5 خطوات تمكنك من تحديد مواطن القوة والضعف لديك

نصبو جميعنا إلى امتلاك خبرات عدة وتحقيق الإنجازات خلال حياتنا، وتبدو لنا الغايات مشرقة وجذابة؛ لكنَّنا لا نكون مستعدين للتحولات والانعطافات والدروب المليئة بالتحديات، ويمكن هنا أن تساعدنا معرفة مَواطن قوتنا وضعفنا على النجاح في تخطي العقبات.



لذا، إن كنَّا على دراية بمساوئنا ومحاسننا، فلن نتمكن من تطوير خطط أفضل للوصول إلى أهدافنا التي نصبو إليها فحسب، بل من إزالة العقبات المحتملة أيضاً؛ ويصبح بذلك السعي إلى تحقيق أهدافنا رحلة مشوقة تنمِّي قدراتنا على طول الطريق.

باستطاعتك تحديد مواطن القوة والضعف باستخدام مجموعة من الأساليب، والتي يشمل بعضها التقييم الذاتي، في حين يستدعي آخر طلب المساعدة من الآخرين؛ لكن إن اتبعت هذه الخطوات الخمسة، ستتمكن من إدراك مواطن القوة والضعف لديك بدقة ووضوح؛ وهذه الخطوات هي:

إقرأ أيضاً: 8 فوارق بين الشخصية القوية والشخصية الضعيفة

1. تحديد مواطن القوة والضعف تبعاً للحالة:

لا يتعلق الأمر بوضع جدول تذكر فيه مواطن الضعف في قائمة ومواطن القوة في أخرى دون الرجوع إلى الحالة التي تمر بها، بل يجب أن يستند تقييمك الذاتي إلى حالة معينة؛ وإلَّا ستهيم على وجهك عاجزاً، وتشعر بالإرهاق وانعدام التوجه في نهاية المطاف.

يؤكد الباحثون على ضرورة ربط مواطن القوة والضعف بالحالة التي نعيشها وإسنادها إلى مزيج من القيم والأهداف والعوامل الظرفية؛ حيث ستتمكن انطلاقاً من هذه النقطة من مراجعة الجوانب الرئيسة في حياتك، ووضع أهداف لتحسين أوضاعك.

قد تتطلب منك جوانب معينة من عملك تطبيق مختلف المهارات والمعارف بدرجات متفاوتة، كما قد تواجه في حياتك الشخصية أو العائلية كمَّاً من التحديات، أو قد ترغب في تعلم هواية أو مهارة جديدة، أو تعلم موهبة أو فن ما وتنميتهما.

أيَّاً كان ما ترغب فيه، ابدأ تنفيذ المهمات التالية:

  • حدد المهارات والمعرفة وأسلوب التطبيق، بحيث تتمكن من تحقيق النتائج المرجوة والتغيرات المثمرة.
  • استعرض ما تمتلكه ممَّا سبق.
  • قيِّم مدى ملاءمتك للمَهمَّة المطلوبة بناء على تصورك؛ حيث يمكنك تسجيل النقاط من واحد إلى عشرة بناء على ما تمتلك من مهارات أو معارف أو قدرة على التطبيق على أرض الواقع.
  • كلما زاد تقييمك، اسأل نفسك عن مدى سهولة أو صعوبة تطبيق المهارات والمعرفة والفهم بالنسبة إليك.
  • اسأل نفسك: "ما هي الأمور التي وجدتها ممتعة أكثر من غيرها؟".

قد يعود عليك تقييم نفسك بناء على الحالات التي تواجهها تباعاً بفائدة أكبر، بدلاً من محاولة تحديد سمة أو مهارة أو ميزة على أنَّها موطن قوة أو ضعف؛ ذلك لأنَّك قد تكون قوياً في نواحٍ معينة، وضعيفاً في أخرى.

يمكنك استبدال مصطلحات مثل "مَواطن قوة" أو "مَواطن ضعف" بالمصطلحات الآتية:

  • الأسهل إلى الأصعب.
  • الهيِّن إلى المُتعِب.
  • غير الفعال إلى شديد الفاعلية.
  • غير المألوف أبداً إلى المألوف.

قد يريحك تخفيف اللهجة نفسياً، وتتوقف عن جلد نفسك بعدد مواطن ضعفك، أو التركيز عليها وإغفال مواطن قوتك.

إنَّ التقييم الذاتي وحده ليس وسيلة فعالة لاكتشاف مواطن القوة والضعف لديك؛ فإن كان تدني تقديرك لذاتك هو ما يؤلمك في الصميم، فقد تنحاز إلى التفكير السلبي وتنتقد نفسك بصورة مبالغ بها.

شاهد بالفديو: 5 طرق لمحاربة التفكير السلبي في الحياة

ربَّما يكون هذا التقييم الأولي خطوة تضعك على الدرب الصحيح، لكنَّ طبيعته الفردية والشخصية ربَّما تجعله يضر بك أكثر ممَّا ينفع، فهو تقييم غير موضوعي؛ لهذا السبب، عليك البحث عن أداة تقييم خارجية مصممة لتساعدك على التوقف عن الانحياز إلى السلبية بشكل أو بآخر.

2. اختيار أدوات التقييم الذاتي بعناية:

تساعدك أدوات التقييم الذاتي على نحو كبير على فهم وتنظيم مواطن القوة والضعف لديك، وتمكِّنك البيانات المستندة على إجاباتك من التعرف على المكان الأفضل لتوجيه طاقتك واهتمامك بغية تنمية معرفتك ومهاراتك.

يجري معهد فيا (VIA) دراسة استقصائية تحمل الاسم نفسه، وترمز أحرفه الأولى إلى "تطبيق القيم على أرض الواقع":

  • القيم (Values)
  • حيز (in)
  • التطبيق (Action)

لكنَّها تُعرَف الآن بـ "تقييم مواطن القوة الفعلية" (VIA Character Strengths).

رغم تغيير الاسم، إلَّا أنَّها لا زالت تؤكد على أنَّ كل فرد يمتلك 24 من مواطن قوة الشخصية التي تعكس أفضل ما فيه، بغض النظر عن ثقافته.

يعرِّف الباحثون وعلماء النفس مواطن القوة في الشخصية على أنَّها قدرات إيجابية مشابهة للسمات من حيث طريقة التفكير والشعور والتصرف بطرائق فيها إفادة للفرد والمجتمع.

طور معهد فيا (VIA) هذه الدراسة الاستقصائية بناء على بحث مكثف يشير إلى الفوائد المتعددة المتأتية من التركيز على مواطن القوة، وهي:

  • ارتفاع معدلات الرضا عن الحياة المبلَّغ عنها ذاتياً.
  • تحسين إنتاجية العمل وانخفاض معدل دوران العمالة.
  • زيادة تقدير الذات والتحفيز وتحقيق الأهداف وإيجاد البوصلة.

شاهد بالفديو: 8 خطوات للحفاظ على التحفيز الذاتي حتى في الأوقات الصعبة

تعدُّ الدراسة الاستقصائية فيا (VIA) أداة تقييم ذاتي؛ لذا من الهام ملاحظة أنَّ أبرز مواطن قوتك هي تلك التي تحددها بنفسك من بين صفاتك الأخرى؛ كما علينا الانتباه إلى أنَّ ما نعتبره موطن قوة لدينا، ليس بالضرورة أن يكون كذلك بالنسبة إلى الآخرين.

هناك أداة تقييم ذاتي أخرى أُثبِتت صحتها، وهي مقياس هيرمان لأنماط التفكير (the Herrmann Brain Dominance Instrument) أو ما يُعرَف بـ (بوصلة التفكير)؛ فهي تلعب دوراً في تعريفنا على أنماط التفكير المفضلة لدينا؛ كما يساعد تصنيف طريقة تفكيرنا في أربعة خانات (تحليلية وتجريبية وعلائقية وعملية) على تعميق الوعي بطريقة تفكيرنا وتعاملنا مع مختلف المواقف والعلاقات.

تعبِّر البيانات التي جرى التوصل إليها عن المواضع التي قد تشعر فيها براحة أكبر، والمواضع التي قد تشكل مزيداً من التحديات بالنسبة إليك؛ ووفقاً لاختبار أجراه الفرع الثاني لمعهد هيرمان في أستراليا على عدد من الأشخاص، تبين أنَّ 58٪ من الأفراد يعتقدون أنَّهم يستخدمون نمطين من التفكير من أصل أربعة على مقياس هيرمان، بينما يفضل ما نسبته 34% استخدام ثلاثة أنماط.

قد تمر بفترات تفقد فيها الرغبة والحماسة للقيام بالنشاطات أوالاختبارات، بل وقد يتطلب القيام بها مزيداً من الجهود المتنوعة؛ وقد يعود عليك تعلم هذه الأفكار بمنفعة عظيمة، لكن عليك الحذر من الوقوع في الأخطاء الآتية:

شاهد بالفديو: 7 طرق تمنع بها نفسك من الإفراط في التفكير

  • التهرب من بعض المواقف بسبب قناعتك الراسخة بعدم امتلاكك القدرة الكافية على خوضها ببراعة.
  • عدم بذل المجهود الكافي واختلاق الأعذار لذلك، كعدم ملاءمة الموقف لنمط تفكيرك المعتاد.

كما لا بد أن تثق بالتأثير الكبير لسلوكك واعتباراتك النفسية الإيجابية على قدراتك؛ فرغم أنَّ الدماغ يعمل بطريقة آلية، إلَّا أنَّ هذا لا ينفي كونه أداة لدنة عصبياً.

عليك أن تكون دقيقاً عندما تجري تقييماً لنفسك باستخدام أدوات التقييم الذاتي؛ لذا ابحث عن التطبيقات الموصى بها كأداة مناسبة للتقييم، خصوصاً فيما يتعلق بالتقييمات والاختبارات النفسية؛ إذ إنَّ هذا النوع من التقييمات مصمم ومدروس ليحقق أهدافاً ومقاصد معينة، ومن الهام جداً أن تجد تقييماً مناسباً لاستعراض مواطن القوة والضعف لديك بأكبر دقة ممكنة.

3. استشارة أشخاص ثقات مؤهلين:

قد يَسهُل علينا إبداء رأينا حول مواطن القوة لدى أصدقائنا، لكن عندما يتعلق الأمر بتحديد مواطن القوة أو الضعف لدينا، سترجح كفة مواطن الضعف؛ فلطالما كان النقد الذاتي اللاذع أمضى الانتقادات وأقساها.

من ناحية أخرى، يمكن أن يلعب تأثير دانينغ - كروغر (Dunning-Kruger) دوراً في إيهامك أنَّك أفضل ممَّا أنت عليه في الحقيقة.

تقول تامي بارتون (Tammy Barton) مؤسِّسة منظمة "ميزانيتي" (My Budget) المهتمة بإدارة الأموال- أنَّها تلاحظ فروقات كبيرة بين الرجال والنساء من موظفيها في أثناء مراجعات الأداء؛ إذ لا تفصح النساء كفاية عن مهاراتهن، ممَّا يوحي بنقص الكفاءة الذاتية لديهن؛ كما أنَّهن لا يطمحن إلى بلوغ الأهداف الكبيرة مقارنة بالرجال الذين يظهر لديهم تأثير دانينغ-كروغر (Dunning-Kruger) جلياً في أثناء الإفصاح عن قدراتهم وتطلعاتهم نحو الأهداف الكبيرة.

يُفضَّل أن نعتمد على التغذية الراجعة ممَّن نجد لديهم الأهلية، كيلا تؤثر هذه التحيزات التي تتشكل في اللاوعي لدينا على حكمنا؛ وبمعنى آخر: أنت تريد استشارة شخص خبير في الحقل الذي ترغب في تقييمه، إذ يقول المثل: "أعطِ الخباز خبزه".

يتطلب العثور على الأشخاص المناسبين الذين يمكن أن يقدموا لنا المساعدة في تطوير رؤية أعمق لمواطن القوة والضعف لدينا بعض الحيطة والحذر؛ لذا:

  • ابحث عن الأشخاص الذين تجدهم أكفاء لمساعدتك.
  • تحقق من سلامة تدريبهم ومهاراتهم وخبراتهم وسجلهم الحافل.
  • تحقق من صدق وصحة الشهادات التي تزكيهم.
  • ابحث عن أجنداتهم، وتأكد من قدرتهم على مساعدتك في تحديد مواطن القوة أو الضعف لديك.
  • إذا أتُيحت لك الفرصة لتطوير علاقة أولية مع الشخص الذي تسعى إلى الحصول على تغذية راجعة منه، فخذ وقتاً كافياً للقيام بذلك، حتى تثق تماماً بالتغذية الراجعة التي يقدمها لك.

كما من الواجب استشارة طرف ثالث كي تضمن الحصول على تغذية راجعة بكل أمانة.

إضافة إلى ذلك، يجب أن نضع في عين الاعتبار أنَّ لكل شخص تحيزاته الخاصة وإدراكه المختلف للأمور؛ لذا فقد يُسقِط الشخص الذي يقدم التغذية الراجعة وجهة نظره الخاصة عليك؛ وبمعنى أخر: قد لا يَعُدُّ نقاط الضعف التي يراها فيك الآخرون المؤهلون لتقديم التغذية الراجعة نقاط ضعف أصلاً.

لذا، قارن بين التغذيات الراجعة للمصادر الموثوقة، وابحث عن صيغة مشتركة فيما بينها؛ فلا يكفي الاعتماد على تغذية راجعة واحدة فحسب.

كما عليك ألَّا تخلط بين التغذيات الراجعة التي تلقيتها من مصادر مختلفة، كي تتولد لديك صورة واضحة ومستقلة عن مواطن القوة والضعف لديك قدر الإمكان؛ إذ يمكنك بهذه الطريقة أن تغطي مراجعتك نطاقاً أوسع وأشمل وأكثر دقة.

شاهد بالفديو: 25 نصيحة فعالة لتعزيز الثقة بالنفس

4. اختبار نفسك:

نحن لا نختبر أنفسنا إلَّا ما ندر، ولا نسعى عادة إلى وضع خبراتنا وقدراتنا وصفاتنا الشخصية قيد الاختبار والتمحيص؛ مع أنَّ ذلك سيكشف لنا بدقة وأمانة مواطن القوة والضعف فينا؛ لذا أخضع نفسك إلى مجموعة من التقييمات كي تختبرها من جوانب عدة كالتالي:

  • بناء على المهارة.
  • بناء على الشخصية والسمات.
  • بناء على غزارة وعمق المعرفة القابلة للتطبيق.

سيزيد استعدادك للخضوع إلى هذه الاختبارات بملء إرادتك من فرص مساعدتك على معالجة مواطن الضعف لديك؛ فهذا النهج المتبع ليس مدروساً ومحدداً فحسب، بل هو مصمم ليكون مردوده عظيماً عليك عندما تبدأ تجربة وملاحظة التغييرات التي تصبو إليها.

تستطيع بكل بساطة أن تراقب السير الطبيعي للأمور فقط، لكن لعدم التدخل سلبياته؛ فأنت:

  • تفوِّت عليك فرصة التخلص من الانزعاج العاطفي والذهني الذي ينتابك عندما يُسلَّط الضوء على مواطن ضعفك ويُشدَّد عليها.
  • تحرم نفسك خوض غمار الفرص والتجارب التي ترغب فيها بكل جوارحك.
  • تفوِّت فرصة معرفة مواطن قوتك والاستفادة منها.
  • تراوح في مكانك ولا تتحرك قيد أنملة.
  • يلازمك الشعور بانعدام القدرة على السيطرة على الظروف غير المواتية.

تحقق من صحة توقعاتك قبل أن تنهمك في تمرينات اختبار الذات؛ فرغم شعورك بالتأكيد وزيادة تقديرك لذاتك، قد تنتابك مشاعر التحدي أو الخذلان أو الحرج أو الإهانة.

تزوَّد بالدعم اللازم من عدة مصادر، وشارك الآخرين أفعالك ومخاوفك المحتملة والاختبارات التي تجريها على نفسك؛ فأنت لست ملزماً بالمخاطرة باكتشاف مواطن القوة أو الضعف لديك دون أن تطلب دعم الآخرين.

تساعدك مشاركة تجاربك واكتشافاتك مع الآخرين على ترسيخ أي دروس تتعلمها، والحد من الانزعاج العاطفي والذهني الذي يمكن أن يظهر في خضم عملية الاختبار.

كما عليك أن تختار بحكمة موعد وكيفية الاختبار الذي تجريه على نفسك، وأن تطلب التغذيات الراجعة كل واحدة على حدة، كيلا تصيبك غزارتها بالإرهاق الذهني والعاطفي.

يؤتي التطوير الشخصي ثماره عندما يحدث بالتدريج عبر فترات زمنية واستراحات متفاوتة.

بعد إحاطتك التامة بمواطن القوة والضعف لديك، امنح نفسك الوقت الكافي لتتقبل اكتشافك الجديد وتعتاده، ثم فكر ملياً في التغييرات التي تعتزم إجراءها والتكيف معها، وعالج هذه التغيرات كل واحدة على حدة.

إقرأ أيضاً: 13 طريقة للتخلّص من الشخصية الضعيفة وتقويتها

5. تكرار العملية وإعادة التقييم:

تعدُّ مراجعة الخطوات السابقة من وقت إلى آخر من المهارات القيمة في حياتنا؛ وكلما أتقنا تقييم واختبار مواطن القوة والضعف لدينا، أصبحت جزءاً طبيعياً وصحياً من رحلة حياتنا.

يحمل إعادة هذه العملية مراراً وتكراراً منافع جمة، كما يعجِّل من بلوغ أهدافك، ويزيد من قوة تحملك، ويمكِّنك من تمييز الفرص التي تضفي متعة على حياتك عن تلك التي تحمل لك التحديات والتعب فقط.

بإمكانك تنظيم الحالات التي تحتاج فيها أن تستلم زمام السيطرة لاختيار اللحظة المناسبة لخوض التحديات الصعبة.

ستكتشف من خلال مراجعة مواطن ضعفك وقوتك باستمرار أنَّ نقاط الضعف والقوة ليست حقيقيةً تماماً، إذ يتعلق الأمر بمعرفة المكان والوقت المناسبين اللذين يكون فيهما مزج هذه المهارات الفريدة والسمات والمعرفة متناغماً ومفيداً ومناسباً.

الخلاصة:

هناك العديد من الطرائق التي تمكِّنك من التعرف على مواطن قوتك وضعفك، كما هنالك العديد من الوسائل التي تسمح لك بمعالجتها؛ فإن لم تكن متأكداً بعد ممَّا يجب عليك فعله، فما عليك سوى البدء بهذه الخطوات الخمسة للتعرف على مواطن ضعفك والعمل على تحسينها، ومواطن قوتك والعمل على استثمارها في سبيل تحقيق أهدافك الأسمى.

المصدر




مقالات مرتبطة