4 استراتيجيات سهلة لتغيير العالم نحو الأفضل

هل فكرت يوماً أن تجسد صورة البطل في ذهنك؟ هل تريد أن ينعكس صدى أفكارك على العالم؟ هل تؤمن بأهمية ما تمنحه للعالم؟ هل تثق أنَّ بمقدورك تغيير العالم من حولك؟ إذا كنت كذلك، فقد وجدت صوتك الداخلي، وستنضم إلى الكثيرين الذين يحلمون بأن يعم الخير الكون.



قد تنتابك الحيرة حول مقدار العطاء الواجب عليك تقديمه، لكن ثق أنَّ مثقال ذرة من العطاء يقابله قنطار من الخير؛ فإن أعطيت، تغيَّر منظورك إلى الحياة نحو الأفضل، وتنعَّمت بالراحة النفسية، وأصبحت أكثر تقديراً للحياة.

إن وضعت نصب عينيك مَهمَّة مساعدة الآخرين، ستتمكن من تخطي المشكلات التي تعترضك، وتصبح أكثر استعداداً لأداء المَهمَّات التي يمتنع الآخرون عن القيام بها، وتصبح أكثر لطفاً في المواقف التي تتطلب ذلك؛ وستشمل بمحبتك واهتمامك الجميع، وتقدم العون لهم دون استثناء.

باشر من موقعك؛ فبمجرد أن تبدأ مساعدة الآخرين، ستجد نفسك راغباً بمزيد من العطاء؛ حيث تمنحنا مساعدة الآخرين شعوراً طيباً يقبع في ذاكرتنا، ويدفعنا إلى تقديم مزيد من المساعدة لهم، وتصبح تلك عادة مترسخة فينا لا نستطيع التخلي عنها.

لعلَّ الجيد في الموضوع أنَّ مساعدتك الآخرين تمنحك السعادة والرضا؛ ممَّا يعزز صحتك، ويخفف من توترك، ويطيل عمرك؛ كما ستعود كل بذرة خير تزرعها بالمنفعة على الكون عموماً، وعليك أنت خصوصاً.

إقرأ أيضاً: كيف نصل إلى مشاعر الرضا والسعادة في الحياة

1. المشاركة في أعمال تطوعية:

أنت لا تساعد المحتاجين من خلال العمل التطوعي فحسب، بل تشفي روحك أيضاً؛ وذلك نتيجة الشعور الطيب الذي تمنحه لك مساعدة الآخرين، فضلاً عن أنَّك تستطيع المشاركة في النهوض بمجتمعك، وتقديم الحلول للمشكلات التي تعيق تطوره؛ كما يمنحك تزويد الآخرين بالأمل شعوراً بالرضا عن النفس، لكون مساعدتك للآخرين تسهم ولو بمقدار بسيط في تحسين العالم.

ابدأ البحث عن أي قضية أو اهتمام أو منظمة تجد فيها فرصاً ثمينة لإجراء تغيير إيجابي؛ حيث بإمكانك التطوع في القضايا التي تلامسك في الصميم أو تبنِّيها، واستثمار الأدوات التي في متناول يدك لخدمتك، كأن تبحث عن طريق الإنترنت عمَّا يثير اهتمامك.

شاهد بالفديو: فوائد العمل التطوعي

هناك العديد من الأماكن التي تعرض لك كمَّاً من الفرص لتقديم خدماتك، كالمنظمات المحلية والعالمية؛ أو بإمكانك أن تؤسس منظمة، أو أن تبدأ حملة، أو تطلق فعالية؛ فالكثير من الناس بحاجة إلى المساعدة؛ لذا أجرِ جولة استطلاعية ولو عبر الإنترنت، لتتشكل لديك بعض الأفكار عمَّا يثير فيك الحماسة، فقد حان وقت العمل.

إقرأ أيضاً: كيف تبدأ حياتك من جديد بعد أن يبدو لك أنَّ الأوان قد فات؟

2. السعي إلى تحقيق أهدافك التي تصبو إليها:

تأسرك الأهداف بروعتها، وتمنحك حياة أفضل، سواء كنت تطمح إلى مساعدة الآخرين أم إلى تحقيق أمنياتك؛ حيث تنعكس حياتك على العالم، فتجعله مكاناً أفضل أيضاً.

توجد العديد من الطرائق التي تساعدك على إيجاد هدف يجعل حياتك ذات معنى، إذ ما من أمر فيها صعب التحقيق؛ لكنَّ الكثيرين يعلقون في الحياة غير قادرين على التقدم نحو الأمام.

ستجد على طول دربك في الحياة قيماً وأولويات خاطئة، أو حتى أشخاصاً سلبيين يحولون بينك وبين هدفك؛ لذا انتبه من التشتت أو إضاعة البوصلة.

ينبع هدفك من أن تعيش لمبادئك وتبدأ تنفيذ الخطط التي وضعتها؛ حيث يضع جمعينا أهدافاً نصب عينيه، لكن لا يقدر إلَّا بعضنا على تحقيقها؛ لذا إن أردت معرفة هدفك في الحياة، فاسأل نفسك: "ما الشيء الذي لا تستطيع العيش دونه؟"؛ فهو أمر أساسي كالغذاء والهواء، وهو ما ترغب فيه بشدة متجاهلاً آراء الآخرين.

قد يكون هذا الهدف وظيفة، أو معاملة لطيفة، أو منزلة رفيعة، أو إنجازاً، أو استثماراً، أو هدية، أو إجراء، أو منطلقاً؛ وبمعنى آخر: أي شيء يمنحك الرضا.

ستكتشف حينها أنَّك لست وحدك، فتخرج من منطقة راحتك أو حصنك المنيع، وتبدأ مساعدة الآخرين؛ فتكتشف أهمية ما تفعل لنفسك وللعالم مهما كان ضئيلاً.

لا تسمح لنفسك بالشعور بالإحباط لأنَّك لم تقدر على إنجاز أمر عظيم في حياتك، أو لأنَّك لم تحقق منزلة رفيعة، أو تصبح شخصاً مشهوراً وذا تأثير عظيم؛ فإن قمت بعمل خير متعلق بهدفك اليوم، فستقدر على اجتراح المعجزات التي تغير العالم.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتحفيز قدرتك على تحقيق أهدافك

3. الإيثار:

يُظهِر التخلي عن الأنانية وحب الذات أفضل ما فينا، إذ يتطلب الإيثار التضحية؛ وهو خصلة نبيلة، وتأكيد على القيم والأهداف لتحسين العالم وحياة الأشخاص من حولك، ويساعد الآخرين عندما يكونون في أمس الحاجة إليه، ويستطيع لوحده منحك الرضا الداخلي؛ ذلك لأنَّك لا تسعى إلى الحصول على مكافأة مادية، وأعظم مكافأة لك هي أن ترى الابتسامة تعلو وجوه الآخرين نتيجة حسن تعاملك معهم، وأن تُحدِث التغيير المرجو.

ومع ذلك، فقد لا تتمكن من رؤية ثمار ما زرعت على أرض الواقع، وكما يقول المثل اليوناني: "اغرس شجرة يستظل بها أحفادك".

إقرأ أيضاً: 9 علامات تدل على الشخص الأناني

قد لا تعرف من أين ستبدأ؛ لذا ازرع بذرة من اللطف، ودعها لتنمو مع الوقت، سواء كان مقدَّراً لك أن ترى ثمارها أم لا، وراقبها تكبر لتصبح شجرة عظيمة يتفرع منها تجربة نيرة وأثر عظيم وحل ناجع؛ إذ سيستظل الجميع بفيئها، لكن قد لا تتاح لك الفرصة لذلك؛ لذا كن ممتناً لأنَّك أنت من زرعها، وتكمن هنا روعة الإيثار.

لمَ الانتظار؟ ابدأ الآن، وعامل الناس بلطف وحب وتعاطف ودعم وتفهم؛ فهذه الأدوات التي تدل على إيثارك، لكونها تنبع من الصميم.

لست بحاجة إلى من يعلِّمك كيفية الإيثار، بل كل ما عليك فعله أن تضع الآخرين أو القضايا في المقام الأول من اهتماماتك، وأن تسعى إلى الأشياء التي تنير ظلمة العالم، فمثلاً: بادر بالتحية في المرة القادمة التي تصادف فيها شخصاً غريباً، واسأله عن أحواله بصدق واهتمام؛ أو ادفع حساب المشتريات عن أحدهم.

شاهد بالفديو: 8 طرق لتدريب العقل على التحلي بمزيدٍ من الإيجابية

عندما تكون لطيفاً مع أحدهم، ستحوِّل مجرى يومه نحو الأفضل، ويرد صنيعك لشخص آخر، وتكمن هنا عظمة الإيثار؛ فهي تنتقل كالعدوى بين الآخرين، وتنشر الإيجابية، وترغِّبهم في نشر المشاعر الطيبة التي منحتها لهم.

4. مشاركة تجاربك:

إنَّ دورك في هذه الحياة هام جداً؛ فأنت تثبت وجودك وتبدي رأيك بحرية، وقد تكون تجربتك هي الأمر الوحيد القادر على تقديم العون لشخص يمر بالصراعات نفسها التي مررت بها، وقد تكون آلامك هي دلالات الهداية لتائه يبحث عن النجاة، وعواطفك هي طوق النجاة الوحيد لحياته.

ربَّما تكون مشاركة تجربتك السبب في إنقاذ حياة أحدهم؛ ذلك لأنَّ الناس في النهاية محكومون بالأمل، فهو ما يدفعنا نحو الأفعال الحسنة وما فيه خير للعالم.

يمكنك تقديم الأمل لأحدهم من خلال إفادته بتجربتك القاسية، لذا فكر: ما العمل الذي قمت به وأثر فيك بطريقة أو بأخرى؟ وما الدروس التي تعلمتها؟ وكيف تمكنت من تجاوزها؟ وكيف كان الشعور بالتعافي؟ وماذا أنجزت منذ ذلك الحين؟

إقرأ أيضاً: 8 نصائح هامة للاستفادة من تجاربك المؤلمة

فكر في تجربتك؛ فأنت تمتلك الوسائل جميعها التي تمكِّنك من تغيير العالم، وهذه التجربة وحدها قادرة على جعل العالم مكاناً أفضل؛ كما يمكنك أن تشارك تجربتك بالطريقة التي تراها مناسبة، كأن تنشرها على مدونتك، أو تكتبها على شكل مقال، أو تصنع عنها فيلماً، أو تجري مقابلة حولها، أو تنشرها في كتاب، أو تذكرها في خطاب، أو تشاركها فقط مع شخص آخر.

الأمر عائد إليك أيَّاً كان ما تريد فعله؛ إذ يتطلب الأمر بعضاً من الشجاعة والحذر على حد سواء، لكنَّه يستحق المحاولة لأنَّك ستجد في الجهة المقابلة أشخاصاً قد مروا بالتجربة نفسها، ويرغبون في معرفة الأسباب التي ساعدتك على الاستمرار؛ إذ قد يكون صمودك حافزاً لهم، فتصبح بذلك مرشداً وناصحاً.

شاهد بالفديو: 7 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

ستغير حياة الآخرين الذين يتطلعون إليك، وهذه قوة لا تضاهيها قوة، وهي ملكك لتستخدمها متى أردت، وكل ما عليك فعله هو الانفتاح؛ فلا تسعَ إلى الكمال، وتقبَّل عيوبك وفشلك باعتبارهما أدوات تساعدك على التعلم والنمو.

إن أردت إحداث تغيير، فعليك تقدير قيمة تجربتك، واستغلال الدروس التي تعلمتها لإحداث التغيير المنشود في العالم؛ وما أن تبدأ بذلك، حتى تجد من يحذو خطاك ويعتبرك قدوته.

لا شيء يمنحك الحماسة كالاستفادة من التجارب السلبية لإحداث تغيير إيجابي؛ فإن لم تستطع تغيير ماضيك، فاستغله، ولا تجعل نفسك رهينة له، ولا تسمح له بأن يستحوذ على حياتك؛ بل استفد منه كأداة تساعد بها الآخرين، وكمجموعة من التجارب التي تأخذ منها العِبَر.

أنت تعيد تعليم نفسك دروس الحياة من خلال تعليم غيرك، وتنقذ بهذا نفسك والآخرين، وتكون بمثابة تذكير بأنَّك لست وحدك من يعاني الصعوبات؛ لذا لا تدع شيئاً يقف في طريقك.

الخلاصة:

إن أردت الخير، فكن على طبيعتك؛ وكما قال الكاتب الأمريكي واين داير (Wayne Dyer): "أنت لست إنساناً، ما لم تتصرف بإنسانية".

يكفي الآخرين أن تكون حاضراً بينهم بكل جوارحك، وأن تُظهِر اتصالك بهم، كي تمتلك خياراتك وشخصيتك تأثيراً فيهم بشكل أو بآخر؛ فلمَ لا تركز هذه الطاقة على القضية التي تهمك، أو تجد هدفاً، أو تكون شخصاً معطاء، أو تشارك تجربتك؟ باستطاعتك حقاً أن تتغير، فالعالم بانتظارك ليسطع نجمك؛ لذا انسَ الماضي، وعش حياتك بحب.

المصدر




مقالات مرتبطة