ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "بيثاني" (Bethany)، وتُحدِّثنا فيه عن طرائق للتخلص من الخوف والسعي نحو تحقيق الأحلام.
لكنَّ الإجابة كانت واضحة وبسيطة، الخوف هو ما منعني من القيام بأيَّ تغيير، فقد تحكم الخوف في قراراتي في معظم حياتي، فخشيت الفشل وعدم وجود جهة من الممكن أن توظفني، وخشيت أن تعاني عائلتي الجوع إن لم أستطع إيجاد وظيفة مناسبة، وهذا دفعني إلى الخوف من التخلي عن الأمان المادي الذي يوفره لي عملي السابق، بدلاً من السعي إلى نَيل سعادتي.
إنَّ الخوف هو العائق الخفي الذي يمنع تقدمنا في مجالات الحياة الكثيرة، إنَّه يمنعنا من بلوغ الهدف والوصول إلى السعادة، ومعظمنا يظن أنَّ الخوف هو نوع من الإحساس بالوعي، لقد ظننت أنَّه وبصفتي أُمَّاً سيكون تصرفاً معدوم المسؤولية أن أخاطر وأجرِّب تجربة جديدة غير مضمونة، إنَّ الأطفال يحتاجون إلى الاستقرار، والمخاطرة في الوضع المادي قد تزعزع استقرار طفلتنا، لقد أوهمني الخوف بأنَّني محظوظة لامتلاكي عملاً من الأساس، أنَّني لست شخصاً مميزاً وليس باستطاعتي الحصول على أية فرصة عمل أخرى.
من المذهل كم من الممكن للعقل أن يكون خادعاً، ويوهمنا بأمور كثيرة، وقبل أن نكتشف أنَّها مجرد أوهام، تصبح واقعاً، ومن أفضل المهارات التي من الممكن أن نتعلمها هي النظر لأفكارنا من منظور شخصٍ آخر، هذه الطريقة سوف تريك عدد الأكاذيب التي يمليها عقلك عليك، وفي حالتي جعلتني هذه الأكاذيب أشعر بالعجز التام.
لقد ازداد وضعي سوءاً تدريجياً إلى أن وصلت إلى نقطة الانهيار، ومع ذلك لازمني شعور الخوف، ولم أكن سعيدة في حياتي وكانت صحتي الجسدية والعقلية تتدهور بسبب ذلك، وقد مرَّ زواجي بفترة عصيبة، ولم أعتنِ بابنتي كما يجب، لقد امتد الأذى إلى من حولي، وكل ذلك لأنَّني سمحت للخوف أن يوقفني.
في النهاية، اتَّخذت خطوة لتغيير واقعي؛ إذ إنَّنا بعنا منزلنا، وتبرعنا بمعظم ممتلكاتنا، واتجهنا إلى مدينة جديدة، والآن على شرفة شقتنا الصغيرة هناك، نستمتع في بدايتنا الجديدة.
إليكَ 5 نصائح للتخلص من الخوف وتحقيق أحلامك:
1. تخيل أسوأ ما يمكن حدوثه:
تخيَّل أسوأ ما يمكن أن يحصل، لكن فكِّر بواقعية، ولقد ظننت أنَّنا سوف نعاني الحرمان والجوع، لكن عند إعادة النظر بالأمر، وجدت بأنَّ ذلك لن يحدث، فتوجد طرائق عدة لإيجاد الطعام والنجاة، إذاً لم يكن الجوع أسوأ ما يمكن أن يحصل؛ بل الإحراج الذي سأشعر به عند قيامي بتلك الخطوة.
2. لا تحارب الخوف مباشرة:
انتبه إلى خوفك، وحاول فهم أفكارك لكي تستطيع الوصول إلى السبب الرئيسي لخوفك، فمحاولة تجاوز الأمر والمُضي قدماً دون فهم ما يعوقك لن تعطيك حلَّاً ناجحاً على الأمد الطويل.
شاهد بالفديو: 5 طرق تحول بها الخوف إلى حافز يدفعك للأمام
3. احصل على دعم من محيطك:
عند إحداثك لأي تغيير في حياتك، سوف تجد مؤيدين ومعارضين؛ لذا أحط نفسك بالوسط الداعم، واحرص على وجود أشخاص يقدمون لك الدعم المناسب عند شعورك بالشك في قدراتك.
إقرأ أيضاً: أنواع المخاوف السبع التي تعيقنا وطرق التغلب عليها
4. انتبه من الأحكام والخطوات التي تقيِّدك:
إنَّها الطريقة التي يتبعها دماغك ليدفعك إلى تجنب التغيير الحقيقي، فقبل أن أتقدَّم إلى وظيفة في مدينة أخرى، وضعت شروطاً عديدة من الواجب تحققها قبل أن نغادر؛ إذ وُجِبَ أن أكمل دفع أقساط المنزل وأحتفظ ببعض المدخَّرات، ومع أنَّ إنجاز هذه الأمور أمر جيد، لكن عندما شعرنا بجاهزيتنا لاتخاذ الخطوة نحو التغيير، قمنا بذلك بصرف النظر عن تحقيق الشروط التي وضعتها.
5. اتَّخذ الخطوة بلا تردد:
إذا فكرت بالأمر تفكيراً مبالغاً به، فإنَّك ستضع خططاً لا تستطيع تحقيقها، أو ستنشئ سيناريوهات تثير خوفك؛ فالإفراط في التفكير لن يعود عليك بالفائدة، بمجرد أن تمتلك خطة محددة اتَّخذ خطوة فعلية باتجاه تحقيقها، خذ خطوات صغيرة إن احتجت إلى ذلك، لكن حاول القيام بشيء ما يومياً.
في الختام:
تُعدُّ مواجهة الخوف وتخطيه مهمة صعبة؛ لكنَّها تصبح أسهل عند التدرب عليها، والأمر يستحقُّ ذلك، والآن بدلاً من كوني في وظيفة لا أحبها، أنا أتطلع إلى الذهاب إلى عملي الذي أحبه يومياً، وأيامي مملوءة بالتفاؤل والفرح والبساطة، ومع أنَّني ما زلت أعاني بعض الأيام العصيبة والصراعات، فإنَّني أستطيع القول بثقة إنَّنا نعيش حياةً سعيدة.
أضف تعليقاً