ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "بريستون إيلي" (Preston Ely)، والذي يُحدِّثنا فيه عن بعض الطرائق لتعزيز معدَّل ذكائنا.
وللانضمام إلى هذه الجمعية عليك أن تجري اختباراً، وأن تحرز النتيجة التي يحرزها الذين يمتلكون 2% من أعلى معدلات الذكاء في العالم؛ وبعد ذلك، تصبح ذكيَّاً بصورة رسمية.
أول فكرة خطرت لي عندما علمت بذلك؛ هي أنَّني أريد الانضمام إلى "منسا" (Mensa)؛ لذا حددت هدفاً للانضمام خلال 90 يوماً، ونشرت هذا الطموح المثير للشكوك على فيسبوك (Facebook) حتى أتمكَّن من إضافة هذا "الضغط الشعبي" إلى قائمة المُحفِّزات التي تدفعني إلى تحقيق هذا الهدف؛ وبعد ذلك، حاولت تعزيز قدراتي الذهنية؛ ولكنَّني لم أكن على يقين ممَّا إذا كان ذلك ممكناً؛ ذلك لأنَّ بعض العلماء يقولون إنَّ الذكاء وراثي، ولكنَّني لم أهتم بالعلم من قبل قط، فلماذا أفعل ذلك الآن؟ لذا حمَّلت تطبيق "منسا" (Mensa) على هاتفي، وأجريت اختباراً تدريبياً، وأخفقتُ إخفاقاً ذريعاً.
لقد كانت جميع الأسئلة خادعةً على ما يبدو، وكانت النتيجة أن ظهرت عبارة "أنت متوسط الذكاء" على الشاشة؛ حتى اعترتني رغبة عارمة في تحطيم الهاتف.
ثم طبَّقت بعض الخطوات (التي سأخبرك إيَّاها في قادم السطور) وبدأت إحرازَ نقاطٍ أهلتني لبلوغ مستوى "عبقري"؛ لذا سأَخضَع للاختبار الرسمي في وقت لاحق.
إليكم السبب الذي دفعني إلى إخباركم بذلك:
هناك اعتقاد غير مُعلَنٍ ولكنَّه ضِمني في عالم التنمية الذاتية ينصُّ على أنَّ الذكاء لا يهم حقاً؛ فكم أسعدنا سماع قصة هنري فورد (Henry Ford) عندما كان غبياً لدرجة أنَّه اضطر إلى استدعاء الأشخاص إلى مكتبه للإجابة عن الأسئلة الموجهة إليه، ما جعل الحصول على معدل ذكاء مرتفع أمر نسخر منه إلى حدٍ ما.
ولكنَّ مُعدَّل الذكاء يُعَدُّ إلى حدٍّ كبير مقياساً لقدرتك على فهم القواعد، وكما يقول راي كورزويل (Ray Kurzweil): "التعرُّف إلى القواعد جوهر الفكر البشري"؛ فلا يتمثَّل الذكاء في قراءة كتاب أو تحصيل المعلومات العامة (على الرغم من أنَّ ذلك مفيد أيضاً)؛ بل يتمثَّل في قدرتك على إدارة الحياة باستخدام عقلك، فهو يُشبه القوة الخارقة التي ستحصل عليها في هذا العالم.
لقد أظهرت الدراسات وجود علاقة مباشرة بين مستويات الذكاء العالية والنجاح في الحياة؛ فالذكاء أحد أكبر مؤشرات النجاح، والتي أسميها "تأثير الذكاء"، اقرأ عن دراسة "تيرمان" (Terman)، إذ راقب أطفالاً بمستوى ذكاء عبقري طوال حياتهم، وقد توصَّل إلى أنَّهم أكثر ثراءً، وصحةً، وطولاً، وقوَّة.
الشيء المثير للاهتمام حقاً في دراسة "تيرمان" أنَّ الأطفال ذوي معدل الذكاء المرتفع ليسوا ناجحين كلهم؛ فقد تبيَّن أنَّ مُعدَّل ذكاء بعضهم تحوَّل إلى "متوسط"، وكان لديهم معدلات إدمان كحول ومعدلات طلاق أعلى، فما الذي صنع الفارق؟
الذي صنع الفارق هو أنَّ الأطفال الناجحين هم من امتلكوا الرغبة والحكمة وقوة الإرادة والتوجه نحو الهدف والثقة بالنفس والمثابرة، وكل الأشياء التي قد تحاول القيام بها الآن؛ لذا فمن الصحيح أنَّ الذكاء وحده لن يحقق لك النجاح الذي تريده؛ ولكن لن تنجح رؤاك النموذجية إلى المساعدة الذاتية ما لم يصاحبها مستوى عالٍ من الذكاء؛ لذا يجب أن تضيف "زيادة معدل الذكاء" إلى قائمة أهدافك؟
أعتقد أنَّ الذكاء يمثل حوالي 50% من نجاحك، وتمنحك كل العناصر النموذجية الأخرى للتحسين الذاتي؛ كالتفكير الإيجابي، وتحديد الأهداف، وإدارة الوقت، والتطوُّر الشخصي، وما إلى ذلك النسبة المتبقية.
تسويغي لذلك بسيط للغاية؛ فالذَّكاء هو قدرتك على التفكير بمستوى عالٍ، لذا تخيَّل الملياردير المفضل عندك، لأضمن لك أنَّه يفكِّر على مستوى عالٍ للغاية؛ فكيف يمكنك زيادة معدل ذكاءك إذاً؟
فيما يلي خمس نصائح تتلخَّص في توسيع مداركك من خلال تعلُّم أشياء جديدة:
1. ثقِّف نفسك:
تعلَّم على الدوام، لا تبحث عن الثروة والصحة والسعادة فحسب؛ ولكن ادرس التاريخ والعلوم وعلم النفس والفن واللغات والرياضيات والموسيقى وما إلى ذلك، تعلَّم الكثير عن العالم وطريقة عمله، وأضِف عُمقاً إلى عقلك وشخصيتك، وحاول أيضاً قراءة كتاب على الأقل في الأسبوع، وابدأ استنتاج القواعد؛ إذ يتلخص الذكاء في التعرف إلى القواعد.
لقد قال أحد مُرشديَّ شيئاً باعثاً على الاهتمام: "لقد لاحظتُ شيئاً؛ وهو أنَّ كل أصدقائي الأثرياء يجيدون الرياضيات"، ولقد أدركتُ أنَّ هذا ينطبق عليَّ أيضاً، هل أنت جيد في الرياضيات؟ وإذا لم تكن كذلك، فلماذا لا تكون جيداً؟ إذ تُعدُّ أساليب التفكير والنجاح مجرَّد جزء صغير ممَّا هو مطلوب.
2. العب ألعاب الدماغ:
افعل ذلك لمدَّة 20 دقيقة في اليوم، وسيؤدي ذلك إلى تحسين ذاكرتك العاملة، فقد أظهرت إحدى الدراسات أنَّ ألعاب الدماغ تزيد من معدَّل الذكاء بصورة كبيرة، فيما أظهرت دراسات أخرى أنَّها لا تفعل ذلك، وبصرف النظر عن تلك الدراسات؛ فقد كنت ألعبُ هذه الألعاب منذ فترة، وقد أثرى ذلك عقلي.
3. مارس تمرينات الكارديو بانتظام:
تساعد تمرينات الكارديو أو التمرينات الهوائية على إفراز الإندورفين الذي يزيد سرعة العقل واستجابته؛ لذا حاول الحصول على أكبر قدر ممكن من الإندورفين.
4. تعلَّم العزف على آلة موسيقية:
يعادل تعلُّم عزف الموسيقى منح عقلك تمريناً لكامل الجسم، وقد أثبتت ذلك الدراساتُ التي تستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي (FMRI).
ويتلخَّص الأمر ببساطة في أنَّ العزف على آلة موسيقية يضيء عقلك بالكامل، ويُخلِّف تأثيراً دائماً على مهارات الرياضيات والاستدلال المكاني؛ لذا يحضُّ الأثرياء في جميع أنحاء العالم أطفالهم على تعلُّم العزف على آلة موسيقية كلاسيكية سواء أحبوا ذلك أم لا.
خصِّص 30 دقيقة أسبوعياً لتلقِّي درسِ موسيقي، ولإطلاق العنان للفنان الذي بداخلك.
شاهد بالفديو: 15 عادة يومية لذكاء أكثر
5. اقرأ كتاب "عزِّز مُعدَّل ذكاءك" (Boost Your IQ):
مؤلة هذا الكتاب "كارولين سكيت" (Carolyn Skitt). العب جميع الألعاب التي يحتويها، إنَّ هذا الكتاب من تأليف أذكياء "منسا" (Mensa)؛ لذا اعلم أنَّ محتواه هام وغني بالمعلومات، فهم يعرفون ما يتحدثون عنه.
خلاصة القول:
ذكاءك ليس محصوراً في الجينات الوراثية، وفي إمكانك تعزيزه وزيادته، وحينها ستصبح جميعُ المجالات الأخرى التي تحاول إحراز النجاح فيها أسهلَ إلى حدٍّ مذهل، لقد فعلتُ أنا ذلك، ويمكنك فعله أيضاً.
أخيراً: يقول روبرت كيوساكي (Robert Kiyosaki): "يجب أن تكون ذكياً، فقد ولت تلك الأيام السهلة".
أضف تعليقاً