5 خطوات هامة لإنشاء ميزانية تعويضات عند العمل مع قوة عاملة مختلطة

تتمثل إحدى المهمات الرئيسة لكبيرِ موظفي الموارد البشرية (CHRO) - أو أولئك الذين يريدون أن يصبحوا من كبار موظفي الموارد البشرية - في إنشاء خطة تعويض، ولقد أصبح هذا الأمر معقداً بشكل متزايد ويعتمد على الأقسام الأخرى "كقسم التوريد"؛ إذ تميل القوى العاملة إلى المزج بين العمل الدائم والمؤقت.



ومع إفادة 51% من أرباب العمل أنَّ حاجتهم إلى عمال مؤقتين ستزداد خلال السنوات القليلة المقبلة، فإذا لم تكن تفكر في الإنفاق على العمالة المؤقتة أو تتناقش مع قسم التوريد حول هذه التكاليف قبل رسم خطة التعويضات الخاصة بك للسنوات القادمة، فيجب عليك الآن القيام بذلك.

وعلى الرغم من توفُّر الكثير من المعلومات حول المساواة من حيث الرواتب والتركيبة السكانية في المنطقة والتعويضات والمزايا من وجهة نظر تقليدية، فإنَّ الرؤية تصبح غامضة قليلاً بالنسبة إلى العمال المؤقتين.

إليك فيما يأتي أهم الخطوات التي يجب مراعاتها قبل الانتهاء من ميزانية تعويضات تناسب القوى العاملة المختلطة:

1. بناء خطة:

لا يمكنك معرفة كيف تضع خطة تنظم التعويضات المُقدَّمة للموظفين إذا كنت لا تعرف النسبة المئوية لقوى العمل لديك التي تتقاضى رواتبَ، وكيف ستبدو القوى العاملة المؤقتة التي تخطط لضمها إلى شركتك. وأفضل طريقة للتخطيط لذلك، هي الاعتماد على بيانات القوى العاملة لديك، وإليك ما ستحتاج إليه:

  • البيانات القديمة:

تتمثل تمثيلاً أساسياً فيما فعلته في السنوات الثلاث الماضية. ستحتاج إلى التحقق من توجهات محددة بالإضافة إلى التحكم بالنتائج التي ستؤدي بشكل واضح إلى انحراف مؤشر النتائج مثل عمليات الدمج أو التسريح الجماعي.

  • النسب المئوية للقوى العاملة المختلطة:

ما هي الميزانية المالية للتوظيف الطارئ مقابل التوظيف الذي تتعامل معه؟

  • برامج تُوفِّر لك بيانات تحتاج إليها:

ستحتاج إلى بيانات مثل قيمة الفواتير، والإنفاق السابق، ومقارنات مع المشاريع المنجزة في الفترات الزمنية نفسها، وستحتاج أيضاً إلى بيان مفصَّل من كلٍّ من مورديك أو أولئك الذين أداروا العلاقة مع هؤلاء المورِّدين؛ وذلك من أجل معرفة المكان أو المنطقة - على المستوى الإقليمي - الذي تنفق فيه القدر الأكبر من المال.

  • طريقة تسويق المنتج أو الخدمة:

ستحتاج إلى معرفة الأهداف التجارية للشركة حتى تتمكن من التوظيف لتحقيق هذه الأهداف؛ إذ إنَّ بدء خطة التعويض دون هذه البيانات يضمن فعلياً أنَّك ستتعرَّض إلى مشكلة كبرى في منتصف العام، التي من شأنها القضاء على كل التخطيط الدقيق والميزانية.

  • برامج المكافآت والتقدير:

قد يتجاهل بعض الناس هذه البرامج نهائياً، ولكن قد يسبب هذا الأمر مشكلة كبرى في انخفاض التفاعل في العديد من الأماكن، وبدلاً من ذلك، ابدأ بهذا البند أولاً، وضع له خطة تعويضات ملائمة.

  • بيانات المنافسين:

البدء بخطة التعويض الخاصة بك دون فهم ما يدفعه منافسوك العاملون في المجال نفسه وفي منطقتك المحددة قد يمثل كارثة؛ إذ لا تؤثر هذه الأرقام فقط في المزايا وبرامج المكافآت الخاصة بك؛ بل قد تجد نفسك تعتمد اعتماداً مفرطاً على الإعانات الحكومية عندما تواجه معدل دوران عمالةأعلى من المتوسط. اعرف ما يدفعه منافسوك سواء بالنسبة إلى الوظائف ذات الرواتب أم من خلال الوكالات، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي التحقق من معدل الإنفاق في منطقة معينة، معتمداً على بيانات الاستطلاع والبيانات التي تقدمها مصادر خارجية.

شاهد: 6 نصائح تساعدك على وضع خطة عمل ناجحة

2. بناء استراتيجية:

بمجرد استعراض جميع البيانات؛ نأمل أن تجد بعض الأماكن؛ حيث يمكنك حفظها وتجميعها. وكما ذكرنا آنفاً، تأكَّد من فحص بياناتك بحثاً عن القيم الغريبة مثل عمليات الدمج أو الانخفاضات غير المتوقعة في السوق أو الأسواق شديدة التنافس؛ إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة التكاليف، وتُعَدُّ هذه فرصاً للاستمرار والمضي قدماً بالنسبة إلى العديد من الشركات العالمية، وبغض النظر عمَّا تراه في البيانات التاريخية، ستكون هناك ارتفاعات تلقائية.

أشارت التوقعات إلى أنَّ الرواتب سترتفع بنسبة 3% لمعظم فئات الموظفين الرئيسة بزيادة طفيفة فقط - إن وُجِدَت - عن الزيادات التي حصلوا عليها هذا العام؛ وهذا يعني أنَّ ميزانيتك الدائمة سترتفع بالتأكيد. ومع ذلك، قد تكون هناك فرص لتعويض هذه المصروفات في مكان آخر، ولا سيما إذا كنت تعتمد على عمال مؤقتين لفترة طويلة من العام:

  • يمكن التفاوض على الرسوم القانونية بعد فترة زمنية معينة، وفي بعض الحالات، حتى يُحسم سعر الفاتورة. استخدم تعويض الوقت للعمل مع الموردين لتحديد الزيادة - إن وُجِدَت - التي يمكن خفضها من قيمة الفاتورة، خاصة إذا كنت تملك قوة عاملة كبرى في شركتك.
  • التخطيط مع مدير قسم التوريد لتحديد كيفية التخلص من أيَّة زيادات في فواتيرك، ومن المقبول تماماً طلب فواتير مفصلة؛ لذا قم بذلك قبل تعيين الميزانية للسنة التالية.
  • التواصل مع مديري التوظيف لتحديد أوقات الذروة والفترات الأبطأ في العمل؛ لذلك إذا كنت تخطط لاستعمال عمال مؤقتين أو مستقلين، فستكون لديك فكرة أفضل عن كيفية ووقت توزيعهم، ولا تنسَ خطة المنتج أو أهداف العمل في هذا الوقت؛ إذ يمكن ربط أهداف الإيرادات بشكل وثيق بالتعويض عند استعمالها خلال مرحلة التخطيط.
  • ضع في حسبانك مكان وجود العاملين لديك، وهل يُعقَل نقل الإنتاج إلى منطقة أقل قدرة على المنافسة مع إبقاء الموظفين الموهوبين بالقرب من المقر الرئيس؟ استخدم البيانات لمعرفة ذلك قبل الالتزام بتعيين 30 موظفاً مبتدئاً.

3. الامتثال:

إذا سألت عن أهم مخاوف كبار موظفي الموارد البشرية، فقد يكون أحدها هو الامتثال، ففي عالم تزداد فيه العولمة؛ حيث يتعين عليك إدارة مركز خدمة في البلدان المتقدمة مثلما تدير مركز خدمة في البلدان النامية، فإنَّ الامتثال والمساواة لا يبتعدان أبداً عن ذهن أي متخصص في الموارد البشرية.

يتوقع رئيسك منك إبعاده عن كل مشكلات العمل؛ إذ تكون على دراية بالقوانين والمبادئ التوجيهية والضرائب والتعويضات العادلة في منطقتك أو ولايتك أو بلدك أو مقاطعتك، التي هي جزء من مهمات الموارد البشرية بأكملها. وبالطبع، ما لم تكن لديك ذاكرة قوية ودقيقة، فمن غير المرجح أن تعرف كل هذه الأشياء دون التفكير فيها. ومع ذلك، يمكنك الاستعانة بمصادر خارجية لعملية التوظيف أو استعمال نظام إدارة بائعي خدمات التوظيف (VMS) أو استعمال خدمة تمنحك تغذية راجعة فورية حول الرواتب والتعويضات في جميع أنحاء العالم.

شاهد أيضاً: 6 أسباب وراء فشل فريق العمل

4. دعم العمال المؤقتين:

عندما تدعم وتهتم بموظفيك المستقلين والمؤقتين - وليس فقط أولئك الدائمين - يكون ذلك مفيداً من الناحية المالية؛ إذ أظهر استطلاع أجرته شركة "فيلدنايشن" (FieldNation) نظَّمه كبير مسؤولي التسويق في الشركة "بيلي كرايب" (Billy Cripe)، أنَّ 74% من صانعي القرار في الموارد البشرية يخططون للتعاقد مع المزيد من العاملين المستقلين عموماً، ويخطط نصف صانعي القرار في الموارد البشرية في الشركات عالية الأداء لتسريع معدل التوظيف المستقل نسبة 30%؛ إذ يقول "بيلي":

"أجاب العاملون المستقلون في الاستطلاع عن اقتصاد العمل الحر بأنَّهم راضون جداً عن عملهم، وذكر العديد من العاملين لحسابهم الخاص أنَّ رضاهم ناتج عن حقيقة أنَّ لديهم تحكماً أكبر بوقتهم، ويمكنهم استعمال مهاراتهم مثلما يحلو لهم، وأشار أكثر من نصف الأشخاص الذين استُطلِعَت آراؤهم إلى أنَّهم يعملون كعمال مستقلين منذ 5 سنوات، وأشار 75% منهم إلى أنَّ العمل الحر أو ملكية الأعمال الصغرى هو أكثر مثالية من العمل التقليدي".

وجدت دراسة شركة "فيلد نايشين" أنَّ نوعية حياة العاملين المستقلين والذين يعملون في "اقتصاد العمل الحر" مرتفعة جداً؛ لذلك، افعل ما في وسعك للحصول على أكبر قدر من الميزانية التي تركز في أولئك الذين يفضلون أن يكونوا مؤقتين ويستمتعوا بمناصبهم، وربما تركز بعض ميزانية المكافآت حتى في فريقك المؤقت.

إقرأ أيضاً: 4 أمور أساسية لدعم مشاركة الموظفين في العمل عن بعد

5. التنافسية:

إذا آمن كل مدير بالميزة التنافسية التي يتمتع بها موظفوه، فسنكون قادرين على المنافسة قدر الإمكان، ولكن قد يكون من الصعب الاستناد في موضوعات الرواتب والمزايا وحتى الأشخاص الذين يركزون في المشروع إلى عائد الاستثمار، ولكن من المفيد أن تحقق ميزانية جيدة بحكمة في أثناء وجودك في مراحل التخطيط.

لدى عمال اليوم - الدائمين أو المؤقتين - وفرة من المعلومات للاختيار من بينها، فهُم يعرفون ما يريدون أن يتقاضوه، والشركات التي تدفع أكثر مما يتقاضونه، وإلى أين يتجهون على المستوى الإقليمي للحصول على راتب أكبر، وفي حين أنَّ المنافسة على الراتب فقط هي خطوة أولى، فمن الضروري التوجه إلى مكاتب المديرين مسلَّحاً بالبيانات.

كيفية اكتشاف الخلل في ميزانية التعويضات:

  • إظهار البيانات التنافسية؛ إذا كان من الممكن أن تدفع أقل من منافسيك في المنطقة نفسها وتظل قادراً على المنافسة، فيجب عليك أن تثبت ذلك.
  • إظهار المكان الذي حققت فيه الشركة المزيد من الأموال من خلال الاستثمار في المواهب.
  • الإشارة إلى المكان الذي خسرت فيه الشركة الأموال أو الفرص بسبب نقص المواهب.
  • تقديم وفورات محتملة في التكلفة ترغب في تحقيقها إذا كان من الممكن أن يعطيك العثرة.

كتب "سيندي لينز" (Cindy Lynes)، كبير مديري تسويق المنتجات في شركة "دان آند براند ستريت" (Dun & Bradstreet):

"يجب أن تبدأ المنظمات تقييم المهارات الأساسية اللازمة لتحقيق أهداف الشركة وتحديد مكان فجوات المواهب، ثم تطوير استراتيجية لملء الفجوات بالعمالة بدوام كامل والعمالة الطارئة. ويجب أن يكون أولئك الذين يقودون مرحلة التخطيط هذه مستعدين لتثقيف الآخرين داخل الشركة حول ما يجلبه عمال الوحدات عالية القيمة إلى مكان العمل، ويُعَدُّ توفير البحوثات حول استعمال العمال المؤقتين في مجالك ونمو القوة العاملة الطارئة على الصعيدين الوطني والدولي نقطةً جيدة للبدء.

إقرأ أيضاً: الادارة مفتاح النجاح

لا تجعل بناء الميزانية في نهاية العام أمراً غير مريح أو يصعب مناقشته، وسواءً كنت رئيساً متمرساً للموارد البشرية أم تطمح إلى أن تكون واحداً؛ استخدم التكتيكات المذكورة آنفاً والنصائح المهنية لوضع خطة التعويضات للعام المقبل.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة