4 طرق فعالة لتعزيز التعاون بين أعضاء فريقك

لا يتحقق التعاون بين أعضاء الفريق بسهولة عادةً؛ خاصة إذا كنت قائداً يافعاً قد بدأت للتو ببناء مهارات التعامل مع الآخرين والثقة بين أفراد مجموعتك، فيمكن أن تجد أنَّ محاولاتك للتفاعل مع فريقك قد أُثقِلت بالأهداف التنافسية، والعقبات الثقافية، أو الأبعاد الاجتماعية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة كانداسي دوبي (Candace Doby) والذي تُحدِّثنا فيه عن بعض الطرائق التي تجدها فعالة لتعزيز التعاون بين أعضاء الفريق.

وقد تكون هذه العقبات كافية لجعلك تتساءل إذا ما كنت تمتلك المتطلبات اللازمة لجذب الناس وللتجمع سوياً لأداء هدف مشترك، ولكن ربما عليك تبديل طريقتك في تعزيز التعاون بين أعضاء الفريق؛ فبدلاً من تركيز كل انتباهك وطاقتك على العمل مع فريقك، ربما يجب عليك أولاً محاولة فهم كل عضو في فريقك؛ بدءاً بنفسك ودورك في الفريق.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لإدارة فِرَق العمل عن بعد بنجاح

1. فهم دورك كقائدٍ في الفريق:

يتجلى دور القائد في تعزيز التعاون بين أعضاء الفريق وتوجيه الفريق نحو النجاح؛ حيث توجد طريقتان فعالتان لفعل هذا هما توضيح الأهداف وتشجيع مشاركة الجميع في الفريق:

1. 1. توضيح الأهداف:

منذ عدة سنوات، رُقِّيت زميلتي في العمل لتشغل منصباً يتطلب مراقبة استراتيجية التسويق في إقليم معين، والإشراف على الفريق الذي كانت فيه، وفي فرصتها الأولى للتواصل مع فريقها الجديد لتخطيط عمليات المبيعات، أغرقت نفسها في تفاصيل التنفيذ واتجهت مباشرة نحو تخطيط وتنفيذ الخطة.

كان هذا ما قامت به من قبل، وساعدها كي تنجح بدورها في دعم الفريق؛ ولكنَّ التعاون مع الفريق على نحو فعالٍ عندما تكون بمنصب قيادي يتطلب شيئاً آخر مختلفاً؛ حيث يتطلب منك التخلي عن توترك حول أدائك والتفكير في الصورة الأشمل وباستراتيجيةٍ أكبر، ويتطلب ذلك توضيح الهدف الذي تريد أن يعمل الفريق من أجله وإنشاء عملية محددة للعمل على تحقيقه.

دون امتلاك هدف واضح، قد يصبح التعاون بمثابة جلسة عصف ذهني فوضوية، بحيث تترك الخطوات التالية ملتبسة وغير محددة بدلاً من تحديد عمليةٍ مدروسةٍ تُعزِّز الإنتاجية، لقد اكتشفت زميلتي ذلك بسرعة وكانت قادرة على تعديل نهجها.

في استطلاع للرأي، قال المستجيبون: يعد وضوح الهدف أمراً حاسماً لتحقيق التعاون بين أعضاء الفريق؛ فعندما لا يوضِّح القائد الهدف جيداً لأعضاء فريقه، قد يواجهون صعوبات في فهم مسؤولياتهم وتواصلهم مع بقية زملائهم في الفريق.

إقرأ أيضاً: كيف أنجح في بناء الصورة الكبيرة في فريق العمل؟

1. 2. تشجيع مشاركة جميع أعضاء الفريق:

بالإضافة إلى تحديد هدف واضح لفريقك للتركيز عليه، يمكنك كقائد أن تعزز تعاون الفريق الفعال من خلال تشجيع الأعضاء على مشاركة وجهات النظر والأفكار الفريدة؛ حيث تتكون الفرق من أشخاص ذوي أنماط شخصية مختلفة وأنماط عمل مختلفة، وقد لا يشعرون بالراحة في التحدث دائماً؛ ومع ذلك، قد تتولد أفضل الأفكار الإبداعية عندما يُقدم الجميع مساهماته ضمن إطار جماعي.

عندما كنت أعمل في مجال التسويق، كُنت أدير امرأة شابة انطوائية كانت قد ترعرعت في بيئة متحفظة؛ حيث لا تتحدث المرأة إلا إذا شعرت أنَّ لديها شيئاً هاماً لتقوله، لكنَّ ما عدَّته هذه المرأة أمراً بارزاً كان صعب المنال للغاية، فلم تُبادِر للتحدث إلا ما ندر؛ لذلك حرصت على تحفيزها كي تطلعنا على أفكارها في أثناء جلسات التعاون بين أعضاء الفريق.

عندما ترغب في التعاون بشكل فعال مع فريقك كقائد، فمن الهام ملاحظة من يتفوق في المحادثات ومن تنقصه الجرأة لطرح أفكاره كي تخلق توازناً بين الحالتين.

وفقاً للدكتورة "جينيفر كانفيلير" (Jennifer Kahnweiler)، يمكن للقادة الذين يرغبون في تعزيز المزيد من التعاون الجماعي بين أعضاء الفريق الانطوائيين أن يفكروا أيضاً في منح أعضاء الفريق فرصاً للمساهمة في حل المشكلات من خلال الكتابة بدلاً من حثِّهم على التحدث شفهياً.

حالما تقضي بعض الوقت في فهم دورك كقائد ومشجع لتعاون الفريق، يصبح بإمكانك أن تفكر وتركز على فهم فريقك.

2. فهم وجهة نظر فريقك في التعاون:

يعد اكتشاف رأي أعضاء فريقك في العمل الجماعي خطوة أولى هامة لتحضير فريقك لتحقيق تعاون فعالٍ أكثر. عندما بدأت بإدارة فريق فيما مضى، لاحظت أنَّ أعضاء فريقي امتنعوا عن طرح أفكارهم خلال جلسات العصف الذهني والاجتماعات الأخرى؛ حيث كان لديهم تحفظ حول مشاركة أفكارهم مع مجموعة أكبر؛ لذا تساءلت في البداية حول ما إذا كان سبب ذلك هو قلة ثقتهم بنفسهم وأفكارهم، أو ببساطة أنَّهم لا يمتلكون الكثير لمشاركته.

لكن ما فهمته بعد الاستفسار عن هذا الأمر هو أنَّ المحاولات السابقة للتعاون مع الفريق قد زرعت شعوراً بعدم الثقة بين أعضاء الفريق، فقد شارك أعضاء الفريق أفكارهم بحرية فيما مضى، لكنَّ الآخرين ادعوا أنَّ هذه الأفكار كانت أفكارهم الخاصة.

يتمثل دور القائد عند إنشاء بيئة فريق تعاونية في فهم كيفية تعامل أعضاء فريقه مع العمل معاً لتقييم المعتقدات أو الافتراضات التي يحملها كل منهم والتي يمكن أن تؤثر سلباً أو إيجاباً على كيفية تعاونهم للوصول إلى هدف الفريق.

بالنسبة للعديد من القادة، من الممكن أن يقود مثل هذا التقييم إلى تجنب الخوف أو الحاجة إلى المنافسة بين أعضاء الفريق من خلال إنشاء ثقافة يُعترف فيها بجميع الأفكار وُينسب الفضل إلى من يُشارك أفكاره وخبراته مع الآخرين.

يمكن أن يكون التواصل مع فريقك أسهل وأكثر فعالية حالما تكشف وتُوضِّح وجهات النظر التي يمتلكها أعضاء فريقك حول العمل سوياً، وربما تكون وجهات النظر تلك مزيجاً من الآراء الإيجابية والسلبية، ولكن بمجرد أن تعرف ما هي، يمكنك العمل على معالجتها أو تعزيزها.

3. فهم دوافع فريقك:

منذ عدة سنوات مضت، احتجت أن يعمل أعضاء فريقي معاً لوضع خطة تسويقية لزيادة عدد الزيارات خلال موسم ركود؛ لقد ظننت أنَّه من المنطقي الاعتقاد بأنَّ هدف الفريق ونجاحه سيكونان كافيين لتحفيز كل عضو في الفريق على الالتزام الكامل والتنفيذ بشكل لا تشوبه شائبة، لكنَّني تعلَّمت أنَّ هنالك المزيد لفعله من أجل التحفيز؛ حيث كان أعضاء فريقي مهتمين بشكل متساوٍ في استخدام فرص التعاون لتطوير المهارات العملية، مثل تحليل المعلومات، والتواصل المكتوب، وبناء العلاقات ضمن الفريق.

تتألف الفرق من أشخاص لهم أهداف فردية حتى عند العمل على مشروع جماعي، ولا يعني هذا أنَّهم يأتون لاجتماعات الفريق بدوافع خفية لتخريب مهمة المجموعة أو سرقة العرض، لكن ما نسلط الضوء عليه هنا هو الطبيعة الكامنة للناس التي تسعى لمتابعة النمو الشخصي، حتى عندما يعملون مع أشخاصٍ آخرين.

يمكن أن يساعد فهم هذا القائد على تحقيق تعاون أفضل مع فريقه ويساعد المجموعة على الوصول للأهداف الفردية والجماعية.

إقرأ أيضاً: كيف تكون فعالاً ضمن فريق العمل؟

4. فهم نقاط قوة كل عضو في الفريق:

يمكن للقادة تعزيز مستوى التعاون داخل الفريق عندما يفهمون ويستخلصون نقاط القوة لكل عضو في الفريق؛ حيث يعادل هذا مساعدة القادة لزملائهم في الفريق على المشاركة في المشاريع بطريقة تتماشى مع أفضل مهاراتهم.

عندما احتجت أن يتعاون فريقي لإنشاء خطة تسويقية للوصول إلى عملاء التوصيل، كنت أعرف أعضاء الفريق البارعين في البحث، والتفكير الاستراتيجي، والتواصل الكتابي، وتقديم التغذية الراجعة الشفهية. لقد ساعدني ذلك على تعزيز التعاون بين أعضاء الفريق بحيث يمكن لأي عضو فيه أن يساهم ويتألق.

كما أنَّه ساعد في تحديد الأدوار وتوضيح المسؤوليات مع تقدُّم مشروعنا، كما كان ذلك هاماً أيضاً كي يعلم كل عضو في الفريق نقاط قوته ويُقدِّر قيمتها لأعضاء الفريق الآخرين حتى يتمكن الجميع من التعاون بشكلٍ فعالٍ.

إذا لم تكن متأكداً من نقاط القوة التي يمتلكها أعضاء فريقك، يمكنك البدء بسؤالهم، أو يمكنك أن تفكر بأدائهم السابق وتحديد متى كان أداؤهم جيداً بثقة؛ حيث يعتمد العديد من القادة على النتائج في تقييم أسلوب العمل لمساعدتهم على فهم نقاط قوة أعضاء الفريق، لكن بغض النظر عن النهج الذي قررت استخدامه، ستجد أنَّ معرفة نقاط قوة أعضاء الفريق يمهد طريقاً هاماً للتعاون الفعال حيث يشعر جميع أعضاء الفريق بالدعم والتقدير.

أفكار أخيرة:

إنَّ تحقيق التعاون بين أعضاء الفريق ليس سهلاً دائماً، ولكن هنالك طرائق تمكِّنك كقائد من أن تتعاون مع فريقك بشكلٍ فعالٍ، تتضمن هذه الطرائق عادة محاولة فهم فريقك، وفهم وجهات نظرهم، ونقاط قوتهم ودوافعهم للتعاون.

تتألف الفرق من أفراد، ومن الهام معرفة كيف ينظر هؤلاء الأفراد إلى العمل الجماعي؛ حيث يمكن أن تؤثر التجارب السابقة سلباً أو إيجاباً في أفكارهم الحالية عن العمل كفريق، والتي قد تؤثر على النتائج المستقبلية.

يمكن أن يكون التعاون مع الفريق فعالاً أيضاً عندما يفهم كل شخص نقاط قوة ودوافع جميع الأعضاء في الفريق؛ وذلك يمكن أن يساعد أعضاء الفريق على العمل بشكل أفضل والتعاون مع بعضهم بعضاً.

ولكن قبل أن تبذل كل طاقتك في فهم فريقك، من الهام أن تفهم أولاً دورك في الفريق؛ حيث يلعب القادة دوراً أساسياً في تحديد الأهداف لأعضاء الفريق للعمل عليها وتحديد ماهية النجاح، وعندما تتعاون مع فريقك، تذكر أنَّك تلعب دوراً مهماً في تعزيز بيئة الفريق حيث يشعر الجميع بالأمان والدعم للمساهمة بأفكارهم.

المصدر




مقالات مرتبطة