4 خطوات لتحسين العلاقات

تبقى العلاقات من أكثر المؤشرات الموثوقة التي تَدُلُّ على سعادة الشخص، إذ يُعَدُّ الشخص الذي يمتلك علاقات وثيقة وداعمة وودية أكثر ميلاً إلى السعادة من الشخص الذي لا يمتلك أيَّ علاقة، والطريقة الوحيدة لإقامة العلاقات هي التعامل مع أشخاص آخرين، مما يعني التعامل مع النزاع الذي يعتبر الجزء الأقل متعة في التعامل مع الناس، حيث ستكون العلاقات مع بني البشر، لا سيما أولئك الأقرب إلينا، ناقصة ومضطربة دائماً، وبالتالي ستتطلب منَّا إدارة النزاعات.



هناك معادلة لإدارة النزاع يمكننا استخدامها مع بعضنا ومع أطفالنا ومع أيِّ شخص آخر (الأصدقاء وأفراد الأسرة وزملاء العمل، وما إلى ذلك)، كما يمكن استخدامها لإدارة النزاع في أيِّ علاقة، وهذه المعادلة بسيطة وواضحة وسهلة التذكُّر والأهم أنَّها ناجحة، وتتكون من أربع خطوات وهي: التراجع وإعادة التفكير والتعافي والعودة.

إليك ما تعنيه كل خطوة:

1. التراجع:

إذا وجدت أنَّ الأمور تزداد سوءاً بشأن موضوع معين أو إذا كنت أنت وشخصك المفضل تضايقان بعضكما، فتراجع خطوة للوراء؛ قد يبدو هذا على شاكلة أخذ مهلة للتفكير، أو عدم الرد على بريد إلكتروني أو رسالة نصية أو مكالمة هاتفية تلقيتها للتو إلَّا بعد انقضاء فترة زمنية محددة.

2. إعادة التفكير:

عادةً ما يكون لنا دور ما في نزاعاتنا.

ما هو دورك؟ هل قلت شيئاً لا يجب عليك قوله؟ وهل كان تفاعلك ضئيلاً لأنَّك لم تحصل على قسط كافٍ من النوم الليلة الماضية؟ وهل يزعجك زميلك في العمل دائماً بغض النظر عمَّا يفعله؟ وهل بالغت في ردة فعلك أم أنَّك غاضب بالفعل من شيء آخر؟

قيِّم فيما إذا كان هناك أي شيء قد تحتاج امتلاكه، فهي فرصة لك لتضع في الاعتبار ما إذا كانت هذه المشكلة شيء يجب عليك التعامل معه بشكل شخصي أم لا، وهل بدا الأمر وكأنَّه رد فعل مبالغ فيه من الطرف الآخر؛ فلربما مرَّ بيوم عصيب وكنت أنت الضحية.

شاهد بالفديو: 9 أشياء يجب تذكرها عندما يكون يومك سيئاً

3. التعافي:

من الجيد دائماً التفكير فيما يمكنك القيام به لتعتني بذاتك وترعاها؛ فكِّر في هذه الخطوة لتتمكن من الاستقرار والسيطرة على نفسك قبل اتخاذ الخطوة التالية، وإذا كنت تُحدِّث نفسك بطريقة سلبية (كأن تخبر نفسك: "أنا دائماً أُفسد علاقاتي")؛ فكن حريصاً على مواجهة ذلك بطريقة أخرى كأن تقول: "أنا لست مثالياً وأرتكب الأخطاء".

قد تحتاج إلى المشي، أو قراءة الكتب، أو الاهتمام بحيوان أليف، أو التأمل، أو ممارسة الرياضة، أو تناول بعض الشوكولا، أو أي شيء آخر تعتبره مفيداً لنفسك وصحتك النفسية قبل المضي قدماً في الخطوة التالية.

إقرأ أيضاً: الثقة وأهميتها في العلاقات الإنسانية

4. العودة:

لا يمكننا الهروب من مشكلاتنا إلى الأبد، على الرغم من أنَّ معظمنا يرغب في ذلك أحياناً، إلا أنَّ أصعب جزء في العلاقات هو إعادة التعامل مع الطرف الآخر بعد مواجهة العداوة والنزاع، فقد نكون خائفين ولكن يجب أن نكون يقظين، ومع ذلك يجب علينا العودة إذا أردنا مواصلة تلك العلاقات؛ فالعلاقات الأكثر أهمية بالنسبة لنا هي العلاقات التي نبذل فيها أكبر قدر من الجهد.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح تساعدك على تعلّم اللباقة

من الهام العودة إلى العلاقة بطريقة لطيفة، وفيما يلي بعض الأمثلة الجيدة:

  • أنا آسف لأنَّني كنت منزعجاً وسريع الغضب بشأن معاملتي تلك؛ لم يكن ذلك بسببك.
  • لقد لاحظت أنَّك انفعلت بشكل كبير من سؤالي؛ لم أكن أقصد شيئاً به، ولم أفهم رد فعلك، هل هناك خطب ما؟
  • أنا متوتر حقاً بشأن هذه المحادثة، هل يمكنك معانقتي أولاً؟
  • هل يمكنك إخباري ما الذي كنت تعاني منه عندما تحدثنا سابقاً؟

هذه هي المعادلة الكاملة: التراجع، إعادة التفكير، التعافي، العودة.

إنَّه أمر بسيط ومُسلٍّ، ولكنَّه مثل معظم الأمور في الحياة، فإنَّ قوله أسهل من فعله، والممارسة هي جزء من العلاقات التي تريد استمرارها والمحافظة عليها؛ فحالة الوجود هي عندما نعيش في الوقت الحاضر ونستمتع بما هو موجود.

إذا كان العلماء محقين بشأن العلاقات الودية الوثيقة التي ترتبط ارتباطاً إيجابياً بمستوى سعادتنا، فإنَّ القيام بذلك يعني الاسترخاء والاستمتاع بتلك اللحظات الجميلة الرائعة حين تبدو الأمور وكأنَّها تسير بشكل مثالي في الواقع.

 

المصدر




مقالات مرتبطة