5 خطوات للرعاية الذاتية للأشخاص المشغولين

تعدُّ الرعاية الذاتية ضرورة لصحتنا الجسدية والعقلية على حد سواء، ولكنَّها غالباً أول ما نتخلى عنه عندما لا نجد لها الوقت الكافي؛ لكن دون رعاية ذاتية كافية، تقل احتمالية أن نكون أفضل نسخة ممكنة من أنفسنا، وتتضرر علاقاتنا وعملنا وتجاربنا.



رغم أنَّ الأمر قد يبدو غريباً تماماً، إلَّا أنَّ الأوقات التي نشعر فيها بأنَّنا أقل قدرة على الانتباه إلى الرعاية الذاتية هي الأوقات التي نحتاج فيها إليها أكثر.

إذا كنت تشعر بأنَّك لا تملك الكثير من الوقت، فقد يكون من الصعب معرفة كيفية البدء بإدخال روتين الرعاية الذاتية في أسبوعك؛ لذا إليك دليلاً من خمس خطوات للرعاية الذاتية للأشخاص المشغولين:

1. ابدأ باحتياجاتك أولاً:

تُصوَّر الرعاية الذاتية بصورة تقليدية على أنَّها تدليل نفسك، ولكنَّ الحقيقة أنَّها تلبية احتياجاتك الإنسانية، والتي قد تكون الاسترخاء، أو الهدوء، أو التواصل، أو الاستقرار، وغير ذلك الكثير؛ لذا قبل المشاركة في أيِّ نوع من الأنشطة المتعلقة بالرعاية الذاتية، فكر أولاً في: الاحتياجات التي ترغب في تلبيتها، وأكثر ما تحتاجه في حياتك الآن.

لن يساعدك هذا على الاعتناء بنفسك فحسب، بل سيجعل الرعاية الذاتية أكثر كفاءة؛ فبدلاً من الانخراط في أنشطة الرعاية الذاتية العشوائية كمحاولة للشعور "بالتحسن"، يمكنك تحديد ما تحتاج إليه بالضبط الآن، والانتقال مباشرة إلى تلبية هذه الحاجة.

إقرأ أيضاً: ماذا يجب عليك أن تفعل عندما تكون غارقاً في ضغوطات ومشاغل الحياة؟

2. جَدوِلها:

تعدُّ عبارة "أنا لا أملك الوقت الكافي" واحدة من أكثر الأسباب شيوعاً لعدم الالتزام بالرعاية الذاتية بانتظام، والحل لهذا هو "إيجاد الوقت اللازم لذلك".

ربَّما يبدو قول هذا أسهل من فعله، ولكنَّ إحدى الطرائق المؤكدة لتخصيص وقت للعناية بنفسك هي جدولة الأمر؛ لذا ابحث عن أيِّ فراغ في تقويمك خلال الأسبوع القادم، وحدد موعداً باسم "وقت الرعاية الذاتية"، والتزم به.

كن واقعياً في جدولك هذا؛ فإذا كان كلُّ ما يمكنك استغلاله مجرد عشر دقائق في الجدول، فلا بأس من استغلالها بناءً على احتياجاتك الحالية؛ إذ قد تنطوي الرعاية الذاتية خاصتك على إغلاق عينيك والتنفس بعمق لبضع دقائق من الاسترخاء.

شاهد بالفيديو: 10 طرق للاعتناء بالنفس.

3. تحديد الأولويات:

عندما نشعر بأنَّنا لا نملك الوقت للقيام بشيء هام، فهذا لأنَّنا لا نوفر له الوقت اللازم، أو لأن أولوياتنا لا تتوافق مع ما نحتاجه بالفعل؛ إذ إنَّ كل ما نفعله في وقتنا هو من اختيارنا.

قد نشعر أنَّنا "مضطرون" إلى القيام بأشياء معينة، ولكنَّنا نمتلك في واقع الأمر السيطرة الكاملة على كيفية قضاء وقتنا؛ لذا يمكنك إدراج الرعاية الذاتية في جدولك الزمني من خلال تحديدها كأولوية، بغض النظر عن مدى انشغالك؛ فسواءٌ جعلتها أول شيء تفعله كلَّ صباح، أم استبدلتها بوقت التلفاز أو تصفح الفيسبوك (Facebook)، أم تخليت عن التزامات معينة؛ يمكنك إدراج الرعاية الذاتية في روتينك الأسبوعي إذا وضعتها كأولوية.

إقرأ أيضاً: كيف تستخدم مصفوفة تحديد الأولويات عندما تكون كل مهمة أولوية؟

4. كن حازماً في وضع حدود لنفسك:

عندما تبدأ تخصيص بعض الوقت لنفسك، وترفض الانصياع إلى بعض الالتزامات والطلبات؛ قد تواجه معارضة بعض الأشخاص من حولك، وقد يمثل هذا تحدياً عاطفياً، خاصة إذا لم تكن معتاداً على قول "لا" أو وضع تفضيلاتك قبل تفضيلات الآخرين؛ فإذا واجهت هذا النوع من المقاومة، فيجب عليك أن تكون حازماً بشأن احتياجاتك وحدودك.

عندما تبدأ وضع حدود لما تريد أو لا تريد القيام به، فقد يكون من الصعب الثبات على موقفك في مواجهة من حولك؛ ولكن تذكر: يمكنك قضاء نصف ساعة مع نفسك، وستكون بعدها في وضع أفضل بكثير وأصح للتعامل مع العالم من حولك.

إنَّ الرعاية الذاتية ليست رفاهية ولا أنانية ولا انغماساً في الملذات، بل إنَّها تعدُّ ضرورية للغاية لصحتك الجسدية والعقلية.

إقرأ أيضاً: فن القدرة على قول لا

5. التركيز على ممارسة القليل باستمرار:

تكون الرعاية الذاتية أكثر فاعلية عندما تمارسها بشكل معقول مع المواظبة والاستمرارية؛ أي أنَّ ممارسة نوع من أنشطة الرعاية الذاتية التي تستغرق من 10 إلى 15 دقيقة في اليوم أكثر فائدة بكثير من تلك التي تستغرق ساعتين مرة واحدة في الشهر.

بالإضافة إلى تمرين التنفس العميق البسيط الذي ذُكِر أعلاه، تشمل ممارسات الرعاية الذاتية السريعة الأخرى: التأمل، وممارسة اليوجا، وتدوين اليوميات، والرقص على إيقاع تختاره، ووضع اقتباسات على جدران منزلك أو مكتبك، أو إنشاء مجموعة من التأكيدات، أو البحث عن تغيير في المشهد.

لا تتطلب الرعاية الذاتية الكثير من المال أو الكثير من الوقت؛ وإذا كان من الصعب إدراج الرعاية الذاتية في روتينك، فابدأ بخطى صغيرة، وحدد الأولويات وما تحتاج إليه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة