خمسة أسباب لأهمية الصداقات:
واحدة من أكثر الطرائق فاعلية للمساعدة على بناء صداقات مع الأقران هي من خلال برامج تقدير الأقران لبعضهم بعضاً؛ فذلك يكون عبارة تقدير يُتبادَل بين الموظفين، سواء بتقديم التقدير في عبارة سهلة، مثل، "لقد قمت بعملٍ رائع"، أم بتقديم هدية صغيرة؛ إذ يمكن أن يؤدي تقدير الأقران لبعضهم بعضاً إلى زيادة سعادة الموظف في مكان العمل زيادة كبيرة.
وجدت شركة "غلوبو فورس" أنَّ تأثير العلاقات في مكان العمل يحقِّق ما هو أبعد بكثير من مجرد الشعور بالسعادة، ففيما يأتي خمسة أسباب تجعل علاقات الأقران أمراً هامَّاً في مكان العمل:
1. زيادة الولاء للشركة:
وَفقاً لتقرير "غلوبو فورس"، فإنَّ الموظفين الذين لديهم أصدقاء في الشركة هم أكثر ميلاً للبقاء في وظيفتهم، و64% من الموظفين الذين لديهم من 6 إلى 25 صديقاً في العمل هم أكثر ميلاً للبقاء مخلصين لرب العمل، فالموظفون ليسوا مخلصين للشركات؛ بل هم مخلصون للأشخاص الموجودين فيها.
لذا أنشِئ برنامج تقدير لتجعل من نجاحات أعضاء الفريق سبباً لتعزيز أواصر الصداقة بينهم، وكافِئ الموظفين الذين يشاركون أكثر لتُظهر لهم أنَّك تُقدِّر إخلاصهم للشركة.
2. تحسين الرضا الوظيفي:
وَفقاً للتقرير، فإنَّ مشاركة الأقران تُحدِث فرقاً كبيراً في الرضا الوظيفي أيضاً؛ فالموظفون الذين لديهم أقران يحتفون بإنجازاتهم معهم، هم أكثر ميلاً بنسبة 17% لأن يحبُّوا وظائفهم، و31% أكثر ميلاً لأن يحبُّوا شركتهم، كما أنَّ الموظفين الذين لديهم العديد من الأصدقاء في العمل، هم أكثر فخراً بشركاتهم؛ إذ أفاد 50% من الأشخاص الذين لديهم 25 صديقاً على الأقل بأنَّهم يفتخرون بمكان عملهم.
وعندما يكون الموظفون سعداء في عملهم، شجِّعهم على الاعتراف بذلك، وعلى مشاركة ما يجعلهم سعداء في العمل، سواء كان السبب هو عملهم مع أعضاء فريق مُعيَّنين أم عبارة عن عوامل أخرى تتعلق بكونهم جزءاً من الفريق الذي يجعل العمل ممتعاً.
3. الشعور بقيمة أكبر في العمل:
وجد التقرير أنَّ العمال أكثر عرضة بنسبة 24% للشعور بالتقدير إذا عملوا في شركات عمل فيها زملاء عملهم منذ تأسيسها، فأشرِك الفريق بأكمله عند الاحتفال بالإنجازات والمناسبات السنوية وأعياد الميلاد، ولا تقصِر إنجازاتك على سنوات من الخدمة فقط، واحتفل بإنجاز المشاريع الصعبة، والمهارات والكفاءات الجديدة التي اكتسبتها، وبمقاييس الأداء الأخرى.
وعندما يعلم الموظفون أنَّهم هامُّون لأعضاء فريقهم، فإنَّهم يتحفَّزون للعمل بجهدٍ أكبر، وقد كشفت دراسة أجرتها شركة "تايني إتش آر" (TinyHR)، أنَّ الصداقة المتينة بين الأقران هي السبب الأول الذي يدفع الموظفين إلى بذل جهد إضافي.
4. الدعم في السراء والضراء:
إنَّ بناء علاقات الأقران في مكان العمل سيؤدي إلى مشاركة عاطفية أعلى وذكريات جيدة وسعيدة؛ إذ أفاد قُرابة 73% بأنَّهم كانوا سعداء مع زملائهم في العمل جداً، وأنَّهم قضَوا أوقاتاً ممتعة معاً؛ إذ إنَّ الموظفين على استعداد للتعاطف مع بعضهم بعضاً عندما يشعر أحدهم بالحزن أيضاً، ويقول 61% من الموظفين إنَّ الدعم من الزملاء ساعدهم على تجاوز الأوقات الصعبة.
ابحث عن الموظفين الذين يدعمون أقرانهم أكثر من غيرهم، وإذا راودك الشك، فاسأل الموظفين عمَّن قدَّم لهم المساعدة أكثر، فلن يكون لديك فكرة فقط عن أفضل الموظفين الذين يشكِّلون "الرابط" الذي يربط مؤسستك معاً، ولكن يمكنك أن تصبح أكثر وعياً بنقاط القوة لدى أصحاب الأداء الأفضل.
5. الرغبة في تقدير الأقران:
يريد الموظفون من أقرانهم أن يقدِّروا عملهم الشاق، تماماً كما يريدون تقدير عمل أقرانهم، ووَفقاً لـ "تايني إتش آر"، إنَّ 44% من الموظفين سيقدِّرون أقرانهم عندما تُتاح لهم الوسائل اللازمة للقيام بذلك، وبالإضافة إلى ذلك، إنَّ نسبة 58% من الموظفين الأكثر سعادة هم على الأرجح أكثر مَن يقومون بتشجيع فِرقهم في مكان العمل؛ لذا وفِّر طريقة للموظفين لتقدير بعضهم بعضاً إمَّا من خلال مكافآت صغيرة، أو منصَّة لنشر ملاحظات الشكر العامَّة، وستلاحظ مزيداً من ملاحظات الشكر، وسيدرك مزيدٌ من الموظفين التأثير الذي يمكن أن تُحدِثه بضع كلمات لطيفة في بناء العلاقات وإثارة الشعور بالانتماء.
شاهد بالفديو: 8 طرق لمكافأة موظفيك دون أي تكلفة
في الختام:
بالطبع، لا توجد طريقة لتكوين الصداقات؛ بل إنَّ العلاقات الحقيقية تحدث بشكل طبيعي وتتطوَّر مع مرور الوقت؛ إذ يتشارك الناس الاهتمامات ويعملون من أجل تحقيق الأهداف جنباً إلى جنب مع بعضهم بعضاً، ويمكنك دعم هذا النمو، فقط امنح الموظفين الأدوات التي يحتاجون إليها لتقدير بعضهم بعضاً.
أضف تعليقاً