5 خطوات للتحكم بالعلامة التجارية الشخصية

أياً كان المنتَج الذي تروِّجه أو الخدمة التي تروِّجها، أنت تروِّج لنفسك في الحقيقة؛ لذلك سنقدِّم إليك في هذا المقال خمس نصائح لإنشاء علامة تجارية شخصية تفهم رغبة العملاء.



يتوجب على رائد الأعمال إنشاء علامته التجارية الشخصية وإدارتها، وقد تعتقد أنَّ بعلامتك التجارية تبيع منتَجاً، أو تَعرض خدمة، أو خطة مالية وسواها للمستثمرين، أو مديري الدوائر، أو الشركاء، أو الموظفين، ومن المؤكَّد أنَّ هذه الأمور جزء أساسي من عملك؛ لكنَّ العلامة التجارية تتعلق بك في الحقيقة، لأنَّ الأشخاص هم الاستثمار الحقيقي، حيث يساعد كلُّ إجراء تتخذه الآخرينَ على تحديد هويتك، كما تُسهم العلامة التجارية الشخصية إسهاماً كبيراً في تنمية موظفيك وقاعدة عملائك على حد سواء.

هناك طريقة متَّبَعة عند التدرُّب على المسائل المرتبطة بالعلامة التجارية، حيث يُشجَّع رواد الأعمال عادةً على الاختلاط في أثناء تناول القهوة ووجبة الإفطار قبل الفعالية، وعندما يحين وقت البدء، يُطلب مِن المشاركين الجلوس في مقاعدهم المخصصة على الطاولة وأمام كلٍّ منهم بطاقة، ثمَّ يُطلب منهم كتابة أسمائهم عليها كي يتمكَّن كل فرد في المجموعة مِن رؤيتها، ثمَّ يحصل كل شخص على مجموعة مِن البطاقات، ويُطلب منهم إلقاء نظرة فاحصة حول الغرفة، وكتابة اسم شخص واحد على كلِّ بطاقة خاصة بهم، وتدوين الكلمات الخمس الأولى التي تتبادر إلى أذهانهم عند التفكير في ذلك الشخص، وكذلك يَجمع الموظف المساعِد بعد ذلك جميع البطاقات، ويُدخل جميع الكلمات التي استخدمَتها المجموعة لوصف كل مشارك في ملف، ثمَّ يطبعها بحيث يرى كلُّ مشارك الكلمات المستخدَمة فقط لوصفه.

يُصاب الناس عادةً بالصدمة والخوف من الطريقة التي يَنظر بها الآخرون إليهم، فمثلاً قد يَعُدُّ الشخص نفسه ذا عقلية منفتحة؛ لكنَّ تُظهر البطاقة أنَّ المجموعة ترى سلوكه غير مُحبَّب، أو قد يَظن شخص آخر أنَّه نموذج حي للنجاح والثقة؛ في حين يجده باقي أفراد المجموعة متغطرساً ومتعجرفاً، وفي كثيرٍ من الأحيان، لا تتواءم نظرات الآخرين مع الشخصية التي يرسمها الشخص لنفسه؛ فلا عجب ألَّا يتلقوا النتائج التي يريدونها عندما يحاولون التسويق لأفكارهم أو زيادة رأس المال في أعمالهم، ومن الواضح أنَّ ما يتوقعونه ليس هو ما يَلزمهم لجذب العملاء.

ماذا ستقول هذه المجموعة من بطاقات الملاحظات عنك؟ وما الانطباع الذي يظلُّ لدى الآخرين عندما تحاول استقطاب الناس إليك؟ وهل تخدمك هذه العلامة التجارية الشخصية أو تعيق نموَّك؟ وهل تقرِّبك مِن أهدافك أم تُبعدك عنها؟ تتبادر هذه الأسئلة إلى أذهان كلِّ مَن يسعى لإنشاء علامته التجارية والتسويق لها.

فيما يلي خمس خطوات للاستفادة مِن علامتك التجارية الشخصية:

1. تحديد هدفك:

أول شيء عليك القيام به هو المعرفة التامة بما تريد تحقيقه سواء كان طرْحُ منتَج جديد يعزِّز اسم شركتك في السوق، أم تمويل مشروع كبير، أم إنشاء فريق عالي الأداء للمساعدة في الارتقاء بعملك المحلي إلى السوق العالمي، أم الصورة التي ترسمها لنفسك لتحقيق هذا الهدف، أم الصورة التي عليك عرضُها لاستقطاب العملاء.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف وتحققها بنجاح؟

2. معرفة مكانك الآن:

اسأل نفسك ما إن كانت صورتك الآن ستساعدك على تحقيق ما تصبو إليه، وابحث عن العقبات التي تَحُول دون نجاحك، واعرف ما هي التغييرات التي عليك فعلُها لتجاوز هذه العقبات.

للإجابة عن هذا السؤال، اطلب من الأشخاص المقربين وصفَ علامتك التجارية، ثمَّ انتقِل إلى المعارف، فقد يعطيك الأشخاص الذين يندرجون ضمن فئة المعارف البعيدة معلومات أكثر قيمة نظراً لاستنادهم إلى الانطباعات الأولى الفورية، واستناداً إلى الصورة التي يراك بها الآخرون، ستَعلم ما عليك تغييره، فإن قالوا إنَّك متحفظ وأنت على قناعة أنَّك خجول، فاعلم أنَّ عليك معالجة هذه الناحية، فالمعرفة وحدها قد تساعدك على التغيُّر.

3. اكتشاف الشخصية من خلال العادات اليومية:

يمكِن أن يكون للعادات اليومية تأثير كبير في نظرة الناس إليك، حيث تَدل طريقة اختيارك لملابسك وسلوكك ودرجة تنظيمك على أيِّ نوع مِن الأشخاص أنت، ويبين العرض الصحيح لصورتك أنَّك على قدْرٍ مِن الجاهزية وتفخر بهويتك وما تفعله، وعلى سبيل المثال: عندما يهتم شخص ما بلياقته البدنية ومظهره الخارجي، فهو يُظهر للآخرين أنَّه شخص منضِبط وملتزِم ومؤهَّل لمتابعة ما هو بصدده، حيث بمقدور الآخرين أن يستشعروا الطاقة في حضوره الجسدي على الفور، كما تُحدث التفاصيل الصغيرة فرقاً كبيراً، حتى لو كانت طريقة اللباس أو قوة المصافحة، وهي أمورٌ يمكِنك لحسن الحظ التحكم فيها.

4. الاستفادة من التكنولوجيا لتحديد وتعزيز علامتك التجارية:

سيتعرف معظم الأشخاص إليك أولاً عبر الإنترنت عندما يكتبون اسمك في مربع بحثِ غوغل (Google) أو يزورون ملفك الشخصي على منصات التواصل الاجتماعي مثل: لينكد إن (LinkedIn)، وفيسبوك (Facebook)، وتويتر (Twitter)، وسيرون الصور ومقاطع الفيديو التي تشاركها وما يثير اهتمامك؛ لذا كن ذكياً ووظِّف هذه الأدوات لمصلحتك، فمثلاً التقِط صورةً احترافية، وضعْ رابط موقع الويب الخاص بك، واحرص على أن يكون هذا الموقع الذي يُعبِّر عنك مختصَراً ومباشَراً.

إقرأ أيضاً: كيف تستخدم شبكة "لينكد إن" LinkedIn باحترافية

5. أن تكون على سجيّتك:

إن كان تطوير علامة تجارية شخصية هي الباب للازدهار بأعمالك، فالصدق هو المفتاح له، وإذا حاولتَ إظهار نفسك كشخص غير الشخص الذي أنت عليه في الحقيقة؛ فسوف يكتشف الناس ذلك، مما يؤدي إلى تقويض مصداقيتك، فكن صادقاً ومبدعاً، وقدِّم صورةً صادقة ودقيقة عن نفسك، ولا تحاول أن تتقمص شخصية تظن أنَّ الناس يريدونك أن تتقمصها، وعندما يلتقي بك المستثمرون والعملاء، دعهم يوقنون أنَّك الشخص الذين يرغبون في التعامل معه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة