4 نصائح للتغلب على الشعور بالعجز والعزلة الشخصية

العديد من الأعمال اليومية تسبب الشعور بالقلق أو عدم اليقين أو الخوف أو الشك أو عدم الرضى، ونتفاعل مع هذه المشاعر بطرائق لا تساعد على حلها؛ ذلك من خلال إلهاء أنفسنا، أو تناول طعام غير صحي، أو التأجيل؛ وهذا يؤدي إلى شعورنا بالقلق والتعاسة، ويُبعد الآخرين عنا، ثم نعيش في وحدتنا، ثم ندخل في حالة إنكار لكل شيء، وإذا تمكَّنَّا من تعلُّم كيفية التعامل مع الشعور بالعجز والعزلة الشخصية، سنعيش حياتنا بسهولةٍ أكبر، وستقل الصعوبات التي نواجهها فيها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "ليو بابوتا" (Leo Babauta)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع مشاعر العجز والعزلة الشخصية.

القلق الكامن وراء مشكلاتنا:

طلبتُ من متابعيني على منصة "تويتر" (Twitter) مشاركة مشكلة يريدون مني الكتابة عنها، وفي حين أنَّ المشكلات التي كانوا يشاركونها صعبة للغاية، كان السبب واحد؛ إذ كان لكل شخص مشكلة خارجية مرتبطة بمشكلة داخلية أساسية، تتمثل في القلق أو الخوف أو عدم اليقين؛ لذا دعونا نلقي نظرة على هذه المشكلات:

1. الشعور بالإهمال أو عدم الانتماء:

نشعر جميعاً بعدم الانتماء؛ إذ تكمن المشكلة في عدم العثور على أشخاص يمكنك التواصل معهم في حياتك اليومية، بالإضافة إلى المشكلة الداخلية المتمثلة في الشعور بالوحدة وعدم الانتماء؛ وهذا أمر طبيعي ومن الجيد ملاحظته عند حدوثه.

إقرأ أيضاً: 10 أسباب تدفعك للشعور بعدم الانتماء إلى أي مكان

2. البحث عن شغفك وتحقيق أقصى قدر ممكن من إمكاناتك:

المشكلة الظاهرية هي أنَّه لديك وظيفة لست متحمساً لها، وتسبب لك الشعور بالقلق وعدم الرضى؛ ذلك لأنَّك لا تجد شغفك أو تحقق أقصى قدر ممكن من إمكاناتك، ويمكننا جميعاً أن نفهم هذا الشعور أيضاً.

3. الإصابة بالصداع المزمن أو المشكلات الجسدية الأخرى تمنعك من بناء حياتك المهنية ودفع نفقاتك؛ وهذا يؤثر في تقديرك لذاتك:

المشكلة الظاهرية؛ هي الصداع السيئ، الذي يؤدي إلى مشكلات مهنية أو مالية، وليس من السهل التعامل معها، بالإضافة إلى النقد الذاتي، ومعظمنا يمر بهذه المشاعر؛ كالشك وانتقاص صورة الذات.

4. القلق من حدوث تغييرات كبيرة:

المشكلة الظاهرية هي أنَّنا نواجه تغييراً كبيراً، ونظراً لأنَّ الأوضاع غير مستقرة، سيسبب لنا هذا التغيير شعوراً بالقلق.

5. شراء كتب أو دروس أو خطط تحسين الذات وعدم استعمالها:

المشكلة الظاهرية لا تتمثَّل في إيجاد الوقت أو الطاقة لاستعمال المواد التي اشتريتَها؛ بل بالمشكلات الداخلية، مثل مشاعر القلق بشأن عدم الارتقاء إلى مستوى إمكاناتك، والاستفادة من الفرص، والقيام بما كنت تأمل أن تفعله أيضاً.

6. الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي أو مقاطع الفيديو أو الهاتف المحمول:

المشكلة الظاهرية هي أنَّك تُشتَّت عن الهام، ولكنَّ القلق الأساسي هو أنَّك تشعر بالإدمان وأنَّ هناك شيئاً خاطئاً؛ ذلك لأنَّك لا تستطيع التركيز، بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يكون الإدمان آلية للتعامل مع عدم الرضى عن الوقت الذي تقضيه، أو المخاوف من أمور أخرى في الحياة.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات للتخلّص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي

7. تجاوز الانفصال:

المشكلة الظاهرية هي انتهاء علاقة طغى عليها الألم وعدم الرضى الذي أعقب الانفصال؛ فقد نشعر بالإحباط بشأن عدم الرغبة في إنهاء هذه العلاقة، وعدم الرغبة في أن نكون وحدنا، وكيفية تصرُّف الشخص الآخر، وكيف نشعر تجاه أنفسنا بعد هذه التجربة.

إقرأ أيضاً: كيف تتجاوزين أزمة الانفصال عن الشَّريك؟

8. الشعور بالعجز والفراغ لسبب لا يمكنك تحديده:

من المحتمل أن يكون هناك موقف ظاهري يتسبب في هذا الشعور الغامض بالفراغ، ولكنَّ المشكلة الحقيقية تكمن في المشاعر المتعلقة بكل شيء، مثل: عدم اليقين، والقلق بشأن إضاعة الوقت على إصلاح الوضع.

وهناك الشعور بالعجز والعزلة الشخصية اللذين نمرُّ بهما بسبب طبيعتنا الإنسانية فيما يخصُّ كل ما نختبره في الحياة والأشخاص الآخرين وأنفسنا، فكيف نتعامل مع كل هذا؟

من أين يأتي هذا الشعور بالعجز والعزلة الشخصية؟

من الجيد أن نكتشف سبب هذا الشعور بالعجز والعزلة الشخصية لدينا، الذي ينتج عن الرغبة في الشعور باليقين والاستقرار؛ والسبب هو عدم تقبُّلنا لهذه الحقيقة، التي تتجلى بعد ذلك في عدم الرضى عن وضعنا وأنفسنا والآخرين.

وعندما نبدأ بمعالجة هذا القلق ونواجهه بشجاعة، سنبدأ بإدراك أنَّه ليس سيئاً للغاية؛ فإذا جلست الآن لمدة 5 إلى 10 دقائق ومارستَ تمرينات التنفس، فمن المحتمل أن تلاحظ هذا الشعور بالعجز والعزلة الشخصية.

وينتج عن ذلك الرغبة في التوقف عن ممارسة تمرينات التنفس، أو التوقف عن تمرينات التأمل هذه، أو الانشغال بمهام الحياة، أو إلهاء أنفسنا، أو التفكير في أنَّ الممارسات التي تتَّبعها غبية، أو التفكير في المشكلات التي تواجهك، ولكن بدلاً من الهروب من هذا القلق الذي نعانيه في الحياة، ماذا لو تقبَّلناه واهتممنا به؟ وبعد ذلك يمكننا البدء بمعالجته.

إقرأ أيضاً: 10 أشياء إيجابيَّة تحدث لك عندما تبقى وحيداً

كيف تتعامل مع الشعور بالعجز والعزلة الشخصية؟

بدلاً من محاولة التعامل مع القلق باستعمال وسائل الإلهاء، مثل الطعام أو التسوق أو تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، سنتحلى بالشجاعة لمواجهته بإيجابية، وإليك هذه النصائح لكيفية التعامل معه:

1. واجه الشعور الجسدي:

انسَ الأمر الذي يدور في رأسك ويسبب لك القلق؛ وبدلاً من ذلك، افهم ما يشعر به جسدك، وكيف ينعكس هذا القلق عليه وماذا يسبب لك.

2. تعامل مع هذه المشاعر وكن فضولياً في كلِّ ما يخصُّها:

لا تهرب منها، وافهم هذا الشعور الجسدي؛ وبدلاً من رفضه والرغبة في إيقافه، فقط تقبَّله وافهمه بفضول؛ كالتفكير: ماذا أشعر؟ وهل يتغير؟ وما هو رد فعلك على هذا الشعور؟

3. تقبَّله:

يمكنك تقبُّل هذا الشعور من خلال تطوير مشاعر الألفة تجاه هذا الإحساس الجسدي لهذا القلق، وانظر إليه على أنَّه جزء من الحقائق الأساسية لوجودك، وتعلَّم أن تفهمه، وانظر إليه على أنَّه فرصة لفهم شيء سيكون معك طوال حياتك.

4. افهمه بوضوح من خلال قدراتك العقلية:

طريقتنا الطبيعية في التعامل مع هذا الشعور هي من خلال الرغبة في رفضه؛ ذلك لأنَّنا لا نراه رؤية صحيحة؛ وبدلاً من ذلك، يمكننا أن نبدأ باستثمار عقولنا، ويمكننا بهذه الطريقة رؤية القلق بوضوح أكبر؛ إذ إنَّه شعور مؤقت، وهذه المساحة المفتوحة لعقولنا متاحة دائماً لنا لاستغلالها.

الأمر بهذه السهولة، ومع ذلك، فهو ليس سهلاً دائماً؛ ففي بعض الأحيان يكون القلق الذي نشعر به صغيراً ويثقل صدرنا عندما نفهمه، ولكنَّه في أحيان أخرى يكون كبيراً جداً، أو يسبب طاقة هوس لا يمكننا تحمُّلها؛ لذا يجب أن نواجهه على دفعات، على فترات قصيرة، ونستمر في التعامل معه تدريجياً حسب استطاعتنا، حتى نبدأ بالثقة في أنَّنا سنكون على ما يرام إذا واجهناه وتقبَّلناه.

وعندما نبدأ بالتطرق إلى هذا القلق ونواجهه بشجاعة ونفهمه، ندرك أنَّه ليس سيئاً للغاية؛ بل إنَّه مجرد شيء عابر وسيختفي؛ لذا لا داعي للذعر، فيمكننا الاسترخاء، وتقبُّل هذا الشعور بعدم اليقين.

المصدر




مقالات مرتبطة