يُعدُّ تطوير القدرة على فهم عواطفنا وعواطف الآخرين وتفسيرها والاستجابة لها بفاعلية أمراً هامَّاً، ولا سيما لموظفي الموارد البشرية؛ إذ يساعدهم هذا على التواصل تواصلاً أكثر فاعلية والتغلب على التحديات، وهما شيئان أساسيان لموظفي الموارد البشرية، علاوةً على ذلك، يتمتع الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي باحترام أكبر من الآخرين، ويصلون إلى مناصب قيادية في كثير من الأحيان، ويكونون قادرين على التعامل مع سياسات العمل للتركيز على إنتاجيتهم.
فيما يلي خمس نصائح لتحسين ذكائك العاطفي وفاعليتك في مكان العمل:
1. تأمل:
إذا أردت إدارة عواطفك إدارة عقلانية، فيجب أن تكون على دراية بها، وفي وظيفة الموارد البشرية، قد تواجهك العديد من التحديات العاطفية، مثل التعامل مع موظفين ينحرفون عن الثقافة التنظيمية، أو عدم القدرة على إعداد تقاريرك إعداداً صحيحاً، أو ما شابه، وفي الواقع، يساعدك الانعزال قليلاً وإغماض عينيك والجلوس في صمت لمدة 5 دقائق أو أكثر على الاسترخاء، وسيمنحك الوقت اللازم لمعالجة عواطفك، وفهمها، والتصرف بعقلانية في مواجهة الاضطرابات العاطفية.
شاهد بالفيديو: أركان الذكاء العاطفي الستة (طرق رفع الذكاء العاطفي)
2. كُن صادقاً مع نفسك ومع الآخرين:
لا يعني الذكاء العاطفي كبح مشاعرك حتى تنفجر من تلقاء نفسها؛ بل يتعيَّن عليك أحياناً التعبير عمَّا تشعر به بالضبط، وتحليل كيفية تأثير المواقف فيك تحليلاً ناضجاً؛ وذلك لأنَّ هذه هي الطريقة الوحيدة لحل المشكلات، فقط تذكَّر أهمية الاعتراف بمشاعرك وتصنيفها قبل التعبير عنها، وسوف تكتشف أنَّ التفكير في شعورك حيال شيء ما طريقة رائعة لتكون صادقاً بشأنه.
3. لا تأخذ الأمور على محمل شخصي:
إذا كان الأشخاص الآخرون يتصرفون تصرفاً غير عقلاني تجاهك أو تجاه أي شخص آخر في الشركة، فعليك أن تدرك أنَّ المشكلة تتجاوز الحدث، فالناس لا يتصرفون تصرفاً غير عقلاني بسبب حدث واحد؛ بل يفعلون ذلك عندما يشعرون بالارتباك، وأنت لا تعرف أبداً ماذا يحدث في حياة كل شخص؛ لذا لا تأخذ الأمر على محمل شخصي، ولا تتصرف مثلما يتصرفون.
4. ابتعد:
لكي تتقن الذكاء العاطفي، يجب أن تسمح لنفسك بالابتعاد في بعض الأحيان لترك المشكلات تهدأ قليلاً؛ وذلك لأنَّه عندما تنشأ المشكلة، لا نكون مستعدين دائماً لمعالجتها، كما سيحترمك معظم الناس إذا طلبت منهم متابعة المحادثة بعد أن تهدأ قليلاً لتعالج الأمر.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتعلَّم منك الموظفون هذا السلوك؛ على سبيل المثال: قد يكون الموظف غاضباً منك للغاية بعد حصوله على تغذية راجعة غير مُرضية؛ ممَّا يجعل الانفعالات محتمَلة في أثناء الاجتماع؛ لذا يمكنك منح الموظف بعض الوقت للهدوء واستيعاب عواطفه للتفاعل باحترافية.
5. اهتم بصحتك العاطفية:
يجب أن تنتبه إلى صحتك العاطفية تماماً مثلما تهتم بصحتك الجسدية، ويشمل هذا كل شيء بدءاً من التوازن بين العمل والحياة الشخصية إلى الإيجابية والشعور بالرضا الوظيفي، ويمكنك القيام بذلك من خلال أخذ استراحة مناسبة عندما تشعر بالإرهاق، أو مشاهدة خطابٍ تحفيزي على منصة "تيد" (TED)، أو أي شيء آخر يساعدك على تحسين مزاجك وصحتك العاطفية؛ إذ يمكِّنك الاهتمام بصحتك العاطفية من إيجاد التوازن في أثناء التعامل مع المواقف الصعبة.
إذا أردت تطوير الذكاء العاطفي، فيجب ألَّا تتفاعل بالطريقة التي تريدها تلقائياً؛ بل يجب أن تراقب عواطفك، وتكون صادقاً مع نفسك ومع الآخرين، ولا تأخذ الأمور على محمل شخصي، وتخصِّص وقتاً للاسترخاء والاهتمام بصحتك العاطفية، هكذا ستستطيع التحكم بالأمور تحكماً أفضل؛ ممَّا يجلب الكثير من السلام إلى وظيفتك في الموارد البشرية.
أضف تعليقاً