ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُقدِّم لنا فيه 5 دروس لتخطي العقبات التي تواجهنا في الحياة.
في بعض الأحيان، جميعنا علينا التعامل مع الأذى والحزن والخسارة في حياتنا، فهذا أمر حتمي؛ لذلك لا داعي لأن تسأل نفسك عن سبب حدوث الأشياء السيئة، فكما قال الفيلسوف إبيكتيتوس (Epictetus) منذ نحو 2000 عام: "لا يتعلق الأمر بما يحدث معك، لكن ما يهم هو كيف تتصرف حيالَ ذلك".
قد نُطرَد من العمل، أو نفقد أحد أفراد أسرتنا، أو نعاني إعاقة جسدية، وقد يتحول الأصدقاء إلى أعداء، أو قد يتحول الزملاء إلى منافسين؛ فكيف تتعامل مع الأشياء السلبية في الحياة؟ فمن دون وجود استراتيجية، فإنَّك تخاطر بالوقوع في عقلية الضحية، فتستاء من حياتك عندما لا تسير الأمور كما تريد.
خلال الأشهر الثلاثة الأولى من كانون الثاني (يناير) 2015، فقدتُّ اثنين من أفراد عائلتي، واستقلتُ من وظيفتي، وانتهت علاقتي العاطفية، إضافة إلى ذلك، عدتُ من لندن (London) إلى هولندا (Holland)، ومع أنَّ الوضع لم يكن بهذا السوء، لكن شعرت بأنَّ الحياة تقهرني.
فيما يأتي 5 دروس ساعدتني على تخطِّي العقبات التي واجهتني في الحياة:
1. الاستعداد للأسوأ:
لا يمكنك منع حدوث الأشياء السيئة أبداً، لكن يمكنك منعها من التغلب عليك، عندما تتوقع أنَّ كل شيء سوف يسير على ما يرام، ستواجه عقبة غير متوقعة وستؤثِّر فيك بشدة؛ لذلك لا داعي لفعل ذلك بنفسك.
إنَّ الحل بسيط جداً، لا تستعد لأسوأ نتيجة ممكنة فحسب؛ بل توقَّعها أيضاً، لا داعي لأن تصبح متشائماً؛ بل يجب أن تدرك أنَّ الأشياء لن تسير كما تريد؛ إذ تقول الشاعرة الأمريكية مايا أنجيلو (Maya Angelou): "أنا أتمنى الأفضل، ومستعدة للأسوأ، ولن أتفاجأ بأيِّ شيء بينهما".
2. كلُّ شيءٍ مؤقت:
إنَّ الحياة أشبه بفصول السنة؛ إذ توجد فيها فترات جيدة، وفترات رائعة، وفترات ليست بتلك الروعة، وفترات مروِّعة، لن تكون حياتك لطيفةً كفصل الصيف دائماً؛ بل ستكون منهكة كفصل الشتاء أحياناً؛ لكنَّ الأوقات السيئة مؤقتة، والجميع يعرف ذلك، ومع ذلك نخاف عندما تكون الحياة سيئة؛ لكنَّ الحياة تمضي؛ لذلك تأكد من ألا تتعثر في الأوقات السيئة من حياتك.
"يمكنني تلخيص كل ما تعلمته عن الحياة في كلمتين: الحياة مستمرة".
الشاعر الأمريكي روبرت فروست (Robert Frost).
شاهد بالفيديو: 6 طرق لتجاوز عقبات الحياة والتغلب عليها
3. رؤية الأشياء على حقيقتها عندما تواجهك العقبات في الحياة:
لا تتمنَّ "لو كانت الظروف أفضل"، ولا ترجُ أن تنتهي مشكلاتك على خير؛ فالتَّمني والرجاء ليسا استراتيجية، ولن تتحسن أحوالك دون إدراك أنَّك يجب أن تواجه المصاعب والمحن.
إنَّنا نشكو كثيراً بشأن عدم امتلاكنا للطاقة لاتخاذ أي إجراء، لكن كن واقعياً وحاول أن ترى الحياة على حقيقتها، وليس كما ينبغي أن تكون؛ إذ ستبعدك هذه الاستراتيجية عن الشكوى؛ لأنَّك ستركز على تحقيق أقصى استفادة من الحياة عندما تواجه العقبات.
4. الإيمان:
إنَّ الأمل في حدِّ ذاته هو استراتيجية سيئة، لكن في ذات الوقت يجب أن نكون متحمسين للغد، لا يهمني ما الذي تؤمن به لأنَّك حتماً تؤمن بشيء ما، فقط عليك أن تتحلى بالإصرار عندما يتعلق الأمر بمستقبلك وعليك أن تتوقع أنَّه سيكون جيداً أيضاً.
كما قال رائد الأعمال الأمريكي ستيف جوبز (Steve Jobs): "لا يمكنك فهم الحياة وأنت تنظر إلى المستقبل، لكن يمكنك فهمها عندما تنظر إلى الماضي، وحينئذ تنجح في مستقبلك".
قد يسيء بعض الناس تفسير هذا الكلام بين التفكير الرغبوي أو مبدأ بوليانا، وبالنسبة إلي، أنا لست من محبي حركة التفكير الإيجابي؛ إذ إنَّ الإيجابية رائعة، لكن إذا كنت تريد تغيير حياتك، فأنت بحاجة إلى بذل قصارى جهدك.
يجب أن نبقى واقعيين، فعلينا إعالة عائلاتنا ورعايتها، لكن في الوقت ذاته، عليك أن تثق في نجاحنا مستقبلاً، تماماً كما قال ستيف جوبز؛ لهذا السبب يجب أن تؤمن بأنَّ عملك سيؤتي ثماره في النهاية.
5. رؤية كلِّ شيء على أنَّه تدريب:
إنَّ الأشياء التي تمر بها الآن ستجعلك أقوى وأفضل وأكثر حكمة، وما إلى ذلك؛ لكنَّنا لا نعترف بذلك إلا بعد فوات الأوان فقط، لكن أليس من الأفضل أن تدرك أنَّك تزداد قوة عندما تكون في اللحظة ذاتها؟
في الختام:
أنا لا أرى العقبات كأشياء مروِّعة تدمِّر حياتك؛ بل أرى أنَّ كل ما يحدث معك هو مجرد تدريب، والتدريب دائماً جيد، مهما كان قاسياً؛ لذلك في المرة القادمة التي تواجه فيها المصاعب، تمهَّل، وافهم أنَّ الأمر تدريب لك.
أضف تعليقاً