5 أسباب تبيِّن للأهل أهمية التوقف عن القلق على أطفالهم

قلق الأهل على أطفالهم يبدو أمراً طبيعياً، أليس كذلك؟ أعني نحن نحب أطفالنا؛ ولهذا السبب نشعر بالقلق عليهم بين الحين والآخر (حسناً، ربما طوال الوقت)، فالقلق يعني أنَّنا نهتم؛ فهو أمر طبيعي للغاية؛ لكنَّه أيضاً ليس ضرورياً بالمرة، وقد يكون ضاراً بطرائق قد لا تدركها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "جينا سينديف" (Gina Sendef)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها مع الأسباب التي تبرر حاجة الأهل إلى التوقف عن القلق.

تجربة شخصية:

"أنا قلق؛ لأنَّني أحبك" كثيراً ما كانت تقال لي هذه العبارة طوال فترة طفولتي، لقد تعلمت أنَّنا إذا كنا نهتم حقاً بشيء ما أو بشخص ما فسوف نشعر بالقلق والتوتر إزاء كل ما يتعلق بهم تقريباً - إنَّه تقليد عائلتي الإيطالية - فقد قضيت أفضل سنوات طفولتي وصولاً إلى مرحلة البلوغ وأنا أعاني القلق؛ نتيجة عقلية متأصلة مليئة بأفكار ومعتقدات تتعلق بأسوأ الاحتمالات، لقد كان الأمر أشبه بالجحيم.

عندما أصبح لدي أطفال كادت المخاوف أن تسيطر علي لدرجة أنَّني أدركت أنَّ شيئاً ما يجب أن يتغير، لم أكن أرغب بالتأكيد أن أفرض قيوداً على أطفالي تستند إلى سيناريوهات لا وجود لها في الواقع إلا في ذهني المعتاد على التفكير السلبي، كنت قد بدأت أعاني أيضاً مشكلات صحية من الصداع النصفي إلى الأورام الليفية، فأدركت أنَّ الأمور ستزداد سوءاً ما لم أُجري بعض التغييرات؛ لذلك طلبت المساعدة من مدرب صحة عامة علمني الأكل الصحي؛ لكنَّه سلط الضوء أيضاً بطريقة غير متوقعة إلى حد ما على مدى تأثير حالة القلق الدائمة في صحتي؛ بل وأكثر من ذلك بكثير.

لقد أسهم إدراكي لهذا الأمر في تغيير حياتي حرفياً، وطوال عدة سنوات كان تفكيري المعتاد القائم على الخوف قد تمادى دون أن أنتبه، وكان هو من يتحكم بكل شيء مدمراً ببطء صحتي وسلامتي العقلية، لقد كان تأثير الإدراك قوياً فيَّ شخصياً، كما أدى إلى تغيير شامل في طريقة تربيتي لأطفالي، ونظراً لأنَّني كنت طفلة عرضة للقلق من قبل والدي والبالغين في عائلتي؛ فقد كنت أقوم بالشيء نفسه أيضاً مع أطفالي طوال الوقت مفسحة المجال أمام العديد من الأشياء لإثارة أزمات مفتعلة، وكنت أعلِّم أطفالي نفس التفكير القائم على الخوف الذي تعلمته.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتقوي شخصيّة طفلك وتُنميها

ليس للقلق أي نتائج إيجابية:

إنَّ إدراك الآثار المترتبة على التعبير عن مخاوفك يبدأ كتجلٍّ شخصي، ولكن هذا لا يعني أنَّ تأثيره يقتصر عليك وحدك، يؤثر القلق في جميع من حولك، وفي حياتك - خاصة أولئك الذين تقلق بشأنهم - من منظور الطاقة أياً كان ما نفكر فيه أو نقوله أو نعتقد به فله تردد، هذا التردد سيجد له ما يطابقه؛ وذلك لأنَّه كما أنَّ الطاقة تجذب طاقة مماثلة لها - قانون الجذب - فهذا التردد هو ما نطلقه في العالم المحيط و/أو نشاركه مع من حولنا، وفي حالة القلق فإنَّ فهم المسألة من الجانب المتعلق بالطاقة مؤثر ومفيد للغاية في إيجاد تغييرات إيجابية.

ليس للقلق أي نتائج إيجابية، لا شيء على الإطلاق، وكوني أحد الوالدين مع العلم أنَّ ذلك هام، ولكن من الهام أكثر معرفة النتائج الأخرى المحتملة الناجمة عن القلق على أطفالنا؛ تلك التي ربما لم نتخيلها على الإطلاق؛ لكنَّك بالتأكيد لن ترغب في التسبب بظهورها عمداً.

شاهد بالفديو: 8 تصرفات تشير إلى أنَّنا نسيء تربية أطفالنا دون أن نعلم

خمسة أسباب تجعل الأهل يتوقفون عن القلق:

1. الرسائل المدمرة:

القلق لا يوافق طاقة الحب؛ بل يوافق طاقة الخوف، وهو يظهر نتيجة عدم الإيمان، والرسالة التي نرسلها، والطاقة التي نطلقها نحو العالم عندما ينتابنا القلق على شخص ما هي أنَّنا خائفون؛ لأنَّنا لا نؤمن بالعالم، أو بالناس، أو بطفلنا بطريقة ما، فعندما يقلق الأهل يلاحظ أطفالهم ذلك، ومن ثمَّ نحن نعلمهم أن يخافوا وألَّا يؤمنوا بأنفسهم، وحتى لو كان قلقك مبرراً إلى حد ما في ذهنك فإنَّ الرسالة هي رسالة خوف وانعدام الثقة.

في المرة القادمة التي تقلق فيها على طفلك لأي سبب من الأسباب تخيَّل نفسك تخبره أنَّك لا تؤمن به أبداً، وأنَّه لا ينبغي عليه أن يؤمن بنفسه أيضاً؛ لأنَّ هذا جزء من الرسالة التي ترسلها وتعلِّمها.

2. الطاقة القذرة:

يوافق القلق الخوف؛ ممَّا يجعله طاقة ذات قيمة متدنية، وأنا أسميها الطاقة القذرة؛ لأنَّها تشبه استخدام عقلك ومخيلتك للبحث عن شيءٍ قذر، في كل مرة تفكر في شخص ما ترسل تردد الطاقة هذا إليه؛ لذا على سبيل المثال فإنَّ الأفكار المحبة ترسل طاقة محبة، وعندما تقلق بشأن شخص ما ترسل تردد الطاقة هذا إليه؛ لذلك فأنت ترسل لهم طاقةً قذرة.

في المرة القادمة التي تقلق فيها على طفلك لأي سبب من الأسباب، سواء كانت المشكلات كبيرة أم صغيرة هذا لا يهم من منظور الطاقة، تخيل نفسك وأنت تقدم له كومة قمامة، أعلم أنَّ هذا التصور مثير للاشمئزاز؛ لكنَّه يشكل دافعاً قوياً نحو التغيير.

3. مضيعة للوقت:

الوقت ثمين، إنَّه أثمن ما نملك؛ لكنَّه ينقضي، والكيفية التي نقضي بها وقتنا هي مسألة هامة جداً، والخيارات التي نتخذها بما يخص الوقت تحدد حياتنا، وإنَّ استغلال وقتك في ابتكار سيناريوهات مخيفة لأسوأ الاحتمالات، والتعبير عنها هو إهدار كامل للوقت، ولن ينجم عن القلق بشأن أمر أو شخص ما أيُّ شيء جيد أو إيجابي.

في المرة القادمة التي تقلق فيها على طفلك تخيل نفسك تهدر وقتاً ثميناً كان من الممكن أن تمضيه بالقيام بشيء ممتع معه.

إقرأ أيضاً: 5 قواعد مهمة في التربية لزيادة ثقة الطفل بنفسه

4. عامل الخوف:

إنَّ القلق والانزعاج والتوتر وما إلى ذلك هي مجرد مرادفات للخوف، وأسوأ ما في الأمر هو أنَّنا في الواقع نخلق المزيد من الخوف عندما نختار أن نقلق - حتى لو كان ذلك لدقيقة واحدة فقط - من خلال القلق على أطفالنا نعلمهم أن يكونوا خائفين ويمكن أن يؤدي بهم الأمر إلى اضطراب القلق غير الضروري.

الخوف هو غريزة البقاء التي تنبهنا إلى الخطر من خلال حدسنا، وتلك الغريزة لها دلالات مثل التقلص في الأمعاء التي بالإمكان ضبطها ومتابعتها، إن ابتكار سيناريوهات الخوف من خلال القلق هو إساءة استخدام لهذه الغريزة؛ لذا عندما تقلق بشأن طفلك تخيل نفسك تقول له وتظهر له بأن يخاف من العالم والآخرين.

شاهد بالفديو: 15 نصيحة للآباء في تربية الأبناء

5. محطم الأحلام:

توجد عدة طرائق تساعدك على تحقيق أحلامك، ولكن ليس منها ما هو مرصوف بالخوف، فالقلق يدمر الأحلام؛ لأنَّه يبقينا في حالة من الركود والتقاعس عن العمل ويجعلنا نختلق أعذاراً ذاتية؛ لتبرير عدم نجاح الأمور.

يمكنك بالطبع تركيز تفكيرك على أسباب النجاح، إلا أنَّ ذلك يتطلب الانضباط، وعندما نقلق نعلِّم أطفالنا ليس فقط أن يعبروا عن مخاوفهم؛ بل أن يستسلموا لها، الأمر الذي قد يجعل من اختلاق الأعذار عادة لديهم بدلاً من وضع الخطط، وعندما تقلق بشأن طفلك تخيل نفسك وأنت تشجعه بأن يجعل الخوف عذراً له.




مقالات مرتبطة