4 طرق رئيسية لخلق ثقافة التعلم

خلال فترة الركود الأخيرة، تَمتَّعَت الشركات التي كانت الأفضل في إشراك موظفيها، وذلك جزئياً من خلال توفير التدريب الذي احتاجوا إليه للمضي قدماً في حياتهم المهنية، بأرباح إضافية بنسبة 26%، مقارنة بخسائر بلغت 14% في الشركات التي كانت أسوأ من حيث مشاركة موظفيها، واستمر هذا الأداء المتفوق مع تعافي الاقتصاد.



إذاً كيف يمكن أن تخلق الشركات الصغيرة ثقافةَ التعلم لتنمية هذا النوع من المشاركة، والذي سوف يساعدها خلال أي دورات اقتصادية مستقبلية؟

إليك هذه الاستراتيجيات الأربع:

1. اختبار المتعلمين عند التوظيف:

في حين أنَّه من الصحيح أنَّ غالبية ثقافة مكان العمل تعتمد على آراء ومواقف الأشخاص المسؤولين، ولكنَّ إنشاء ثقافة التعلم في شركتك سيكون أسهل بكثير إذا عيَّنت أشخاصاً متحمسين ويطمحون للتعلم مدى الحياة، وبالإضافة إلى ذلك، من المرجَّح أن يكون أولئك الذين يستمتعون بالتعلم سعيدين في بيئة تشجع على التعلم، فالسعادة تزيد الإنتاجية.

إليك مجموعة من الطرائق لفحص المتعلمين في أثناء عملية المقابلة:

1. 1. مشاريع الشغف:

اسأل عن مشاريع الشغف؛ فعادةً ما يتابع المتعلمون مدى الحياة شيئاً ما إلى جانب وظائفهم، سواء كان ذلك تدريباً لسباق الماراثون أم العزف مع فرقة موسيقية. وعليك في أثناء عملية المقابلة، أن تسأل على وجه التحديد عن المشاريع التي يتابعونها خارج العمل؛ فإجابةُ "لا شيء" هي علامة على أنَّ الشخص لا يميل ميلاً طبيعياً نحو التعلم.

إقرأ أيضاً: كيف تُنشِئ قائمة بالأمور التي تمتلك شغفاً نحوها لتطوير حياتك

1. 2. الفضول:

ركِّز على الفضول بقدر ما تركز على المهارات الصلبة؛ حيث تتطور معظم توصيفات الوظائف مع مرور الوقت؛ مما يعني أنَّ المرشح المثالي ليس هو الشخص الذي يمتلك كل المهارات الصعبة المطلوبة للقيام بالمهمة اليوم، ولكنَّه شخص لديه العديد من هذه المهارات بالإضافة إلى الرغبة والقدرة على تعلم أي شيء آخر ضروري للقيام به في وظيفته في المستقبل، وعليك أن تطرح المشكلات التي تواجه الفريق حالياً وتنظر كيف يستجيب المرشح، فغالباً ما يطرح الأشخاص الأكثر فضولاً أسئلة ويحاولون حل المشكلات على الفور.

إقرأ أيضاً: بناء العقلية الفضولية!

1. 3. التواضع:

اسألهم عن جوانب وظيفتهم أو صناعتهم التي لا يفهمونها أو يرغبون في فهمها فهماً أفضل؛ حيث إنَّ من أهم الأشياء بالنسبة إلى عقلية التعلم، القدرة على الاعتراف بأنَّك لا تعرف شيئاً ما، وإذا كان لدى المرشح التواضع ليتحدث عما لا يعرفه في إطار المقابلة، فقد يكون لديك فائز بين يديك.

2. جعل التعلم سياسة في الشركة:

السياسة جزء لا يتجزأ من ثقافة الشركة، وإذا جعلت التعلُّم مدى الحياة جزءاً من سياسة شركتك، فإنَّه يصبح جزءاً أساسياً لكيفية عمل شركتك، مثل هذه السياسة لديها القدرة على التأثير في القرارات على كل المستويات.

وهذا يعني التحديد الواضح للتعلم المستمر - أو كما نقول "التعلم بشكل دائم" - كقيمة أساسية للشركة؛ وهذا يعني أنَّك فكرت بالفعل في القيم الأساسية لشركتك: إذا لم تكن قد فعلت ذلك، فسيكون الآن وقتاً جيداً.

من منظور التخطيط، من الهام أيضاً تضمين أهداف تعلُّم الموظف مع أهداف النمو الأخرى وأولويات العمل، وربما تكون قد سمعت عبارة "ما تقيسه ينمو"، حسناً، ينطبق ذلك على عملية تعلُّم الموظف التي عليك تتبُّعها ومنحها الأولوية ومراقبتها وهي تنمو وتطوِّر عملك.

شاهد بالفيديو: كيف تتعلم باستمرار لتطور نفسك وتنمي قدراتك؟

2. 1. ضع ميزانية خاصة لتعليم الموظفين:

إذا كنت تقيس التعلم، بالطبع، عليك تمكين الموظفين من التعلم؛ وهذا يعني إشراك المديرين في العملية من خلال تزويدهم بالأدوات والموارد لمساعدة أعضاء فرقهم على تحديد أهداف النمو، ملحوظة: الموظفون الذين يشارك مُديروهم في تحديد الأهداف هم أكثر قدرة بمعدل 3.6 مرات للمشاركة.

يمكن أن يعني تمكين الموظفين أنَّه عليك توفير الوقت أو المال لتمكين التعلم، بمعنى آخر، تقديم فرص التعلم كميزة وظيفية مثل التأمين الصحي، مع انكماش سوق العمل، سيصبح هذا عامل تمييز هام: 87% من جيل الألفية يَعدُّون النمو الوظيفي وفرص التطوير ميزة هامة في مكان العمل.

في شركة ويزانت (Wyzant)، نقدم للموظفين 2000 دولار سنوياً لمتابعة التطوير المهني، ونتيح لهم فرصة وصول غير محدودة إلى الدروس الخصوصية المتعلقة بالعمل على منصتنا وخصمِ 50% للدروس الخصوصية غير المتعلقة بالعمل.

خلال الدورات الاقتصادية المنخفضة، يمكن أن يؤدي وجود أهداف تعليمية إلى تعزيز الروح المعنوية، وحتى إذا لم تصل إلى أرقام النمو، فلا يزال في إمكانك تحقيق أرقام التعلم الخاصة بك؛ حيث إنَّه يهيِّئك لزيادة الكفاءات الأساسية دون جلب مقاولين أو موظفين جدد، وبعض الدروس في التسويق عبر البريد الإلكتروني، على سبيل المثال، أرخص من الاستعانة بمصادر خارجية لمساعدتك على البيع، وستتيح لك رؤية عائد الاستثمار بشكل أسرع.

كلاهما سيساعدُ شركتك على الحفاظ على الحماسة من أجل الانتعاش الاقتصادي الحتمي؛ مما يعني أنَّك ستكون على استعداد لاغتنام الفرص الجديدة.

3. التعلم من الأخطاء:

في هذه الأيام، من المعتاد أن يتبنَّى أصحاب الأعمال روح "الفشل السريع" في منطقة "سيليكون فالي" (Silicon Valley) لكن هل نُطبِّق القاعدة نفسها على موظفينا؟ لضمان ثقافة التعلم، من المهم التأكد من أنَّنا لا نحاسب المخطئين، فالأخطاء تحدث عندما يجرب الناس شيئاً جديداً؛ وهو نوع السلوك الذي يؤدي إلى الإنجازات والابتكارات.

قد يبدو من غير المنطقي أن تُكافئ الفشل، ولكنَّ إيجاد طريقة للقيام بذلك - شريطة التمييز بين الأخطاء الناتجة عن العمل والأخطاء الناتجة عن الإهمال - يمكن أن يساعد على رعاية ثقافة التعلُّم.

حاول أن تتعمق من خلال تشجيع الموظفين على المشاركة في جلسات عصف ذهني خالية من الضغط، وتذكَّر: في العصف الذهني، عليك أن تفكر في كل فكرة دون أي أحكام، مما يشجع الموظفين على مشاركة الأشياء التي قد تبدو "أفكاراً قديمة"، بالطبع لن تنجح بعض هذه الأفكار، ولكنَّ بعضها سيكون رائعاً.

يمكن أن يكون هذا الموقف ذا قيمة، وخاصة في أثناء فترة الركود الاقتصادي؛ حيث قد تُحدِث الأساليب المبتكرة لحل المشكلات الفارق بين الحفاظ على عملك وإغلاق عملك الصغير، وإذا قمت بتكييف فريقك ليكون متصالحاً مع الفشل، فمن المرجَّح أن يقترحوا ويجربوا أفكاراً خارجة عن المألوف، أمَّا إذا كان الفشل كلمة ممنوعة، فسيخشى الناس تجربة أساليب جديدة، حتى عندما تفشل الأساليب القديمة.

إقرأ أيضاً: 9 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

4. التعلم من العملاء:

من السهل التركيز على إتقان أي منتج أو خدمة نقوم ببنائها لحل أي مشكلة ألهمتنا لبدء عملنا؛ وهذا ليس بالأمر السيئ، ولكن في كثير من الأحيان، تأتي تعريفاتنا لـ "الكمال" من الداخل فقط؛ أي، أياً كان ما عرَّفه قادةُ الشركة على أنَّه مرغوب فيه.

في الواقع، يمكن أن يكون العملاء مصدراً قيماً للتعلم، وقد تُبرز التغذية الراجعة من العملاء المجالات التي لم تعدَّها مشكلة من قبل، أو يقترحون ميزات لم تفكر فيها من قبل، للحفاظ على ثقافة التعلم؛ لذا تأكد من أنَّ موظفيك يعرفون كيف يستمعون إلى التغذية الراجعة من العملاء ويتمتعون بالقدرة على الاستجابة لها بطرائق إبداعية،

وعندما تمر أوقات الركود، يمكن لقاعدة العملاء التي تعتقد أنَّك تهتم بها أن تُقدِّم مكافآت كبيرة، ومن غير المرجَّح أن يتخلى العملاء الذين لديهم صلة بعلامتك التجارية عنك عندما يكون المال شحيحاً.

مكافآت الفضول:

من الواضح أنَّ أكبر اتجاه لبدء عمل في العقود القليلة الماضية كان "الطرائق الجديدة"؛ حيث إنَّ الشركات التي هزَّت صناعات بأكملها حققت ذلك من خلال إيجاد طرائق جديدة للقيام بالأشياء، وقد يكون من غير المريح أن يُشكِّك شخص ما بطريقة عملك، ولكنَّ هذا التشكيك ضروري للحفاظ على شركتك حيوية وفعالة؛

أي من خلال إنشاء ثقافة التعلم في شركتك، فإنَّك تضمن أنَّ القوة الفاعلة تحدث داخل عملك، وتحافظ على منتجاتك وخدماتك مطلوبة ومفيدة قدر الإمكان، في السوق.

المصدر




مقالات مرتبطة