5 اختلافات بين الصفات الشخصية الداخلية والخارجية

من المعروف أنَّ البشر يختلفون فيما بينهم بالكثير من السمات والصفات الشخصيّة التي تميّز كل واحد منهم، ولا يقتصر هذا الاختلاف على الصفات الخارجيّة وحسب، بل قد يكون اختلافاً في الصفات الداخليّة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "باري دافينبورت" (Barrie Davenport)، يُحدِّثُنا فيه عن الاختلافات الرئيسة بين الصفات الداخلية والخارجية.

ما هو الفارق بين الصفات الشخصية الداخلية والخارجية؟

إذا كنا نتحدث عن شخصيات خيالية، فإنَّ الصفات الخارجية هي ما يمكننا رؤيته أو سماعه منهم؛ مثل: لون الشعر، والطول، ونمط الملابس، واللهجة وما إلى ذلك؛ لكن عندما يتعلق الأمر بأشخاص حقيقيين نعرفهم أو قابلناهم على أرض الواقع، فكيف يمكننا تمييز صفات شخصياتهم الداخلية عن صفاتهم الخارجية؟

ما هي الصفات الشخصية الخارجية؟

تتشابه الصفات الشخصية الخارجية في الأشخاص الحقيقيين مع الصفات الخارجية في الشخصيات التي نراها في القصص، وتُوصف الصفات الخارجية بأنَّها ما قد يلاحظه الأشخاص في الآخرين الذين لا يكونون على معرفة بهم.

فكِّر في الصفات التي قد تلاحظها في شخص بالكاد تعرفه فقد يكون:

  • منعزلاً.
  • ودوداً.
  • ساخراً.
  • مُضحكاً.
  • حساساً.
  • واثقاً بنفسه.

حتى الصفات الأقل جاذبية المُدرجة هنا ليست أحكاماً نطلقها على الآخرين، فأنت لا تعرفهم بعد، والصفات المذكورة آنفاً هي مجرد أمور تلاحظها في البداية فقط، والوقت هو الذي سيوضح مدى صحة هذا الانطباع الأول.

إقرأ أيضاً: أنماط الشخصية الأربعة وطرق التعامل معها

ما هي الصفات الشخصية الداخلية؟

إنَّ الصفات الشخصية الداخلية هي تلك الصفات التي لا تلاحظها في الشخص على الفور؛ وذلك إمَّا لأنَّك قد قابلته للتو، أو لأنَّه ذو شخصية منغلقة؛ فقد يكون:

  • لا يثق بنفسه.
  • فضولياً.
  • متخوفاً.
  • كريماً.
  • لا يثق بالناس بسهولة.
  • لا يغضب بسرعة.
  • خجولاً اجتماعياً.
  • متعاطفاً.
  • كئيباً.

مرة أخرى، حتى الصفات الأقل جاذبية المُدرجة هنا ليست أحكاماً نطلقها على الآخرين؛ بل إنَّها تساعدك فقط على رؤية أمثلة عن الصفات التي قد لا تلاحظها إلى أن تتعرَّف إلى الشخص جيداً.

شاهد بالفيديو: 8 طرق تساعد على اكتساب قوة الشخصية

5 اختلافات رئيسة بين الصفات الداخلية والخارجية:

بعد أن عرفتَ بعض الأمثلة عن كل من الصفات الشخصية الداخلية والخارجية، دعنا نلقي نظرة فاحصة على ما يميز بعضها عن الآخر:

1. الصفات الداخلية أقل وضوحاً بشكل عام:

كيف سيبدو الأمر بالنسبة إليك عندما تلاحظ أنَّ الآخرين يلاحظون صفاتك الأكثر وضوحاً؟ ولماذا قد ترغب في إخفاء بعض صفاتك الداخلية؟

بعد أن تعلم أنَّ بعض الصفات غير مقبولة أو غير مرغوب فيها كثيراً بالنسبة إلى المجتمع، فستشعر بمزيد من الحافز لإخفائها خلف تصرفات أكثر شيوعاً، وفي النهاية سوف يُلاحظ الناس الأقرب إليك تلك الصفات الأقل وضوحاً فيك، وآمل أن يكونوا قد وصلوا حينها إلى مرحلة يقدرونك فيها كشخص وليس من أجل الصفات الموجودة فيك.

بشكل عام لا بدَّ من أنَّك تريد أن يعرف الشخص الأكثر أهمية في حياتك كل صفاتك من أكثر الصفات المحببة إلى الأكثر إزعاجاً، قبل أن تلتزم معه بعلاقة طويلة الأمد.

إقرأ أيضاً: علم الفراسة: تحليل الشخصية من ملامح الوجه

2. يمكن أن تكون الصفات الخارجية مضللة:

غالباً ما تكون الصفات الخارجية هي تلك الصفات التي اكتسبتها لكي تنال القبول الاجتماعي أو للعثور على شخص يَعُدُّكَ جديراً بالمعرفة، فنحن نظهر أفضل السلوكات عندما نحاول إثارة إعجاب شخص هام بالنسبة إلينا.

لكن بعد أن تتجاوز مرحلة إثارة الإعجاب، سوف تظهر على حقيقتك أمام هذا الشخص بالتدريج، وكلَّما قضى المزيد من الوقت معك، لاحظَ المزيد من صفاتك الداخلية؛ وإذا سمعت منه بعض الكلمات مثل: "لقد تغيرت" أو "أعتقد أنَّني بدأتُ أراكَ على حقيقتك"، فستعلم كم كانت "أفضل السلوكات" التي أظهرتها أمامه مضللة.

قد يكون الشخص الذي لا يملك ثقة كبيرة بنفسه هو أول من يخاطر بشكل كبير بهذه الأمور، أو قد يتحدث بتبجُّحٍ على الرغم من أنَّه قد يكون خائفاً من الداخل، فلا يمكنك معرفة حقيقة الأشخاص فقط من خلال الصفات التي يظهرونها أمام الجميع.

إذ يستخدم بعض الأشخاص هذا الأمر لمصلحتهم، بينما يعيش الآخرون في خوفٍ من أن تُكشف هويتهم الحقيقية.

3. يمكن أن تظهر بعض الصفات الداخلية بطرائق مزعجة:

إذا كنتَ تخفي بعض الصفات التي غالباً لا يتقبلها الناس، فربما قد مررت بلحظة معينة اضطررت فيها إلى تقديم الاعتذار عن النتيجة التي حصلت بسبب ظهور إحدى هذه الصفات بشكل غير مُتوقَّع، وعندما تقمع أو تحاول إخفاء الصفات التي تشكل جزءاً من شخصيتك، فإنَّ الأمر يختلف تماماً عن ممارسة ضبط النفس؛ مثل: ضبط الغضب أو ضبط الاندفاع لمقاطعة شخص ما.

أولئك الذين يصغون إلى حدسهم سوف يشعرون بأنَّك تخفي شيئاً ما حتى لو لم يكن لديهم دليل، وسيكونون أقل من يتفاجأ عندما تظهر عليك تلك الصفة بطريقة مفاجئة.

على سبيل المثال فكِّر في الشخص الذي ينجح في إخفاء غضبه واستيائه، والذي بسبب استفزازٍ بسيط يُظهر غضبه المكبوت فجأةً، أو ماذا عن الشخص الذي يخفي شعوراً ما ويظهر هذا الشعور فجأة بشكل مهين؛ إذ مهما حاولت إخفاء عاطفتك، فسوف تظهر بشكلٍ أو بآخر.

4. تتعلق الصفات الخارجية بالبيئة المحيطة بك:

إذا كنتَ تحاول إظهار صفات خارجية معينة فقط، فعلى الأرجح أنَّك قد علمت ما هي الصفات التي يرغب الأشخاص من حولك في رؤيتها، والتي لا يرغبون في رؤيتها؛ لهذا السبب من المحتمل أن تتشكل صفات شخصيتك الخارجية نتيجة بيئتك وعلى وجه التحديد نتيجة الأشخاص الذين أثروا فيك.

فإذا كنتَ قد لاحظت كراهية والديك للتردد على سبيل المثال، فقد تتصرف بمزيد من الاندفاع، ومع ذلك إذا أعربوا أيضاً عن عدم موافقتهم على اندفاعك، فقد تشعر بأنَّك عالق بين شخصيتك الحقيقية وبين من تعتقد أنَّهم يريدونك أن تكون؛ فأنت تريد أن تُقبَل على حقيقتك ولكنَّك أيضاً تشعر بأنَّك مجبر على تجنب النقد أو الأحكام؛ وهذا يعني أنَّه يجب أن تبذل المزيد من الجهد في تنمية الصفات الخارجية التي تثير ردود فعل أكثر إيجابية؛ وهذا الأمر لا يُعَدُّ شيئاً سلبياً دائماً أيضاً.

إقرأ أيضاً: أهم المعلومات عن الشخصيات في علم النفس

5. الصفات الداخلية هي مزيج من الفطرة والتنشئة:

إنَّ صفاتك الداخلية الأقل وضوحاً هي عبارة عن خليط من فطرتك، وما نشأت عليه؛ أي الأمور التي ولدت بها والتأثيرات التي أحدثتها بيئتك فيك حتى الآن، فبعضٌ من هذه الصفات قد تفضِّل إخفاءها بسبب ما علمك إياه المجتمع.

فيما يأتي بعض الأمثلة عن "دروس الحياة" التي ربما تكون قد تعلمتها في حياتك:

  1. لا تكلف الآخرين أكثر مما يطيقون وإلَّا سيرحلون.
  2. لا تبكِ أمام الآخرين؛ لأنَّهم قد يتهمونك بالتلاعب.
  3. لا تتحدث كثيراً؛ لأنَّه ليس لديك شيء شيِّق لتقوله.
  4. لا ترتكب الأخطاء وإلَّا فلن يسمح لك الناس بالمحاولة مرة ثانية.
  5. لا تكتسب الكثير من الوزن وإلَّا لن يحبك أحد أو يجدك جذاباً.
  6. لا تتجادل مع أشخاص يملكون معرفة أفضل منك وإلَّا ستندم على ذلك.
  7. لا أحد يريد الإصغاء إلى مشكلاتك المملة؛ لذا احتفظ بها لنفسك.

من المؤكد أنَّك قد استوعبت هذه الدروس، وربما قضيت سنوات في إخفاء حقيقتك ومحاولة أن تكون "غير متطلب" قدر الإمكان، فمن الصعب التخلُّص من الاعتقاد بأنَّك "لست ذا قيمة"؛ إذ ستعكس صفاتك الخارجية هذا الاعتقاد إلى حدٍّ ما على الأقل، لكن لحسن الحظ المعتقدات قابلة للتغيير، وأنت أكثر قوة مما تعتقد.

في الختام:

الآن بعد أن عرفت الفارق بين الصفات الشخصية الداخلية والخارجية، فأيٌّ منها كان مميزاً بالنسبة إليك؟ وماذا ستفعل لمشاركة المزيد من شخصيتك الحقيقية مع الآخرين؟

المصدر




مقالات مرتبطة