تعريف الشخصية:
تأتي كلمة الشخصية اشتقاقاً من كلمة" الشُخوص" أي الظهور أمام الآخرين، ولا يختلف هذا المعنى في جميع اللغات الأوربية.
فكلمة الشخصية Personality مشتقة من الكلمة اللاتينية Persona أي القناع الذي كان يرتديه الممثلون اليونانيون لأداء أدوارهم في المسرح، حتى يكسبهم هذا القناع صفة من يقومون بدوره طوال فترة وضعهم القناع.
ولذلك فإن كلمة شخصية تدل في اللغات الأوربية على الأدوار التي يؤديها الفرد أمام ناظريه.
والشخصية هي: "ذلك التنظيم المتكامل من الصفات الجسمية والوجدانية والعقلية والاجتماعية، التي تبدو في حالة تفاعل مع بعضها البعض. وكما تبدو في بيئة اجتماعية معينة، من خلال التفاعلات الاجتماعية المختلفة التي يُبديها الفرد، وتميزه عن غيره من الأفراد. ويعني هذا أن الشخصية تشمل دوافع الفرد، وعواطفه، وميوله، واهتماماته، وسماته الخلقية، وآراءه ومعتقداته. كما تشمل عاداته الاجتماعية، وذكاءه، ومواهبه الخاصة، وقيمه واتجاهاته. وكل هذه الجوانب إنما توجد في كلٍ متكاملٍ يتسم بالاتساق والانتظام. وبهذا المعنى تكون الشخصية كلّاً لا يتكون من مجموعة عناصر فقط، بل كلّاً يعطي لمجموع عناصره معناها وانتظامها ووظيفتها".
العوامل المؤثرة بالشخصية:
لقد اهتم علم الأعصاب البيولوجي بالعديد من العوامل البيولوجية التي تؤثر في عملية نمو ونضج الفرد بما يترك آثاره على الشخصية بكاملها فيما بعد.
وتُحدد العوامل البيولوجية الشخصية من خلال عاملين أساسيين هما:
أولاً: العوامل الوراثية (أثر الوراثة)
- صفاتنا الوراثية تنتقل إلينا من آبائنا عن طريق خلايا متناهية الصغر، تربط بين أجسامنا وأجسام أجدادنا وأسلافنا.
- كل فرد يستمد نشأته ووجوده من اتحاد هذه الخلايا الصغيرة (الحيوان المنوي والبويضة).
- نحن نرث هذه الصفات من الوالدين بالتساوي، أي أن لكل من الأب والأم نفس الأهمية في نقل الصفات الوراثية.
ثانياً: العوامل الفسيولوجية
تنقسم العوامل الفسيولوجية إلى:
1. عوامل خاصة بالأم:
يمكن أن نُطلق على هذه العوامل مجموع العوامل البيئية الداخلية التي تؤثر على الجنين أثناء تكوينه، ونموه وتطوره داخل الرحم، ابتداء من لحظة الإخصاب، ولفترة تسعة أشهر (42 أسبوعاً) وتنتهي بالبوادر الأولى للولادة، وخروج الطفل إلى الحياة.
2. عوامل خاصة بالطفل:
تتضمن العوامل الفسيولوجية الخاصة بالطفل، والتي تؤثر في تحديد شخصيته عاملين أساسيين: الأول هو أثر الغدد لصماء على السلوك والشخصية، والثاني أثر البنية والتركيب الجسمي.
ثالثاً: عوامل أخرى تؤثر في شخصية الفرد
1. البيئة:
وهي العوامل المادية والاجتماعية والثقافية والحضارية التي تساعد في بناء التكوين الشخصي للفرد، فالبيئة الاجتماعية تُكسِب الفرد الأنماط السلوكية من خلال تفاعله مع محيطه المجتمعي والذي قد يجعل منه فرداً مميزاً بذاته.
2. الأسرة:
هي البيئة الأولى التي يحتك بها الفرد منذ طفولته، فهي تشرف بشكل مباشر على مستوى نموّه النفسي، وبالتالي لها التأثير الأكبر على عملية تبلور وتكوين شخصية الفرد واتجاهاته السلوكية، فالتنشئة الأسرية السليمة تُنشئ أفراداً أسوياء.
3. التعليم:
عملية التعليم هي عبارة عن مجموعة الأنشطة العقلية والذهنية التي يمارس فيها الفرد خبراته الجديدة سواء أكانت من العادات أو القيم أو الاتجاهات أو المعايير وغيرها.
أنماط الشخصية الأربعة:
مما لا شكّ فيه أنّنا نواجه العديد من الشخصيات المختلفة في حياتنا ولكل منها مزايا وفروق دقيقة، ولكن هناك أربعة أنواع أساسية من الشخصيات التي بإمكانك الاستناد إليها وهي:
- النمط المتفرد.
- النمط التحليلي.
- النمط التعبيري.
- النمط الودي.
النمط الأول: الشخصية المتفردة وصفاتها
صفات الشخصية المتفردة:
هناك مجموعة بارزة من الصفات تميز الشخصية المتفردة، وهي كما يلي:
- شخصية مبادرة يحب أن يكون قيادي ويريد أن يفرض سيطرته على الآخرين، ولا يحب أن يكون تابع ولا أن يتحكم به أحد.
- لا يتردد في عمل الصواب وتصحيح الأخطاء حتى وإن كانت أخطاءه الشخصية.
- تتجه هذه الشخصية مباشرة نحو هدفها ولا تحب أي شكل من أشكال المراوغة.
- لا توجد عنده خيارات وسطيّة ولا يعرف التردّد ويتميّز بقراراته الحازمة.
- إنسان عملي بالدرجة الأولى ويكون ذلك غالباً على حساب حياته العائلية.
- لا يهتم بتفاصيل الأمور، وكل ما يهمهُ هو النتائج.
- يهمه فيما سيحصل أن يكون ذو فائدة.
- يهتم بشكل كبير بالإنجازات العلميّة.
- واضح ومباشر ولا يعرف الكذب.
- شخصية صريحة جداً وتنافسية.
- ماهر في تخطّي الصعوبات والمخاطر.
- يعتبر إلى حد ما شخص متكامل من جميع الجوانب.
- منظّم ويتقيّد كثيراً بالأنظمة والتعليمات كل شيء محسوب بدقة وبالورقة والقلم ومدروس طبقاً لخطة معينة.
- شخص لا يعتمد على الصدفة ليس هناك شيء لديه متروك للظروف.
- شخص منطقي يقدّر جيداً الحقائق ويعتمد عليها ولا يتكلم الا عن خلالها، فلا يتجاوب كثيراً مع الخيالات، فإذا عرضت عليه مشكلة معينة عليك ان تعرضها بأسلوب منطقي وموثّق بالأدلة والبراهين.
- مستمع من الطراز الأول لأنه يحب جمع المعلومات والخبرات.
- يستمتع بالبقاء وحيداً ومنعزلاً.
- من الصعب جداً أن تقوم بإقناعه.
- ثابت ويصرّ على غايتهِ ليصل إلى هدفه المنشود.
- يُفكّر كثيراً قبل أن يُقدم على أي عمل أو تصرف.
- مستقل بالرأي ولا يُشاور أي أحد عند اتخاذ القرار.
- يعتبر أفضل كشخص مطور لا كشخص مبتكر.
- شخص صبور ومخلص جداً.
كيف نتعامل مع النمط المتفرد؟
عند التعامل مع الشخص الذي ينتمي إلى النمط المتفرد، عليكَ أن تبدأ بالحديث عن النتائج قبل كل شيء، فمثلاً إذا أردت أن تشجعهُ على شراء سلعة معينة عليك أن تبدأ بالحديث عن الفوائد التي من الممكن أن توفرها لهُ، قبل أن تبدأ بالحديث عن مميزات السلعة أو مواصفاتها.
شاهد: صفات الشخصية المتفردة وطرق التعامل معها
النمط الثاني: الشخصية التحليلية وصفاتها
صفات الشخصية التحليلية:
فيما يلي أبرز صفات الشخصية التحليلية:
- صاحب الشخصية التحليلية يحب الحصول على كل الحقائق ذات الصلة قبل اتخاذ القرار.
- أصحاب الشخصية التحليلية يقدرون البيانات، وخاصة البيانات الكمية.
- أصحاب الشخصية التحليلية لديهم عقلية "إثبات ذلك" ويريدون سماع الأسباب الكامنة وراء القرارات.
- وفي الحالات القصوى، قد يفرط أصحاب الشخصية التحليلية في التفكير في القرارات ويقعون في "شلل التحليل"، غير قادرين على المضي قدماً بكفاءة.
- يريد الشخص التحليلي جمع المعلومات والنظر فيها بإسهاب قبل اتخاذ قرار كبير.
- حتى في الاختيارات الصغيرة، فإنهم يميل الشخص التحليلي إلى النظر إلى الأرقام أو البيانات للحصول على التوجيه، بدلاً من اتخاذ خيار غير متوقع.
كيف نتعامل مع النمط التحليلي؟
عندما تتعامل مع شخص ينتمي إلى النمط التحليلي عليك أن تتحدّث معه عن التفاصيل الدقيقة لأي موضوع، فمثلاً إذا أردت أن تعرض سلعةً ما له، عليك أن تتحدّث بالتفصيل عن كل ما يخص السلعة بالأدلة والبراهين.
النمط الثالث: الشخصية التعبيرية وصفاتها
صفات الشخصية التعبيرية:
تتسم الشخصية التعبيرية بمجموعة من الصفات، وفيما يلي أهمها:
- يتمتّع ويتسم بالعديد من الصفات الإبداعيّة.
- يعتمد على مشاعرهِ عند اتخاذ القرارات.
- يرتاح للحديث والعلاقات قبل البدء بأي مهمة.
- لديه قابلية عالية لمشاركة الآخرين بالرأي.
- صاحب خيال واسع ومبدع كبير.
- خيالاته لا تنطلق من الواقع، مع ذلك تدفعه نحو الإبداع.
- يُثار شعورياً بسهولة، ويستطيع التأثير على الآخرين.
- قد يتحول من قمة الحب إلى قمة البغض في وقتٍ قصير.
- شخص عاطفي يهتم بالأحاسيس والمشاعر ومنفتح على العالم دائماً.
كيف نتعامل مع النمط التعبيري؟
عليكَ أن تتبع الأسلوب التحفيزي والتشجيعي عندما تتعامل مع شخص ينتمي إلى النمط التعبيري، فإذا أردت أن تعرض لهُ سلعة معينة كحذاء مثلاً قل له ما أجمله وأنت ترتديه، كم تبدو قدمك جميلةً به.
النمط الرابع: الشخصية الودية وصفاتها
صفات الشخصية الودية:
إليك فيما يلي أبرز صفات الشخصية الودية:
- يتمتع بحب الآخرين له ويتمتع بالمودة.
- يحب العلاقات الدّافئة مع الآخرين، ومحط ثقة الجميع.
- يحب العمل المشترك والتعامل الجماعي.
- متفاني في خدمة الآخرين يحب مساعدتهم والاستماع لهم وتقديم المعونة ولا يستطيع أن يرفض لأحد طلب.
- لا يحب المغامرة ويتجنب الخطر إلا إذا حصل على دعم قوي.
- مهتم بالتفاصيل، محبوب، ودود، صبور، عطوف.
- شخصية تحب وتتقبل الجميع إلا أنها تبني العلاقات الشخصية مع مرور الوقت وتكون مقتصرة على عدد محدد من الأشخاص.
كيف نتعامل مع النمط الودي؟
لكي تتعامل مع الشخص الودي عليك أن تعامله بدفء ومودة، فمثلاً إذا أردت أن تقنعه بشراء سلعة معينة عليكَ أن تستخدم العبارات الوديّة كأن تقولَ له لأنني أهتم بأمرك، لأنك صديقي المقرب، لأنني أرى أنّ هذهِ السلعة ستكون جيدة لك.
شاهد: صفات الشخصية الودية وكيفية التعامل معها
خاصية كل نمط من أنماط الشخصية الأربعة:
- المتفرد: (صاحب إنتاج ويهتم بالنتائج وحاسم وواضح ومباشر هو شخصية قيادية) يصلح لتحفيز الآخرين.
- التحليلي: يصلح للبحث والمعلومات
- التعبيري: يصلح للإبداع والعصف الذهني والأفكار الجديدة والابتكارية.
- الودي: يصلح أن يكون تنفيذي في فرق العمل.
أنماط الشخصية 16:
بناءً على التصنيفات الأولية المزدوجة التي تكلمنا عنها، وبناءً على غلبة مجموعة من التفضيلات على أخرى حُدِّد ستة عشر نمطاً للشخصيات، ولكل شخصية رمز هو عبارة عن الصفة الراجحة من كل تصنيف من التصنيفات الأربعة؛ حيث يُؤخذ الحرف الأول من كل كلمة لتكوين الرمز المناسب لكل شخصية مثلاً:
- يشير الحرف E إلى الانبساط Extraversion.
- يشير الحرف S إلى الإحساس Sensing.
- يشير الحرف T إلى التفكير Thinking.
- يشير الحرف J إلى الحكم Judging.
- يشير الحرف I إلى الانطواء Introversion.
- يشير الحرف N إلى الحدس بدلاً من I لتمييزه عن الانطواء INtuition.
- يشير الحرف F إلى الشعور Feeling.
- يشير الحرف p إلى الإدراك Perception.
يمكنك الاطلاع على تفاصيل وصفات كل شخصية من خلال مقالنا: أنماط الشخصية الستة عشر وصفات كل منها
أخيراً عندما نعرف أنماط الشخصية وصفاتها نستطيع أن نضع كل شخص في موضعه الصحيح ونتمكن بناء على ذلك من تحديد نقاط ضعف كل شخصية ونقاط قوتها، ويكون تواصلنا مع من حولنا أكثر مرونة وسلاسة وبالتالي نصبح قادرين على التكيّف مع وسطنا الاجتماعي والتفاعل معه.
أضف تعليقاً