4 مؤشرات تدل على أن فكرة مشروعك سيئة

لا يهم كم من أصحاب رؤوس الأموال أو ممولي الأعمال تحاول جذبهم بالحملات المجانية أو العروض المنافسة، وإن كانت فكرة مشروعك في جوهرها سيئة، فسوف تواجه صعوبةً في العثور على من يتبنَّاها، وهذا موضوع حساس لأنَّ رواد الأعمال شغوفون تجاه أعمالهم وهنالك أيضاً موضوع الابتكار المزعزع (Disruptive Innovation): فشركات مثل: "أوبر" (Uber)، و"إير بي إن بي" (Airbnb)، و"بيتكوين" (Bitcoin)، وحتى "أمازون" (Amazon)، جميعها بدَت أفكاراً مريعة في بداياتها.



بالطبع ليس هنالك من رائد أعمال يرغب بإخبار زميله أنَّ فكرة مشروعه سيئة؛ ولذا عليك أن تتخذ هذا القرار النهائي، ونستعرض في ما يلي أربع علامات تُنذر بأنَّ ثمَّة خلل في الاستثمار؛ لذا تعرَّف إليها قبل أن تتكبد خسائر فادحة:

1. تقديم فكرة غير مبتكرة في مجال عمل عالي التنافسية:

المحاسبة مجال يصعب جداً النجاح فيه في المملكة المتحدة؛ فوفقاً لـ "مكتب الإحصاء الوطني البريطاني" (Office for National Statistics)، كان هنالك أكثر من 43,000 مشروع متعلق بالمحاسبة مسجَّل في المملكة المتحدة في عام 2019 والرقم في تزايد مستمر؛ ونتيجة ذلك، تفشل المشاريع هذه أو لا تنطلق أصلاً؛ لأنَّها لا تُقدِّم أيَّ شيء جديد في سوق شديد الازدحام بالفعل، وكي تُحقِّق النجاح، يجب أن تطرح أفكاراً مبتكرة في هذا المجال الذي لا يساعد على الابتكار، فإذا كنتَ مُصرَّاً على الدخول في سوق مكتظ، فقدِّم خدمةً مميزة للغاية على الأقل.

2. أن يتطلَّب تقديم "منتج الحد الأدنى" (minimum viable product) وقتاً طويلاً في الشركات التقنية الناشئة:

التكنولوجيا مجال قاسٍ وصل إلى مرحلة الإشباع، وتهيمن عليه بضع شركات عملاقة مثل: "فيسبوك" (Facebook)، و "آبل" (Apple)، و"ألفابيت" (Alphabet)، وغيرها.

لم يمر وقت طويل حتى طرح "فيسبوك" (Facebook)، و"تويتر" (Twitter)، منافساً لتطبيق الشبكات الاجتماعية للدردشة الصوتية "كلوب هاوس" (Clubhouse)، وذلك ما يَحدث على الدوام في مجال التكنولوجيا، حيث حصل "إنستغرام" (Instagram) على فكرة ميزة "القصص" (stories) من "سناب شات" (Snapchat)، ثمَّ حذا "لينكد إن" (LinkedIn) حذوه، في حين تمكَّن "تيك توك" (TikTok)، و "سبوتيفاي" (Spotify) من منع محاولات تقليد ميزاتهما، لكن ما يزال وضع "كلوب هاوس" (Clubhouse) محط جدل.

حين بدأ "فيسبوك" (Facebook)، و"تويتر" (Twitter) بتقليد "كلوب هاس" (Clubhouse)، كانت تُقدِّم هذه الشبكة الاجتماعية خدماتها لـ 10 مليون مستخدم بفضل بعض الأسماء الكبيرة التي تبنَّت الفكرة عند انطلاقتها، لكن يعتمد استمرارها الآن على سرعتها في الابتكار، وإضافة ميزات جديدة كي تحافظ على قاعدة مستخدميها وتُوسِّعها.

إن كان مشروعك التقني الناشئ يتطلب وقتاً طويلاً لتقديم منتج الحد الأدنى أو إضافة التحسينات، جرِّب تعزيز فريق التطوير الأساسي لتسريع العملية.

إقرأ أيضاً: 8 طرق تختطف عبرها التكنولوجيا عقولنا... هذا ما يقوله أحد خبراء جوجل!

3. لا تثير فكرة المشروع حماسك:

ربما لديك فكرة عبقرية نظرياً، لكنَّك لا تشعر بالحماس تجاهها، وهي أخطر العلامات؛ حيث تعلَّمنا من "ستيف جوبز" (Steve Jobs) أنَّ نجاح الشركة يعتمد إلى حدٍّ كبير على الشخص الذي يقودها، لكن من الهام إدراك أنَّ التغذية الراجعة السلبية قد يكون لها أثر سيء في فكرة كانت تبدو سليمةً قبل؛ لذا إن كنتَ لا تزال محتاراً بشأن فكرة مشروعك، فلا تشاركها مع أحد حتى تقرر بشكل نهائي إن كنتَ ترغب بتطبيقها أم لا، وإلا فإنَّ آراء الناس السلبية قد تُشوِّهها قبل أن تكتمل.

4. تقديم أفكار لمشاريع ترتبط بآخر التوجهات العالمية:

تتطلب الأفكار هذه مصادر هائلة وفورية لكي تُطبِّقها؛ ونقصد بها أفكار المشاريع التي تتبع آخر الصيحات والتوجهات، مثال على ذلك: الألواح الطائرة (Hoverboards) والكمامات خلال جائحة كوفيد-19، وفي حالة هذه الأفكار، يلحظ رائد الأعمال فرصةً في السوق ويغتنمها، لكنَّ ذلك صعب إن لم تمتلك رأس مال جاهز للاستثمار الفوري والمشاهير المتاحين عند الطلب للترويج للفكرة.

أفكار الموضة مصدر ممتاز للربح السريع؛ لذا استثمِر بقوة، واحصل على عائدات استثمارك ثمَّ انسحِب، لكنَّها غير مناسبة لمشاريع الأعمال طويلة الأمد.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة لإدارة المشاريع الناشئة وإعداد الميزانيّة المناسبة لها

أهم متطلبات أفكار المشاريع الجيدة:

أفكار الناس متنوعة بقدر تنوُّع إبداعهم الشخصي، لكنَّ أفكار المشاريع الناجحة يجب أن تتصف دائماً بالتالي:

  • تلبية حاجة في السوق أو حل مشكلة.
  • سهولة (نسبية) للتمويل.
  • التنافسية.
  • سرعة التنفيذ النسبية (مقارنة مع المنافسين إن وجدوا).
  • شغف رائد الأعمال بها.

لا داعي إلى أن تكون فكرة العمل مثاليةً كي تنجح، لكن يجب أن تكون منطقيةً؛ ونظراً لذلك، تقع مسؤولية إطلاق الفكرة على عاتق براعة رائد الأعمال وقدرته على حل المشكلات واجتهاده.

 

المصدر




مقالات مرتبطة