلى المنزل بعد الانتهاء من نشاطه، وخصص يوماً آخر حيث يتولى فيه الوالد الآخر هذه المسؤولية.

4. الحد من النشاطات ودمج المهام الأخرى:

تجنب إرهاق نفسك بكثرة النشاطات؛ إذ لا يرغب الآباء في التجول في جميع أنحاء المدينة بعد الظهر كل يوم؛ لذا اطلع على جدولك الزمني واقتصر على القيام بنشاط ربما ليوم واحد في الأسبوع ونشاط تقوم به في عطلة نهاية الأسبوع، أو يمكنك التبديل بين هذه النشاطات إذا كان لديك بعض الأطفال، على سبيل المثال: يمكن أن يقوم أحد أطفالك بنشاط معيَّن في فصل الخريف، بينما يقوم طفل آخر بنشاط معيَّن في فصل الشتاء أو الربيع.

بالإضافة إلى الحد من جدولة العديد من النشاطات، حاول دمج المهام الأخرى مع بعضها لتوفير المزيد من الوقت، ومن الأمثلة عن ذلك؛ إعداد وجبات عشاء بسيطة في الأيام المخصصة للقيام بالنشاط، وسواءً أكانت وجبات يستغرق تحضيرها 15 دقيقة، أم وجبات تستغرق وقتاً لتحضيرها، أم وجبات تختارها من قائمة الوجبات السريعة، تبقى جميعها طرائق لتحضير وجبة عشاء يسهل تناولها بعد العودة إلى المنزل.

وإذا كنتَ الأشخاص الذين يتناولون وجبات العشاء باستخدام صحون البلاستيك، يمكن أن تساعدك هذه الأواني على تجنب تراكم الصحون في حوض مطبخك.

إذا كان لدى أطفالك قاعة للدراسة في المدرسة، فشجعهم على أداء واجباتهم المدرسية خلال ذلك الوقت، أو البقاء بعد الدوام يوماً واحداً من الأسبوع في المدرسة كي يشرف على تدريسهم مدرس خاص؛ حيث إنَّ جعل الأطفال يخططون لحل واجباتهم المدرسية مباشرة في المدرسة يمكن أن يوفِّر الوقت الذي يقضونه بأدائها في المنزل، ويتيح لهم وقتاً إضافياً في جدولهم الزمني للقيام بنشاط آخر.

بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ إدارة وقت القيام بالواجبات المنزلية مع شخص يكون أسلوبه أشبه بالقيام بالأعمال التجارية، يمكن أن يساعد على تعليم الأطفال وتهيئتهم للعمل مستقبلاً.

اطلب الأشياء التي تريد شراءها عبر الإنترنت لتوفير الوقت الذي تقضيه في المتجر الذي ستشتري منه، وفكِّر في شراء الخضراوات من محل البقالة المجاور. وكونكم عائلة، يمكنكم أيضاً تنظيف منزلكم مرة واحدة في الأسبوع، أو الاستعانة بشخص للقيام بذلك؛ لذلك كل ما عليكم فعله هو الاستمرار في القيام بهذا النشاط خلال أيام الأسبوع.

إقرأ أيضاً: 9 نشاطات تستطيع ممارستها في العطلة لتنعم ببداية أسبوع حافلة بالإنتاجية

5. استخدام التقويم الخاص بك:

الطريقة الأخرى للحصول أو للبقاء على المسار الصحيح هي استخدام التقويم الخاص بك كل يوم؛ إذ إنَّ الحياة تبقيك مشغولاً، فقد تتخطى القيام ببعض الأشياء أو تنسى القيام بها؛ لذلك، يجب ألَّا تتوقع من نفسك أن تتذكر كل التفاصيل الصغيرة وتحتفظ بكل موعد صغير.

إذا حددتَ كل الأمور التي تريد القيام بها في التقويم الخاص بك، فيجب أن تكون في وضع جيد؛ حيث إنَّ وضع تقويم خاص بك يجعل من السهل جدولة أيامك بهذه الطريقة، ويمكنك التركيز على الأشياء الهامة؛ حيث يساعدك وضع التقويم في تنظيم جدولك الزمني، وإحدى الأدوات التي تساعدك على إعداد تقويمك هي أدوات الجدولة الذكية التي تُمكِّنك من تجنب إرسال رسائل البريد الإلكتروني من وإلى الآخرين لجدولة عقد الاجتماعات معهم.

الخلاصة:

من الممكن جدولة نشاطات الطفل بصفتك والداً عاملاً والحفاظ على راحة بالك؛ فالعمل أمرٌ ضروري وجميعنا يحتاج إلى كسب المال لتغطية النفقات اليومية، إذاً، فالحفاظ على التنظيم هو أساس النجاح.

حاول تخصيص وقت كي تسمح لأطفالك بممارسة نشاطات ما بعد المدرسة، فقد يُحدِث هذا الأمر فارقاً كبيراً في نجاحهم عندما يكبرون؛ وهذه الخطوات لكي تجعلا من عالم أطفالك مكاناً عظيماً للانطلاق منه في الحياة.

المصدر




مقالات مرتبطة