4 طرق لتحقيق أهدافك بفاعلية عندما تكون دوافعك ضعيفة

يتعين علينا أحياناً تحديد مسارات لتحقيق أهدافنا، والاستمرار بالتقدم فيها حتى النهاية؛ فهل ستستسلم، أم ستبذل قصارى جهدك لتحقق ما تريد؟ وهل ستستخدم كلَّ طاقاتك ومهاراتك لتحقيق ما تصبو إليه؟



إنَّ الشخص الوحيد القادر على الإجابة، هو أنت دون غيرك.

قد يبدو الأمر مستحيلاً عندما تسمع عبارة "تحقيق الأهداف بفاعلية"؛ ذلك لأنَّ ميلنا الطبيعي يتجه نحو الخضوع إلى الوضع الراهن أو قبول القدر؛ وعندما نواجه أكبر التحديات في الحياة، علينا أن نواجه إغراء التخلي عن معاييرنا أو التنازل عنها.

ولعلَّ من القصص الملهمة في هذا الصدد قصة "تايرون موغسي بوجس" (Tyrone Muggsy Bogues)، الذي عاش في فقر مدقع بينما كان والده يقبع في السجن، ثمَّ أُصِيب برصاصة طائشة في سن الخامسة، ولم يتجاوز طوله عندما كبر 1.6 متراً؛ ولكن لم تمنعه كلُّ هذه التحديات من أن يصبح أقصر لاعب في تاريخ كرة السلة؛ فقد حصد تيرون 6858 نقطة، وقطع الكرة 6726 مرة، وساهم في إحراز النقاط 1369 مرة خلال مسيرته في الرابطة الوطنية لكرة السلة (NBA)؛ لذلك ينبغي ألَّا تسمح لتحديات الحياة أن تمنعك من تحقيق ما تريد.

إليك بعض الأسباب الممتعة التي تدفعك إلى المتابعة حتى النهاية:

  • تُسجَّل معظم الأهداف في كرة القدم في الدقائق الأخيرة من المباراة.
  • تحدد الثواني الأخيرة في السباق من سيفوز؛ ذلك لأنَّ كلَّ عداء يبذل أقصى جهد ممكن للفوز.
  • أنت تعمل بجدية أكبرعندما تعلم بوجود مواعيد نهائيةعليك الوفاء بها.

وإليك دليلاً أكبر على مدى أهمية "النهايات": يصنف الناس الحياة على أنَّها أفضل عندما تنتهي بشكل أفضل، دون الاهتمام بكونها قصيرة أم طويلة؛ وهذا ما يُسمَّى بـ "تأثير جيمس دين" (James Dean Effect) -مصطلح مبني على ما حصل مع الممثل الأميركي جيمس دين، الذي توفي في حادث مروري مفاجئ؛ إلَّا أنَّه رغم وفاته وبسبب أهمية إنجازاته في الحياة، رُشِّح لنيل الأوسكار كحدث استثنائي في تاريخ هوليوود- وستمكنك هذه الخطوات الخمسة من تحقيق أهدافك بفاعلية إذا كان لديك بالفعل أهداف تريد تحقيقها:

شاهد بالفيديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

1. دوِّن أهدافك:

كشفت إحدى الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يدوِّنون أهدافهم، يمتلكون فرصة لإنجاز هذه الأهداف بفاعلية بنسبة 80%؛ ولتحقيق ذلك، يمكنك إنشاء دفتر يوميات خاص بالأهداف، أو اتباع تقنية "تحديد الأهداف الذكية" (S.M.A.R.T)، حيث يرمز كلُّ حرف من حروف هذه الكلمة إلى صفة من صفات الأهداف الذكية، والتي هي:

  • محددة (Specific).
  • قابلة للقياس (Measurable).
  • قابلة للتحقيق (Achievable).
  • تركز على النتائج (Result-oriented).
  • محددة زمنياً (Time-defined).

رغم أنَّ كتابة أهدافك بدل تذكرها يبدو مَهمَّة إضافية، إلَّا أنَّ هناك جوانب إيجابية له؛ فعندما نكتب شيئاً ما، يحدث أمران:

  1. عندما تكتب أهدافك، فإنَّك توثقها ورقياً، بحيث يمكنك وضع هذه الأوراق في أيِّ مكان في المنزل؛ ممَّا يجعل عملية تقييمها وتدقيقها وتذكرها أسهل في المستقبل، حيث يقترح علماء الأعصاب أنَّ تذكر الإشارات المرئية أسهل مقارنة بالإشارات غير المرئية.
  2. بينما تُخزَّن بعض الأهداف في الذاكرة طويلة الأمد، يجري تجاهل بعضها الآخر؛ ولكن عندما تكتب هذه الأهداف، فأنت ترمزها قبل انتقالها إلى الحصين في الدماغ لتحليلها وفرزها؛ لذلك دوِّن كلَّ أهدافك لتضمن عدم تجاهل أيٍّ منها.
إقرأ أيضاً: الأهداف الذكية "SMART": اجعل أهدافك قابلة للتحقيق

2. قسِّم أهدافك إلى مراحل رئيسة:

يساعد تقسيم أهدافك إلى أجزاء صغيرة على النجاح والاحتفاء بانتصاراتك البسيطة، وأنت تحتاج هذا الدافع حتى تحقق ما تصبو إليه؛ فمثلاً: إذا كنت تكتب كتاباً، فيمكنك:

  • وضع الفكرة العامة للكتاب أو التعريف به.
  • إجراء بحث عن الكلمات الرئيسة والمحتوى.
  • إنشاء مخطط تفصيلي.
  • كتابة المحتوى.
  • التحرير والمراجعة.
  • التنسيق والنشر.
  • تسويق الكتاب.

يوفر لك وضع معالم رئيسة تنسيقاً واضحاً يساعدك على تجنب إرهاق العمل، ولذلك فإنَّ المعالم هي تلك الإجراءات التي تحتاج اتخاذها لتحقيق الأهداف بفاعلية؛ لذا لا تنسَ تدوين هذه المعالم الرئيسة في دفتر يومياتك ويوميات العمل.

أظهرت دراسة أجرتها "جيل ماثيوز" (Gail Matthews) أنَّ أولئك الذين يكتبون أهدافهم لديهم فرصة بنسبة 33٪ لتحقيقها مقارنة بأولئك الذين يحتفظون بأهدافهم فقط في أذهانهم.

3. بناء الزخم:

كما ذكرنا سابقاً، أنت بحاجةٍ إلى الدافع كي تحقق أهدافك، ويمكنك اكتساب هذا الدافع عندما تجتاز المعالم الرئيسة في طريق تحقيقك لهدفك.

يوصي المؤلف الأميركي "دارين هاردي" (Darren Hardy) بالثبات والاستمرارية كوسيلةٍ لبناء الدوافع؛ فكيف تبني الدافع إذاً؟

يوصي هاردي بخمس خطوات قابلة للتنفيذ:

3. 1. ضع نظاماً صباحياً:

وفقاً لهاردي، قد تجد صعوبةً في تولي زمام الأمور في منتصف اليوم؛ لكن يمكنك تحديد كيفية بدء يومك وإنهائه؛ لذلك صمم روتينك الصباحي بشكل مميز، وأنجز المهام الأكثر أهمية في الصباح.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح مثبتة علمياً لصباح أكثر نشاطاً وإنتاجية

3. 2. أنشئ جدولاً مسائياً:

يُعرِّف هاردي هذه الفترة على أنَّها وقت حصاد نتائج يومك؛ إذ إنَّه الوقت المناسب لتقييم عملك، ومعرفة نسبة إنجازك لما أردت تحقيقه في هذا اليوم.

يمكنك طرح هذه الأسئلة على نفسك:

  • ما العناصر التي ينبغي إضافتها إلى قائمة أكثر المهام أهمية؟
  • ما العنصر الذي لا يزال مناسباً في قائمة المهام؟
  • أيُّ المهام ينبغي عليك إلغاؤها؟

3. 3. أعد تشكيل روتينك اليومي:

قد يكون من الممل تكرار الشيء ذاته مراراً؛ لذلك أضف بعض الإثارة إلى مخططاتك، وافعل شيئاً جديداً ومثيراً، واذهب في نزهة، أو حضر طعاماً جديداً، أو احضر دروساً عبر الإنترنت؛ إذ إنَّ تغيير روتينك اليومي سيشكل دافعاً كبيراً لك.

إقرأ أيضاً: 6 أفكار لتغيير روتين حياتك

3. 4. سجل عاداتك الجديدة واحتفظ بها:

تتبَّع سلوكاتك الجديدة، وسجل عدد مرات قيامك بها؛ حيث تتمكن بذلك من مقارنة أهدافك بالنتائج التي حققتها.

3. 5. تجنَّب التحدث عن نفسك بسلبية:

يؤثر ما تقوله في طريقة تحقيقك لأهدافك؛ فالحديث الإيجابي عن النفس طريقة مثبتة لتحديد الأهداف ومتابعتها؛ وعندما تشك في قدرتك على تحقيقها، مارس التأكيدات الشخصية بإيجابية.

لا تستسلم للضغط السلبي، وتحكم بأفكارك، ولا تسمح للقوى الخارجية -كالمخاوف والشكوك- بالسيطرة عليك.

4. ابحث عن شريك يرشدك ويسائلك:

يعزو كثير من الناس نجاحهم إلى وجود شريك يرشدهم في خطواتهم، ويسائلهم في حال إخفاقهم؛ لذلك فأنت تحتاج إلى كلِّ الدعم الذي يمكنك الحصول عليه لإكمال مسيرتك.

يقدم لك المرشد المناسب رؤى ونصائح لمساعدتك على تحقيق أهدافك بفاعلية، ويتلخص دوره في توجيه تفكيرك الذاتي ومساعدتك في طرح أسئلة خاصة لاكتشاف ذاتك.

إليك طرائق تعظيم الفائدة من الإرشاد إلى أعلى حد:

  • كن فضولياً: اطرح أسئلة تثير أفكاراً أعمق.
  • كن صادقاً: لا تتردد في مشاركة تحدياتك، والانفتاح على التغذية الراجعة والتقييمات.
  • كن دقيقاً: تواجد في الوقت المناسب، والتزم بالمواعيد.
  • كن محدداً: حدد ما تريده من العلاقة.
  • كن محترماً: يجب أن يكون الاحترام متبادلاً، ويجب أن تحترم الحدود التي وضعها مرشدك، ويجب أن يفعل مرشدك الشيء نفسه في المقابل.

نصيحة إضافية، استخدم تقنية الوعي الذاتي:

لا يكفي أن تبدأ بحماس فحسب، بل يجب أن تنهي ما بدأته بتفاؤل.

إنَّ الوعي الذاتي هو التواصل مع أفكارك ومشاعرك وقيمك ومعتقداتك الأساسية لتعيش حياة تتوافق معها؛ وهو الذي يساعدك على معرفة نقاط القوة والتركيز عليها، وعلى اكتشاف نقاط ضعفك وتحسينها.

في اللحظة التي تتقبل فيها وتعترف بما لا تستطيع تحقيقه، ستجتمع كلُّ نقاط القوة لديك لتحقيق ما تستطيع تحقيقه؛ فقد أكد تقرير معهد جامعة هارفرد للأعمال (HBR) أنَّك تكون أكثر ثقة عندما تمتلك صورة واضحة عن نفسك، فتطلق العنان لإبداعك، وتبني علاقات طويلة الأمد، وتتواصل مع الآخرين بشكل أفضل.

إقرأ أيضاً: الوعي الذاتي: تعريفه، وأهميته، وطرق تعزيزه وتطويره

أفكار أخيرة:

في أثناء تقييمك لجوانب حياتك، تحتاج إلى إنهاء عملك بفاعلية، وقضاء بعض الوقت في دراسة إنجازاتك السابقة، وتطبيق ما تعلمته على المرحلة الأخيرة من مسارك الحالي.

لذا اسأل نفسك:

  • ما الأساس الذي أحتاجه لإنهاء العمل؟
  • ما المساعدة أو الدعم اللذان يضمنان ذلك؟
  • كيف يساعدني التوجيه أو المساءلة على متابعة هذا المسار؟
  • ما العقلية التي أحتاجها لتحرير نفسي من القيود أو تدمير الذات؟
  • كيف أحافظ على الدافع لإنهاء ما أبدء العمل عليه؟
  • كيف أعيد تخصيص الوقت والموارد لإعطاء دفعة قوية للنهاية؟

ستقدم لك إجابات هذه الأسئلة رؤية واضحة ودلالات حول كيفية تحقيق الأهداف بفاعلية؛ لذا تذكر دائماً أنَّ لديك كلُّ ما يلزم لإنهاء ما بدأت العمل عليه.

المصدر




مقالات مرتبطة