4 دروس يقدمها لنا منظمو الأعمال التطوعية أهمها الامتنان

وراء كل إنجاز فريقٌ عظيم؛ فقد ترى في بعض الأحيان شيئاً مستحيلاً يتحقق، وتعلم أنَّه يحتاج إلى كثيرٍ من الشجاعة والرؤى والخبرة والحظ، لكنَّ هذا كله لا شيء من دون فريقٍ رائع، فكنت محظوظاً هذا العام بالمشاركة في العمل مع هكذا فريق والقيام بشيءٍ رائع، وفيما يأتي ما تعلَّمته عن الرؤى، والقيادة والتصميم والامتنان خلال تلك الفترة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن أحد كتَّاب فريق عمل موقع "جود جوب.بال" (GoodJob,Pal!)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع أحد الفِرق التطوعية.

لقد كان صيفاً رائعاً؛ إذ كان الطقس جميلاً، وأُقِيمَت مهرجانات واحتفالات كثيرة، لدرجة أنَّك لا تستطيع معرفة أوقات إقامتها جميعاً، ناهيك عن المشاركة فيها، وقد تسنَّت لي المشاركة في أربعة مهرجاناتٍ مختلفةٍ للغاية، وبينما كانت جميعها رائعة، كان مهرجان "كوميتا" (Komēta) مميَّزاً، لأنَّني تطوَّعت بصفتي ساعياً فيه.

يجري تشجيعي على التطوع في عديدٍ من المهرجانات التي أذهب إليها، لكنَّني أختلق عادةً الأعذار كالانشغال أو التعب لمجرد التهرب من التطوع، وما كان مهرجان "كوميتا" (Komēta) ليكون مختلفاً لو لم يأتني خيار التطوع قبل يومين من الحدث إلى صندوق بريدي الإلكتروني، فوافقت على التطوع.

مهرجان "كوميتا" (Komēta) المميَّز:

ينظِّم المهرجانَ أشخاصٌ أعرفهم جيداً، وأنا بطبيعتي أحبُّ روح المهرجان، وأحب المكان الذي يُقام فيه، لكنَّ أكثر ما يثير الاهتمام في المنظِّمين هو أنَّه كيف كان للمهرجان أن يُقام؛ وذلك لأنَّ ميزانيته صغيرة، والطموحات بشأنه كبيرة، ومن غير المنطقي أنَّه بإمكانك تنظيم حدثٍ في مثل هذ المستوى بهذه الميزانية.

ومع ذلك، يتعلق الأمر برمته بالأشخاص الذين يقفون وراء ذلك المهرجان، فريقٌ من الناس الذين يعملون بإيثارٍ من أجل قضيةٍ أكبر؛ إذ يستعدون نصف عام للمهرجان، ويأخذون إجازات في وظائفهم اليومية، ولا ينامون قبل ولا خلال ولا بعد الحدث، وهذه هي الطريقة التي يحقق من خلالها البشر أموراً كبيرة على الرغم من العقبات.

شاهد: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

ما هو دور الامتنان؟

  1. الرؤى: يعرف القائمون على المهرجان تماماً منسِّقي الموسيقى والفِرق الموسيقية والفنانين الذين يودون دعوتهم، وما هي الأجواء التي يريدون نشرها، وما يجذب الناس.
  2. القيادة: رأيت المنظمين الرئيسين للمهرجان يبكون نتيجة تأثرهم بتحول أفكارهم إلى حقيقةٍ واقعة، وقد كانوا يقولون إنَّه على الرغم من كل الظروف سوف يجمعون بكل تأكيد الناس في العام المقبل مرةً أخرى لتنظيم حدثٍ أفضل حتى.
  3. الهدف والسبب والقضية: أطلق عليه ما شئت من تسميات؛ لكنَّ الهدف ليس الربح، ولا يمكن أن يكون كذلك؛ ذلك لأنَّ الناس سيعملون بلا كللٍ إن عرضت عليهم هدفاً أكبر يستطيعون تحقيقه.
  4. الامتنان: هو الجزء الذي جعلني أكتب هذا المقال؛ إذ إنَّ بضعاً من كلمات الشكر وتقدير العمل تحفزك، وعلى الرغم من حقيقة أنَّ الوقت كان منتصف الليل، لكن لا يهمُّ ذلك؛ لأنَّك جزءٌ من فريقٍ يحتاج إليك ويشعر بالامتنان لما تقوم به.
إقرأ أيضاً: 6 فوائد مثبتة للشعور بالامتنان

التعبير عن الامتنان لفظياً وكتابياً:

كنتُ في أدنى مستوىً من بين المتطوعين، فقد كنت ساعياً؛ أي الشخص الذي يُطلَب منه القيام بكل ما هو مطلوب، أو يُستبدَل به أيُّ شخصٍ مفقود؛ لذا، لم يتسنَّ لي التعرف إلى نصف أفراد الفريق أو رؤيتهم شخصياً حتى، لكن حين قمت بذلك، كنت لأشكرهم وكانوا ليشكروني.

كنَّا نتحدث عبر تطبيق "واتس آب" (WhatsApp) طوال الوقت؛ لأنَّها أسهل طريقة للتواصل في خضمِّ مثل هذه المواقف؛ إذ تحتاج سرعة وقدرة على تحمُّل الضغط، لكن حتى ذلك الحين، كان الجميع يقدِّم الشكر قبل كل مهمة، ويثنون على عمل بعضهم بعد إنجازها بنجاح.

يبدو الأمر مألوفاً أليس كذلك؟ فإذا كانت مؤسستك تضم أكثر من 10 أشخاص، فمن المُحتمل أنَّك لن ترى الجميع دائماً وبانتظام، وغالبية التواصل سيكون عبر الدردشة أو البريد الإلكتروني وبرامج إدارة علاقات العملاء.

لكنَّ الأمر سيان في الحالتين؛ فإن كان لدى الجميع رؤيةٌ مُشتركة، وقيادةٌ عظيمة، وهدفٌ عظيم، فضلاً عن كثيرٍ من الامتنان، فسوف يتحقق النجاح حتماً.

المصدر




مقالات مرتبطة